بقلم: عبد الرحمن زهري
الجزء الثاني:
” أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ “
بسم الله على بركة الله نستأنف هذه السيرة العطرة لأبي الدرداء رضي الله عنه وهو يدعو الناس إلى امتلاك الدنيا بالإستغناء عنها وهو بهذا لا يدعو إلى السلبية ولا للرهبانية وإنما يريد للأمة أن لا تكون ضعيفة مستسلمة لشهوات الدنيا الفانية.
والغريب في الأمر أن هناك بعض الملحدين يتعاملون مع الدنيا بهذا الأسلوب لا من أجل الآخرة ولكن حتى لا يتألموا لفراقها، وممكن أن نعطي لهؤلاء نصف العقل السليم.
أما بعد، قلنا في العدد السابق أن الدنيا كلها في عين أبي الدرداء مجرد عارية،وهو يرفض من الدنيا ومن متاعها كل ما يشد النفس اليها ويوله القلب بها..
وهو بهذا لا يهرب من السعادة بل يهرب اليها، فالسعادة لاحقة عنده هي أن تمتلك الدنيا لا أن تمتلل الدنيا.
وكلما وقفت مطالب الناس عند حدود القناعة والإعتدال وكلما ادركو حقيقة الدنيا كجسر يعبرون عليه الى دار القرار والمال والخلود،كلما صنعوا هذا كان نصيبهم من السعادة الحقة أوفى وأعظم.
وإنه ليقول ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يعظم حلمك ويكثر علمك وأن تباري الناس في عبادة الله.
وفي خلافة عثمان رضي الله عنه، وكان معاوية اميرا على الشام نزل أبو الدرداء على رغبة الخليفة في أن يلي القضاء وهناك في الشام وقف بالمرصاد لجميع الذين اغرتهم مناهج الدنيا وراح يذكر بمنهج الرسول في حياته وزهده وبمنهج الرعيل الأول من الشهداء والصديقين.
وكانت الشام يومئذ حاضرة تموج بالمباهج والنعيم وكان أهلها ذاقو ذرعا بهذا الذي ينغض عليهم بمواعضه متاعهم ودنياهم.
فجمعهم أبو الدرداء وقا فيهم خطيبا “ياأهل الشام انتم الإخوان في الدين والجيران في الدار والأنصار على الأعداء .ولكن مالي آراكم لا تستحيون اتجمعون ما لا تأكلون وتبنون مالا تسكنون وترجون مالا تبلغون.قد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيوعون ويؤملون فيكيلون ويبكون فيوثقون ،فأصبح جمعهم بورا واملهم غرورا وبيوتهم قبورا.أولائك قوم عاد ملؤوا مابين عدن إلى عمان .اموالا واولاد.
ثم ارتسمت على شفتيه بسمة عريضة ساخرة ولوح بذراعه في الجمع الهائل وصاح في سخرية لاقحة من يشتري مني تركة آل عاد بدرهمين.
السلام عليك يا ابا الدرداء يا تلميذ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والي اللقاء في الجزء الثالث والأخير من هذه السيرة العطرة وهي موعطة للمتقين .
الله اجعلنا من عبادك المتقين آمين والحمد الله رب العالمين
أخوكم في الله زهري عبد الرحمن









السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبد الرحمن على هذه الموعظة وسدد خطاك .. وفقنا الله تعالى جميعاً لما يحبه ويرضاه واسأل أن يغفر لنا ولكم ولوالدينا وجميع المسلمين آمين.
يحكى أن رجلاً تكالبت عليه الهموم وسأل حكيماً ..
فقال:
أيها الحكيم لقد أتيتك وما لي حيلة مما أنا فيه من الهم؟
فقال الحكيم :
سأسألك سؤالين وأريد إجابتهما..!!
فقال الرجل :
اسأل؟
فقال الحكيم :
أجئت إلى هذه الدنيا ومعك تلك المشاكل؟
قال :
لا !
فقال الحكيم :
هل ستترك الدنيا وتأخذ معك المشاكل؟
قال : لا
فقال الحكيم :
أمرٌ لم تأتِ به.. ولن يذهب معك ..
الأجدر ألا يأخذ منك كل هذا الهم .. فكن صبوراً على أمر الدنيا ..
و ليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض يكن لك ما أردت
و ابتسم دائماً .. لأن رزقك مقسوم .. و قدرك محسوم .. و أحوال الدنيا لا تستحق الهموم ..
لأنها بين يدي الحي القيوم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع النفس هواها وتمنى على الله الأماني.
عن موسى الأشعري أنه قال
قال رسول الله سلى الله عليه وسلم : ” من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياهفآثروا ما يبقى علي ما يفنى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع النفس هواها وتمنى على الله الأماني.
عن موسى الأشعري أنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياهفآثروا ما يبقى علي ما يفنى.
أخي ميمون شكرا جزيلا على مداخلتك. وما زادها تشويقا هي تلك الحكمة التي زكت نظرة أبي الدرداء إلى الدنيا على أنها حقيرة وأن الآخرة شريفة وأنهما كالضرتين كلما رضيت إحداهما سخطت الأخرى.
أشكرك مرة أخرى من أعماق قلبي وإلى اللقاء في مناسبات قادمة إن شاء الله.
السلام عليكم
اخي الفاضل عبد الرحمن اشكرك جزيل الشكر ايها الطيب وابن الطيب على ما تفضلت به .. فقلبك سليم ان شاء الله تعالى .. إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له قفل قلبه وطهره .. وجعل فيه اليقين والصدق .. وجعل قلبه سليما قبل موته.. فانت كذلك ومن هؤلاء ان شاء الله تعالى .. هناك قلوب مقفلة .. كالصخر الصماء لا يشرب الماء ولا ينبت الزرع.. وهناك قلوب مفتوحة كالأرض العطشى الصالحة للزراعة والإنتاج … … اللهم اجعلنا جميعا من ذوي القلوب السليمة آمين أمين بارب العالمين..
اشكرك مرة اخرى كما اشكر زايو سيتي.نت .
عن أبى هريرة -رضى الله عنه عن النبى – صلى الله عليه وسلم -قال:
“المؤمن مرآة أخيه, المؤمنُ أخو المؤمن يكف عليه ضَيْعَته ويَحُوطُه من ورائه”
شكرا صديقي ميمون على مرورك المفيد.