زايو سيتي.نت: د. الحسين أجعير
الجزء الثاني/ الثكنة العسكرية
يتبين أن الثكنة العسكرية بزايو كانت تضم لوحات فنية رائعة في الداخل والخارج نالت منها أيادي التخريب والتهميش أما من حيث وظيفتها ودورها العسكري فيتضح أنها طبعت تاريخ مركز زايو ،حيث ظل المركز يلعب هذا الدور العسكري طيلة الفترة الاستعمارية ومما يزكي هذا الطرح هو أن المراقب المحلي كان ذات رتبة عسكرية إلى جانب وجود مجموعة من الخنادق التي شيدتها إسبانيا المتعاطفة مع النازية إبان الحرب العالمية الثانية على طول نهر ملوية .
وحتى أن بناء الثكنة كما سبقت الاشارة تم على تلة مرتفعة وذلك للتحكم في القبائل المجاورة ومراقبة تحركاتها ،سواء قبيلة أولاد ستوت في الجنوب أو كبدانة في الشمال ،كما أن الثكنة ساهمت بشكل فعال في الإجتياح الإسباني لمجال قبيلة اولاد ستوت وكبدانة وبني بويحيي، كما ستلعب دور المراقب والحارس لضفة نهر ملوية المحاذية لمنطقة النفوذ الفرنسي ، وكان الجيش المتواجد بالثكنة ينتمي إلي الجيش الخليفي نظريا ولكن واقعيا تتحكم فيه إسبانيا ، وكان جلهم من الخيالة الذين يخضعون كل الصباح لتدريب على ركوب الخيل ، وكانت المنطقة المفضلة للتدريب هي منطقة جبل “تيفروين”، وإلى جانب الخيالة كانت هناك فرقة عسكرية من “المشاة” ، وكان الإسبان يجندون الاهالي ضمن هذا الجيش ، والذين زج ببعضهم في الحرب
الاهلية الاسبانية “إلى جانب ريكولاريس”، والتي جرت أطوارها ما بين 1936/1939 ، بين الجبهة الشعبية الاشتراكية وبين المحافظين بزعامة “فرانكو” ، وتشير مجموعة من الشهادات المحلية التي شاركت في هذه الحرب أن المسؤولين الاسبان كان يختارون ضمن هذا الجيش، الشباب غير المتزوجين والذين تفوق قامتهم 1.60م مستغلين كثرة عددهم إبان فترات المجاعة التي ضربت المنطقة ككل، انطلاقا من سنة 1936 إلى غاية 1945، وأغلب هؤلاء لم تكن لهم خبرة عسكرية وغالبا ما كانوا يضعون في الصفوف الأمامية أثناء الحرب .