من الصعب جدا تصنيف مشاعر رجل من حجم الحسن الثاني، رجل خبر المحن والخيانات واستلذ أيضا بنشوة الانتصار وطعم السلطة المطلقة، ورجل تدرج في أسلاك الدبلوماسية، والعلاقات المبنية على الذات أحيانا، وعلى المصالح أحيانا أخرى.
الحسن الثاني، الملك الذي جرب الأصدقاء والأعداء على حد سواء، وترك لقلبه مرات عديدة صلاحية اتخاذ قرارات تاريخية، كان رجل دولة يعرف جيدا كيف يسيطر على إحساسه في مواجهة شخصية ما، وفي نفس الآن إنسانا عاطفيا يترك المساحة الأكبر لشعوره في تقييم الأشخاص، وغير ما مرة صرح بأنه لا يستريح إلى هذا المسؤول أو هذا الوزير، أو أن فلانا لا يروقه أو لا يعجبه.
عدد من شهود المرحلة، وبعض المقربين، يحاولون استجلاء مشاعر رجل حكم المغرب بكل وسيلة أتيحت له، من القبضة الحديدية إلى الكلمة البليغة النافذة، وصولا إلى شعوره الذي كان يرى فيه أنه إحدى كرامات أهل البيت.
“بالنسبة إلي هناك طبعا الرجل الذي عانى من وقع الخيانة، لكن هناك أيضا ملك المغرب الذي قال لنفسه حسنا لقد واجهنا عاصفتين متتاليتين …لكن كل ما بقي بعدهما نظيف، المطر يغسل كل شيء والأشجار غير الطيبة جرفتها المياه…كما لو أن الله أراد تنظيف هذا البلد…لم أقرر تغيير الأشياء بل تركت حدسي يحملني على تغيير مجموعة من الأشياء، لكنني لم أحاول تغيير الطبيعة الإنسانية، فقد كان هناك عديمو العرفان بالجميل وهم مازالوا موجودين وسيوجدون دائما” هكذا تكلم الحسن الثاني في أحد الأيام موجها كلامه إلى صحافي كندي في حوار مع مجلة فرانكفونية، لقد كان الملك الراحل في لحظة مكاشفة وهو يروي بعضا من مشاعره اتجاه بعض الأشخاص الذين احتك بهم بحكم اشتغاله كحاكم للمغرب الحديث،
هو الرجل الذي مارس الملك بمزيج من العقلانية البراغماتية والعاطفة الذاتية، فكان إذا أحب بدا حبه متدفقا، أما إذا غضب فلا أحد يتوقع ما الذي سيفعله، معارضون سياسيون، وزراء، وقادة دول وشخصيات، وضعتهم مشاعر الحسن الثاني في الخانتين، فكان حبه الكبير لهم مثل بغضه لهم، كلما أخبره القلب أو الوشاة بأن هناك ما يجب التوجس منه..الحسن الثاني رجل الدولة والدبلوماسي الذي يشهد له الشرق والغرب بالدهاء والتبصر كان إنسانا لا يستطيع أحيانا إخفاء حبه وكراهيته على حد السواء.
يساريون لا يحبهم الملك
بعد خروجه من فترة اعتقال دامت 17 سنة تم ترحيل أبراهام السرفاتي مباشرة إلى فرنسا بدعوى أنه ليس مغربيا في قضية شهيرة تفتق عنها آنذاك ذكاء الوزير القوي إدريس البصري، وهي أن السرفاتي مواطن برازيلي لأن والده يحمل الجنسية البرازيلية، أبراهام السرفاتي الذي يتحدر من أسرة يهودية من مدينة طنجة، تابع دراسته في منتصف الأربعينات بالمدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس، ثم انضم في فبراير 1944 إلى الشبيبة الشيوعية، ولدى وصوله إلى فرنسا في عام 1945، التحق بالحزب الشيوعي الفرنسي، عاد إلى المغرب ليبدأ عمله بمناجم الفوسفاط، وفي سنة 1958سيتولى منصب مدير ديوان كاتب الدولة المغربي للإنتاج الصناعي والمعادن، ثم كلف بمهمة بديوان الزعيم الاشتراكي المغربي عبد الرحيم بوعبيد، وكان آنذاك وزير الاقتصاد، في نهاية الستينات سيصبح السرفاتي قائدا لمنظمة (إلى الأمام) اليسارية الجذرية في المغرب، وتبنى الكفاح السري إلى حين اعتقاله عام 1975، وحكم عليه بالمؤبد. قضى السرفاتي من عقوبته سبعة عشر عاما في السجن بتهمة الإخلال بالأمن العام، والتشكيك في مغربية الصحراء المغربية.
