زايــو سيتي.نت / عـادل شكراني
مع حلول كل فصل شتاء تعيش بعض ساكنة زايو معاناة، بسب الفقر والمرض والتهميش، ويزداد مع هذا الثالوث إكراهات يومية خاصة ما يتعلق بالـصحة، والتمدرس بالنسبة للأطفال القاطنين بالدواوير المجاورة لجماعة زايو، الذين يقطعون مسافات طويلة، مما يعرضهم للإعياء أو خطر الاعتداء، الشيء الذي يدفع بعض الاسر لدفع أبنائها إلى التخلي عن الدراسة خاصة الفتيات.
“زايو سيتي .نت”، اقتربت من معاناة سكان بعض الدواوير في جماعة زايو، وأعطتهم الكلمة ليبثوا شكواهم إلى من يهمهم الأمر، لعل إلتفاتة تنهي آلامهم.
لا يكاد المرء هذه الأيام يشاهد نشرة أخبار، أو يطالع تقريرا إخباريا في إحدى المنابر الإعلامية، إلا ويكون محور النقاش هو موجة البرد القارس التي تجتاح المغرب وانخفاض درجات الحرارة، الذي تعرفه ربوع المملكة..، مدينة زايو كان لها نصيب من موجة البرد هذه، فمع قدوم فصل الشتاء، تبدأ معاناة سكان بعض الدواوير بزايو مثل ” دوار مرشال – أولاد عمامو – قراقشة”، مع قسوة الطقس، وهي المعاناة التي تكبر بسبب قلة الإمكانيات، الأمر الذي يجعل بعض ساكنة هذه الدواوير عرضة لجميع الأمراض المزمنة.
دواوير يصرخ سكانها
” الصحة ” هي الكلمة التي تتردد على لسان ساكنة هؤلاء الدواوير الهامشية لا غيرها، فهي سبب معاناتهم كما يقولون.
هذه المعاناة تعرف ذروتها هذه الأيام مع موجة البرد التي تجتاح الجهة الشرقية عموما ومدينة زايو على وجه الخصوص، بحيث يقول السكان المستوصف يعاني من قلة الموارد البشرية والأدويــــة.
يقول مواطن من ساكنة دوار قراقشة، ففي الوقت الذي استبشرنا فيه خيرا ببناء المستشفى المتعدد الاختصاصات بالمدينة، الذي انطلقت الأشغال به يوم الخميس 22 يناير 2015، ، حيث شرعت المقاولة الفائزة بصفقة بناء المشروع في رسم وحفر الأساسات الأولى للمستشفى، لازال على حاله إلى يومنا هذا عبارة عن أكوام من الأحجار والإسمنت، ويضيف قائلا: ” معاناتنا تزداد مع حدة الطقس، وبرودة الجو، في فصل الشتاء، حيث نتعرض لبعض الأمراض المزمنة مثل ” البثور و آلام اللوزتين، وآلام والمفاصل والروماتيزم، الحمى والزكام …، وطبيب واحد لساكنة تعداد ساكنتها 35 ألف نسمة لايكفي.
وفي نفس السياق، فإن الأشغال كان من المقرر أن تنتهي بتاريخ 21 يناير 2017 كأقصى حد، غير أن بطء الأشغال بالمستشفى، أقلقت الساكنة، وجعلتها تتساءل عن مدى إمكانية افتتاحه في الآجال المذكورة.
وفي ذات الصدد كانت ساكنة زايو، قد خرجت للاحتجاج في مسيرة 25 فبراير التي ألزمت الوالي السابق للجهة الشرقية “محمد امهيدية”، النزول الى عين المكان، و الذي أكد على اقتراب انتهاء الأشغال مع متم العام الحالي2017 .
وكانت “زايو سيتي. نت”، قد اتصلت في وقت سابق، بالمندوب الاقليمي للصحة، الذي أكد على توقف الأشغال لكن مع بعض التبريرات ، المتمثلة في نقل ميزانيات المشاريع الكبرى من طرف الحكومة إلى وزارة التجهيز، حيث ستتكلف هاته الأخيرة بالبناء و المراقبة، أما التجهيز بالمعدات الاساسية للمستشفى ستقوم وزارة الصحة بتوفيرها.
و أوضح السيد المندوب، أن الاشغال ستتم لاحقا و لم يحدد الموعد مع التأكيد بالتسريع مبررا ذلك بأن وزارة التجهيز صاحبة التخصص في مجال البناء.
