زايو سيتي.نت: ذ. الحسين أجعير
الثكنة العسكرية:
كان إقليم الناظور أو اقليم كرت يضم خلال الفترة الاستعمارية عدة ثكنات عسكرية، منها ما هو خاص بالفيلق الأجنبي Tercio وكانت قاعدته تاويمة ويخضع لتربية عسكرية صارمة، ومنها ما هو خاص بالجيوش النظامية المعروفة ب”ريكولاريس” وكانت في خمس مواقع بالإقليم وأبرزها ثكنة أزغنغان ، وكانت هذه الجيوش تحارب تحت راية الإسبان وسيزج بهم “فرانكو” في الحرب الأهلية الإسبانية التي خاضها ضد النظام الجمهوري، تم هناك منها ما هو خاص بالجيش الخليفي وكانت قاعدته في كل من العروي وسلوان والدريوش وزايو.
وتعتبر الثكنة العسكرية بزايو من أهم المخلفات الإستعمارية الأثرية بزايو، وذلك بالنظر إلى المساحة التي تشغلها وإلى طبيعة موضعها الطبوغرافي التحصيني، حيث شيدت علي ربوة أوتلة ذات انحدار طفيف.
وتنتصب بجوار هذه الربوة التي شيدت عليها الثكنة العسكرية، ربوة أخرى مشابهة لها ،أطلق عليهما التوأمتان، وهي التسمية التي كانت تطلق على الحيز الطبوغرافي التي تشغله مدينة زايو حاليا، وقد ظلت هذه التسمية متداولة لدى أهل المنطقة حتى سنة 1921 ، حيث سيعمل الاستعمار على استبدال اسم التوميات بزايو.
أما عن تاريخ بناء هذه الثكنة فجل الروايات المحلية تجمع على أن أول عمل قام بها المستعمر الإسباني، أثناء دخوله إلى زايو الحالي هو بناء الثكنة العسكرية وذلك بعد سنة 1912،إلا أن هناك عدة إشارات تشير أن الاسبان كانوا قد اختاروا هذا الموقع حتى قبل الحماية حيث كانت هناك عدة استطلاعات للإسبان للمنطقة وهذه الاشارة نجدها بالخصوص عند الباحث الاسباني “فيسينتي مارتوغال” ( يعتبر أحد أهم الباحثين حول المنجزات الاسبانية بالريف، ومنها منطقة زايو) حيث يقول (في 14 ماي 1911 وجه الجنرال” لاريا” وفدا إلى اعيان قبيلة أولاد ستوت لإخبارهم بالحملة العسكرية التي ينوي القيام بها لاحتلال زايو…
وفي اليوم التالي تم إرسال فرقة عسكرية من شرطة الاهالي ..انطلقت من قرية أركمان مع بزوغ الفجر…ووصلوا حوالي الساعة الخامسة مساء إلى زايو، استقرت الفرقة العسكرية بالمكان المعروف حاليا بالمحلة “الثكنة العسكرية”)1، ونفس الإشارة نجدها عند بن عزوز حكيم. الذي يشير في كتابه”….” ان الإسبان وصلوا إلى زايو سنة 1911 في مهم استطلاعية2.
وبالرغم من هذه الإشارات فإن بناء الثكنة العسكرية بشكل رسمي قد تم سنة 1912، حيث يشير “فيسينتي مارتوغال” في نفس الكتاب ( لم تتأخر أشغال الاستيطان حيث تم البدء ببناء مركز للإ ستشفاء ومخازن التموين والثكنات العسكرية…، وبعد ذلك وبالضبط في سنة 1914 جاء عدة مشتغلين في الفحم بموازينهم وأفرانهم بالقرب من المعسكر)3.
وقد بنيت الثكنة في البداية من الألواح الخشبية على مساحة ضيقة إلا أنه بعد انهزام الاسبان في معركة أنوال سنة 1921، أمام زعيم الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي وتراجعهم إلى أبواب مليلية ستتعرض الثكنة للتخريب من طرف الأهالي ، وبعد عودة الإسبان سيتم بناء الثكنة من جديد والتي ستأخذ شكلها الحالي وقد مر بناؤها بعدة مراحل ، وقد شيدت الثكنة وفق النمط الهندسي العسكري الاسباني مع تأثيرات النمط المغربي وخاصة ما يتعلق بأقواس الأبواب ، وتحتوي الثكنة على عدة مرافق منها ما كان مخصصا للجنود ومنها ما كان مخصصا للأسلحة والذخيرة، ومرافق خاصة للخيول ومرفقا خاصا للطبيب الملحقة إضافة إلى المخبزة التي كانت تستجيب لحاجيات الثكنة وكانت تتوسط الثكنة ساحة كبيرة يصطف فيها الجنود كل صباح لرفع الراية الاسبانية والمغربية كما تؤكده مجموعة من الروايات المحلية التي عايشت هذه الفترة .وكانت تحيط بالثكنة مجموعة من المحلات السكنية والتجارية والتي كان أغلبها في ملكية اليهود إلى جانب بعض الحانات والفنادق البسيطة أسفل الثكنة4 .
