زايوسيتي/ سعيد قدوري
السكن العشوائي هو منطقة سكنية غير منظمة بنيت في الغالب بدون ترخيص وقد تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة. وهي ظاهرة نمو مجتمعات وإنشاء مبان ومناطق لا تتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي تنمو بداخلها أو حولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمو والامتداد، وهي مخالفة للقوانين المنظمة للعمران.
بمدينة زايو يفضل الكثيرون تسمية السكن العشوائي ب”المباني التي توفر السكن للفقراء، وتقدم المأوى الأساسي لهم”. وهي في الغالب داخل هذه المدينة تفتقر للخدمات الأساسية، من صرف صحي سليم، وإمدادات المياه والكهرباء.
وسنحاول في هذا المقال تسليط الضوء على أسباب البناء العشوائي بمدينة زايو وما يسببه من أضرار تعود دائما بالكوارث على المدينة.
الحديث عن مسببات البناء العشوائي بزايو لا يخرج عن الإطار الوطني لهذه الظاهرة، غير أن مدينتنا تتميز عن غيرها في بعض هذه المسببات، والتي جعلت منها أحد أشهر المدن في هذا المجال على المستوى الوطني، بالنظر إلى أن البناء غير القانوني يطوقها من كافة الجوانب.
ولعل أبرز سبب لبروز ظاهرة البناء العشوائي بزايو بحسب اعتقادنا يرجع إلى زيادة معدلات النمو السكاني، حيث أن فترة الثمانينات والتسعينات عرفت نقلة نوعية تمثلت في هجرة العديد من سكان القرى المجاورة بكل من أولاد ستوت وأولاد داوود نحو زايو، لوجود صعوبات عدة واجهت سكان هذه المناطق، ما دفع بالعديد من قاطنيها لبيع أراضيهم والهجرة نحو المدينة.
بمقابل هذه الهجرة نحو زايو، افتقدت هذه المدينة لسياسة عمرانية تجعلها قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة للوافدين، فبدل تبني تجزئات سكنية بأسعار في متناول الفقير، انبرى العديد من أصحاب الأراضي بتواطؤ مع أصحاب القرار إلى البيع بشكل عشوائي، بل هناك من أصحاب القرار من نشط كمجزئ سري فباع القطع الأرضية على هواه بزايو.
حديثنا عن الأسباب لا يمكن أن نغفل خلاله انتشار الفقر وتبعاته، فالأحياء العشوائية قليلة الكلفة بشكل كبير مقابل البناء المنظم، هذا الأخير لم يكن أبدا بزايو في متناول الفقراء، حيث عرف سيطرة “لوبيات” رفعت من أسهمه بشكل غير مقبول.
وفي نفس الإطار لا بد أن نشير أن السياسة كانت أحد أهم مسببات الظاهرة، فقد أدى اعتماد السياسيين على أصوات سكان الأحياء العشوائية إلى العرقلة المستمرة لإزالة هذه الأحياء خوفا من خسارة الأصوات التي يحتاجونها. ولا أدل على ذلك؛ تزايد وتيرة البناء عشوائيا خلال كل فترة انتخابية.
نكتفي بإيراد الأسباب المشار إليها رغم أننا نؤمن أن هذه الظاهرة الخطيرة على النسيج العمراني بالمدن لها مسببات أخرى، فيما سنحاول الحديث في الشطر الثاني للمقال عن الأضرار التي ينتجها البناء العشوائي، والتي تفند ما أصبح يروج من فكرة “خلي المسكين يعيش”.
فنظرا للبنية التحتية شبه المعدومة والخدمات القليلة في مناطق السكن العشوائي بالإضافة للازدحام الشديد والكثافة السكانية المرتفعة فيها، تمثل مناطق السكن العشوائي أخطارا كبيرة على سكانها بشكل أساسي وعلى المجتمع بشكل عام.
ولعل أبرز ظاهرة تصادفك بالأحياء العشوائية؛ ارتفاع نسب البطالة وسط الشباب، لافتقادهم لمهارات تعليمية تستجيب لسوق الشغل، ومع النافس الكبير في سوق العمل، تجد ان العديد من هؤلاء الشباب يلجأ للعمل غير المرخص. وهنا نسطر على أن البيع بالتجوال يكون في الغالب نتاجا لهذا البناء العشوائي.
الفقر المتفشي وسط الأحياء العشوائية بالإضافة للبطالة وعدم القدرة على التقدم إلى الأمام والغياب الجزئي أو الكلي للقانون يدفع الكثيرين نحو العنف أو الانخراط في الجريمة، لذلك نجد أن أخطر العمليات الإجرامية تكون غالبا داخل هذه الأحياء.
ولتقريب الصورة أكثر، فمدينة زايو وبالنظر إلى أن أغلبية أحيائها عشوائية، فإن المجلس الجماعي تجده طيلة فترة انتدابه حبيس ثالوث “الماء، الكهرباء والواد الحار”، ما يثبط كل عملية تنموية بهذه المدينة، حتى صارت عنوانا للهشاشة وضعف البنية الاقتصادية.
ساكنة زايو اليوم ومع التزايد الخطير في أعداد الأبنية العشوائية، أصبح من المستحيل تفكيرها في مدينة بمواصفات عصرية.. ليس من حقنا الحلم بمدينة إيكولوجية بسبب البناء العشوائي.. ليس من حقنا التفكير في مدينة ذات أقطاب بزايو.. ليس معقولا الحديث عن مدينة زايو الذكية.. فأي مستقبل ينتظر هذه المدينة والسكن العشوائي يطوقها من كل جانب؟
تحية لزايو سيتي.نت
إلى الزميل سعيد قدوري
ولثاني مرة أقرؤك لأتأكد منك بأن لديك مركب “العُلوية” والميل إلي “العناد الغير السوي” ونطلب من الله أن يشفيك … مقا لاتك تجبر كل مواطن بأن يعيد القراءة لشخصك وبالتالي بالحكم عليك بأنك فعلا تحاول خدمة لوبي معين إسمه شركات العقار..فواأسفاه ! الأجدر، كان عليك “كلسان المدينة” أن تناشد السلطات للوقوف إلى جانب هذه الفئة المستضعفة وتمكنهم الحق في الترخيص بالبناء والحق في كل ما يستوجبه السكن وليس أن تتفوه بأشياء لا تعلم عمقها…علاوة على القذف الذي تقوم به في شأن أناس غلبة لا أساس له من المنطق والكل يعلم بأن أبشع الجرائم هي التي سبق أن حدثت في وسط المدينة وليس في الأحياء المجاورة… أما حديثك عن كون تلك الأحياء تشكل سبب انتشار البطالة، أظن أنك بدأت تفقد الصواب. إعلم ياصاحبي أن شبابهم دائمي البحث عن الشغل ويربحون قوت يومهم عكس شباب المدينة الذين ينامون ثلث اليوم ويقضون البقية منه “فلقنات ” يحدقون إلى المارة ولا داعي لذكرما يتلفظون به “جيرانك هؤلاء”…