هذه المبررات نقلناها إلى ساكنة هذه الدواوير، وكانت إجابتها ” يبدو أن يوم افتتاح المستشفى المحلي بزايو، الذي ننتظره بفارغ الصبر، سيؤجل إلى موعد غير محدد، و هكذا ستطول معاناتنا التي نتخبط فيها يوميا مع المركز الصحي والتي يعرفها الجميع، والتي تجبرنا هاته الأخيرة إلى التنقل صوب المستشفى الحسني بالناظور أو المصحات الخاصة التي تقل كاهلنا نحن كأسر فقيرة”
وكان وزير الصحة الحسين الوردي، الذي تم إعفاؤه من طرف جلالة الملك بسبب الاختلالات التي رصدها التقرير الذي تسلمه الملك محمد السادس من طرف رئيس المجلس الأعلى للحسابات بشأن اختلالات شابت عدة مشاريع تنموية في مدينة الحسيمة، قد قام رفقة وفد رفيع يتكون من مدير ديوانه و مستشارين ورؤساء مصالح مركزية وعامل إقليم الناظور، والمندوب الإقليمي للصحة و عدد من المنتخبين على القيام بزيارة تفقدية لورش بناء المستشفى المحلي بمدينة زايو أواخر شهر شتنبر المنصرم من أجل الوقوف على مدى تقدم الأشغال به.
كما تفقد الوزير الذي تم اعفاؤه من مهامه، مرافق و أجنحة المستشفى حيث أعطى توجيهاته و تعليماته للقائمين على الورش، قصد مواصلة العمل بنفس الوثيرة منوها في الوقت ذاته بما تحقق إلى حدود الساعة، بالرغم من الصعوبات التي واجهها المشروع في مراحل سالفة.
وشدد على ضرورة استكمال الأشغال لتعزيز العرض الصحي على مستوى الجماعة الترابية لزايو، و والولوج إلى الخدمة الصحية للساكنة في ظروف احسن، وإتاحة فرص العلاج لها.
يشار إلى أن مستشفى زايو بدأت أشغاله في يناير من سنة 2015 ، و سيوفر كما هو مقرر 45 سريرا ،و يمتد على مساحة 3 هكتارات و 63آر ،و84 سنتيار، ومساحته المغطاة 5950 متر مربع، و رصد له مبلغ مالي قدره 37.795.800.00.
مشردون في زايو.. يعيشون جحيم البرد
هي فئة مسحوقة، كانت ضحية قساوة المجتمع، فخرجت إلى الشارع لتفترش الأرض وتلتحف السماء، في انتظار الصباح، بعض المشردين في الحديقة الأندلسية زايو، يتناولون الكحول لمقاومة البرد القارس ليلا، أغلبهم سيقانهم تظهر منتفخة من شدة البرد، وفي مرات كثيرة يهلك بعضهم في ركن مهمل من الشارع دون أن ينتبه إليه أحد.
التلاميذ .. وملفاتهم المطلبية
التلاميــذ لهم أيضا ملفهم المطلبي، خاصة ساكنة دوار أولاد عمامو، ويتمثل في بناء حجرتين دراسيتين، لكيلا ينتقلون إلى وسط المدينة، في الصباح الباكر بحيث يكون البرد قارسا، فمن خلال معاينتنا الميدانية اتضح أن العديد من التلاميذ الذين يستيقظون باكرا للذهاب إلى المدرسة تظهر على وجوههم آثار وأمراض جلدية، وتشهد شفاههم تشققات غالبا ما تسبب ألما لهم، خاصة المنحدرين من أوساط فقيرة.
نــذرة المياه.. تهدد بهجرة الفلاحين من سهل صبرة.
أكد مجموعة من الفلاحين، من ملاك الحقول بسهل صبرة بزايو أن خطر ضعف الموارد المائية وصل إلى الخط الأحمر، وأصبح يهدد اقتصاد المنطقة، والقدرة الشرائية لشريحة واسعة من المواطنين.
واعتبروا أن شح المياه بات يهدد الاستقرار الديمغرافي، واستمرار النشاط الفلاحي، وبات يهدد تزويد أسواق الجهة الشرقية، وبعض الأسواق الوطنية بالمنتوجات الفلاحية من خضر وفواكه.
وحذر الفلاحون من تأثير نضب الماء بسهل صبرة أولاد ستوت، على حياة السكان، خاصة الفلاحين، بعدما حاول عدد منهم البحث عن وسائل الاسترزاق، تاركين نشاطهم الأصلي، فيما حاولت فئة أخرى البحث عن الماء من مناطق بعيدة، ما يرفع من تكاليف نقلها.
ويأتي تغيير الفلاحين لنشاطهم، بعدما استفحلت ظاهرة شح الماء، وفشل عمل بعض التعاونيات التي تأسست من أجل مواجهة المشكل، العطالة التي مست أغلب الفلاحين الصغار بالمنطقة، الذين أصبحوا تجار ماشية أو سائقي شاحنات نقل خفيفة بسبب شح الماء بالآبار أو مياه السقي.
الفقر والمرض والتهميش، ثالوث يشكل عائقا أمام ساكنة هذه الدواوير بزايو، في تدبير حياتهم اليومية،
ولأن المفاجآت تأبى أن تنتهي، فإن السكان يقولون إن “هذا الثالوث يظهر على التلفاز “أنيقا”، لكنه على أرض الواقع مُـــر.