زايو سيتي.نت – جابر الأندلسي
يكاد إقليم الناظور أن يكون الأشهر بين أقاليم المملكة والتي يعرف عن مرشحيها للانتخابات إنفاقهم لأموال طائلة لهذا الغرض، حتى أن الكفاءات أصبحت مغيبة بشكل شبه كلي عن المشاهد الانتخابي بإقليم الناظور، إلا من رحم ربك.
ومع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية التشريعية بالمغرب المرتقبة مطلع الشهر المقبل، انطلقت الأحزاب في الأسابيع الماضية في حملة انتخابية سابقة لأوانها، وتجلت مظاهرها بالناظور في صفقات سياسية حزبية من خلال الصراع على التزكيات والاستقالات وشراء ذمم “السماسرة” المعروفين بالإقليم قبل الخوض في تفاصيل شراء الأصوات.
لكن سرعان ما ضغط الساسة على دواسة كابح السرعة مع اقتراب عيد الأضحى، فقد أصبح وكلاء اللوائح الانتخابية في حالة عجز مادي عن الاستجابة لجملة “بغيت العيد”، أمر أدى الى وفرة العرض وغلاء البضائع الانتخابية في مقابل تراجع الطلب بشكل كبير، وقد ارتفع السهم الواحد الى أكثر من 1500 درهم بحسب جودة الخروف (والخروف هنا تعرفونه).
ومن المرتقب أن تنهار أسهم البضائع الانتخابية في إشارة لبائعي الضمير وتجار الانتخابات على اختلاف أنواعهم وألوانهم، بعد ساعات من صباح يوم العيد، فمن المرتقب أن ينخفض السهم بعد ارتفاعه من 1500 درهم إلى أقل من 200 درهم، لتستأنف الحملة الانتخابية السابقة لأوانها عملها من جديد.
ومن الأمور المحزنة بالناظور أن أصبحنا نتعايش مع من يبيع ضميره بشكل تطبيعي ينذر بمستقبل سياسي كارثي بالإقليم، حتى أن البعض صار يعتبر الانتخابات فرصة يجب استغلالها من أجل كسب المال، كما أن المثل الشعبي المغربي الساخر الذي يقول “نشدو الزرقة و ناكلو المرقة و نصوتو على النقا” أصبح متداولا بشكل كبير بدائرة الناظور.
على الضفة الأخرى وبعيدا عن الأحزاب تقف السلطة متأهبة مترقبة تلتقط أي كبيرة أو صغيرة من أجل أن تمر دائرة الناظور من معبر الانتخابات بسلام، فهل تنجح في ذلك؟
إلى هذه الدرجة أصبح المواطن رخيصا وشراءه باضحية العيد