بقلم زكرياء الورياشي
لم يكد الموسم الكروي السابق ينتهي، وتنطلق الاستعدادات لبطولة عصبة الشرق لكرة القدم التي على الأبواب، حتى دبّت مجموعة شبابية تسعى إلى رسم طريق جديد لنادي آيت سيدال الرياضي على مستوى التدبير المالي والبشري، لترتقي بميزانيته إلى مصاف فرق، مثل نادي نهضة زايو الذي يتلقى دعم 50 مليون سنتيم من جماعة زايو، والعروي الذي تتعدى ميزانية دعمه الجماعي 25 مليون سنتيم، عبر تأسيس جمعية رياضية لإستعادة بريق نادي آيت سيدال الرياضي الذي وقع في موسم 2014 وموسم 2015 على نتائج رائعة ودينامية رياضية متميزة، وهذه المرة المكتب الشبابي الجديد يستعد لإعادة تحريك عجلة التنمية الرياضية والشبابية في المنطقة والتفكير في المدى البعيد، من أجل الوصول إلى إنجاز الشركة الرياضية التي ينتظر منها جلب المستثمرين، خصوصا في ظل حكامة تتماشى مع قانون الرياضة الجديد 30.09.
حاولنا تسليط الضوء على هذه الحركية التي تضع نصب عينيها القفز بفريق نادي آيت سيدال الرياضي قفزة تحقق مضمون الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات عام 2008، التي طرحت خارطة طريق من أهم معالمها “وضع نظام عصري وفعال لتنظيم القطاع الرياضي، يقوم على إعادة هيكلة المشهد الرياضي الوطني وتأهيل التنظيمات الرياضية للاحترافية ودمقرطة الهيئات المكلفة بالتسيير”.
فهل للواقفين وراء هذا الفريق من جهة، والمجلس المسير لجماعة بني سيدال الجبل من جهة أخرى، رؤية واضحة للخروج بفريق نادي آيت سيدال الرياضي من الأزمة التي عائها بعيدا عن عصبة الشرق لكرة اللقدم في السنة الماضيةا؟ وإلى أي حد يمكن لهذه المبادرات اتخاذ التدابير المؤسساتية والقانونية الملائمة لمواكبة الرياضة المحلية والوطنية؟ وبأي معنى يمكن القول بأن التصورات المطروحة قادرة على تطوير الاحترافية؟ هذه الأسئلة طرحتها على فاعلين رياضيين ومتتبعين للشأن الرياضي بجماعة بني سيدال الجبل خاصة وإقليم الناظور بصفة عامة لمقاربتها والإجابة عنها.
القضاء عن المخدرات بجماعة بني سيدال الجبل..
تمثّل كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم. نعم فهي أكثر من مجرّد رياضة في البلدان النامية، هي ثقافة ونافذة أمل وتحدّ بين مدرسة الشارع والأكاديمية المحترفة. تستحضر مبارياتها أحياناً محطات إصلاحية إجتماعية وتنموية أو ما شابه. أكثر من فيلم سلّط الضوء على المعاني التي تحملها هذه الكرة الصغيرة لدى البلاد الفقيرة.
في جماعة فقيرة(ماديا وليس قكريا) مثل بني سيدال الجبل، تسوده البطالة وتكثره فيه الفئة النشيطة “الشباب”، حيث لم يكن هناك مكان للرياضة ولا لكرة القدم الّا في الدواوير والشوارع … ولا استمرارية لها، هذا ما جعل شباب المنطقة يتجهون نحو الطريق الخاطئ المتثمل في المخدرات والفساد ونستحضر هنا قول الله سبحانه تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}، عزوف الشباب ببني سيدال الجبل عن مزاولة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة ليس من شأنهم، بل من تدبير مسيري تلك المنطقة،( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنْهم لعنًا كبيرًا ) ” سورةالأحزاب 67-68 “، .