عندما سئل الحسن الثاني مرة عن وضعية السرفاتي أجاب ببساطة إنه لن يخرجه من السجن لأنه مس المغاربة في وطنيتهم، وهو يخشى عليه من المواطنين المغاربة الذين سيعتدون عليه لأنهم لا يقبلون بالتشكيك في مغربية الصحراء، هذا الجواب الدبلوماسي الذي قدمه الحسن الثاني حينئذ، سيفسر بشكل آخر في محطة أخرى كما يحكي الصحافي المخضرم خالد الجامعي، كان ذلك حين بدأت صحيفة “لوجورنال” تدبج مقالات حول وضعية السرفاتي، فأرسل الملك الحسن الثاني وزيره البصري إلى الجامعي وطلب منه لقاء في منزل الاستقلالي محمد الخليفة، وكان من بين المواضيع التي نبه إليها البصري بشدة أن الملك لا يريدهم أن يكتبوا عن السرفاتي فأجابه الجامعي بمحضر امحمد الخليفة “سنستمر في الكتابة عنه”، فأجابه البصري، ” لا يتعلق الأمر لا بالسياسة ولا باليسار بصراحة الملك (ماكيحملوش).” بعدها بأيام سيتصل البصري ليخبر الجامعي “قال ليكم سيدنا كتبوا فاش ما بغيتوا …”.
حكايات نقل مشاعر الحسن الثاني، غضبه، سروره، أو حتى إحساسه بعدم الارتياح التي كان إدريس البصري مختصا بها، كثيرة وبعضها يصل إلى درجة الغرابة، يحكي الصحافي طلحة جبريل أنه مرة كتب في جريدة “الشرق الأوسط ” عن تنامي الفكر الأصولي بين الشباب المغاربة، فاتصل به البصري وقال له إن الملك الحسن الثاني غاضب مما كتبه، وأن الملك لم يرقه ذلك، بعد مدة سيلتقي طلحة جبريل بالملك الحسن في احتفالية بمناسبة صدور كتاب “ذاكرة ملك”، دار بينهما حوار قصير لا يدل على أن الملك غضب مما كتبه جبريل. يعلق جبريل “البصري كان ذكيا، فكان يعرف متى يستعمل لفظ الملك لا يحب، ومتى يقول الملك لا يريد..”.
الاتصال نفسه أو ما يشبهه سيقوم به البصري عندما سيصل الناشط الحقوقي المغربي ” سيون أسيدون” إلى كتابة “ترانسبارانسي المغرب”، إذ سيتصل بأعضاء المكتب، ليخبرهم أن وصول “أسيدون” إلى رئاسة الجمعية التي تراقب الشفافية والرشوة بالمغرب، أمر لا يروق الحسن الثاني، وأنها عملية مقصودة لإغضاب الملك لأنه كان لا يحب الرجل، بعد ذلك سيرسل البصري فرقة من الشرطة لمحاصرة الجمع العام لـ”ترانسبارانسي”، وهو ما دفع بالوكالة الفرنسية للأنباء للتدخل لدى الوزير القوي آنذاك، حتى تم فك الحصار، عندما اتصلت هسبريس بـ”سيون أسيدون قال “لا أعلم إن كان الحسن الثاني يكرهني، لقد دخلت السجن 15 عاما في عهده وباسمه صدر ضدي الحكم، لكنني لا أعرف إن كان يحبني أم لا، لقد كنا نتصارع بعيدا عن المشاعر..”.
