محمد بنصالح- ألمانيا
في مقتبل العمر كنّا نحمل أحلاما جياشة للمستقبل مفعمة بكثير من الحب والأمل ..نحلم بوطن يجمعنا وبأُسر تعيش في كنفه بأمن واستقرار ورفاهية وتفاعل ضمن أخلاق أفلاطونية ، لكن سرعان ما تتحول كل تلك الاحلام الى بقايا من الافكارولا تتجلى أبدا في واقعنا ….عندما نكبر قليلا وتستوي عقولنا وتنضح نكتشف أن أوطاننا ما هي إلاّ مجرد أمكنة سامية حملت أنواعا كثيرة من بشر يجري و يلهث من أجل البقاء ولا يعترف للفضيلة أبدا …فهناك من يلهث وراء السلطة والمال ولا يحترم ذلك المكان المقدّس الذي يعيش في كنفه وهناك من يقتات على أفكارنا الافلاطونية حين كنا صغارا ليستغلها في قضاء مآربه اللا أخلاقية فنزعم وقتها بالفرحة العظمى ونكتشف غبائنا حين يفوت الأوان .
حين نكبر سنعيش المرارة العظمى و ندرك الواقع الحقيقي لأمة كانت تستغل الدين والسياسة والمدرسة و المسجد لقتل أحلام الصغروالشباب وما كانت إلاّ أساليبا للنهب و السرقة وبناء فرص ذاتية لا تحمل على كاهلها أي هدف نبيل لبناء مجتمع سوي .
انا لا أقول أن كل الناس هم على تلك الشاكلة ….فهناك من يعرف الله و من قلبه يسع الجميع وهناك من بباطنه حب عميق لكل الناس وللأرض ولمجتمعه…. لكنهم قلة قليلة وليس بمقدورهم أن يقتلعوا جذور الخبث و المرض الملتصق بعقول الكثيرين .