الحمد لله سنة 2017 وقف مجموعة من شباب المنطقة وقفة رجل واحد، وأعادوا الرياضة التي تمثل صحة الإنسان ونشاطه، وأعطوا نفسا جديدا لشباب المنطقة الذي كان متعطشا لإبراز مواهبه وممراسة الرياضة بعودة نادي آيت سيدال الرياضي رسميا إلى منافسات عصبة الشرق لكرة القدم إبتداءا من هذا الموسم الجديد، ولكن الإشكال المطروح هو كيف للرياضة أن تمثّل الأمل والانفتاح والوجه الإيجابي لمنطقة او شعب يرتبط بالمخدرات؟ من خلال هذه المعادلة نستحضر مفهوم الرياضة الذي يعتبر نشاط يعمل على تربية الناشئة تربية متزنة ومتكاملة من النواحي: الوجدانية والاجتماعية والبدنية والعقلية، عن طريق برامج ومجالات رياضية متعددة تحت إشراف قيادة متخصصة(نادي أو جمعية) تعمل على تحقيق أهداف النشاط الرياضي بما يساهم في تحقيق الأهداف العامة للتربية البدنية في مراحل التعليم الذاتي.
وعن مداخيل النادي السيدالي، صرح رئيس نادي آيت سيدال الرياضي السيد محمادي أغلالة إنها تحتاج إلى الدعم من طرف الجماعة المحلية ببني سيدال الجبل، كما وجه نداء لكل الغيورين على هذا النادي ومنطقة بني سيدال لمساعدة الفريق على التطوير وبناء مشروع رياضي يمثل بني سيدال في المحافل الرياضية المحلية والوطنية ولما لا الدولية.
هكذا يرسم السيد محمادي أغلالة بمعية المكتب المسير للنادي خريطة الطريق لإنقاذ نادي آيت سيدال الرياضي من الإقبار الرياضي في الجماعة، الأخيرة ينتظر منها تقديم كل الدعم للفريق الممثل الوحيد للجماعة المأوى الثاني للشباب بعد منازلهم…
جميعا من أجل نادي آيت سيدال..
رئيس النادي، أوضح من جهته أن القيمة المضافة لهذا التنظيم تأتي من الوضع المتوازن لجماعة بني سيدال؛ حيث صرح جمعيتنا جاءت من أجل تنظيف الساحة الرياضية من القذف والسب والشتم، وتخليق الساحة الرياضية بقيم سامية”، يضيف أغلالة، مشيرا إلى أن “جمعية نادي آيت سيدال الرياضي ومكتبها المسير تساند شباب المنطقة بالتدريب التكوين والتطوير وتنمية الكفاءات الرياضية، بالإضافة إلى إبعاد الشباب من آفة المخدرات التي عرفت إنتشارا مهول في السنوات الأخيرة…
وينتظر المكتب المسير الجديد لنادي آيت سيدال الرياضة تقديم مراقبة نصوحة لتصحيح الأخطاء والاستشارة، بدل المحاسبة، وهدف النادي واضح. وأي واحد يريد المساعدة من قريب أو بعيد فليتقدم إلينا
في حاجة إلى الوفاء..
وقد صرح أعضاء المكتب المسير للنادي في ممثلهم رئيس النادي السيد محمادي أغلالة؛ “أن نادي آيت سيدال الرياضة في حاجة إلى وفاء جمهوره وتعاطف أبناء المنطقة الموجودين داخل وخارج أرض الوطن لتحقيق الأهداف الرياضية المتوخاة لبناء فريق عتيد نبيل وزرع الروح الرياضية في نفوس أطفال وشباب المنطقة”.
وهذا بالطبع، تحت لواء جماعة بني سيدال الجبل والذي ينتظر منها دعما كبيرا لإنجاح هذا المشروع الرياضي ورد الإعتبار للرياضة، خاصة لأن الساكنة السيدالية متعطشة للثقافة والفن والرياضة التي يجدون فيها ذلك المكان الذي يشبعون فيه رغباتهم وميولاتهم وإكتشاف مواهبهم، وسياسيا سوف تحرك عجلة التنمية على الصعيد المحلي والوطني، وتمثيل الجماعة، كما يحتاج هذا الفريق الفتي إلى إلتفاتة من الجالية السيدالية المقيمة بالخارج لمساعدة الفريق ماديا أو لوجيستيكيا، بالإضافة إلى تدخل المسؤولين والسياسيين بإقليم الناظور وجهة الشرق.