زايو سيتي.نت عادل شكراني
سنتذكر خلال أيام شهر رمضان المبارك أسماء مبدعة في عدة مجالات ، من مخنلف أحياء ومدن المغرب ، سطع وهيجها خلال فترات زمنية سابقة، مبدعون من طراز عالي .
ولأن اللائحة لن تكون تامة بالقطع ، سنحاول أن نتذكر من خلال هذه الحلقات أسماء حازت الإعجاب محليا وشعبيا ممن تسنى للجريدة الرقمية زايو ستي .نت ، الحصول على معلومات وافية عن مسيرتهم .
ثاني المبدعين : الشاعر الزبير خياط
يمارس غواية الحرف الأصيل ، يعانق القصيدة صعودا إلى متاهات الأنفاس وبداهات الأشياء ، من الحرف إلى الحرف ، يحبر البياض إشتهاء للمعنى ، وآنتقاما من عفن الوقت وسيول الرحيل .
هو الراهب في محراب الحرف ، قادم إلينا من ” وجدة ” تلك المدينة العمق والتاريخ ، الذكريات والحلم .
الزبير خياط ، شاعر مدينة تتلوى كل صباح على شمس الحدود ، جاء إلى دنيا الشعر منهجسا بالواقع الذي يصنع الأمل والحياة ، جاء من أبواب ” زيري بن عطية ” ، ليلتقط تفاصيل التفاصيل ، ويعجنها في دروب اللغة العربية ، ليهدينا شعرا عذب المعنى والمبنى .
يحتمي بقصيدة التفعيلة زمانا ومكانا لمواجهة ثقل الحياة وعذاباتها ، ويستعين بالذاكرة واللجوء إليها لمعادلة ضغط الراهن المعاش .
هو الانصات للصوت القادم من الأعماق والأحاسيس ، والإشتغال عليها جماليا بما يفيد في نظم قصيدة مثل سمكة تسبح في الأغوار ، والزبير هو الصياد .
سكنت قصيدة التفعيلة وجدانه وعقله لما يزيد عن ربع قرن ، تنتصر لليومي والهامش ، وتعيد الاعتبار للذات الشاعرة كلما حان وقت المديح والرثاء .
يدلق الحروف في آتجاه البداهة القصوى ، يبعثر الفداحة ويدفع بالفكرة إلى أقصى ممكنات جنونها وهيامها ، كأنه يعيد اكتشاف نفسه ، أنفسنا جميعا في بيداء الوقت الذي لا يجود إلا بالألم والانهيار .
هو الشاعر والإنسان ، ينحت طريقا من التأمل النقدي ، يتذكر بملء القلب ساحة سيدي عبد الوهاب .
في سنة 2011 ، تعرفت على الشاعر ” الزبير خياط ” ، أستاذا وشاعرا تحمل الملاحق الثقافية قصائده الجميلة .
في العام 1964 رأى النور بمدينة الألفية ” وجدة ” ، بها تابع دراسته وفيها نظم أولى قصائده وهو تلميذ حينها بمدرسة ” عمر بن عبد العزيز ” أول ثانوية بالمغرب ، ومن لا يعرفها التاريخ وجمالية العمران وخيرة الأساتذة ، هناك تعلم وتتلمذ ، وفيها تأمل وأبدع أولى ترانيم أحاسيسه وآهاته .
تربت قريحته على الشعر الجاهلي وجمالية لغته وبديع صنعته ، والشعر الأموي وقوة خطاباته ودلالاته ، والشعر العباسي وفطاحلة شعره .
كتب الشعر العمودي وهو في سن السادسة عشرة من عمره ، ” الزبير ” لا يلتمع اسمه في دنيا الشعر فقط ، بل يتألق في مساحات أخرى كالبحث العلمي والتدبير المؤسسي والعمل الجمعوي تحديدا فمنذ البدء حسم اختياره في الحياة ، وآطمأن إلى اليسار في كل شيئ ، فانشغاله بالحرف سيقوده إلى تأسيس جمعية ” أصدقاء الشعر ” التي ستصير شعلة بمدينة زايو ، بملتقياتها ولقاءاتها التي صارت مواعيد متجذرة في أذهان الكثيرين ، بعدما كانت المدينة تعيش عقم الثقافة وحلاوتها .
