من رحم المعاناة والألم يولد النجاح والأمل. أنهك السرطان جسمها ، ودمر العلاج الكيميائي الخلايا ، وأحرق العلاج الإشعاعي جلدها، ولم يكن ذلك عائقا في قتل إرادتها ، وعزيمتها. قاومت السيدة ” تورية بحري ” المرض الخبيث، واستطاعت بمثابرتها واجتهادها تحقيق حلمها الذي قطفت ثماره اليوم الجمعة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة. فقد ناقشت الطالبة / الباحثة أطروحتها في موضوع ” دور القضاء المغربي في تطوير قواعد التحفيظ العقاري ” وذلك من أجل نيل شهادة الدكتورة في القانون الخاص. وكانت لجنة المناقشة مكونة من السادة الأساتذة : – الدكتور أوسامة عبد الرحمان أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق – وجدة – مشرفا ورئيسا. – الدكتور الحاجي بناصر أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق ( عضوا ) – الدكتورة نادية فايدي أستاذة مؤهلة بكلية الحقوق – وجدة – ( عضوا ) – الدكتور المعزوز البكاي أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق – مكناس – ( عضوا ) – الدكتور حسن حوات أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق – وجدة – ( عضوا ).
وبعد نقاش طويل للأطروحة، وإبداء آراء المناقشين وملاحظاتهم العلمية والقانونية، انتهت اللجنة في الأخير إلى منح الطالبة تورية بحري شهادة الدكتورة بميزة مشرف جدا مع توصية بطبع البحث.
تقول السيدة تورية بحري عن معاناتها مع مرض السرطان ومراحل تهيئ البحث لنيل شهادة الدكتورة : ” أنا بنت مدينة الألف سنة، الزوجة و الأم و المتألمة. استطاعت أن تثبت للعالم أن المرأة المغربية هي مثال للجد و الاجتهاد. قاومت المجهول و تحدت المستحيل. فالحمد لله أن فعاليات مناقشة اطروحتى كان لها صدى طيب و قد اجمع كل أساتذتي على تميزها و أنها أطروحة لم يسبق أن شهدوا مثلها و أن مستواها جد عالي، و اقولها لكم أصبت بمرض السرطان وأنا لم أسجل بعد سنة ثانية دكتوراه سنة2015 ، و أجريت العملية. أقسم بالله أن القلم كان في يدي اليمنى و الجرح ينزف في اليد اليسرى ، لإعداد تقرير التسجيل بالسنة الثانية ،في نفس الوقت سافرت إلى مدينة الرباط لاستكمال الملف الطبي ، و هناك انتهزت الفرصة فسافرت إلى مراكش للبحث عن المراجع ، في الوقت الذي كانت ابنتي ذات 16سنة تقوم بتضميد جرحي و تنقيته، كما أنني وبعد حصص الإشعاعي بمدينة الرباط و الألم يحاول كسري إلا أنني بإرادة قوية و بعزيمة جبارة كنت أتنقل بين الكلية و المكتبة الوطنية للبحث و التنقيب عن المراجع،فالحمد لله انني بعد رحلة العلاج التي مازلت أداومها اعتكفت من اجل إتمام أطروحتي،حيت أنني أكملتها مستوفية سنواتي القانونية . لقد تحديت نفسا بألمها ووجعها،بأملها و صبرها… كانت هناك نسائم الصبر تهب علي لتضع على صدري وساما كتبت عليه إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه “.