بقلم: عـــادل شكـــرانـــي
قبل سنوات لم تكن هناك بنايات، وحدائق مخضرة، كما هو الحال الآن.
كان التمشي في شوارع مدينة زايو يجعل الروح ترفرف، والركض بين أطرافها صحة وجمال، والتسوق في سوقها وحوانيتها متعة، كانت مكتباتها تبيع كتباً من ثمرات المطابع في الفكر والسياسة والقانون والفن.
كان أناس المدينة وزوارها يجدون في سوقها الصغير “سوق الخميس “، ما لا تجده في الأسواق الكبيرة. الخضر والفواكه والأسماك واللحوم الطازجة، و طيور الزينة وتلك التي تغرد و تشقشق في كل الأوقات ، وزهور الأقحوان، والنساء البدينات والرشيقات اللائي يتسوقن على مهل.
صباحات المدينة كانت مبهجة، نهاراتها جميلة صيفاً وخريفاً وشتاء .
كنا نتمشى في المدينة، في هدوء ونظام وانتظام .
زايو، كان فيها كل مظاهر التفرد.
كانت من المدن الأكثر هدوءً وتوادداً، يعرف فيه الناس كل صباح ماذا فعل فيه الآخرون طوال الليل.
كل ذلك اندثر.
لم تعد زايــــو هي زايــــو.
تحولت إلى شوارع وأزقة مزدحمة فيها الكثير من الضجيج والصياح كشارع ” أثينا ” وشارع ” ابن خلدون ” خاصة في أوقات ما بعد العصر .
اندثرت الأشياء الجميلة ، ثمة بقايا عاملها الزمن بقسوة، من ذلك دور مهجورة يسكنها متشردون، “برج الحمــام” .
باتت زايو التي تكدست حتى فاضت ” 40 ” ألف نسمة حسب إحصائيات سنة 2014، قبلة لكل جنس وفئة عمرية من كل الجهات .
تسكع وتحرش وعراك ومشاجرات، وعدد لا يحصى من القطط الضالة قبالة باب المركب التجاري جهة بائعي السمك، والأشخاص الذين يبحثون عن لقمـة عيــش في سهل صبرة، باعة متجولــون كثيـــرون يبيعون الخضر والفواكه.
أبواق السيارات عالية تحسب وكأنك في “منهاتن “بأمريكا، دراجات نارية مزعجة ومنفرة تحدث هديراً. تلوث سمعي في كل مكان خاصة في المساء أي الساعة السادسة مساء، رائحة شمندر معمل السكر في الصيف تزكم الأنوف.
في يوم ما، في زمن ما، كانت زايو هي الدور الصغيرة الأنيقة، ومساحات خضراء ينبت فيها العشب برذاذ المطر، بيـْـد أن الزمان يدور، دار الزمان دورته، وأضحت زايو بنايات تجاور بنايات، أصبحت غابة اسمنت.
رحل كثيرون وجاء كثيرون، بعض شبابها هاجروا إلى الخارج، إن لم نقل كُلهم بسبب البطالة، وغياب فرص عمل بالمدينة.
آخرون غادروا إلى “طنجة” المدينة التي تنمو نمواً سريعا بفعل التنمية التي تعرفها .
المقاهي في زايو التهمت المتاجر، الشوارع ضاقت، ساحات العشب يبست..
زايو صارت مدينة فقدت هويتها، المدن التي تفقد هويتها، تفقد ناسها أيضاً.
ابدعت صديقي عادل
انا بعدا كنخاف فاش كندوز جهة المعرض لغوات والصداع والزحمة
Ahsan zaio kanat fi attis3inat
اصبت في مالته اخي الفاضل،ولكن في مايخص ذهاب نساء مدينة زايو الى الاسواق والمتاجر كما نراه اليوم فأعتقد أنك جانبت الحقيقة لأن ما كان يميز زايو هو النمط المحافظ لأهلها وخاصة خروج النساء الى الاسواق،وأشكرك على هذا الاهتمام.
أستسمح زايو حاليا في أوج ازدهاره؛ في سابق لم تكن تتوفر على طرق المعبدة التي تربط بين زايو وضواحيه عكس الان، وقبل كان تلميذ يعبر مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة عكس الحاضر، بالإضافة إلى وجود الأمن من قبل كان زايو مليء بالسكارية الذي كل حي عرف بمجموعة من سكايرية بمجرد وصول المغرب يجتمعون حول النار المرآة لم تكن تستطيع الخروج بحرية وآمان عكس في الوقت الراهن، زايو حاليا الحاجة الوحيدة التي يحتاجها هي الشتاء أما هو في حالة جيدة بفضل المسؤولين الذين يعملون على قدم وساق من أجل مصلحة زايو….