والي أمن الجهة الشرقية قال إن الهجرة السرية والقرقوبي وتحديات الإرهاب أبرز دواعي القرار
كشف والي أمن الجهة الشرقية، عبد الباسط محتات، عن إنهاء الترتيبات للشروع الفعلي في تنفيذ مشروع بناء سياج حديدي يفصل الحدود المشتركة بين المغرب والجزائر.
وأكد المسؤول الأمني أن فكرة تشييد السياج فرضتها تحديات أمنية صرفة، من بينها الرغبة في ضبط النزوح المتزايد للمهاجرين السريين في اتجاه التراب الوطني، ومواجهة تهريب الأقراص الطبية المهلوسة.
ولفت المتحدث ذاته الانتباه، أخيرا، لمناسبة إشرافه على تعيين رئيس جديد للمنطقة الأمنية بالناظور، إلى أن الجزائر بادرت من جهتها إلى حفر خندق على طول حدودها الشرقية بطريقة تصنف في خانة “إعلان الحرب”، مذكرا بأن المغرب ابتلي بجارين لم يخترهما، في إشارة إلى كل من الجزائر وإسبانيا من خلال وجودها في مليلية.
وتسعى السلطات المغربية من خلال تعزيز المراقبة على الحدود الشرقية إلى تعزيز السيطرة الأمنية على حركة الدخول والخروج غير الشرعي عبر الحدود، وتهريب الأسلحة، ويعتبر استعمال عدد من المغاربة لحدود الجارة الجزائر للوصول إلى عدد من بؤر التوتر، فضلا عما تشكله أجواء عدم الاستقرار في المحيط الإقليمي إحدى ابرز التحديات الأمنية المطروحة.
وحسب المعطيات التقنية المتوفرة لـ”الصباح”، من المقرر أن يمتد هذا السياج على مسافات متفرقة تبلغ في مجموعها 70 كيلومترا على طول الحدود، وهي المسافة التي ستغطي المناطق التي تستخدم فعليا منافذ سرية للعبور، إما نحو الجزائر أو للدخول إلى التراب الوطني.
وعلى صعيد آخر، أنهت وزارة الدفاع الجزائرية المرحلة الأولى من حفر خندق بطول 170 كيلومترا يفصل حدود ولاية تلمسان الجزائرية عن الأراضي المغربية، على أن يتواصل تشييد الخندق في ولايات حدودية أخرى، ليغطي الحدود البرية البحرية شمالا من البحر المتوسط، وتحديدا من منطقة مرسى بن مهيدي، إلى غاية حدود ولاية النعامة مع المغرب جنوبا في منطقة مغنية.
واستنادا إلى تقارير جزائرية، فإن القوات المشتركة الجزائرية التي تضم الجيش والدرك والجمارك تستعد للشروع في المرحلة الثانية من المخطط الأمني، بإطلاق وحدات وفرق ثابتة ومتنقلة لتكثيف عملية المراقبة، مثيرة بعض الصعوبات التي واجهتها عملية الحفر من قبيل اعتراض بعض السكان المجاورين للحدود على هذه الأشغال.
وفي الوقت الذي تعد مسألة فتح الحدود بين البلدين نقطة خلافية في علاقاتهما الديبلوماسية، ادعت صحيفة “الخبر” الجزائرية أن المغرب مستفيد من استمرار الوضع الحالي، مستندة في ذلك إلى تقرير توصل به، أخيرا، رئيس الحكومة الجزائرية يتعلق بتقييم وضعية التهريب على الحدود.
عبد الحكيم اسباعي (الناظور)