المشاعر لها قصة أخرى مع محمد اليازغي، ففي آخر لقاءات جمعت بين الحسن الثاني واليازغي أثناء الإعداد لتجربة حكومة التناوب، يحكي مصدر حضر هذا اللقاء، كان اليازغي يجلس إلى جانب امحمد بوستة متشبثين بخلع إدريس البصري، وقال اليازغي موجها كلامه إلى الحسن الثاني، “يمكن إسناد هذا المنصب إلى أي شخص من دار المخزن باستثناء البصري” فأجابه الملك الراحل بحدة “عندما تعرف ما الذي يدور بحزبك تكلم عن دار المخزن”.
الاتحاديون الكبار نالوا من حب مولاي الحسن، ولي العهد مطلع الاستقلال، بالقدر الذي نالوا به عدم حب ونفور الملك الحسن الثاني بعد وصوله إلى العرش، فالفقيه البصري أثناء نفيه بليبيا زاره صحافي مغربي كبير وتحدث معه عن وضعيته ثم عرض عليه العودة إلى المغرب، لكنه أجاب قائلا “مهما فعلت من مبادرات فهو لا يحبني، ليس بيننا ود وهذا أمر قديم”.
المؤكد أن الحسن الثاني لم يكن يحب اليازغي، فبعد وفاة الزعيم الاشتراكي عبد الرحيم بوعبيد في سنة 1992، عقد الملك الحسن الثاني لقاء مع النقابات بعدما كانت هذه الأخيرة أعلنت أنها بصدد الدعوة إلى إضراب عام، وحضر محمد اليازغي هذا اللقاء، وعندما بدأ الملك في الحديث أخذ اليازغي يدون في أوراق كلام الملك، فأوقفه الملك بحدة قائلا “لا تكتب سأعطيك تسجيلا بالفيديو لكل ما دار في هذا اللقاء”، وخلال أربعة أشهر من اللقاءات اليومية كان اليازغي يلتقي بالملك الحسن الثاني، وكلما تحدث اليازغي لا يرد عليه الملك.
جذور قصة النفور هذه تعود إلى سنة 1972 حينما عقد الملك، الخارج لتوه من محاولتين انقلابيتين، لقاء مع قادة حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وتحدث الحسن الثاني مطولا عن الفقيه البصري متهما إياه بالتآمر وتعبئة الأمازيغيين ضد الملكية، وفي هذه اللحظة بالذات تبسم اليازغي كناية عن السخرية، فنظر إليه الملك الحسن وقال “اسمع اليازغي لدي دليل محسوس على هذا، لقد أرسلت المحجوبي أحرضان إلى الفقيه البصري وزودته بآلة تسجيل في ساعة يضعها في معصمه..” كان ذلك الموقف هو بداية الرفض المعنوي الذي ظل الملك يقابل به اليازغي إلى آخر لحظة في حياته.
القادة الاتحاديون ظفروا بحب الملك واحترامه، فهو كان يقول عن عبد الرحيم بوعبيد إنه رجل دولة، وعلى العكس مما يتوقع البعض فقد كان الحسن الثاني لا يكره المهدي بن بركة، ولكنه عندما سئل عنه قال كنت أجده شخصيا مهيجا ومستفزا..
مصدر مطلع انفجر ضاحكا عندما اتصلت به “هسبريس” وقال” لا علم لي بأن الحسن الثاني كان يكره أحدا، لكنني أعلم أنه لم يغفر أبدا للمحامي عبد الرحيم برادة مرافعاته دفاعا عن معتقلي “إلى الأمام”، فأصدر الملك أمرا بتجريده من جواز السفر، عشرون عاما وبرادة يحاول الحصول على الجواز دون جدوى، وخلال تلك الفترة أجرى الملك الحسن حوارا مع إحدى المجلات الفرنسية وبعد أن انتهى الحوار طلب الصحافي من الحسن الثاني أن يجد حلا لوضعية برادة، فغضب الملك وقال للصحافي “لو كنت أعلم أنك ستطلب مني هذا لما وافقت على إجراء هذا الحوار معك”.
