الهجرة و تأسيس مجتمعات جديدة في أوروبا – التجلي الثقافي و آثاره على تجاوز الأزمة الهوياتية
-تمر المجتمعات الاوروبية بسبب موجات الهجرة العاتية الغير المتوقفة بمرحلة تاريخية و انتقالية و بمخاض لا ندري كيف ستكون ولادة المولود الجديد فيه: قيصرية أو عادية؛ شكل هذا المولود، حجمه، طاقاته، توجهاته، ميولاته، طريقة عمله.
لقد خلق هذا النزوح لللاجئين لكافة المواطنين الأصليين و أحيانا المواطنين بخلفيات أجنبية نوعا من التهيج الناجم عن الخوف من “الغريب” و قسم ذلك المجتمع الى متعاطفين و رافضين لهذا التغير في النسيج المجتمعي. فمادامت الثقافة الفردية مقتصرة على اجترار محتويات مبتذلة و محضرة مسبقة في صالونات خلق الأحكام الجاهزة ، ستبقى تحكم معاملاتنا مزاعم توجه الرأي العام مبنية على الخوف و التخويف و الاقصاء و التهميش و الكراهية.
و عليه تبقى للجمعيات المغربية في هذه الفضاءات فرصا قليلة و رقعة زمنية ضيقة لإعادة النظر في ترميم بيتها الداخلي و خلق أحلاف قوية مع روادها و مع بقية الجمعيات و مع شرائح المجتمع المتواجدة داخله من مدارس و إعلام و مؤسسات و أحزاب سياسية، كل هذا من أجل خلق تجلي ثقافي له وزنه و يدعو الاخر المتشنج للمشاركة و المساهمة بعيد عن التقليص في جلباب الدين، بل في المشترك القيمي الإنساني … و في ذلك فليتنافس المتنافسون
محمد عسيلة – مستشار في شؤون الاندماج و التربية و التعليم