زايو سيتي.نت: نورالدين شوقي
بعد الحملة الإسبانية على المغرب سنة 1909، وحينما تعالت أصوات النقابات والأحزاب منددة بإرسال جيوش إسبانية إلى ما إعتبرته ” مذبحة ” جاءت ضرورة خلق مواجهة مكونة من المغاربة، لإنقاذ حياة الجنود الإسبان، وقد عمد القبطان جنرال مارينا Marina بمليلية سنة 1909 ـ 1911 إلى تجنيد عساكر ريفيين، وشكل منهم جهاز الشرطة الأهلية سنة 1909 الكولونيل “لارييا” Larrea .
وفي 20يونيو 1911 نظم الملازم كولونيل الفرسان ” داماسو برينكير” damaso Brinker القوات النظامية الأولى الأهلية، إقتصرت في البداية على وحدات صغرى بقيادة رقيب أو ضابط إسباني(1).
وفي نفس السنة(1911) أسس الإسبان مركزا جديدا مختارا كقلعة للحراسة بزايو zaio وعمروها بالفرق المعروفة لديهم أنذاك بالقوات النظاميةـ Fuerzas Regularesـ التي أوجد النظام على رأسها ضابطا إسبانيا ومجندين مغاربة، ولا تزال أثار القلعة الى اليوم دليلا على المخلف الإستعماري، وبذلك أصبح الموقع عبارة عن مجرد محطة قروية للنقل قائمة على الطريق المتجه إلى مشرع الصفصاف على واد ملوية، وهو أنذاك أقرب المواقع إلى نقطة الحدود المحروسة بين المنطقتين الخليفية والسلطانية(2)
zaio2
وكانت القوات النظامية عبارة عن مجموعة مكونة من جنود مغاربة يحضون بثقة تامة من طرف رؤساء الوحدات العسكرية الإسبانية وأغلبهم كانوا في البداية من الفارين من الجيش الفرنسي أو من محلات ( لَمْحَلة) وثكنات سلطان المغرب و معتادين على الطرق الحربية، وكانت أول مشاركة لهم سنة 1911ـ 1912 قتل من خلالها قائد المقاومة الريفية أنذاك الشريف محمد أمزيان (3).
أما في سنة 1915ـ 1919 فقد سرع الجنرال غوميس خورنادا Gomez Jornada من وتيرة تجنيد المغاربة حينما بدأ هؤلاء يفرون من الجيش الإسباني للإلتحاق بالفيالق الفرنسية نظرا للراتب المرتفع الذي تصرفه فرنسا، بينما فضل ألأخرون البقاء مع الإسبان وكسب الراتب المتواضع، لأن إسبانيا خلال تلك الفترة لم تكن عملياتها كثيفة ولا قوية في المغرب(..)وتنفيذا لمرسوم ملكي تم توزيع القوات المغربية إلى أربعة أقسام منها : محلات المخزن ـ فرق النظامين في المحلات ـ شرطة الأهالي ـ ووحدات القوات المساعدة. أما تجنيدهم فقد كان يتم اللجوء إلى طرق متعددة منها إطلاق نداء في الأسواق “البراح” عن طريق بعض الأهالي ” أصدقاء المورو” الذين كانوا في السابق في سجون مليلية(3).كما كان للإسبان شبكة علاقات كبيرة مع بعض “الأصدقاء المورو” بكل قبائل الريف الغربي والشرقي، من بينهم متقاعدون كانوا في الماضي في خدمة إسبانيا ويتقاضون راتبا شهريا منها، يساعدونهم في خلق خلايا مهمتها توعية الأهالي بدور إسبانيا وضرورة دعمها في توسعها بمناطق أخرى عن طريق تكوين مجموعات غير نظامية مسلحة برئاسة قائد القبيلة الذي يتلقى بدوره راتبه من سلطات الإسبان، كما كان يشترط على طالب التجنيد في القوات النظامية أن يؤدي القسم بالقرآن بعدما أن يجيب عن جملة من الأسئلة تتعلق بإسمه وحالته العائلية وعدم إنظمامه لحركة ما في السابق(4).
وكان الدافع الرئيسي للتسجيل في قوائم التجنيد بكثرة هو الفقر والظروف الإقتصادية، زيادة على توالي سنوات الجفاف والمجاعات الذي وصل الوضع فيه بالأهالي إلى أكل النباتات والجراد ، إلا أن رغم الحروب والجفاف فقد كان العديد منهم ينتظر الفرصة السانحة للإنظمام إلى حركات وطنية مقاومة للإستعمار (..)كما هو الشأن للمجاهد القايد حدو بن عيسى الزخنيني الكبداني الذي إنظم إلى حركة الشريف محمد أمزيان سنوات قبل مقتل هذا الأخير سنة 1912،وكان القايد حدو بن عيسى من بين المقاومين والمعارضين للإحتلال الإسباني و أحد المحاربين للتدخل الأجنبي بالمنطقة (5).
وفي غشت من سنة 1921 تساقطت كل مراكز القيادة العامة بمليلية إثر محاصرة قوية من طرف ثوار الريف، إلا أن القوات الإسبانية في سنة 1926 تمت إعادة هيكلة النظامين من جديد وتم هيكلة5 فيالق،، 20 طابورا أي 45 سرية و15 مجموعة وكان لكل سرية ومجموعة رقم وإسم : ففرقة النظامين بمليلية كان لها رقم2 ـ تطوان1 ـ سبتة3 ـ العرائش4 ـ الحسيمة5
وتتميز الفرق عن بعضها البعض بالألوان التي يلبسها كل منهما، وكانت لفرقة مليلية اللون الأحمر(6)
المراجع
1- كتاب مغاربة في خدمة فرانكو ـ M.a Rosa de madariagaـ ص49
2ـ كتاب من أعلام الناظور ـ حموالشكري-2 ـ حسن الفكيكي ص125ـ 124
3ـ مغاربة في خدمة فرانكوـ M.a Rosa de madariagaـ ص ـ50
4 ـالمرجع نفسه ص ـ 51
5 ـ كتاب من أعلام الناظور -2- حسن الفكيكي ص127 –
6 ـ مغاربة في خدمة فرانكوـ M.a Rosa de madariagaـ ص ـ57