تعرض مقر الحكومة بالعاصمة الإيطالية، روما، في الوقت الذي كان يشهد فيه مراسيم تنصيب الحكومة الجديدة، إلى هجوم مسلح، أسفر على إصابة رجلين من رجال الكرابنييري (الدرك) وسيدة من المارة.
وَتحولت أجواء الفرحة والإحتفال بميلاد الحكومة، بعد حوالي شهرين من الإنتظار إلى جو من الهلع والفزع، بين الحاضرين ساعتها فِي عين المكان، أو حتى بين الملايين من الإيطاليين الذين كانوا يتابعون مراسيم أداء اليمين الدستورية للوزراء أمام رئيس الجمهورية، مباشرة على التلفاز، حيث سرعان ما تحولت عدسات المصورين إلى الساحة الخارجية لقصر “كيجي” لنقل الأجواء الإستثنائية التي تسبب فيها الهجوم المسلح.
وحسب التحريات الأولية، فإن الهجوم قد يكون حالة انفرادية قام به أحد الاشخاص القادمين من منطقة “كالابريا” وحتى وإن لم يتم الكشف عن الأسباب التي قادته للقيام بعمليته الإجرامية إلا أن المصالح الأمنية أشارت إلى أنه قد يعاني من خلل عقلي، وهو ما نفاه أحد أقاربه.
وفي سياق متصل، نقلت بعض المواقع، أن الجاني كان يبحث عن السياسيين بالدرجة الاولى، مثيرة ظروفه الإقتصادية الصعبة وكونه عاد ليعيش مع والديه في سن 49 سنة.
وقد حوَّلَ الحادث خبر تنصيب الحكومة إلى خبر ثانوي في وسائل الإعلام، رغم أن تشكيل حكومة ائتلافية بين تحالف اليسار وغريمه التاريخي بيرلسكوني يبقى حسب المتتبعين حدثا تاريخيا بكل المقاييس.
فرغم جميع المناورات التي قام بها تحالف اليسار حتى يتفادى وضع يده في يد الملياردير بيرلسكوني، إلا أن الصراعات داخل الحزب الديمقراطي يظلُّ أهم مكون للتحالف. والتي أدت إلى استقالة قادته. ليتموبضغوط من رئيس الجمهورية تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزب الديمقراطي وحزب شعب الحريات الذي أسسه بيرلسكوني وكذا بعض الشخصيات التقنوقراطية التي يتزعمها رئيس الوزراء المستقيل “ماريو مونتي”.
وتتألف الحكومة من 21 وزيرا من بينهم 7 وزيرات معظم الوزراء يتقلدون مناصبهم لأول مرة وباستثناء الوزير الأول ونائبه، الذين يعدان من قادة الحزبين المتحالفين فمعظم الوزراء يعتبرون من الوجوه الثانوية داخل حزبيهما، كما شهدت الحكومة تنصيب أول وزير ذو بشرة سوداء في تاريخ الجمهورية الإيطالية حيث تم تعيين “سيسيل كيانج”،49سنة، كوزيرة مكلفة بالإندماج داخل الحكومة وهي من أصول كونغولية (الزايير سابقا) قدمت إلى إيطاليا في سن 19 لدراسة الطب، وكان الحزب الديمقراطي قد رشحها في الإنتخابات الأخيرة بجانب النائب “خالد شوقي” المغربي الأصل كممثلين لما يعرف محليا بالإيطاليين الجدد.