الزبير خياط عشقه للحرف والبياض ” الورق ” سيجعله يصدر سنة 1989 ديوان ” آدم يسافر في شتائل لونجا ” ثم سنة 1995 ” الطريق إلى ارم ” ثم هند وقيصر” ، إلى ” وقت بين المديح والرثاء
لقد أخلص سليل العلم والحرف للشعر ، وانتظم في إطاراته حالما بتطوير الممارسة وتكريس فعل التلقي ، في أفق الوصول إلى اليوم الذي يصير فيه الانصات للشعر طقسا عاديا دونما اعتباره كلاما كان ولازال في نضاله الشعري كما الجمعوي ، يعمل بجد ومكابدة من أجل شموخ ” القصيد ” مع رفاق الدرب أمثال ” مراد المعلاوي – محمد النابت – دنيا شداد – بوعلام دخيسي – وغيرهم من صناع ألق القصيدة ، هكذا هو ” الزبير ” شاعر التفاصيل الدقيقة والأحاسيس المرهفة .
يميل إلى الثقافة الجمعوية ويعتبرها شرطا وجوديا لاستمرار الشريط وتجاوز العطب ، يستمر في التقاط ذات التفاصيل من تربة الواقع لا غير ، يداعب الذاكرة ، يفكك الرمز والمعنى ، ويهدي نهاية أو ربما ابتداء لدفق شعري خالص.
هو المبدع الصموت الذي لا يتكلم إلا شعرا يخترق القلب ويقيم فيه ياسمينا ، يذكر بالجمال المفتقد ، يكتب للغد الذي تنفرط فيه حلقات القيد والتهميش ، ويصير فيه الوطن بطعم الحب والكرامة ، إنه هناك ما بين وجدة وزايو البدء ، على درب الحروف يكتب في كل شيئ ، يكتب ليمنحنا بعضا من أمل في عز اليأس وشيئا من حزن في بهاء الفرح ، يكتب ببساطة ليستيقظ فينا الإنسان .
فاجاتني حقا ايها الرائع عادل شكراني بالموضوع والاهتمام واستقصاء التفاصيل وفاجاتني اكثر بلغتك الراقية . لك ولموقع زايو سيتي نت كل التحية
تستحق أستاذي كل الخير ، وما هذه إلا التفاتة بسيطة في حق مبدع من طرازك العالي . دمت وفيا للحرف و النظم .
هو شاعر و له الفضل صراحة على المدينة سواء في العمل المدرسي أو في العمل الثقافي ، لكن الأفضل أن ينأى بنفسه عن الزج به في المتاهات العقيمة التي يقوم بها أناس -هداههم الله- يريدون التسلط على كل شيء قد أحرقوا أوراقهم و يبحثون عن الشرفاء لدفعهم الى الواجهة قصدالاختباء وراءهم.
شكرا للكاتب الشاب وللشاعر زبير ،و أريد تصحيح بعض الأمور -1- خطأ في الجملة “يمارس هواية الحرف الأصيل ” -2- القول بأن الزبير اطمأن الى اليسار في كل شيء ، مناف للحقيقة – و لعل الكاتب سمعها من بعض المستغلين يجعلون الشاعر في خدمة القبائل الشيوعية – و الصحيح أنه يستقي من معين التراث و الأصالة مع الحداثة التي لا تنافي القيم و قد اطلعت على بحث للاجازة قام به صديق و هو الآن موظف بالعدل يتحدث عن انتاج شاعرنا و علاقته بالتراث ،و اعتمد على استجوابات قام بها معه ، فلم يتحدث عن أي يسار .و متى كان اليسار مجال للابداع ،انه مجال العنف.
يا سيدي الذي أسميت نفسك ” متتبع ” أظن أنك أنت من تريد خلق الفوضى ، الزبير خياط أعرفه تمام المعرفة وتواصلت معه قبل كتابة هذه الجمل ، أما فيما يتعلق باليسار فهو من اليسار ونحن الصحافيون نبحث في هذه المسألة جيدا ، ثم يتم نشرها بعد استقصاء كل مايتعلق بالشخصيةوحياتها ,
والزبير خياط هو بدوره قام بالتعليق على الموضوع
وقال فاجأتني بآستقصاء التفاصيل . يعني أنه متفق على ماكتب وما تم تحريره ، ولو كان ثمة ما أشكل لفظه وما أثير زيغه وشكوكه لتقدم بها ، شكرا .
اذا كنت انا احترم آراء الآخرين فاسمحوا لي ان أقول ان هذا الاستاذ لم يقدم لتلامذة زايو وساكنتها الا حب الضهور والركوب على عمل الآخرين انشري زايو سيتي .نت
بداية، شكرا لكم أيها القائمون على موقع زايو سيتي.
