من مزايا النقاش المستفيض الذي لازم مسلسل إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية منذ بدايته سنة 2003، أن تعددت الآراء والمواضيع المثارة؛ ومن نواقصه، في اعتقادي، أن بقي السجال فضفاضا في عمومه، وهو مجانب، في أحسن أحواله، للمعضلات التعليمية/ التعلّمية التي تتخبط فيها هذه اللغة في المدرسة العمومية٠ طبعا، هذا أمر لا يبعث على الإرتياح ، فتجربة تدريس الأمازيغية التي عشناها على ما يربو على عقد من الزمن، ولركاكة بعض جوانبها، في حاجة إلى تقييم واضح الأهداف والمنهجية، تقييم ينبثق عن دراسة علمية وشاملة ما تزال الى حدود اليوم أضغاث وعود
لن أتطرق في هذه المداخلة الوجيزة للأمازيغية وعلاقتها بالسياسة اللغوية الوطنية، ولن يخوض المقال في جدال تنزيل الإطار المرجعي للإرتقاء باللغة في المجتمع المغربي؛ فأهمية هذه المواضيع تستوجب معالجة أدّخر رأيي فيها لمناسبة أخرى٠أما الفقرات التالية فسوف تتناول موضوع تدريس الأمازيغية من زاوية بيداغوجية تقنية محضة، ومنها يُستنتَج مدى أهمية التقييم للمنهاج الساري المفعول٠
إنها مفارقة عجيبة أن يغيب عنصر التقييم لسنوات على منهاج أريد به التأسيس لثقافة تربوية شعارها الجودة أولا وأخيرا٠ فبذات الغياب أصبح منهاج اللغة الأمازيغية مفتقرا إلى تغذية راجعة يعتبرها الدارسون لبِنة ديداكتيكية لا محيد عنها، وذلك لما تتيحه من تدارك للكثير من الهفوات كالّتي آلت إليها الإستعجالية والإرتجالية التي تمت تحت وطأتها عملية إدماج هذه اللغة في مراحلها الأولى٠
إن أول ما يجب تقييمه في البرامج الحالية هو عنصر اللغة الأم للمتلقي، ذلك بأن الحوامل الديداكتيكية المتوفرة لا تبدو معتبرة لهذا المتغير الحيوي؛ فالناطق بفرع من فروع العربية المغربية لا يُنتظَر منه أن يتعلم بنفس الوتيرة اللتي يتعلم بها الناطق بأحد فروع الأمازيغية في ظل حوامل بيداغوجية موحدة٠ إنني بهذا أعتبرأن سلسلة “تيفاوين اتامازيغت” وبدائلها من الكتب المدرسية المعمول بها لم تفلح في ضبط متغير اللغة الأم في تصورها لفئاتها المستهدفة من الناشئة٠
إذا كان منهاج اللغة الأمازيغية قد استمدّ مشروعيته من الخطاب الملكي بأجدير سنة 2001 وما تلاه من قرارات مهمة تكرّس كون الأمازيغية مِلكا لكل المغاربة، فهذا يلزم القائمين على الشأن الديداكتيكي العمل على بلورة منهاج تربوي يتسع للفئة الناطقة بالأمازيغية وللفئة الناطقة بغيرها على حد السواء٠ هذا ما يجرّنا إلى حلقة أخرى مفقودة في المنهاج الحالي، والتي تتمثل في غياب لتحديد الحاجيات اللغوية والتربوية للمتلقي بشكل أشمل وأعم٠
إن العمل وفق ثنائية “الأمازيغية كلغة أولى/الأمازيغية كلغة ثانية” هو تعزيز للبيداغوجيا الفارقية اللتي لها من المحاسن ما يجعل عملية التعلم أقل كلفة من منظور إكتسابي صرف٠
لابد لسيرورة تعلم أي نسق لغوي ثان أن يصاحبها نقل الكثير من البنيات الصواتية والتركيبية والدلالية من لغة المتعلم الأم، علاوة على نقل الإستراتيجيات التعلّمية التي توفرها هذه الأخيرة٠ هذا محل إجماع الكثير من الدارسين، بمن فيهم كثير من المتبنّين للنظرية التوليدية التشومسكية التي ترى أن لغات العالم تستمد بنياتها من النحو الكوني وفقا لمفهومي المبادئ والوسائط، والتي بها يتحجّج البعض لنفي أي دور لعامل اللغة الأم في اكتساب لغات أخرى٠
