زايو سيتي.نت نورالدين شوقي(يمنع النسخ دون ذكر المصدر)
في عام 1909م وصلت القوات الإسبانية الى منبع زايو في نطاق احتلال قبيلة كبدانة وفي سنة 1910بدأت هذه القوات في دراسة البلدة طبوغرافيا لشق الطرقات الرئيسية وإختيار المواقع الحربية ومراكز ألإتصال وبعد عامين من الإستيطان أي بعد سنة 1911 وقع ألإختيارعلى نقطة واقعة في آخر منحدر زايو وأسسوا بها قلعة للحراسة لتكون بذلك نقطة الإنطلاقة لكل العمليات الحربية، غير أن الإسبان في هذه الفترة ألإحتلالية ( 1909 – 1911) لم يتمكنوا فيها من بسط سيطرتهم على منطقة زايو والنواحي إلا مطلع سنة 1912 أي بعد توقيع معاهدة الحماية التي أعطت طابعا رسميا لهذا الإحتلال، وبفضل هذه المعاهدة التي صبت جميع بنودها لصالحهم سيتمكن هؤلاء من كسب المزيد من الصلاحيات لإستكمال مشروعهم التوسعي والإستيطاني الذي إستهلوه منذ إعتداءاتهم الأولى على جل المناطق الشمالية الشرقيه للريف، وبهذه الشرعية الجامعة المانعة سيقوم الإسبان بإستغلال كل المجالات النفعية والقطاعات ألإقتصادية، إذ بدؤوا للوهلة ألأولى بإستغلال المجال الفلاحي وذلك بالسيطرة عليه بطرق مختلفة، كشراء ألأراضي الخصبة على المغاربة وتوزيعها على المعمرين الأجانب الذين بدورهم كانوا يصدرون كل منتوجاتها الفلاحية الى بلدانهم ألأصلية، زيادة الى فرض ضريبة “الترتيب” على الممتلكات الفلاحية..
ومن أجل إستغلال محكم لهذا القطاع عمدت هذه السلطة الى تأسيس شركة خاصة به سمتها آنذاك ” الشركة الفلاحية المغربية” وهي عبارة عن هيئة أسست ببرشلونة للغرض نفسه .
أما في المجال الصناعي فعملت سلطة الحماية على إستغلال المعادن المتوفرة بالساحل المتوسطي خاصة حديد مناجم وكسان، ما جعلها تحقق أرباحا هامة لقلة الضرائب وتوفر المواد الأولية، إضافة الى اليد العاملة المغربية الرخيصة، ومن أجل نزف شامل لهذه الثروة المعدنية نهجت هذه السلطة سياسة ربط المناجم الساحلية بالسكك الحديدية وذلك لغرض تسهيل عملية نقل المنتوجات الصناعية الى ميناء مليلية الذي كان بدوره يحولها الى موانيء أروربا، وكانت الشركة المسماة ” الشركة ألإسبانية لمناجم الريف” هي المسؤولة عن ألإدارة و التسيير و جميع عمليات البيع و التصدير ومع بداية سنة 1913 قامت الشركتين المذكورتين أعلاه بإحياء حفلين متزامنين في مناسبتين مختلفتين، فالأول نظمته الشركة الإسبانية لمناجم الريف بمناسبة تدشين سكة حديدية تربط بين الناظور وسلوان وإعتبرت وسائل الإعلام الإسبانية التي نقلت الحدث على أنه مشروع ضخم سيخدم المصلحة الإقتصادية لساكنة الريف، أما الحفل الثاني فنظمته الشركة المغربية للفلاحة بزايو بمناسبة عيد يقال له عيد الملوك الثلاث ووصفه نفس الإعلام على أنه حدث ثقافي مهم نظم في قطاع زايو ومن بين أهم الصحف التي أشارت الى هذين الحدثين المتزامنين ووثقت الخبر بالكتابة والصور نجد صحيفة “موندو غرافيكو” الصادرة في عام 1913 تحت عنوان « الإجراءات المتخذة من طرف إسبانيا بالريف – سكة حديدية – حفلة »، وبعد قراءة ما نشر بالصحيفة لاحظنا أن هذه الأخيرة لم تشر في مقالها هذا الى ماهية وطبيعة مناسبة الملوك الثلاث التي نظمت بزايو بل إكتفت بالإشارة الى الحفل على أنه عيد يقال له “الملوك الثلاث” وقام المشرفون عليه بتوزيع الهدايا و اللعب على أطفال البلدة وبإمعان النظر كذلك في الصور التي رافقت المقال نكتشف أن الحفل أقيم فعلا بزايو وحظره العديد من الشخصيات العسكرية الإسبانية والمدنيين المحليين إضافة الى أطفال وهم يتسلمون الهدايا..