أما الأستاذ الشاعر الزبير خياط فيستحق مثل هذه الوقفة، وزيادة. واسمحوا لي أن أسجل في حقه هذه الشهادة:
الزبير خياط إنسان عظيم… أنا أكبر منه سنّاً، لكنه أكبر مني تجربة، وأعلى حنكة، وأحكم شعراً، وأوسع بادرة. وهذه الأربع (التجربة والحنكة والشعر والبادرة) قد أرضعتهُ لبانها منذ الصغر… الزبير خياط نبراسٌ في اللقاءات الثقافية، ومشكاة المصابيح في المجالس الشعرية؛ إنه صدرُ شعراء زايو وبدرُهم، وهو بيت القصيدة، وقصيدة الديوان، وديوان الجمهرة، وجمهرة المجاميع الشعرية…
كنتُ أتمنى لقاءه والتعرف إليه أكثر منذ 1989م، لكنني لم أتشرف بذلك إلاّ في 2004 بجرادة، وتوطدت العلاقة أكثر في هذه السنوات الأخيرة.
ذلكم هو الشاعر الزبير خياط، حفظه الله ووفقه في جميع أموره، وحفظ له أسرته الكريمة.
عن أية فوضى تتحدث يا أخي و لولا مكانتك ومكانة الزبير عندي ما تحدثت عن الامر ، وأكيد أنه سيأتي زمان يتبرأ فيه الشاعر من الانتماء أوحتى التعاطف مع هؤلاء ، وبطبيعة الحال فان الوقت لم يحن بعد ،و أنت تعرف أنه موظف وأنه ينتمي الى نقابة تدعي اليسار والدفاع عن المدرسة العمومية و تستغل رصيدها في ممارسة الدعارة النقابية ، وجميع رجال التعليم يعرفون الأمر ، مر زمان كانت السلطة تمارس التخويف على الأجراء و الآن تمارسه النقابة بالوكالة مقابل الريع النقابي و الفساد و اغلاق و تدمير المؤسسات العمومية و الرشوة ،فهو تفسير الدعارة النقابية. لن يستطيع أحد الآن أن يفصح عن انتمائه لليسار فما بالك بشاعر له رصيد قيمي في ثانويته ومدينته.
أستاذ غني عن التعريف أستاذ ذو مستوى في اللغة العربية نتمنى أن يستمر بأعماله إلى الأمام ويغني المكتبات بأعماله الأدبية النيرة. وكذلك أشكر أخي عادل على تلك الكلمات التي وردت في المقال والتي زادته جمالا ورونقا أعانك الله في مسيرتك الصحفية أتمنى لك المزيد من التألق والنجاح
يستهويني البحث عن اسرار البلاغة في الكلام العربي ، وتذوق كل اسلوب عربي جميل يحقق بلاغة الإمتاع ، وهذا ما جسده الصحفي المقتدر عادل شكراني فيما كتبه عن مسار التجربة الشعرية للأستاذ و الشاعر الكبير خياط الزبير و اهتمامات أخرى له. و كم كان أفق انتظاري عظيما حينما وجدت أحد الإخوة المعلقين ، متتبع، يشير إلى خطأ وقع فيه عادل شكراني في جملته” يمارس هواية الحرف الأصيل ” ، لانني كنت امني النفس بوقفة بلاغية و لغوية … من لدن ” متتبع ” لابراز مكمن الخطأ في هذه الجملة ، ولكن خيب ظني و حطم افق انتظاري الجميل المتمثل في الاستفادة من شرح الخطأ و بيانه.لكن اكتفى بقوله في الحكم على الجملة ” خطأ ” .
أود ، بعد هذه التوطئة ، أن دأدلي بدلوي في تحديد جمال هذه الجملة : في الجملة مجاز مرسل “الحرف” علاقته الجزئية ،المقصود به :الكتابة العربية التي تمتح من منبع فصاحة الكلام العربي القديم، فلا أرى أي خطأ فيها ، بل على النقيض من ذلك أجد فيها جمالا و بهاء. و كلمة ” هواية “الواردة في الجملة تشي في نظري بحسن اختيار الكلمات و وضعها في مكانها المناسب ؛ فعادل لم يقل ” مهنة أو حرفة ” ايمانا منه أن التجربة الشعرية لدى الشاعر خياط الزبير لا يمكن ان يتخذها حرفة تدر عليه فوائد مادية جمة ، بل هي استجابة لنبض القلب و خفقانه ، و حب و صبابة للكلام الجميل …
اجمل تحية للمعلق “متتبع” و للكاتب عادل شكراني و للشاعر الكبير خياط الزبير و لموقع زايو سيتي.نت.