وإن أخذنا بالمقاربة التوليدية لاكتساب اللغة الأمازيغية، فإننا لا يمكن أن ننكر الدور الذي تلعبه لغة المتعلم الأولى في سعيه لاكتساب النسق المستهدف؛ فبعض البنيات الكونية التي حُيِّنت في الأمازيغية هي بدون شك عامل مساعد للمتعلم الناطق بالأمازيغية، فيما يتعين على الناطق بالعربية المغربية بذل مجهود إكتسابي أكبر٠
ولكي نسوق بعض الأمثلة، فالبنيات المرفولوجية الأمازيغية اللتي تغيب في الدارجة المغربية، كالوضع الذي يأخذه الإسم في حالَتَيْ الإرسال والبناء، تجعلنا نتنبّأ بتباين مُهمّ في وتيرة الإكتساب بين الفئتين٠ فالإسم يكون في حالة الإرسال عندما يكون مقدَّما على المُركّب الفعلي في الجملة التصريحية؛ ويكون في حالة بِناء عندما يتبع المركب الفعلي في الرتبة أومعطوفا أو عندما يكون مكمّلا لحرف٠ لنعتبر هذه المعطيات:
حالة الإرسال حالة البناء المقابل بالعربية
أياز يوسدّ يوسدّ واياز أتى الرجُل
أغِراس أيراد د وغيراس السبع والنمر
كما تبين الأمثلة أعلاه، فالمتعلم الناطق بالأمازيغية ونظيره الناطق بالعربية لا يستويان؛ فالفئة الثانية قد تحتاج إلى وقت اطول لاكتساب هاتين الخاصيتَين اللّتَيْن تتميز بهما الأسماء الأمازيغية، مما يعلل الحاجة إلي بيداغوجيا فارقية تأخذ بالحسبان متغيّر اللغة الأولى للمتعلم٠
هذا ما نراه أيضا على المستوى الصواتي، حيث يكفي الإستدلال بصا مت الطبَقية المُشفّهة التي تعتبر من أكثر الصوامت تعقيدا في اللغة الأمازيغية؛ فعادة ما يصعُب على المتكلمين بغير الأمازيغية نطق كلمة مثل “ازڭاغ” (اللون الأحمر) وغيرها من الكلمات التي تشتمل على هذا الصامت المشفّه، وهذا ما يستوجب أنشطة بيداغوجية خاصة لتلقين الصواتية الأمازيغية للناطقين بغيرها٠
ما سردناه من حجج وأمثلة، على محدوديتها في هذا المقال المقتضب، يجعلنا نتنبأ بمدى التباين الذي قد تُفضي إليه مناهج أحادية التصور لفئاتها المستهدفة٠إننا نحتاج فعلا إلى دراسات تجريبية تؤسس لديداكتيك متكامل يكون التقييم فيه عنصرا حيويا٠ألم يانِ لمنهجنا٬على أية حال٬ أن يعاد فيه النظر أسوة بالمناهج الناجحة تقييما وتقويما؟
نور الدين امروص
Le Makhzen a déjà donné l’IRCAM aux linguistes du Souss pour standardiser Tachel7it et faire croire aux autres notamment les Rifains qu’il s’agit du Tamazight haut niveau.
…Pendant ce temps, continuer à parler des choses futiles comme le sujet de votre texte à savoir l’état lié et l’état libre en Tamazight alors que les Soussis de l’IRCAM représentés par M. BOUKOUS décident de devenir de Tamazight standard et s’en moquent éperdument des parlers Zénètes du Rif et de l’Oriental. Les linguistes de l’IRCAM connaissent plus de vocabulaires Kabyles que de vocabulaire Rifain !!!!