وزراء يغيضون الملك
أسر الحسن الثاني مرة إلى محيطه بأنه غير راض على إصرار بعض السياسيين على تكريس ظاهرة التوريث، إذ كان يفسرها بالرغبة في استمرار النفوذ السياسي لبعض الجهات الحزبية، محمد الدويري يعتبر (كما قال مصدر مقرب منه) أن غضبة الحسن الثاني هذه كان هو المقصود بها، من خلال تهيئة ابنه عادل للاستوزار، محمد الدويري كان يعرف جيدا أن الحسن الثاني لم يكن يستلطفه، جرعة الثقة الزائدة في حديث المهندس الذي درس في فرنسا على حساب القصر، وأصغر وزراء فجر الاستقلال الذين تولوا المسؤولية الحكومية في السنوات الأولى لاستقلال البلاد، كانت لا تروق الملك الراحل حسبما حكت مصادر مطلعة، أيضا الدويري الذي حكى عنه مصدر استقلالي كبير كان يتعامل مع الحسن الثاني بندية أحيانا وهو ما جعل نفورا كبيرا ينمو بينهما.
الصحافي الفلسطيني المقيم بالمغرب محمود معروف له وجهة نظر أخرى في الموضوع فالدويري كانت تربطه علاقة مصاهرة بأحمد بلافريج، كما أن الرجل كان بمثابة الفتى المدلل في حزب الاستقلال، وهو ما أعطى الانطباع بأن الدويري يستقوي بكبار قادة الحزب، الدويري الذي قال مرة على رؤوس الأشهاد، قد نختلف مع الجالس على العرش لكننا حتما لا نختلف مع العرش، حتى جاءت حادثة شهيرة أكدت عدم ارتياح الحسن الثاني للدويري، كان ذلك سنة 1981 في عهد حكومة المعطي بوعبيد، وكان وزير الخارجية آنذاك هو امحمد بوستة الذي كان مسافرا خارج المغرب، فأمر الحسن الثاني عند استقباله للحكومة بتقديم عز الدين العراقي على الدويري فيما كان البروتوكول يقتضي أن يتقدم الدويري..
هل الكراهية هي الاستصغار ورد الفعل الآني لدى الملك الراحل، أم أن عدم الاستلطاف والبرود اتجاه شخص ما كان يعبر عن الموقف فقط، الحسن الثاني استعمل الشعورين معا فكان غضبه يتراوح بين المؤقت والدائم، يحكي الصحافي طلحة جبريل، كيف أن عبد الواحد بلقزيز كان وزيرا للخارجية، بعد أن تنقل بين المناصب الرسمية، فكان أول منصب رسمي له عميدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – الرباط – الدار البيضاء – فاس. في 1966، كما شارك في عضوية عدد من اللجان المحلية والدولية حتى صدر قرار تعيينه سفيرا للمغرب في العراق في الفترة ما بين 1977 و 1979. ثم تم تعيينه وزيرا للإعلام للفترة بين 1979 و 1981، ثم وزيرا للإعلام والشبيبة والرياضة بين 1981 حتى 1983. ثم وزيرا للشؤون الخارجية من 1983 إلى 1985. لكنه وأثناء توليه حقيبة الخارجية، وبينما كان يقوم بمهمة دبلوماسية بإحدى الدول الإفريقية ولم ينتبه إلى وجود الرئيس السنغالي عبدو ضيوف ووزير خارجيته، تلفظ بكلمة ساخرة وهو يحدث أحد مساعديه، دون أن يعلم أنهما يفهمان جيدا الدارجة المغربية، بعد ذلك سيلتقي عبدو ضيوف بالحسن الثاني في مراكش، واشتكى له سوء تصرف بلقزيز، فما كان من الملك إلا أن استدعى سائق بلقزيز وأمره بأن يخرجه من الفندق الذي ينزل به، ويقوم بحمله عنوة إلى الرباط، وعندما يحين وقت الأخبار يطلق راديو السيارة، الوزير لم يفهم لماذا يتجه به السائق إلى الرباط حتى حان موعد بث الإذاعة الوطنية لنشرة الأخبار، وسيسمع عبد الواحد بلقزيز بلاغا من الديوان الملكي يقضي بإقالته، وبعدها بأيام علق الملك الحسن الثاني قائلا حتى أنا لم أكن أرتاح له ولم يرقني يوما.