ويتبين أن الثكنة كانت تضم أشكال فنية رائعة في الداخل والخارج نالت منها أيادي التخريب والتهميش…يتبع
—————————————————————————————————————————-
المراجع:
1 – الباحث الاسباني فيسينتي مارتوغال
EL zaio un poblado de 500 habitantes.que llegra 12.000 dentro de veinticinco anuos.1940 p.6
2- محمد بن عزوز حكيم : معركة أنوال: طبعة الرباط 1981 ص : 142
3- فيسينتي مارتوغال نفس كتاب السابق صفحة 7
4 – نفسه صفحة 7
داءىما تتحفنا الاخ حسين ،،واصبحت من المراجع الهامة للمدينة والنواحي ،بعد انقراض ورحيل كل اشياخ وروءساء القباءىل المجاورة نتمنى لك التوفيق والنجاح في مسيرتك التعليمية والتاريخية ،،،،
Zaio está en el noreste de Marruecos ,no muy lejos de Mellia y solamente a 55 km .Es famosa por el río Moloya y el prado vasto Sabrá, y es por eso que el colonizador español lo eligió.Además, es una cuidad que ayuda a controlar la llegada de nuevos intrusos.
تحية علمية خالصة أزفها لأستاذي وصديقي الحسين أجعير وأحييه على مجهوداته المتواصلة في سبيل نفض الغبار عن تاريخ مدينة زايو، فقد كنت ولا زلت أقولها :الأستاذ الحسين أجعير هو مرجع لكل من أراد النبش في تاريخ المدينة ومن هذا المنبر أقول له قد حان الوقت لتجمع كل دونته عن تاريخ المدينة في كتاب أو على الأٌقل كتيب سيشكل مرجعا تاريخيا أساسيا لأبناء المدينة.
اشكر الأستاذ العزيز على قلوبنا حسين أجعير على المجهود الشخصي المبذول من قبله في طرحه للمواضيع الهادفة التي تخدم المصلحة العامة وتخدم المدينة وأبنائها من خلال مواضيعه الهادفة
شكرا لك أستاذنا الفاضل على هذه الإشارات التاريخية القيمة
Cher Profrsseur Ajiir . Je joins ma parole aux autres commentateurs pour vous remercier infiniment sur vos louables efforts pour faire connaître l’histoire de Zaio aux générations futures. J’espère que les responsables s’occupent de la caserne de Zaio avant de rentrer complètement en ruines. Étant petit j’ai, comme de nombreux enfant de Zaio, étions invités à la caserne pour voir les films projetés par l’armée. ….des souvenirs nostalgiques. Merci encore Cher Professeur et A3anaka Allah pour le bien de notre vill.
Wassalam
شكرا للأستاد المحترم حسين ٱجعير على اللقطات التاريخية للمنطقة عامة وللبنايات التي ورثناها على الإستعمار الإسباني خاصط ،فلم يبقى منهى إلا ما يؤلم القلوب ، فمدينة زايو كان في إرثها من الإستعمار الإسباني بنايات تاريخية لو كانت على قيد الحياة لعبرت على أنها تراث تفتخر به مدينة زايو للأجيال القادمة ،ولكن مع الأسف الشديد أزيلت من جذورها وٱلباقة تنهار أمام أعيننا شيئا فشيئا فيبقى التاريخ شاهدا على الماظي والحاظر والمستقبل ، هاذا إرث ورثناه على الإسبان ٠
أما ماورثوه الإسبان على المسلمين في الأندلس ،أصبح كنزا وتراثا تاريخيا وقطبا سياحيا بلإمتياز ، حقيقة نتألم من أعماق قلوبنا على ما ضاع ويضيع من تراث مدينتنا الحبيبة ،شكرا لطاقم زايو سيتي ،وشكرا للقارء ٠
ويبقى سي الحسين أجعير مصدر المعلومة الوحيد عندما يتعلق الأمر بتاريخ مدينة زايو، مزيدا من العطاء.