هو الحاج ميمون بن البشير بن مسعود اليزناسني من أبناء أومسعود المشهور ببني يزناسن كان أبوه من قياد بني يزناسن في النصف ألأول من القرن 19م، ثم تولى مكانه إبنه ميمون هذا إذ نجد السلطان عبد الرحمان بن هشام يعينه بظهير قائدا على كل قبائل بني يزناسن سنة 1851م.
وفي سنة 1852م قاد عدة حملات ضد الفرنسيين على الحدود المغربية الجزائرية، ثم صار مساعدا مقربا لعامل وجدة[1]. ولردع كل الغارات والهجومات التي كان يقوم بها أومسعود ضد الفرنسيين[..] قام الجنرال الفرنسي “دي منتوبان” في 10 أبريل من السنة نفسها بحشد أزيد من ستة ألاف من المشاة وأكثر من ألف فارس وفرقة من المدفعية قرب واد كيس، ثم إكتسح ديار بني أدرار ولمزاوير بالجرف ألأحمر وفج الكربوص وأولاد الغازي وأولاد عزة بأغبال وسيدي ميمون، وقبيل الظهيرة تراجع الى التراب الجزائري محملا بالغنائم المختلفة، ورغم إحتجاج العامل محمد بن الطاهر أعاد الكرة في يوم 14و15 ماي بمنطقة أغبال، وفي 15 يونيو قرب تيزي علي تلاحم المجاهدون ضد القوات الفرنسية وكسب اليزناسنيون المعركة [2].وبما أن قبائل بني يزناسن كانت تتحمل أكثر من غيرها مصاريف الحرب والمقاومة ضد الفرنسيين فقد كانت تطالب سكان المدن والقرى بالمساهمة المادية فيه،ا وأحيانا كان القايد أومسعود يفرضها على السكان بإستعمال القوة، وقد قاد عدة حملات على العديد من القبائل بالمنطقة الشرقية وبالريف الشرقي لغرض فرض الضرائب وجلب العشور، ومن بين حملاته.. تلك التي قادها في خريف 1853م على قبيلة أولاد ستوت بالريف الشرقي إلا أنه رجع الى بني يزناسن منهزما بسبب تحالف وقع بين هؤلاء وقلعية، وقد أدت هذه الحرب الى مقتل العديد من المتحاربين من كلا الطرفين..
ولتوثيق هذا الحدث التاريخي لدينا رسالة وهي على شكل تقرير سري مخابراتي كتبها المدعو محمد الحضري يوم 22 من شهر نوفمبر لسنة 1853م الى القنصل العام الفرنسي “جاجر شميت” الذي كان يقوم برعاية الشؤون القنصلية الفرنسية بطنجة كما كان يقوم بدور المخابرات الفرنسية بالمغرب والرسالة نشرها الدكتور مصطفى الغديري (مكتوبة) وهو أستاذ باحث في جريدة تاويزا الصادرة سنة 2008 العدد 17 االصفحة132 تحت عنوان ” رسائل سرية في شكل تقارير مخابراتية بين محمد الحضري ورجال المخابرات الفرنسية”
ونص الرسالة كما جاء من عندنا مختصرا هو كالتالي
” ..الحمد لله وحده ..صلى الله على سيدنا محمد وعلى أله
محبنا وغاية ودنا” جاجر شميث” أعانك الله وحفظك وأعلى مقامك وسلام عليك ورحمة الله وبركاته بوجود مولانا أيده الله وأعز نصره وبعد ورد علينا أعز كتابك وأطلعناه بفرح وسرور وقد طلع علينا كطلع أهلة ألأعياد مع الشوق في القلب يزداد وسرت أتردد في خطابكم القويم ولفظ أدبكم المستقيم وحسن عقلكم السليم وقد إستعدنا منه سلامتكم وعافيتكم التي عندنا غاية المراد. وقد بلغنا مع الحامل هديتكم وما يدل على محبتكم إلينا وإشتياقكم…فإن تفضلت علينا بحسن سؤالك فنحن والحمد لله على خير وعافية ونطلب من الله أن يلاقينا معكم في ساعة سعيدة عن قريب إنه سميع مجيب…وإذا سألت على بلادنا فلا بأس عليها. وقد وقعت عندنا في هذه الساعة واقعة مع بني يزناسن ومع قبيلة العرب يسمونها أولاد ستوت قبيلة صغيرة ساكنة ما بين بني يزناسن وقلعية وقد حرك إليهم الحاج ميمون بقبيلة بني يزناسن وعرب أنكاد مثل أولاد منصور والمزاور وأولاد الصغير والسجع وبني بوزكو وقبائل كثيرة من العرب وقدم على أولاد ستوت وهربوا الى طرف قلعية ولحقهم بمحلة كثيرة بلا بارود ولا شيء وإتبعوهم العرب يعني أولاد ستوت في نحو أربعين أو ثلاثين من الخيل وأكثر من ذلك وما نهبوا لهم وقتلوا فيهم ..ورجع ميمون لأولاد ستوت مزءوما مدحورا….الخ والسلام
في شهر الله صفر في 20منه عام 1270ه ويوافق التاريخ أعلاه 22 من نوفمبر لسنة 1853م.
