زايو سيتي.نت
من خلال الحلقة الخامسة من برنامج “لنكتشف إقليم الناظور” الذي يعده الموقع، حطت كاميراتنا بأقصى الشمال الغربي للإقليم، وبالضبط بجماعة إعزانن، ذات 11.127 نسمة حسب إحصاء 2014، والبالغة مساحتها الإجمالية 85 كلم مربع.
يرجع أصل تسمية إعزانن والتي تسمى أيضا عند أهل المنطقة ب”بويافار” إلى اسم أحد الأشخاص الذي استوطن الجماعة بحثا عن مكان للرعي وكان يطلق عليه اسم “اعـــزان”، هذا الأخير شرع في البحث عن الماء لكنه لقي عناء كبيرا في ذلك، إلى أن جاء كلبه الصغير مبتل القدميـن لتنشرح أسارير الرجل ليعمل علـى السير وراء كلبه في اتجاه مصدر الماء إلى أن بلغ إلى أحد العيون، ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك العين تعرف باسم “ثارا اعزان” نسبة إلى اسم هذا الشخص، ومنها تسمية المنطقة بإعزانن واليوم يطلق عليها “جماعة إعزانن”.
فيديو بجودة عالية
إن تاريخ جماعة إعزانن قبيلة بني بوغافر ضارب في القدم حيث يرجع المؤرخون تاريخ وجودها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، إذ كانت غساسة أو إخْساسن وهي تابعة لجماعة إعزانن التي كانت تتواجد آنذاك بـ “خميس آيت بوغافر” بالقرب من مرسى سيدي لحسن على البحر الأبيض المتوسط، وتعرف البلدة حاليا باسم وليها الصالح سيدي مسعود الغساسي أو سيدي مسعود أنْيَخْسَاسَنْ أو سيدي مسعود الخَصَاصي.
وهناك أيضا أماكن أخرى من الجماعة كانت حاضرة خلال هذه الحقبة من التاريخ وهي الكدية البيضاء، كدية زعرور وسيدي مسعود، وكلها مناطق تتواجد تحت النفوذ الترابي لجماعة إعزانن المعروفة بقبيلة بني بوغافر إقليم الناظور.
يعتبر قطاع السياحة بجماعة إعزانن قطاعا واعدا وطموحا وذلك بالنظر لموقع الجماعة على البحر الأبيض المتوسط، وتوفرها على غطاء نباتي لا يستهان به، والمتمثل في الغابة التي تغطي جبال الجماعة والتي تقدر مساحتها بـ 2180 هكتار، وكذلك لتوفرها على الجبال، وهذا التنوع في هذه المؤهلات يترتب عليه تنوعا حتى في طبيعة السياحة بالجماعة التي تنقسم إلى قسمين سياحة شاطئية مرتبطة بتواجد البحر وسياحة جبلية.
كل هذه المعطيات من شأنها أن تجعل من الجماعة قطبا سياحيا إن على المستوى الإقليمي أو الجهوي ولما لا الوطني. فكل المواصفات السياحية متوفرة بالجماعة، تنقصها فقط مبادرة الإقلاع السياحي الذي لا يمكن إنجاحه إلا إذا أعطيت لهذا المجال العناية التي يستحقها وذلك بتشجيع المبادرات الخاصة والعمومية للاستثمار في هذا المجال.
رحلتنا داخل جماعة “إعزانن” ستقودنا لستة مواقع؛ شاطئ سيدي مسعود، شاطئ سيدي لحسن، شاطئ القالات، شاطئ سامار، الموقع الأثري غساسة والقرية التاريخية بوحمزة.
شاطئ سيدي مسعود
هو شاطئ صغير بإمكانيات رائعة، عبارة عن ميناء طبيعي محاصر من كل الجهات. تقصده الأسر التي تعرف المكان وهي غالبا أسر تنحدر من المنطقة، حيث يصعب على غير الناظوريين معرفته، لندرة التقارير حوله ووعورة المسالك الطرقية المؤدية إليه.
