محمد الإدريسي من إيطاليا
أعلنت المصالح الأمنية بمدينة باليرمو الإيطالية، بحر الأسبوع الماضي، أنها تمكنت من تفكيك عصابة مافيا تتكون من سبعة أفراد، أحدهم من أصول مغربية.
العصابة، التي كانت تنشط بأحد أحياء “باليرمو” التاريخية المعروفة بإيوائها للعديد من زعماء المافيا المحلية، كانت تستخلص الإتاوات المالية التي تفرضها المافيا على التجار والحرفيين المحليين، وتتعقب كل من يرفض أو يتماطل في دفع هذه الإتاوات، حيث يمكن أن يصل الأمر إلى حد التصفية الجسدية في حق كل من لم يمتثل لأوامر المافيا.
وإذا كان تفكيك عصابات إجرامية في المناطق، التي تعتبر بمثابة الموطن الأصلي للمافيا، يعد أمرا اعتياديا خاصة فيما يتعلق بالإبتزاز المالي الذي يخضع له الحرفيون والمهنيون، وكذلك التجار، إلا أن ورود إسم “الشرقي القانة”، 29 سنة، مغربي الجنسية، وسط المجموعة يعتبر حدثا في حد ذاته، فالتجنيد داخل المافيا خاصة بصقلية يخضع لشروط جد صارمة، إذ يكاد يقتصر الأمر على عائلات معينة تعد على رؤوس الأصابع.
وتعد هذه العملية الثانية من نوعها، خلال الأربع سنوات الأخيرة، التي يتم الكشف فيها عن تجنيد أحد المهاجرين المغاربة في صفوف المافيا، حيث سبق أن تم إلقاء القبض على مهاجر مغربي سنة 2009 جندته مافيا الكامورا بنواحي مدينة نابولي.
وحسب المحققين، فإن التجاء المافيا إلى “خدمات” عناصر من خارج العائلات التقليدية راجع إلى الضربات القوية التي تلقتها في السنوات الأخيرة، إضافة إلى أن علاقات قوية تربط المافيا بعصابات مغربية منظمة، خاصة تلك المرتبطة بتهريب المخدرات، حيث شهدت السنتان الأخيرتان إلقاء القبض على إثنين من زعماء المافيا، كانا يتواجدان في حماية مهربي المخدرات المغاربة.
الأول يدعى سالفاتوري دابينو Salvatore D’Avino وهو أحد العناصر الخطيرة في مافيا “كامورا”، عاش أكثر من أربعة سنوات بالمغرب، وكان يشرف على عمليات تهريب المخدرات إلى أوربا إلى حدود صيف 2011، حيث تم إلقاء القبض عليه بجنوب إسبانيا حيث كان يقيم مع صديقته المغربية.
و”البارون” الثاني يدعى فرانشيسكو نيرتا Francesco Nirta، وهو أحد العناصر الخطيرة في مافيا “ندراغتا” التي تنحدر من منطقة “كلابريا”، وقد ألقي عليه القبض بهولاندا رفقة مغربيين آخرين، يعتقد المحققون أنه كان يتواجد في حمايتهما.