تعيش مدينة الناظور ومعها الإقليم ككل، أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، حيث لم يعد للمدينة هيبتها التجارية، ولم تعد محلاتها تغري الزبائن كما كانت في السابق، وراح زمن كان فيها التاجر الناظوري يتلكأ حتى في الإجابة عن سؤال “كم ثمن هذا”؟
ورغم اشتداد الأزمة التجارية في المنطقة، لم تتدخل الغرف المهنية بالإقليم لتقترح حلولا تقي الناظور ويلات الأزمة، ولم تتدخل الأحزاب دفاعا عن هذه البقعة من المغرب، عن طريق إيجاد حلول لما نعيشه في المنطقة من كساد وبوار قد يدفع العديد من التجار لغلق محالهم.
وفي عز الأزمة، يتدخل بعض المحسوبين عن المنطقة، ممن يسمون أنفسهم مثقفين، ليضحكوا علينا بدل الأخذ بيدنا، أشباه مثقفين تفتقت عبقريتهم ليهتدوا لفكرة إغراق الناظور بمختلف مهرجانات التفاهة، بدء بمهرجان الضحك –على من يضحكون- مرورا بمهرجان العري والذي اختير له من الأسماء مهرجان القفطان، ووصولا لمهرجان السينما، للمسمى عبد السلام بوطيب.
لست أدري من أين يحصل البعض على الدعم، ومن يدعم بعض الأشخاص الذين يسبحون في واد والشعب في واد، محاولين فرض ثقافة لا تمت لنا بصلة، ثقافة مرفوضة بيننا، مستعملين ملايير المغاربة غير مكترثين بالأزمة التجارية والاقتصادية بالناظور كما عدة مدن مغربية.
لا مكان لعبد السلام بوطيب بين الناظوريين، فهو الذي حصل على 197 صوت وهو أقل عدد من الأصوات في إقليم يتجاوز عدد الناخبين به 120 ألف ناخب، وهذا دليل واضح على رفض أهل المنطقة لما يقوم به هذا المحسوب على الحداثيين.
اعتاد صاحبنا على حمل ملفات باسم جمعيات مختلفة بغية جمع الدعم لمهرجانات المجون، محاولا فرض ما لا يقبله أهل الناظور، تحت عناوين مختلفة، تتوزع بين الغناء والرقص والتمثيل والبهرجة.
أما الخطير في الأمر، فهو حرص صاحبنا على التطبيع مع أمور حسمت فيها دبلوماسيتنا المغربية منذ سنين عدة، ربما خدمة لأجندة مرفوضة بين عموم المغاربة، وهم الذين حسموا منذ مدة في هويتهم.
مهرجان الذاكرة المشتركة بالناظور، تنطلق فعالياته وسط رفض كبير لأبناء الإقليم لفكرته وللميزانية المرصودة إليه، والتي تساهم فيها بعض مؤسسات الدولة، بل تعالت مؤخرا أصوات المحتجين رافضة للمهرجان شكلا ومضمونا.
إن أي تنظيم للمهرجانات، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد النظرية والاقتصادية، والتي لا أعتقد أنها تعني عبد السلام بوطيب في شيء، لأن ذلك أكبر من أشخاص يتخذون من مهرجانات السخافة مطية لأهداف سياسية، في وقت يكثر فيه النقاش ببلدنا حول الإصلاحات الكبرى.