امضاء محبكم محمد الحضري السعيدي وفقه الله.
بعد هزيمة قوات ؤمسعود أمام قبيلتي قلعية وأولاد ستوت بسبب التحالف الذي وقع بينهما [..] لم تستسلم المقاومة اليزناسنية لحالها، بل واصلت غاراتها على القوات الفرنسية على الحدود المغربية الجزائرية بقيادة القايد ميمون، وقد تكبدت القوات الفرنسية خسائر فادحة في أمكنة وزوايا متفرقة.
وفي ظل هذه الوقائع وألأحداث بدأت فرنسا تستعد لمواجهة المقاومين بكل قواها وعتادها العسكري ما جعل الجنرال مارتمبري في سنة 1859م يحشد قواته الكبيرة في إتجاه موقع أحفير ليتخذه معسكرا جديدا لجنوده، بعده توجه الجيش الفرنسي الى قرية محمد أوبرشان ( مدينة أبركان حاليا) فإتخذها معسكرا ثانيا بحكم قربها من تافوغالت، وهنا تعرضت طلائع الجيش الفرنسي لنيران اليزناسنيين، إلا أن في يوم 27 أكتوبر من سنة 1859م قادت فرنسا حملة موسعة ضد كل القبائل فإنطلقت الحملة عبر طريق تاكمة لتسقط تافوغالت في يد الفرنسيين يوم 29أكتوبر من نفس العام ..حينها رأى القايد ميمون ؤمسعود أن يتفاوض على وقف إطلاق النار وبالفعل وقع ذلك بعد أن طلب الجنرال مارتمبري من الحاج ميمون الحضور بنفسه، وفي صبيحة يوم30 أكتوبر 1859م إلتقى الحاج بالجنرال وفرض عليه هذا ألأخير شروطا قاسية ومنها دفع مبلغ 100فرنك فرنسي كغرامة عن كل مقاتل من أصل 12000 اضافة الى إرسال 13 من أعيان قبائل بني يزناسن الى تلمسان كرهائن.
وبعد هزيمة المقاومة اليزناسنية وإستسلام كل القبائل، بدأ الجيش الفرنسي في ردع القبائل المتبقية متجها نحو الغرب لمطاردة ألأهالي الذين نزحوا الى الهضاب العليا لما سمعوا بإنهيارالمقاومة في تخوم بني يزناسن ..وفي يوم 4 يونيو1863م أغتيال الحاج ميمون بن البشير قائد بني يزناسن على يد شخص من لمهاية يدعى العيد بن بوجمعة ليخلفه أخوه الحاج محمد بن البشير والذي سيتقوى مركزه في قومه فيما بعد[3]..
إستعنا بالمراجع والمصادر التالية
[1]- وثائق تاريخية ( الحلقة السابعة)- رسائل سرية على شكل تقارير مخبارتية بين محمد الخضري
ورجال المخابرات الفرنسية- إعداد مصطفى الغديري أستاذ باحث- جريدة تاويزا الصادرة في عام
2008م- العدد133
[2]- عن بوابة تاريخ بني ازناسن
[3]- عن المصدر نفسه
– وللمزيد من المعلومات حول القايد ؤمسعود وأسرته يرجى أن ينظر الى المراجع التالية
– l. Voinot ouajda et Amalat ed oran p : 214- 1912
– قصبة أولاد البشير ؤمسعود ودورها السياسي في تاريخ المنطقة الشرقية من المغرب
مجلة جمعية تاريخ المغرب ص.86-97 العدد 1- الصادرة بوجدة 1993م.
نورالدين شوقي باحث في التاريخ والتراث الكبداني.
معلومات قيمة تكشف جانبا من تاريخ المنطقة الشرقية خلال القرن 19.
مقال مهم شكرا
تحية للباحث في تراث شبذان سي نورالدين شوقي ما أحوجنا لترايخنا الغير المدون
موضوع مفبرك لا اقل ولا اكثر حيث ان بني ستوت كانوا اقلية ولو لا فضل بني بويحيي عليهم لما وجدو حاليا ولمراجعة التاريخ ندعوكم لمراجعة كتاب المغرب المجهول لتعرفوا قمة العداوة بين قلعية واولاد ستوت
الى ” من قراقشة”
حينما تبحث عن المراجع التي إستدل بها الباحث وهي بالمناسبة بين يدي وتأتي أنت بالبرهان والدليل الواضح أنذاك يمكن لك أن تنتقد. الباحث يتحدث عن واقعة وقعت في 1853م لا داعي لإحياء القبلية
التي أكل عنها الدهر وشرب. أنظروا الى المستقبل أفضل لك ولنا جميعا..