لم يعد خفيا على أحد اليوم، في ظل العبث الذي صرنا نعيش فيه نتيجة لتخلف المشهد السياسي عن مواكبة الحداثة والتطور الفكري وتقدم الوعي لدى أطياف المجتمع المختلفة، (لم يعد خفيا) بأن الأمر صار يستدعي تدخلا حازما وصارما يعمل على اجتثاث جذور هذا العبث من تربة الفساد التي نمت فيها، ثم بناء سدود منيعة تمنع المياه المتدفقة من الوصول إلى تلك التربة، فتصير بذلك أرضا بورا لا ترعى فيها سوى خبائث المخلوقات من زواحف وحشرات سامة ستضطر حين ذلك إلى الاقتيات على بعضها البعض.
كيف لا وقد بلغ السيل الزبى وبلغت روح الوطن الحلقوم وقاربت شمسه على غروب أبدي لا إشراقة بعده، هذا الوطن الذي طغى كبراءه وافترسوا وخضع عامته واعتزلوا.. فإذا كان الطغيان وابتلاع الوطن يعد جريمة بإجماع الضمائر والنفوس، فإن الاستسلام والاعتزال مشاركة في الجريمة باجتهاد الأفكار والعقول.
لا جرم أن ما يعيش فيه سكان مدينة زايو (والتركيز هنا على شبابها) من رتابة وفقدان للأمل وضيق في الأفق وضغوط نفسية لا يجدون حتى المأوى الملائم من أجل التخفيف من حدتها.. (لا جرم) أن هذه الوضعية التي لا يمكن اعتبارها لائقة بمفهوم الإنسانية بأي حال من الأحوال، تستدعي منا جميعا وقفة لتشخيص الداء و القيام بمحاولة لمعالجته، لأن ما قبلنا به على أنفسنا ورضينا به غفلة منا وسذاجة، لا يجوز لنا أبدا أن نقبل به ونرضاه على الأجيال المقبلة التي قد تهزأ بنا أو ربما تلعننا على تخاذلنا وتعاطينا السلبي مع أيدي العبث، حتى قد صرنا مطبعين مع اللامعقول والعشوائية وكأنهما سمتان ضروريتان لبقاءنا وعيشنا على هذه البقعة من الأرض.
لا يمكن طبعا أن نلوم شابا عاجزا عن إيجاد طرف خيط يمسكه ليقبل به على مسؤوليات الحياة المختلفة، خيط يضمن له التوازن والقدرة (ولو نسبيا) على قطع مراحل الوجود البشري بشكل كريم ولائق، (لا يمكن لومه) على شعور الغضب وفقدان الثقة تجاه “سياسيين” دمروا كل مقومات الحياة الطبيعية وأنهوا كل إمكانية لتحقيق تنمية محلية تغني الشباب عن الاحساس بالذل وبالهوان و عن اللجوء إلى الوصفات المنسيات وعن التفكير في هروب ليس بعده رجوع.. ولكن، أليس كل تغيير تلزمه نقطة بداية؟ أليس يجب أن يبقى شريان في الجسم نابضا كي لا يتم استخراج شهادة الوفاة وتصريح الدفن لهذا الجسم؟ أليست المحاولة شرفا والتراجع جبنا؟ إلى متى ستظل النخبة الشابة مسيرة ومتحكما في مصيرها من طرف عقول شيخة ومناهج تفكيرية متهالكة؟
كل هذا التساؤلات الاستنكارية توصل إلى إدراك وحيد يتجلى في ضرورة دخول المعمعة، والمشاركة بقوة كبيرة في النضال السياسي المؤسسي عبر الإطارات الرسمية ذات القوة الاعتبارية، وأن هذه المشاركة يجب أن تكون على شكل تحالفات وتكتلات مؤثرة تكون فيها الشريحة الشبابية هي الأغلبية العظمى وذات الأثر الفعلي فكرا وعملا، مما يخلص بنا إلى أن الانخراط الجماعي في أحزاب سياسية داخل هذه المدينة التي أحزابها مجرد دكاكين يفتح أصحابها المعهودون أبوابها عندما تقتضي المصلحة والحاجة ذلك، هو (الإنخراط) الحل الأوحد والحتمي لإصلاح ما يمكن إصلاحه ولإحداث شيء من التغيير يجعلنا والأجيال المقبلة نشعر بآدميتنا التي تم انتهاكها وطمسها عبر عقود.
