هل تعلم أن عبد الله ديدان عاش طفولة صعبة وكان يقضي لياليه في المقبرة؟
ولد عبد الله ديدان بالرباط سنـة 1968، لكنه نشأ في مدينة سلا في حي شعبي يدعى «راس الشجرة». وعلى الرغم من نشأته في مدينة سلا إلا أن أصول عبد الله مراكشية. عاش الفتى طفولة صعبة كادت أن تعصف بحياته لولا بعض الفرامل التي كان يلجأ إليها كلما شعر بانفلات. تمكن الشارع من ممارسة جاذبيته على عبد الله ديدان، وظل يقضي فترات طويلة فيه، فهو الملاذ الذي يهرب إليه كلما غادر والده البيت صوب عمله. ساهم حادث الطلاق بين الوالدين في ركوب عبد الله صهوة الشارع، حيث كان يقضي فترات طويلة خارج البيت، بل كان أحيانا ينام في المقابر أو أي مكان، بعد أن أصبح مفهوم المكان والزمان بدون أهمية تذكر في حياة عبد الله، لذلك ارتمى في حضن المحظورات قبل أن ينتشله المخرج المسرحي أنور الجندي من متاهة الضياع.
هل تعلم أنه بالرغم من الطفولة الصعبة لديدان فقد ظل يتعهد شقيقه بالرعاية؟
تسببت هوايات عبد الله ديدان في ارتفاع حدة الخلاف بينه ووالده، الذي كان يرفض رفضا باتا تأخر ابنه في المجيء إلى البيت مساء، إذ كان يقضي فترة طويلة في دار الشباب. وحين كان الوالد يغلق الباب في وجه عبد الله، كان الفتى يضطر إلى البحث عن ملاذ آخر، ما جعله ينسج علاقة جانبية مع محيط آخر، إلا أن هذا الوضع لم يمنعه من الاهتمام بشقيقه الأصغر هشام الذي كان يعاني من داء الثلاثي الصبغي، ما جعل عبد الله يرافقه باستمرار نظرا للعطل الذهني الذي يميز الشقيق الأصغر، فقد كان يحرص على مساعدته على تجاوز محنته الصحية، والعمل على تدبير المال لتلبية بعض مطالب هشام. ومع مرور الأيام أصبح هشام بطلا للمغرب في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكن من اجتياز أزمته الصحية بنجاح.
هل تعلم أن أول راتب تلقاه الفنان المسرحي عبد الله ديدان لا يزيد عن 200 درهم؟
عاش ديدان استقلالا ماديا منذ طفولته، واضطر إلى ممارسة عدة مهن، من بينها النجارة وبيع التوابل بالتقسيط، قبل أن ينتشله الفنان المسرحي أنور الجندي من الضياع، بعد أن آمن بموهبة الفتى وقرر منحه نصف فرصة أمسكها الفنان الناشئ بالأسنان والنواجذ. كما لعب المخرج عبد المجيد فنيش دورا كبيرا في إنقاذ الموهبة عبد الله من الضياع، حيث ألحقه بالفرقة المسرحية وأشركه في مهرجان المسرح العربي بالرباط، سنة 1986، مقابل أجرة لا تتعدى 200 درهم، ولكنها في تلك الفترة أشاعت الدفء في جيبه. لم يدرس عبد الله تقنيات المسرح في المعاهد، لكنه لفت نظر المسرحي أنور الجندي بقدرته الفائقة على الارتجال، بعد أن جربه في مشهدين في مسرحـية «كلها يلغي بلغاه» ثم بعد ذلك مسرحية «سعدي براجلي» ثم مسرحية «الدبلوم والدربوكة» التي كانت بوابته نحو الشهرة.
هل تعلم أن ديدان عاش حياته في كنف زوجة والده؟
رغم التفكك العائلي الذي عاشته أسرة عبد الله ديدان، إلا أنه صمد بقوة في وجه الأعاصير، وظل مصرا على الحفاظ على ما تبقى من وشائج أسرية. لذلك فهو يحتفظ بالود والتقدير الذي كان يكنه لوالدة أبيه، التي كانت تعامله معاملة حسنة ولم تكن تنظر إليه على أنه «ربيب»، لذا فقد صرح عبد الله مرارا بأنها كانت بمثابة أمه الثانية، ووصفها بالمرأة المناضلة مع أخيه المعاق هشام، إذ لم تتخل عنه. كان عبد الله هو واسطة العقد حيث كان شقيقه الأكبر هو سنده المالي في فترة الصراع من أجل البقاء، بينما كان الصغير مصدر التحام الأسرة من أجل رعاية هشام الذي عانى من تخلف ذهني استنفر بقية الأبناء.
يعيش عبد الله في دفء أسري مع زوجته ونجلتيه، ويحرص على قضاء أكبر وقتت ممكن معهما حتى يسترجع ما سقط من طفولته.
هل تعلم أن والد الفنان ديدان اشتغل بعد تقاعده مكلفا بالإنارة في فرقة عبد الله الجندي المسرحية ؟
كان والد ديدان يشتغل، قيد حياته، عاملا للصيانة تخصص كهرباء مباني، وكان يقضي فترة طويلة خارج البيت في مهام بعيدا عن مدينة سلا، لكنه كان يرفض أن يرتبط ابنه بالعمل الفني، بل كان يواجه عشقه لدار الشباب بقرارات صارمة أقلها ضرر الحرمان من دخول البيت. لكن الأمور ما لبثت أن تغيرت بعد أن أصبح ابنه فنانا مشهورا، فشعر بالقلق وهو يتذكر الحرب التي أعلنها على الفن، وحين تقاعد من عمله التحق بالفرق المسرحية التي يرأسها الفنان المسرحي عبد الله الجندي، وأصبح الابن ممثلا والوالد مكلفا بالإنارة على خشبة المسرح، وهي المهنة التي لطالما منع فلذة كبده من مزاولتها، إلى أن لقي ربه.
الأخبار