نشر موقع هيس بريس مقالا مطولا يشرح فيه كاتب المقال كيف انتشر اعلام جبهة البوليزاريو ونجح في نقل آراء بعض المواطنين من داخل المغرب . وقبلها بأسبوع صرح السيد سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون , صرح بأنه مستعد أن يجتمع مع الاحزاب المغربية والمجتمع المدني والقوى الوطنية لاطلاعهم على مستجدات ملف الصحراء .
الملاحضة الوحيدة التي آثارت انتباهي هو افتقار الاعلام المغربي خاصة السمعي البصري لبرامج تعرف الشباب المغربي بمشكلة الصحراء , لان الوقت طال كثيرا لتصفية هذا الملف بصفة نهائية ولو أن هناك أشياء خارجة عن الارادة .
المضاعفات التي صاحبت عدم انكباب الاعلام المغربي على ذات الموضوع , أدت الى ظهور الفكر الانفصالي بين سكان ذات المنطقة , وهو أمر طبيعي لا مفر منه في غياب الشحن الاعلامي , خاصة والجهات الاخرى تنهج سياسة اٍعلامية مستمرة ومستدامة وتدافع عن مواقفها بالصوت والصورة , مع العلم أن عالم الصورة لا تضاهيه حكامة ولا حكمة , اٍنما تضاهيه مقاربة تصورية جديدة تنبني على مشاركة فعالة موازية تتمحور حول التحسيس معززة بالصوت والصورة لخلق وعي جماعي وعلم صالح ينفذو يفيد , الى الذاكرة الجماعية .
مشكل الصحراء ظل طوال السنين الماضية محصورا في الصراع الدبلوماسي مع جبهة البوليزاويو على مستوى الامم المتحدة والجامعة العربية والقارة الافريقية والبرلمان الاروبي والقارة الامريكية , خاصة الولايات المتحدة الامريكية وبعض دول أمريكا الجنوبية .حتى الأحزاب المغربية والمجتمع المدني والقوى الوطنية التي كانت أقرب إلى معين الخبر لم تلو على شيئ يذكر , ويظهر ذلك بجلاء واضح من خلاء برامجهم من التظاهرات التحسيسية بمشكل الصحراء.
المواطنون المغاربة نال الخمول منهم قسطا في ذات الموضوع , وبدأ الاستسلام يدفع الى الركون , وهو الامر الذي ساعد على انتشار هذا الوعي المتجلي في الايمان المطلق بأن الصحراء مغربية محمية بالحزام الامني وفيالق من العسكر الباسل . مما أدى الى نوع من التماطل واللا مبالات على صعيد الاعلام والذي ساعد على نشوء وانتشار الفكر الانفصالي داخل الاراضي المحمية , ومؤخراصعد الفكرالى درجات غير متوقعة , فما بالك من حالة الفكر خارج المجال المسترجع .أماالمغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف فيمكن لاي كان أن يتصورالاحساس الذي يخالجهم والحالة هاته.
أرمي باللائمة على الاعلام المغربي , خاصة السمعي البصري الذي قصر كثيرا في موضوع الصحراء والصحراويين , وما يعزز كثيرا هذا الطرح هو ضئالة وشح الانتاجات الوطنية التي تهدف الى التعريف والتحسيس واليقضة المستمرة , خصوصا مسايرة التقدم الذي حصل في الاعلام الذي تكالبت عليه الوسائط المتعددة التي هي محراب العصر الرقمي .
النقطة الاخيرة والتي لم تستغل اٍعلاميا الا بالمناسبات , هو التغاضي على أن المسؤلين في جبهة البوليزاريو هم مغاربة غرر بهم , و الدليل بالشهود والشواهد,لازالت أواصر القرابة تجمعهم بذويهم الذين يقطنون بالمغرب .
محمد بونوارمن المانيا