بومدين فلوح عرف النور سنة 1959 بمدينة ازغنغن الواقعة بضواحي الناظور, نشأ بذات المدينة ومارس التجارة في سن مبكرة , هاجر من المغرب إلى دولة ألمانيا سنة 1989 بعزيمة تنمية التجارة التي كان يمارسها , وهو الأمر الذي تأتى له في البداية صحبة صديق مغربي .
يحكي السيد بومدين بكل ثقة أن البداية كانت صعبة بالخارج خاصة عندما تتغير اللغة والتقاليد والجو العائلي , لكنه يؤكد أن ذالك لم يدم كثيرا حيث تعرف خلال السنتين الاوليتين بعدد كبير من أبناء منطقته وربط معهم علاقات صداقة أكثر من الماضي .
وبما أن السيد بومدين يشرف على تسيير أكبر مسجد بمدينة دوسلدورف والتي هي عاصمة ولاية رنانيا الشمالية بدولة ألمانيا , حاولنا أن نعرف مسيرته في هذا المجال من البداية.
يقول بكل ثقة أنه كان في المغرب متدينا قبل أن تطئ قدماه أرض الخارج , وأن أول شيئ بحث عنه عند قدومه الى ألمانيا هو المسجد , وكان مسجد الرحمان هو المعروف آنذاك في أوساط الجالية المغربية بمدينة دوسلدورف, ويوضح السيد بومدين أن المسجد كان صغيرا وكان في منطقة أخرى من المدينة غير التي يتواجد بها حاليا , لكنه مع مرور الايام فكر المشرفون آنذاك في توسيعه وهو الامر الذي تحقق عندما تظافرت الجهود وتم شراء بناية كبيرة من أربعة طوابق , أدخلت عليها اٍصلاحات كثيرة من طرف طاقم الجمعية التي تعاقبت على تسير المسجد ومرافقه , وبخصوص الاصلاح يصرح السيد بومدين أن الاصلاحات لازالت جارية على قدم وساق وذالك نزولا عند الحاجة الملحة الى ذالك , ونزولا عند رغبة الجالية المسلمة التي تتوافد على المسجد المذكور باستمرار متزايد .
عن مسيرته في مسجد الرحمان يقول السيد بومدين , أنه في الفترة الممتدة بين 1989 و1996 تم اختياره عبر انتخابات الجمعية كمستشار في اللجنة الاستشارية , وهي المهمة التي تقلدها غير ما مرة الى حدود سنىة 1999 حيث تم اختياره كأمين الصندوق , وبعد أربع سنوات تم اختياره كرئيس لكنه تخلى عن هذا المنصب للسيد بن علي عبد القادر وذلك نظرا للحالة المادية الطارءة والحرجة التيكانيعرفها صندوق الجمعية آنذاك , وقد جائت هذه المبادرة منه على حد تعبيره.
وفي سنة 2006 جرت انتخابات جديدة خرج فيها السيد بومدين فائزا بمقعد الرئاسة , وهو الامر الذي تأتى له أيضا مرتين متتاليتين , وهو ما يعني أنه لازال يمارس دور الرئيس الفعلي للجمعية التي تسير مسجد الرحمان الى يومنا هذا .
ليس بالامر اليسير أن يقوم الانسان بتسير مسجد من خلال جمعية مسجلة لدى السلطات الالمانية , خاصة حينما لا يتلقى المسجد أي منحة أو مساعدة مادية سواء من السلطات الالمانية أو المغربية , مع العلم أن المصاريف الشهرية تصل الى 7500 أورو , يدخل فيها راتب الامام والماء والكهرباء والنظافة والصيانة وغيرها .
طاقة المسجد تبلغ 1000 شخص , وتصل أيام الجمعة الى 1500 , فيما الاعياد تقترب الى 3000 شخص , يقصد المسجد سفراء وقناصلة الدول المسلمة في المناسبات , كما تقصده طوال السنة وبشكل طبيعي معظم جاليات الدول الشرقية , اٍضافة الى الجاليات المغاربية وفي مقدمتهم المغاربة وذالك لاداء فرائض الاسلام , كما تقام في المسجد عقائق وحفلات الزواج ودروس من طرف علماء كبار يتم استدعائهم بانتظام طوال السنة . وغالبا ما يتم اختيار المسجد من طرف المعلمين الالمان حين تكون رحلة استطلاعية للتلاميذ قصد التعرف على الديانات التي تدرس في مقررات التعليم الالماني. زيادة على تهيئ الفطور خلال شهر رمضان للصائمين .
مقارنة مع المداخيل من الجهات الرسمية التي تبقى منعدمة , تبقى الاصلاحات التي يقوم بها طاقم المسجد من الاعمال الجبارة , ويوضح السيد بومدين أن هناك بعض الاصلاحات التي هي على مشارف النهاية , فيما أخرى يتهيء طاقم المسجد لمباشرتها , ومنها قاعة المؤتمرات والاجتماعات التي تبلغ طاقتها الاستعابية 700 شخص , ومكان لغسل الموتى , ومكان للضيوف مع توسيع المرافق وتغيير الواجهة الامامية للمسجد بالكامل , وتقدر الشركة التي سوف تقوم بهذه الاصلاحات أن المصاريف تصل الى 3 مليون أورو .
عن الانشطة التي يقوم بها المسجد يقول السيد بومدين أن هناك مراجعة في التعليم الالماني لاطفال الجالية المغربية والمهاجرين بصفة عامة .ودروس في الدين ودورات تعليمية للنساء في الاندماج وتقديم المساعدات الاستشارية .
وعن الميزانية يقول السيد الرئيس , لا توجد جهة تمولنا , لكن هناك محسنين ومنخرطين , وتبرعات من رواد المسجد .
يختم السيد بومدين كلامه بأن العمل الذي تقوم به جمعية مسجد الرحمان هو عمل تطوعي يدخل في مجال الاحسان والبر , خاصة والدور الاساسي الذي تقوم به المساجد في أروبا حيث تجمع الاسر وتصلح بين الناس وتربي الاجيال وتعين الضعفاء والمعوزين وذوي الاحتياجات الاساسية .
وبحكم أن جمعية المسجد مغربية , نرجو من الادارة المغربية خاصة وزارة الاوقاف والشوؤن الاسلامية أن تنظر بعين العطف الى المساجد المتواجدة بأروبا , خاصة التي تسيرها جمعيات مغربيات, لانها تربى الاجيال على الثقافة المغربية والعقيدة الصحيحة , حسب قول السيد الرئيس فلوح بومدين .
محمد بونوار من المانيا
رجالات من الجالية العدد الأول – محمد اعسيلة
jajakom alho kahir