سمي بهذه التسمية نسبة إلى ضريح قديم مقابل للشاطئ، يحمل رمزية ودلالة عند أهل إعزانن، ويسمى كذلك بشاطئ “القلة”.. كما يقابل المدينة التاريخية بالجماعة وهي مدينة غساسة أو إخساسن حسب التسمية الأمازيغية.
باعتباره محاصرا من كل الجهات، فقد نحتت الجبال بشاطئ سيدي مسعود أجمل الصور، وأخرجته في أبهى الحلل.
شاطئ سيدي لحسن
شاطئ بهي تحده الجبال من ثلاث واجهات، لتمنحه رونقا وجمالا أخاذا. وزادت الغابة المحيطة بهذه الجبال من إضفاء صورة بانورامية تجعلك تخال نفس خارج عالمنا هذا.
ينسب هذا الشاطئ بدوره إلى أحد الأضرحة المتواجدة بالمكان، والذي يأتي خلف مجموعة من الفيلات السكنية التي انتصبت على طول الشاطئ، ذو المياه الضحلة التي تمكنك من السباحة بشكل آمن.
وفي أحد أركانه، يتواجد ميناء صغير لصيد السمك بالقوارب التقليدية. ويشتكي الشاطئ بدوره من غياب مسالك طرقية تجعله قبلة للسياح من شتى البقاع، وتحرمه من الاكتشاف الذي سيمكنه من أخذ مكانته بين الشواطئ الجميلة بشمال المغرب.
شاطئ القالات
شاطئ يتمركز وسط ساحل جماعة إعزانن على واجهتها من البحر الأبيض المتوسط، تحس بنفسك وأنت متجه إليه وكأنك هابط إلى مكان عميق، وكلما اقتربت من الشاطئ إلا وانتابك إحساس أنك بمعزل عن الدنيا.
يحيط بالشاطئ غطاء غابوي شاسع، يضفي عليه الجمال والحسن، حيث لا تتوقف ناظريك عن الانبهار بإبداع رباني رسم أجل الصور في مكان يمنحك الراحة والاسترخاء والاستجمام في أروع المناطق.
وبهضبة صغيرة تجاور القالات، وبعد انتصابك فوقها، تلاحظ بهاء الشاطئ، حيث بإطلالة منه يبتعد بصرك نحو حدود اعزانن من كل الجوانب. كما أنك تراقب من هذا المكان قوارب الصيد الصغيرة وهي تتحرك من وإلى ميناء طبيعي صغير بأقصى شرق القالات.
شاطئ سامار
سامار تعني المكان الذي تدخله أشعة الشمس، وهو ما ينطبق فعلا عن هذا الشاطئ الشاسع الذي يحده واد كرت من الغرب، وهو آخر شاطئ في اتجاه الغرب من إقليم الناظور، حيث يأتي بعده إقليم الدريوش وبالضبط جماعة أمجاو.
وأنت بشاطئ سامار تشعر وأن الشمس لن تغادر هذا المكان، مما تحس معه بإحساس غريب يجمع بين لذة الاصطياف بأماكن جميلة ونشوة التأمل في إعجاز خالق نصب أرقى الصور بالمكان.
شاطئ سامار وبعد سنوات من الآن سيحتضن أحد أكبر المشاريع بالجهة الشرقية بل بالمغرب ككل، وهو ميناء غرب المتوسط، والذي رصدت له ميزانية ضخمة. وقد عاينت زايوسيتي نت أثناء رحلتها انطلاق الأشغال بأرضية الميناء، مما أصبح معه مهما الاستثمار السياحي بموازاة هذا المشروع الكبير.
الموقع الأثري غساسة
تعرفنا على غساسة أو إخساسن أو Casasa باللغة البرتغالية وهي تسمية أصلية خلال زيارتنا لجماعة بني شيكر والتي يتواجد جزء من هذه المدينة الأثرية بها، غير أن الجزء الكبير منها يتواجد ببني بويافار أو إعزانن.
