د.يوسف توفيق
لغز
بعد ان انفتحت البوابة السجن الرئيسة، استقبلني رئيس المعقل وهو يحمل جهاز اللاسلكي ورزمة كبيرة من المفاتيح. المفتاح هو اهم قطعة في عدة حراس السجون ..سد باش تلقا ماتحل، عبارة رددها رئيس المعقل بحزم كبير وهو يدير المفتاح استدارة كاملة لينفتح باب الفصل وتنكشف ساحة كبيرة تضم بالاضافة الى المصحة اقساما عديدة .يتدرب حارس السجن شهورا طويلة قبل ان يتعلم كيف يحكم قبضة المفتاح ويديره بتلك الطريقة الاحترافية العجيبة، اشياء اخرى عليه ان يتعلمها ..سلسلة الدروس لا تنتهي وعند اشراقة كل يوم هناك درس جديد عليه ان يستوعبه جيدا..قمنا بجولة صغيرة في مرافق السجن قبل ان نتجه الى المعقل المنزوي في قلب السجن..حارس السجن شخص يقظ منتبه حساس ..يمكن ان تتعطل فيه جميع الحواس الا حاسة اليقظة ..يسمع ويقرأ عبارات كثيرة تحثه على الانتباه واليقظة، في التعليمات والمذكرات والمراسلات.. ما عليه إن فقد حاسة اليقظة الا ان يسلم المفاتيح ويخرج من الباب السجن الرئيس قبل ان يتقرر ايداعه فيه لسنوات طويلة..ترافقه حاسة اليقظة حتى عندما يغادر اسوار السجن الى بيته بعد انتهاء الدوام، يكون متيقظا مع زوجته وابنائه والناس أجمعين ..ندلف من باب المعقل، تلفحنا رائحة لا توجد في غير تلك الامكنة..مزيج من الرطوبة والعرق وروائح السجائر والمبوقات والطعام ..يتسطيع وافد جديد مثلي ان يفقد وعيه وهي تخترق أنفه، لا يبدي الحراس اي امتعاض فقد تعودوا عليها وتعودت عليهم وصارت جزءا من معيشهم اليومي الذي يحملون بركاته الى العالم الخارجي..يسلقني السجناء بنظراتهم الحادة والذكية ..يبدون ادبا جما وانا امر بينهم خاليا من كل شيء..يمكن ان يباغتني احدهم في اية لحظة ويغرز آلة حادة في رقبتي، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ولن يحدث، لدي اليقين في ذلك، السجين إنسان وحين تشعره بانسانيته فإنه يبادلك الشعور والتقدير ..بعد حملة تفتيش دقيقة وجدوا هاتفا ذكيا في احدى الغرف مع كيس مخدرات قوية، السجين ينكر بشدة، المدير يطلب من احد التقنيين ان يكشف كلمة سر الهاتف ليتم التعرف على الموظف ..السجين ينكر ويقسم بأغلظ الايمان بأنه لن يعترف حتى ولو لفظ انفاسه الاخيرة، ستضاف له عقوبة اخرى ويرحل الى سجن آخر ..لن يخسر شيئا اذا ادلى باسم الموظف ..موظف طويل يحمل قضيبا بلاستيكيا يهوي به على السجين بكل قسوة والسجين يصرخ لكنه لا يعترف..والمدير يتوعد السجين ويسبه بكلمات نابية ..التقني عرف اسم الموظف عندما اكتشف كلمة السر واغلق الهاتف واخبر المدير بصعوبة المهمة ..المحقق كونان الذي هو أنا عرف الموظف المشبوه..لكنني بدوري سألوذ بالصمت ..للموظف ابناء وزوجة ..مأساة كبيرة ستحل بالموظف إن كشف اسمه..لن اكون اقل شهامة من السجين ومن التقني..الموظف الطويل هو من فعلها
يوسف توفيق صديق الطفولة والدراسة في اعدادية علال الفاسي لك مني السلام من زايو الابية الصبورة
عودتنا بكلامك الحلو واشتقنا لجلساتك الشيقة ولشعرك الرائع
موضوع شيق وحلو , لا تغيب علينا طويلا
السلام عليكم اتابع بشوق كتابتك واصل بالامس كنت تلميذي واليوم صرت من المعجبين
كانت تجربة مرة بعد أن دخلته ظلما ، عانقت حريتي بعد أن ثبتت برائتي ، لم أكن أعلم أن سجاني من أعز أصدقاء طفولتي الذي لم أره لمدة 15 عاما ، فتح لي الباب عانقني بشدة بعد أن سمع إسمي في لائحة الخروج