الانقلاب يقلب المشاعر
الحسن الثاني، باعتباره رجل دولة فضلا عن دبلوماسيته المعروفة، كان يترفع عن إظهار مشاعره اتجاه أشخاص على الملأ، لكنه لم يخف شعوره تجاه أشخاص واجهوه وأرادوا به شرا، يحكي الصحافي طلحة جبريل أنه حين إجرائه للحوار الشهير مع الحسن الثاني، والذي خرج إلى الوجود على شكل كتاب “ذاكرة ملك”، تطرق معه إلى موضوع الجنرال أوفقير فقال الحسن الثاني: “عرفت أشخاصا ذوي مهانة ولم أر شخصا بمثل خسته”، أما بخصوص تعامله مع عائلة أوفقير أجاب الملك الحسن بكونه يظن أنه من الأفضل أن تتعذب عائلة واحدة على أن يعذب شعب بأكمله، هذه المرة الوحيدة الموثقة التي أعلن الملك فيها صراحة رأيه السلبي في شخص ما، إذا ما استثنينا ما قاله في الجنرال المذبوح حين وصفه بـ”سليل الخونة”.
يحكي محمد الرايس صاحب كتاب “تذكرة ذهاب وإياب إلى جحيم تازمامارت” لقد سبق للحسن الثاني أن قال إنه لم يكن يستبعد خيانة من طرف المذبوح. فأبو المذبوح كان ضمن جيش عبد الكريم الخطابي في حربه ضد الإسبانيين، غير أنه خانه من خلال تجسسه لصالحهم مقابل المال. وعندما علم الريفيون بذلك، أوقفوه وذبحوه، ومن هنا جاء اسم العائلة المذبوح.. وأيا كانت الحكايات التي نقلت عن الملك الحسن الثاني، فإن الثابت أنه كان رجلا يحب كما يكره، يجد بعض الناس القبول لديه ولا يحظى بعضهم بعطفه، أليس الحسن بن محمد بن يوسف إنسانا قبل أن يكون ملكا للمغرب.
القذافي والحسن الثاني.. القلوب عند بعضها
يصف الملك الراحل شعوره في مواجهة العقيد القذافي في حواره مع الصحافيين طلحة جبريل وإيريك لوران المنشور في كتاب (ذاكرة ملك) “وجدت أمامي رجلا غير متحكم في أعصابه وقليل الخبرة”، مؤكدا أن القذافي “كان يعتبر كل من يعتلي عرشا خائنا بالضرورة”.
الكراهية الخفية ستصبح معلنة في بداية السبعينيات، فمباشرة بعد أن تناهى إلى علم القذافي خبر انقلاب الصخيرات، أعلن تأييده للثورة في المغرب ولـ”الضباط الأحرار”. وعندما استتبت الأمور للملك الحسن الثاني خطب في الشعب المغربي يخبرهم أن ليبيا تقف وراء هذه العملية، في محطات أخرى سيشتد التوتر بين الرجلين خصوصا عندما منع الحسن الثاني القذافي من المشاركة في المسيرة الخضراء. أو عندما أصر الملك الراحل على عرض أسلحة ليبية غنمتها القوات المسلحة في حرب الصحراء على التلفزيون المغربي. وتوج هذا التوتر بقطع العلاقات بين البلدين.
