زايو سيتي.نت: عادل عسرواي
دائما ما نرفع بمدينتا العزيزة زايو شعار التغيير ، و نأمل في غد أفضل و عيشة كريمة ،و ضيعنا فرصا كثيرة للتغيير سابقا و سنفلتها لاحقا ، لكن عن أي تغيير نتحدث. و ما معنى التغيير؟
التغيير كلمة لا تكاد تفارق ألسنتنا و آذاننا لكن لم نعد نلمس آثارها في قلوبنا أو أمام أعيننا. الكل يتحدث عن التغيير و بالتغيير، لكن تبقى حروفا تتطاير هنا وهناك.
التغيير في اللغة مصدر غير ،أي فعل وسلوك و ليس مجرد قول،ونجد صورا عديدة تخالف هذا الأصل فمثلا عند وصول الحافلة لموقفها ترانا نستبق و نتسابق لكي نحظى بمقعد للجلوس، إن وجدناه شاغرا استرحنا وأعجبنا بأنفسنا و تركنا كبارنا يتصببون عرقا ويشتكون تعبا وإن وجدناه مشغولا صرنا دعاة للتغيير و ووجهنا خطاباتنا لأقراننا والأصغر منا سنا بغية الرأفة بنا.
أهذا فعلا هو التغيير؟؟
لماذا نحن أنانيون هكذا ؟ نستخدم كل شيئ وكل ما لدينا من حروف من أجل إرضاء أنفسنا على حساب الآخرين.
من جهة أخرى يحسب الكثيرون أن التغيير هو تغيير المكان واستبدال المواقع. فينتقلون من مكان لآخر أو من نشاط لآخر، و من علاقة إلى أخرى ، أو من صداقة قديمة إلى جديدة، بشكل عام هربا من واقع مر ، لكن هذا النوع من التغيير لا يسفر عنه جديد، فليس التغيير هو ما يتعلق بسطح الأشياء و صورتها، لكن التغيير الحقيقي هو التغيير الداخلي و الأعماق للكيان الانساني، إنه تغيير القلب و تغيير النفس، قال الله عز و جل “(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ”
مدينة زايو تحتاج لنساءها و رجالها خاصة منهم الشباب من يغير في نفسه أولا و من يجاهد فيها، و ليس “بقوة الهضرة و كريتك الخاوي” .
مدينة زايو تحتاج لمواطن واعي يتقبل الاخر ، يحاول في حدود الموضوعية تقبل كل إختلاف باعتباره شرطا أساسيا لأي حوار، كما ليس مقبولا رفض كل من يعارضني ما دام التعارض أيضا يؤسس لقاعدة مهمة في فن التواصل و هي مساءلة القناعات و التوجهات و الافكار، لكن هذا الكلام يبقى نسبيا عندما تواجه بعض الكائنات السياسية أو بعض التوجهات الفكرية المعينة المقوقعة المناوئة لكل تغيير خارج منظومتها الفكرية.
الحياة بدون اختلاف رتيبة و مملة، و تخيلوا أن كل شيئ مثل بعضه.. طريقة أكلنا ، لباسنا، لهجاتنا.. حتى أصابع الانسان و بنانه فلا يوجد على وجه الارض بصماته تطابق أحد من البشر،. فالناس يختلفون و تتباين وجهات نظرهم و أفكارهم قال الله تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ . إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
مدينة زايو تحتاج من يخرجها من سباتها الان و ليس غدا ، دائما ما أقولها و سأكررها، نحتاج بشدة لمواطن على مستوى من الوعي و واقعي طموح ليس شعب الشفوي في المقاهي و خلف الحاسوب في تعاليق هدامة لا تسمن و لا تغني من جوع فقط هرطقة فارغة التهمت أعراض الناس لكن الخاسر من ينصت الى هكذا تعاليق. كما أن التنمية لن نحققها أو نحلم بها و يسود بيننا النفاق الاجتماعي و يعيش بيننا شعب عبارة عن “كركسات مونتاج شينوا” فلا محتوى و لا إضافة و لا عقول سليمة.
نأمل في التغيير لكن “مكاينش معامن” ..
التغيير يا كاتب المقال يبدأ من الذات لا يمكن لشخص مهما كان أن يعدني بكذا و كذا و أنا لا ألمس سمات التغيير في حياته هو … بالخشيبات خاصني نشوفك قدوة باش تقنعني ماشي بالضرورة تكون بحال طارق السويدان ولا طارق الحبيب هادوك فاتونا بمراحل و لكن على الأقل أقوالك خاص توافقها الأفعال ماشي تناقض معاها.