زايو سيتي.نت :ف. العلالي
مع حلول صيف كل سنة يلجأ الشباب العاطلون عن العمل والطلاب الجامعيون إلى امتهان حرف موسمية يجدونها فرصة مغرية لربح بعض الأموال، تحميهم ولو مؤقتا من شبح البطالة، إذ توفر لهم بعضا من المدخول الذي يعينهم على قضاء مآربهم الخاصة والابتعاد قليلا عن الجو الروتيني للعام الدراسي.
وتختلف المهن الموسمية التي يزاولها هؤلاء الشباب في فصل الصيف، كما تتدخل متغيرات كثيرة في تحديد نوع النشاط الذي يقومون بممارسته.فعلى ضفاف الشواطئ مثلا نجد الشباب يتسابقون لتقديم خدماتهم التي تتجلى في كراء الشمسيات والكراسي، وكذا بيع التين الهندي، المثلجات، العصائر والمشروبات الغازية التي تلقى طلبا واستهلاكا متزايدا من طرف المصطافين.
ونظرا لارتفاع النشاط السياحي، يقوم الباعة بمضاعفة أثمنة المنتجات لينعموا بربح عال، وعلى الطرقات نجد أيضا شبابا يشتغلون كوسطاء عقاريين وسماسرة لاستئجار البيوت قصد التخييم الفردي أو الجماعي.
ومن الجلي أن نستشعر أن هؤلاء الشباب يتقاسمون عدة عوامل مشتركة منها العزيمة، روح المثابرة، وفخرهم ورضاهم بعملهم، وهذا ما تلمسه من خلال طريقة كلامهم وإصرارهم المتزايد على كسب قوتهم اليومي، وسد مصاريفهم التي تختلف من شخص إلى آخر.
ولا تقتصر هذه الأعمال على الشواطئ فقط، بل تتعداها إلى وسط المدن وقارعة الطريق، إذ تجد نساء وفتيات في مقتبل العمر يتفنن ويبدعن برسومات على أيدي الوافدين من الجنسين، مستظلات بالأشجار تجنبا لأشعة الشمس الحارقة التي تلهب بشرتهن، مقابل تعويضات مادية تعتمد على سخاء الزبون وكرمه أكثر من تقدير إبداع الرسم في حد ذاته، فضلا عن رسامي البورتريهات.
أمال طالبة قالت في تصريح « إنها تعمل كنادلة في مطعم في فترة الصيف من كل سنة، وذلك بغية التعرف على أناس جدد، والإحساس بالمسؤولية والاستقلال الذاتي، وتقوم بادخار النقود إما لشراء الملابس، والسفر أو اقتناء مستلزمات الدراسة للموسم الدراسي المقبل ».
وأضافت « أنها تستمتع بوقت عملها الممتد من الإثنين إلى الجمعة، لتنعم بيومين في آخر الأسبوع للاستجمام والراحة »واعتبر الأستاذ عادل بلعمري، باحث بمركز دراسات الدكتوراه الإنسان والمجال في العالم المتوسطي، « أن هذه الأنشطة المدرة للدخل والتي تزاول بكيفية موسمية من قبل بعض الشباب لا تصل إلى المستوى المهني، باعتبار كون المهنة تعد نشاط اقتصادي واجتماعي يدخل فيه الفرد العامل في علاقات إنتاج مع المشغل ويتميز بالخصوصية والاستمرارية ».
وأشاد أن « تجربة كهذه هي جد إيجابية حيث تمكن الشباب من التعرف بشكل ميداني على بعض القيم المجتمعية من خلال سيرورة التطبيع الاجتماعي مع الواقع عبر التجسيد الجيد لأهدافه، وتمكن الفرد من اكتساب بعض القيم الاجتماعية ما يؤهله مستقبلا من نيل عضويته الجديدة داخل المجتمع تؤهله لتحقيق رغباته واحتياجاته الأساسية داخل المجتمع ».
وتعد هذه المهن موارد رزق تخفف من معاناة الشباب سواء الطلاب أو العاطلون عن العمل، وتزيد ولو بقليل من دخل العائلات الفقيرة والمتوسطة الدخل.