الحسن الثاني اعترف سابقا بأنه لم يكن بينه وبين القذافي استلطاف، بل حاول كل منهما قلب نظام الآخر، وهو الذي صرح مرة “لقد بدا لي القذافي يستحيل مراقبته وضبطه، وإلى حدود الثمانينيات كان يبدو مزعجا للغاية”.
الخميني والحسن الثاني.. إمامان على طرفي نقيض
في احتجاجات 1984 ستنتشر في المغرب منشورات قيل إن مصدرها من إيران تصف الحسن الثاني بالسفاك، ما جعله يقوم بربط دائم بين الخميني والإرهاب، العلاقة بين الحسن الثاني والخميني مباشرة ستبدأ بعد ثورة هذا الأخير على صديق الحسن الثاني شاه إيران، فمع ما يمثله الرجلان من سلطة مستمدة من العقائد، واحد يتوق إلى إمامة الشيعة والآخر يمثل إماما للسنة، وهو ما صرح به الملك الراحل ليومية “لوفيغارو” الفرنسية في حوار يوم 25 فبراير 1984 قال فيه “إذا كان الخميني مسلما فأنا لا أدين بالإسلام”، بعد أن كان قد وصفه خمس سنوات قبل ذلك بـ”منحرف مارق، مادام يهدف إلى سلطة دينية (ولاية الفقيه) لم يعرفها الإسلام أبدا. وكل العلماء من الفيليبين إلى المغرب يرون هذا الرأي”.. كان هذا الرأي سببا في قطع العلاقات الدبلوماسية المغربية الإيرانية سنة 1979، ما جعل عميد الدبلوماسية الفارسية أحمد أحمدي يقول يوما عندما سئل عن الملك الحسن والخميني: “لا نريد فتح هذه الصفحة”.
ميتيران والانتقادات الباردة
الثعلب الاشتراكي فرانسوا ميتيران كان أبرز حاكم للإليزيه لم يحبه الحسن الثاني، ويقول مصدر مطلع كان الملك يعتبر الرئيس الاشتراكي الوحيد الذي عاصر الحسن الثاني رجلا فضوليا يحشر أنفه فيما لا يعنيه، خصوصا عندما زار ميتران المغرب بعد محاكمة الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد ، إثر البلاغ الشهير الرافض لقبول مبدأ الاستفتاء حول الصحراء بمؤتمر القمة الإفريقي بنيروبي، والحكم على رفيق ميتران في الأممية الاشتراكية بالسجن سنة نافذة، وتحدث إلى الملك عن الوضع الحقوقي والسياسي بالمغرب موجها نقدا سياسيا إلى الحسن الثاني، وهو ما لم تسمح به أنفة الملك الراحل، وفضل الحديث إلى ميتيران عن الاتفاقيات الاقتصادية، ولاشك أن كثيرا من المغاربة يتذكرون الحملة التي اشتعلت في المغرب بعد صدور كتاب جيل بيرو الشهير “صديقنا الملك”، الذي أصبح قضية دولة وسبب أزمة حقيقية بين قصر الإليزيه والرباط. إذ قام مواطنون مغاربة بتوجيه برقيات عتاب إلى فرانسوا ميتيران.
رحم الله الملك الحسن التاني العظيم وعاش الملك محمد السادس
الحسن الثاني كان داهيتا من الدهات الكبار كان سياسيا مخظرما بمعنى الكلمت يضرب له ألف حساب)؛ ………….. !!؟؟
ما هذه الاخطاء يا جمال دوتشلاند . لقد بهدلت اللغة أيما تبهديل . موجود في اللغة التاء المربوطة ماشي غير لمشركة .
أظن من بهدل اللغة على حد تعبيرك هو أنت من خلال هذا التعليق الركيك
رحم الله ملكنا الحسن الثانى ونصر الله محمد السادس
السلام عليكم
الحسن الثاني كان من أكبر الدكاترة وكان يقتسم معه الحكم إدريس البصري الذي قتل أبناء الشعب الأبرياء . محمد السادس نصره الله أصلح تقريبا مل ما أفسده أبوه