يسير الإيحيائي _
معاناة حقيقية تلك التي يتخبط فيها رعايا الملك محمد السادس في المهجر رغم خطاباته المتكررة بالرفع من مستوى الخدمات القنصلية عبر العالم ومسايرتها للمعيقات التي تقف حجر عثرة أمام مصالح المواطنين خاصة في الحالات ذات الطابع الإستعجالي كالوفاة أو ما شابه ذلك ،والتي ترد من المغرب حال وقوعها ودون سابق إنذار ،مما يستوجب التنقل الفوري لأفراد العائلة قصد حضور مراسيم تشييع الجنازة وإلقاء النظرة الأخيرة على جثة الميت حسب ما تقتضيه الأعراف والتقاليد الإنسانية.
لكن سرعان ما تصطدم هذه السفريات المفاجئة بواقع مر وأليم يتمثل في بعض الإجراءات الإدارية التي يمكن الإستغناء عنها إذا أثبت المعني إستعجاله لدواع إنسانية كتلك المتعلقة بوكالات المركبات التي تخضع لقوانين الإستيراد المؤقت خاصة عندما تكون في ملكية شخص آخر غير الذي يهم إدخالها إلى التراب المغربي مع مراعاة عدم توفره على الترخيص المطلوب الذي تصدره المصالح القنصلية بسبب “تعطلها” عن العمل أيام السبت والأحد،ومن هذا المنطلق يبقى المهاجر المغربي رهينة عطل القنصليات حتى في الإلتحاق بوطنه وحضور مراسيم جنازة أبيه أو أمه أو أحد المقربين المباشرين.
تلك واحدة من الإشكاليات الملحة التي يستوجب على وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن تعاود النظر فيها ،وذلك بتوفير قسم للمداومة أيام العطل ونهاية الأسبوع داخل كل القنصليات التابعة لها لتلقي الحالات الإستثنائية كالتي وردت صباح اليوم السبت وسط تدمر عائلي كبير من طرف أهل الفقيد.
وفي نفس السياق تعتبر القنصلية العامة بالجزيرة الخضراء أكبر معني بضرورة إنشاء قسم للمداومة 24/24 ساعة بحكم موقعها الجغرافي كآخر تمثيلية مغربية بالنسبة للقاصدين التراب المغربي،ومن تم يمكنها أن تعالج عدة مشاكل من هذا القبيل عوض تركها معلقة بحجج لا تتماشى والواقع الذي يعيشه المهاجر خارج أرض الوطن.
تجذر الإشارة أن معبر باب سبتة شهد حالة شبيهة صيف هذا العام ،حيث منعت الجمارك مهاجرا مغربيا كان يهم بالدخول لحضور جنازة أبيه دون توفره على ترخيص،الشيئ الذي نتجت عنه ملاسنات كبيرة بين الطرفين كادت أن تتحول إلى عملية دهس متعمدة لولا تدخل بعض العقلاء لثني المهاجر عن القيام بتصرفه الطائش الذي لولاه لما سمح له بالدخول.