وقد أختيرت ساحة موسعة خارج الثكنة العسكرية لإحياء هذا الحفل الذي عرف بدوره عدة أنشطة وعروض مختلفة، كقيام ثلاثة فرسان وهم يرموزون للملوك الثلاث بإستعراض مهاراتهم في الفروسية أمام الحاظرين.. ويقول النص الصحفي لصحيفة موندو غرافيكو الإسبانية التي وثقت الحدث بعد ترجمة مضمونه مايلي: « في عدة مناسبات تطرقنا في هذه الصفحات الى ألإجراأت التي تقوم بها إسبانيا في الريف وهي إجراءات ثقافية سليمة تهدف الى تطوير هذه المنطقة التي يكن سكانها لنا كل الإحترام ..في هذا اليوم سنقدم خبرين ذا أهمية ..تدشين سكة حديدية للشركة الإسبانية لمناجم الريف التي تربط بين الناظور و سلوان وحفلة الملوك الثلاث التي نظمتها الشركة الفلاحية المغربية بزايو..في هذه الحفلة حظر عدد مهم من أطفال ألأهالي الذين تمتعوا بهدايا من اللعب الرائعة.. لذا يجب أن نحيي هذا العمل الذي قامت به الشركة .. وقد تم توزيع اللعب على ألأطفال الذين إحتفلوا بفرح شديد بعيد الملوك الثلاث »
النص الإسباني الأصلي كما هو في النسخة المرفوقة. La accion de espana en el Rif –un ferrocarril – una Fiesta Varios veces nos hemos ocupado en estas paginas de la accion de Espana en el rif ; accion cultural , pacificadora, que tiende al desenvolvimiento de aquella zona. Cuyos habitantyes tantas simpatias tienen para nosotros. Hoy damos dos notas grafica de sumo interés : la inauguracion de una ferrocarril de la compania Espaniola de Minas del rif, que enlaza con la de nador a zeluan, y la fiesta de Reyes que, organizada por la compania Agricola Marroqui, se celebro en el zaio. A la fiesta asistieron buen numeros de nonos moros, que fueron espléndidamente, agasajados y obsequiados con ricos juguetes.Es de aplandir esta labor de la compania Agricola marroqui.
بحث موجز في أصلول عيد الملوك الثلاث
بعد دراستنا للموضوع قمنا ببحث حول ماهية هذه المناسبة، لنكتشف في الأخير أن هذا العيد الذي إحتفل به أهالي بلدة زايو مع الإسبان سنة 1913 والذي يدعى” عيد الملوك الثلاث ” ما هو إلا تقليد إسباني قديم له تاريخ عريق في الثقافة الإسبانية ولازالوا يحتفلون به الى اليوم في كل المقاطعات الإسبانية، ومن بين أهم طقوس هذا الإحتفال الذي يعتني ويهتم بالدرجة الأولى بالأطفال، هو قيام ثلاثة أشخاص وهم ويرمزون للملوك الثلاث بتقديم الهدايا لهم وكذا زيارتهم في المستشفيات والخيريات والمدارس.. زيادة الى تقديم عروض إستعراضية في شوارع المدينة كلما حلت هذه المناسبة، وبحكم هذا العيد له حمولة وصبغة تقديسية فإن العديد من دول (أمريكا اللاتنية) وخاصة التي أحتلت سابقا من قبل الإسبان وديانتها المسيحية، لازالت بدورها تحتفي بهذا التقليد الموسمي، أما في مناطق الحماية ألإسبانية بالمغرب فلم يعد لهذا التقليد وجود بل إندثر مع رحيل هؤلاء عن المنطقة ويعزى هذا ربما لطبيعة المناسبة كما ذكرنا سابقا أو ربما للتخلص والإستغناء عن كل مخلفات المستعمر الأجنبي. شريط فيديو إسباني بمناسبة العيد.