مراد ميموني:
لقي زوجان في عقدهما السادس مصرعهما اختناقا، ليلة أمس الأربعاء، بجماعة سلوان التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الناظور، جراء تسرب غاز البوتان، الأمر الذي استدعى تدخل عائلتهما ونقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى الحسني، قبل أن يلفظا أنفاسهما الأخيرة هناك.
وأوضحت مصادر، أن الزوجين عثر عليهما مغمى عليهما بمنزلهما الكائن بجماعة سلوان، بعد أن استنشقا كمية مهمة من غاز البوتان المنبعث من سخان مائي، ما أدى إلى اختناقهما ونقلهما على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الحسني بالناظور، حيث لم يتمكن الطاقم الطبي لمصلحة الإنعاش بالمستشفى من إنقاذ حياتهما، نتيجة استنشاق رئتيهما لكميات كبيرة من غاز البوتان القاتل..
وأضافت المصادر ذاتها أن السلطات المحلية، فور علمها بالخبر، حلت إلى عين المكان بمعية عناصر الدرك الملكي، من أجل الوقوف على ملابسات الواقعة، فيما سيتم إخضاع الجثتين للتشريح الطبي لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الفاجعة.
كيف يحدث الاختناق بسبب سخانات الغاز؟
يلجأ الناس خلال موسم الشتاء إلى سخانات الماء بشكل مكثف، وفي غياب إجراءات السلامة، تحصل أحيانًا بعض الحوادث المميتة بسبب تسرب الغاز من السخان.
وعندما يحدث خلل في السخان، فإنه ينتج أثناء اشتغاله غاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية، وهو غاز خطير بعكس ثنائي أكسيد الكربون غير المضر، حيث يقلل بشدة عند استنشاقه من كمية الأكسجين المحمولة للأنسجة في الجسم، بالنظر إلى أن له قابلية أعلى من الأوكسجين للارتباط بالهيموجلوبين (عربات النقل في الجسم) بـ200 مرة، مما يعرض الجسد البشري بشكل سريع إلى نقص إمداد الأعضاء الحيوية بالأكسجين.
وما يزيد خطورة هذا الغاز أنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة، بحيث لا يدرك الشخص العادي وجوده، إلا بعد أن يتسمم بهذا الغاز بصورة تدريجية، تظهر علاماته من خلال صداع وتشوش ذهني ونقص في الرؤية قبل الإغماء ثم الوفاة، وتحدث كثيرًا حالات الاختناق حتى الموت أثناء النوم بسبب التسمم بهذا الغاز. وتكفي نسبة تركيز % 0.1 من أحادي أكسيد الكربون في الهواء ليكون مميتًا خلال ساعة واحدة.
ويرتفع خطر تأثير هذا الغاز على المسنين والرضع والنساء الحوامل، بالإضافة للمصابين بفقر الدم، ومرضى القلب والشرايين، ومرضى الجهاز التنفسي.
أسباب حوادث سخان الغاز
يخلف سخان الماء ضحايا بشكل متواصل في بلداننا، بعكس أوروبا التي لا نسمع عن مثل هذه الحوادث فيها، وذلك لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية ترتبط بالمنطقة.
افتقاد سخانات الغاز لشروط السلامة
تأتي غالبًا السخانات الرائجة في السوق من الصين، وهي أجهزة من المعروف أنها مفتقدة للجودة وشروط السلامة، كما تأتي أيضًا هذه السخانات من أوروبا، إلا أن العديد منها لا يخضع لمعايير السلامة الوطنية، مع العلم أن مواطني البلدان الأوروبية لا يستعملون سخانات الماء العاملة بالغاز. ويزداد الأمر سوءًا عندما يلجأ الناس لشرائها في أسواق الخردة لرخص ثمنها، إلا أن قدمها يجعل مستوى السلامة بها متدنٍ جدًا.
إضافة لذلك، تستعمل معظم البلدان العربية غاز «البروبان» المملوء في القارورات غير المؤمنة، وهو غاز أكثر قابلية للانتشار والاشتعال من الغاز الطبيعي، بخلاف الوضع في أوروبا، حيث يتم إمداد الغاز الطبيعي بواسطة الأنابيب المجهزة بقواطع تعمل بشكل أوتوماتيكي في حالة التسرب، بدل القنينات.
غياب ثقافة السلامة ببلداننا
تتسبب ثقافة الإهمال السائدة في مجتمعاتنا في مخاطر قاتلة في بعض الأحيان نتيجة التخلي عن إجراءات السلامة، على سبيل المثال، تحتاج سخانات الغاز بين الفينة والأخرى إلى معاينة المهني المختص، للتأكد من سلامة السخان وصلاحيته، إذ تحتاج الخراطيم الموصلة للغاز إلى الاستبدال بعد مدة معينة.
السلام عليكم : باسمي ونيابة عن جميع أفراد عائلتي أتقدم
بتعازي الحارة الى الأخ مراد وان لله وان اليه راجعون. اخوك يحي