زايو سيتي/ سعيد قدوري
تقع جماعة أولاد داوود ازخانين بمنطقة الريف، وبالضبط شرق إقليم الناظور، حوالي 40 كلم شرق مدينة الناظور، فوق انحدار جنوب السلاسل الجبلية لكبدانة، وهي تقع في دائرة لوطا، تحد شمالا بجماعة رأس الماء، جنوبا بجماعة أولاد ستوت، شرقا بواد ملوية وغربا بجماعة البركانيين، إذ تبلغ مساحتها 90 كلم2.
تزخر أولاد داوود بمجموعة من المؤهلات الطبيعية والثقافية مما يجعلها عامل جذب سياحي مهم، إلا أنه ومن خلال الواقع المعاش للساكنة بهذه المناطق يظهر لنا أن المنطقة لم تحظ بالأهمية التي تستحقها، بحيث أنه لو تم استثمار الرأسمال المادي واللامادي الذي تزخر به هذه المنطقة لاحتلت مراتب متقدمة في التنمية القروية مقارنة ببعض المناطق المحاذية.
وتتمتع أولاد داوود بتنوع بيولوجي مهم، يتمثل أساسا في غابات شاسعة، وعيون مائية ممتدة على طول جبال المنطقة، مع ما توفره من منسوب مائي عال، بالإضافة إلى تواجدها بمحاذاة نهر ملوية. هذا ناهيك عن احتضانها لمواقع أثرية ضاربة جذورها في عمق التاريخ المحلي.
وتنتشر بالجماعة أساليب الزراعة التقليدية وتربية المواشي حيث يعتمد غالبية سكان المنطقة في تأمين حاجياتهم الغذائية على الزراعة المعاشية التي تسقى بطرق تقليدية (كالسواقي والصهاريج الصغيرة…)، ومعظم المنتوجات التي تنتجها الحقول المنتشرة في هذه المناطق تكون بيولوجية طبيعية خالية من المواد الكيماوية، هذا بالإضافة إلى الأشجار المثمرة التي تعطي أكلها في كل موسم؛ كأشجار الزيتون والخروب والتين ونبات الصبار، وبعض المغروسات، كالجلبانة والفول، حيث يعتمد السكان على ما تنتجه هذه الأشجار والمغروسات في تأمين دخلهم وتلبية حاجياتهم اليومية. ورغم كل المؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تتمتع بها المنطقة فإن واقع التهميش هو السائد والمسيطر.
ومن بين مظاهر التهميش؛ ضعف البنيات التحتية من طرق معبدة ومجهزة بالقناطر وقنوات تصريف مياه الأمطار خصوصا في فصل الشتاء وقلة المرافق الدراسية وبعدها عن التلاميذ، بالإضافة إلى توفرها على عدد قليل من حافلات النقل المدرسي وقلة المراكز الصحية إن لم نقل انعدامها وعدم توفرها على الأطر الطبية الكافية بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الأخرى لا يتسع مقالنا هذا لذكرها كلها.
موضوع مقالنا هو الإجابة على هذا السؤال؛ كيف يمكن استثمار مؤهلات المنطقة الطبيعية والثقافية للخروج من دائرة التهميش والفقر؟ وما دور الدولة والمجالس المنتخبة في استثمار هذه الخصوصيات الطبيعية والثقافية؟؟.. أولا: استثمار المؤهلات الطبيعية للمنطقة عن طريق تأطير السكان ضمن تعاونيات يهدف نشاطها إلى تكوين مشاريع فلاحية صغيرة كإنتاج بعض المنتوجات المحلية كالعسل وزيت الزيتون والصبار، وتربية المواشي بطرق علمية حديثة وإنتاج بعض الفواكه والخضر بطريقة بيولوجية تحفظ جودة المنتوج وتستجيب لمتطلبات العصر.. ثانيا: استثمار المؤهلات الثقافية والسياحية بالإضافة إلى ما ذكرناه أنفا من مؤهلات طبيعية التي تزخر بها المنطقة.
وتحتضن أولاد داوود الزخانين مواقع جيولوجية وتاريخية مهمة يمكن استثمارها كعامل جذب سياحي وذلك من خلال الترويج لها عبر وسائل الإعلام العمومي وتنظيم رحلات استكشافية إلى هذه المواقع والتنسيق مع مراكز الأبحاث في الجامعات للدراسة والبحث فيها. ولا يتم هذا إلا بإصلاح الطرق المؤدية إليها وتعبيدها وكذا إنشاء دور الضيافة وتوفير وسائل الراحة للزائرين والسياح.
ولا ننسى أن المنطقة صيفا تعرف هبوب نسائم باردة وهذا ما يمكن استثماره لتشجيع السياحة الجبلية، خاصة أن جبال أولاد داوود تحتوي على أنواع من الأشجار النادرة، وكذا تنوع غطائها النباتي حيث تنتشر بعض النباتات الطبية، كنبتة الزعتر البري والشيح.
وعموما فإن المنطقة تختزن تراثا ماديا ولا ماديا مهما، وجب إعطاؤه حقه واستثماره بشكل ناجع، خاصة إذا توفرت الإرادة السياسية للخروج بالمنطقة من واقع التهميش والإقصاء الذي تعيشه.
شكرا جزيلا سعيد قدوري مقال رائع عن منطقتنا التي اشتقنا إليها وطالها النسيان. فعلا تتوفر على كل ما يجعل منها منطقة سياحية…
المرجو تحديث المعطيات لكون الروبرتاج قد أنجز منذ عدة سنوات تم خلالها إنجاز مجموعة من المشاريع تهم الطرق والنقل المدرسي والماء وغيرها من المشاريع التنمية
ربورتاج ليس هو المقال.. المقال صحيح 100 في المائة.. لكن الربورتاج قديم نوعا ما
إذن يجب حذف الربورتاج من المقال لأنه وضع هناك الاستشهاد على الأوضاع التي تغيرت فعلا