بقلم : فاطمة الهاشمي
ارتأيت اليوم أن أكتب عن موضوع لا يخصني شخصيا لكنه يخص سيدات أخريات طلبت مني احداهن أن أتطرق لهذا الموضوع علني أوصل معاناتها للقراء، ليس بغاية المساندة وإنما بهدف توضيح بعض الأشياء لأنها أول من يتضرر منه.
لن أطيل أكثر فأنا اتحدث عن نعمة الأبناء التي لا تكتمل سعادة الزوجين الا بها، لكن تشاء الأقدار في أحيانا كثيرة أن يحرم احدهما منها، فتغتصب أمومة الزوجة، أو أبوة الزوج، وبما أننا نعيش في مجتمع شرقي مملوء بالمتناقضات لا يرحم الزوجة التي لا تنجب وكأن الأمر بيدها، وبكل أنانية لا يكون الرجل خاسرا فيبحث عن الفور على مخرج لتلك العلاقة التي باتت تنغص عليه حياته، مبرر موقفه انه لا يستطيع الاستغناء عن سماع كلمة بابا فيرمي بكل ذكرياتها معه عرض الحائط.
ماذا لو نظرنا الى الموضوع بالمقلوب ووجدنا أن الرجل هو العقيم، فسنراها صامتة غير قادرة على فتح فمها اعتراضا وان تتنازل نهائيا عن حقها في الامومة بل واكثر من ذلك يجب ان تعيش راضية ، وأن تتحمل اصابع اتهام أسرته لها دون أن تحاول اثبات براءتها وقدرتها على الانجاب، ورفع التهمة عنها فهي في نظرهم من سلبته حقه في الأبوة.
وفي الاخير أرجو من كل من يعنيه الأمر أن يغير نظرته لهذه المرأة وان يعاملها معاملة الاسلام لا نها غير مسؤولة وان الله وحده هو المسؤول مصداقا لقوله تعالى ” لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) “.
السلام عليك
كل شيء بقدر الله.. والله قسم للعبد سعادته وشقائه ورزقه وعمره.. فما كان لك سوف يأتيك على ضعفك.. وما كان لغيرك لن تناله بقوّتك.
قال الله تعالى عن زكريا ويحيى:
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [سورة آل عمران، الآيات: 39-40]