عبد الرحيم السارح
كما سبق و أن أشرت مرارا و تكرارا،أو في كل فرصة و مناسبة أتيحت للحديث عن حرفة من أقدمها في المنطقة؛حرفة كانت و لازالت موردا أساسيا و مهما لكثير من الأسر إن لم نقل جلها.كيف لا و الصيد التقليدي براس الماء و معها أركمان و بني انصار و كل مدن ساحل المملكة،يحترفه الالاف من الشيب و الشباب،رافعين تحدي مقاومة جبروت البحر و المحيط،مواجهين سخط و غضب الامواج العاتية بقوارب تبدو كقشة في مياه المتوسط و الاطلسي.
حرفة الصيد التقليدي مع مرور الزمن و الايام،تكاد تصبح في خبر كان،بفعل فاعل تارة،و في غياب تام لدعم مصالح الدولة للدعم و التوجيه تارة أخرى..
فمرورا بمعاناة البحار البسيط برأس الماء كمثال لا الحصر،الراجع اساسا إلى غلاء البنزين المدعم،و ندرة مواد البحر المصطادة،إلى جبروت سماسرة البيع و الشراء بأبخس الاثمان.أصبح البحار تائها بين واقع البطالة و صعوبة الاستمرار في الحرفة،التي اعتاش منها و مازال يعتاش منها مئات العائلات براس الناء.أضف لذلك ما توفره استمرار هذه المهنة من فرص نجاح باقي مجالات الحياة بالمدينة.علما أن شهرة المدينة كانت و لازالت مستمرة بفضل أيادي البحار،التي يمكن أن نستخلص معانته و انتضاراته بمجرد القاء نظرة بسيطة مبسطة على كفه المتآكلة و المحفرة.كف يختزل تشققات تحكي آلاما و أوجاعا،لم يلتفت اليها احد..
هو حديث بدأناه و لن ينتهي الا بنهاية جميلة لهذه الآلام و المعاناة..
معاناة لن تنتهي إلا بدعم حقيقي و معقول..
معقول يحثم على مسؤولي القطاع التحرك قبل ذبول البحار..
بحار يستوجب عليه الخروج من الجلباب التقليدي للدفاع عن حقوقه الكاملة..
حقوق لا يمكن ان تؤتي أكلها إلا بتظافر جهود جل الفعاليات..
فعاليات،نقابية،حزبية،جمعوية،منتخبة و ادارية..عليها تحمل المسؤولية و الشجاعة لتحريك ملف دعم الصيد التقليدي،حفاظا على لقمة عيش المئات من أسر هذه المنطقة المكلومة من جميع مناحي و مجالات الحياة اليومية..
كلام في الصميم. السيد السارح يعلم خبايا الأمور بحكم نشاته في عاءلة جل أفرادها يمتهنون الصيد..
الصيد البحري هو عمود الاقتصاد لهذه القرية! وهو اقتصاد جد هش ويجب تظافر الجهود من اجل الحفاظ على التماسك السوسيواقتصادي للمنطقة والضرب بيد من حديد على سماسرة الطمع والاحتكار.. هؤلاء السماسرة يتلاعبو بالمدخول الوحيد للعديد من العائلات وينذر بانفجار وشيك ….
أيضا يجب النظر في قوانين الصيد الساحلي (بارخات) التي تحصد كل شيء ليلا نهارا بما فيه شباك الصياد ذو القوارب الصغيرة..
“بارخات” تصيد في مناطق وضع الاسماك للبيوض بدون رقابة وكذالك باستعمال اليات محرمة عالميا في هذا المجال بما يستنزف الثروات السمكية ويحرم الصياد الصغير قوت يومه
إستوقفتني في هذا المقال جملتين و هما :
– الجملة الأولى : ندرة مواد البحر المصطادة ، هنا الإشكال حيث إستعمال وسائل للصيد ممنوعة و عدم إحترام الراحة البيولوجية و الصيد الجائر بعض الأنواع التي بدأت في تناقص إن لم نقل تنقرض ، كما أن مصب وادي ملوية الذي يعرف إنسدادا و قلة ز ضعف الصبييب مما يشكل خطرا على تغدية بعض الأنواع من الحيوانات البحرية علما أن قلة وعي الساكنة بالمجال البيولووجي لو الإيكولوجي للموقع و ترشيدهم للحفاظ على الثروة السمكية ،وقات تدفق أنواع من السمك صغيرة الحجم لم تصل بعد للحجم القابل للتسويق بالإضافة إلى صيد بعض الأنواع التي لها دور مهم في الحفاظ على التنوع و التوازن البيئي.
– الجملة الثانية : هذه المنطقة المكلومة من جميع مناحي ، أتعرف معنى كلمة مكلومة في قاموس اللغة حتى تضعها في مكان غير مناسب ؟ كلمة مكلومة هي جريحة ، عجبا كأن كاتب المقال يقصد أن المنطقة خارجة من حرب وضعت اوزارها رغم ان المنطقة أخدت نصيبها من التنمية كباقي ربوع اللملكة ز مسألة الصيد فهو قطاع بالفعل يعاني كباقي القطاغات لكن الساكنة لها دور مهم في معانات القطاع كما سبق و أن ذكرت . و شكرا .