وقد تحدث أبو عبيد البكري عن غساسة التي بناها البرتغاليين كتجمع سكاني في المنطقة القريبة من هرك، في سياق تحديده لبلد النكور وحدوده، واستنتاجا من هذا القول فإن غساسة كانت معروفة في القرن الخامس الهجري /الحادي عشر الميلادي.
وحسب مؤلف أطلال وأنقاض مدينة غساسة رفائيل فرناندو دي كاسترو RAFAEL FETRNANDEZ de CASTRO، فإن مدينة غساسة قد تكون دمرت ثم أعيد بناؤها في عهد يوسف بن تاشفين بعد توسيع ملكه برجوعه من الأندلس وتأسيسه لمملكة مجيدة وعظيمة.
وقد كانت غساسة محصنة جدا ومحاطة بأسوار متينة، لها ميناء حسن. وكان من عادة سفن البندقية أن تقصدها قديما وتبرم صفقات تجارية هامة مع أهل فاس تدر عليهم أرباحا وافرة.
بالنسبة لأهمية المدينة كمرسى تجاري وثغر عسكرِي هام، فهو أمر وقع عليه إجماع المؤرخين والجغرافيين، وأهمية مرساها نابعة من موقع ساحله المقابل لمجموعة من المدن بجنوب الأندلس، منها شلوبينية Salobrena ومرسى المنكّب، وجزر البليار. وحتى تجار البندقية كانوا يفضلونها في التبادل التجاري مع المغرب على عهد المرينيين ثم من بعدهم الوطاسيين، ولعله كان ذلك أيضا قبل ظهور الدولتين.
ولعل أهمية هذه المدينة هي التي أهلت المرسى ليستقبل هجرات جماعية متوالية من الأندلسيين المطرودين من ديارهم بالأندلس التي انطلقت من مراسي أندراش وشلوبانية ومورتريل وغيرها منذ خريف عام 899 هـ / 1.493م.
كما أن هذا المرسى كان هو المفضل لاستقبال الوفود الرسمية التي كانت تأتي من الأندلس، وهناك روايات ترى أن أبا عبد الله محمد النصري آخر ملوك بني نصر المطرود من غرناطة قد نزل بهذا المرسى بتاريخ 2 يناير 1492م قبل أن يتوجه هو والوفد المرافق له إلى مدينة فاس.
قرية بوحمزة التاريخية
تقع على مسافة 7 كلميترات من مركز جماعة إعزانن، وقد شيدت الجماعة مؤخرا طريقا مزفتا على طول المسافة بين المركز والقرية، مما يفتح الباب على مصراعيه لإعادة اكتشاف المكان وما يزخر به من مؤهلات تاريخية وطبيعية.
وحسب الروايات، فإن بوحمزة كانت على الدوام حاضنة لمجموعة من الملوك الأندلسيين المهجرين من الأندلس، سواء المسلمين منهم أو اليهود، وساهم في ذلك وجودها على مقربة من البحر وميناء غساسة. ويحكي المؤرخون أن بوحمزة شهدت اللبنات الأولى لانطلاقة الدولة المرينية والوطاسية وحتى بعض ملوك الأدارسة.
وبالإضافة إلى مكانتها التاريخية، تعتبر قرية بوحمزة من الأماكن ذات الفرشة المائية القريبة من سطح القشرة الأرضية، وقد بدا ذلك ملاحظا من خلال تواجد عدد كبير من الآبار بالقرية، كما أن بها أكثر من عين مائية تساهم في إضفاء جمال على المنطقة بمعية جبالها الشاهقة المخضرة.
شكرا لزايو سيتي على هذا البرنامج الرائع ملاحضة بسيطة او استفسار حبذا لو تم الاشارة الى قصة السفينة المنكوبة بشاطيء القالات
شكرا على هاذه اامعلومات الهامة
RAVIE DE VOIRE TOUS SA LA MER LES MONTAGNES ET LES COMPAGNES VREMMENENT CEST UNE BELLE NOSTALGIE