الاحزاب عصابات تقوم بما يلزم للحفاظ على سيطرتها تارة بالترغيب وتارة بالترهيب وفي معظم الاحيان بشراء الذمم بعد تجويع الناس وجعلهم اءناب لا حول ولا قوة لهم … السياسة ميتنقع قذر اريد له ان يكون بدون بداية ولا نهاية الكل متهم وفي نفس الوقت الكل بريء الكل فاسد والكل نظيف كلما اريد لاحد ان بكون بين القضبان نشر كتابه … السياسة غابة الاقوياء لفرض قانونهم على الفقراء لعل ذلك ما جعل معظم اللصوص وتجار المخدرات والقتلة وناهبي الاموال العامة يحتمون داخل الاحزاب كل ذلك جعل الشرفاء ينفرون من الاحزاب ومن السياسة بل وجعل الغالبية تمتطي قوارب الموت
أنت تتحدث عما هو موجود، وأنا أتحدث عما يجب أن يكون… لا مناص من المحاولة فمجرد الانتقاد أمر سهل جدا
مقال أدبي متناسق و ذو تعابير مجازية دالة . لكن يحصر الأزمة في الأحزاب و في شيخوخة الطبقة السياسية . هنا أطرح ثلاث أسئلة على الكاتب : 1. هل الشباب مؤهل الآن لتحمل المسؤولية من نواحي القيم و الصبر و التسامح ؟2. هل يملك الشباب القوة العقلية و النفسية للتضحية من أجل البناء و انتظار النتائج _ مع ما هو في الواقع من استعجال الرفاهية و حق الاستمتاع بالوقت الثالث على حساب العمل و العلاقة العائلية؟ 3. هل يمكن مقارنة الأجيال الجديدة في الوطنية والأجيال السابقة ؟
إذا كان سؤالك الأول حول أهلية الشباب سؤال عام يشمل الشباب جميعا فالإجابة طبعا ستكون بالنفي لأنه لا يعقل أن نصف جميع الأفراد الذين يمثلون الشريحة الشبابية بأنهم مؤهلون وقادرون على تحمل المسؤوليات، لكن إذا فصلنا تفصيلا منصفا فإننا سنجد نخبة شابة بوسعها الأخذ بزمام الأمور وتملك من الحماس والجرأة ما يجعلها أنسب من غيرها للخروج بهذا الوطن من عنق الزجاجة يكفي فقط أن يفرضوا أنفسهم بكثافة لأن المبادرات والنضالات الفردية لا تؤتي أكلا في ظل قوى الاستبداد الموجودة والتي هي في مجملها قوى “القادة الشيوخ” الذين لا يجدون من يكبح جماح نزواتهم ولا حتى من يحاول مواجهتهم ولو بإبداء الرأي.. كما أن الشباب هو من لديه الأفكار والمناهج الملائمة لمواكبة التقدم الحاصل على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات لهذا فإن الديمقراطيات الحديثة أساسها التغيير في المناصب وعدم الخلود فيها وإعطاء الفرصة للشباب المتعلم المثقف الواغي والمهتم بشؤون وطنه وإشراكهم في تسطير برامج التنمية وتنزيلها بشكل ناجع وسريع لأن السرعة مطلوبة والاستعجال ليس عيبا أبدا مادامت البرامج المسطرة مبنية على أسس وقواعد متينة كما أن عدم الاستعجال جعل دولا أخرى كانت في ذيل الركب تبتعد سنوات ضوئية عنا اليوم.. أما الوطنية فلا أعتقد بأن أحدا يملك الصلاحية في تحديد من الاكثر وطنية ومن الاقل ولا أحد حقه المزايدة حول هذا الموضوع ولكن لا يخفى على أحد بأن من الأجيال السابقة من هم السبب المباشر في نهب هذا الوطن وتخلفه…
لسلآم عليك إبن عمي أنآ فخور بك وزآدك ألله علمآ شآفآك ألله بلغ سلآمي ألحآرلأبيك ألمحترم وعمك ألحآج وسلآمي ألحآرلجميع أفرآد ألعآءلة
حياك الله يا ابن العم سلامك مبلغ بإذن الله.. جعلني الله على مستوى حسن ظنكم بي وأدعوه أن يجعل حياتكم مليئة بالفخر والسعادة.
سلامي لك ولكل العائلة