أكيد أن ساكنة مدينة زايو اكتوت بنار الاستخفاف والتماطل ولاستهتار،منذ الاستقلال إلى أيام الربيع العربي ،وهذا راجع إلى السياسة اللامسؤولة التي إتبعتها المجالس المنتخبة على مر السنوات الماضية ، هذه السياسة كانت بعيدة كل البعد عن متطلبات المدينة (سياسة تخدم المصالح الشخصية).
مدينتا العزيزة أصبحت تعج بالمشاكل والأزمات،لاتوجد بها ملاعب للقرب،ولامركبات فكرية،وبدون مستشفى متعدد التخصصات يلبي الحاجيات الصحية للمواطنين.
مدينتا لازالت بدون فضاءات للتنزه والاستجمام مع العلم أن المنطقة جبلية،وموطن المدينة جاء في ملتقى قدم جبال كبدانة وسهل صبرا،ومن ثم يمكننا استقطاب مشاريع سياحية مهمة،خاصة في منطقة تنملال وجبل سيدي عثمان وعلى طول الظفة اليسرى لنهر ملوية. كما أن المدينة لاتتوفر على مكتبة في المستوى تمكن من تغذية العقول البشرية بالعلم والمعرفة …
وأمام هذا الوضع الخطير الذي أصبحت تعيشه المدينة .
فما هو موقف الإنسان المثقف بمدينة زايو من كل هذه الأزمات التي تعصف بالمدينة؟
هل إستعمل سلاح ثقافتة من أجل سحب البساط من تحت أرجل المفسدين؟
وكيف ساهم المثقف في تحريك الشارع بمدينة زايو في الآونة الأخيرة؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة لابد من عرض تقديم مقتضب لمفهوم المثقف.
v مفهوم المثقف:المثقف هو ذاك الإنسان المشبع بثقافة معينة،والمسلح برصيد معرفي وتعليمي قادر على توظيفه في خدمة المجتمع.
إذن المثقف حتى نسميه كذلك لابد أن يكون مصدر التغيير في المجتمع لا ذاك المتقاعس القاعد على أفكاره بشكل سلبي، ومن هذا المنطق نستطيع التحدث عن صنفين من المثقفين:
ü مثقف نشيط حامل لهموم الناس ومعاناتهم مواكب لكل المتغيرات ومحدث للتغيير في المجتمع.
ü مثقف خامد ،أو تقليدي يقتصر دوره فقط في مهمته الوظيفية مثل التدريس، التطبيب والمهن الإدارية… ويكون هذا المثقف منعزلا عن قضايا المجتمع.
المثقف في مدينة زايو ليس هو ذاك المثقف الخامد الذي يفكر بمنطق أنا وبعدي الطوفان،أو المثقف المتناسي لهموم بني جلدته.بل هو الذي لم يتماها قط مع تيار العابثين والمتلاعبين بمصير المدينة.
المثقف بمدينة زايو نجده دائما حاضر بصوته المزعج في مختلف المنابر الإعلامية (الموقع الإلكتروني زايو سيتي مثلا)،حاضرا في المحطات النضالية الحاسمة(المسيرة النضالية التي نظمت مؤخرا من أجل إحداث مستشفى متعدد التخصصات…)
إستيقظ المثقف من سباته بعد الربيع العربي،فأصبح يعمل على توعية وتأطير المواطنين،لفضح التجاوزات الخطيرة التي تشهدها المدينة في عدة مجالات كالتطهير، والصحة ، والتعليم، فالمثقف هو المسؤول عن تشخيص الواقع المرير المستفحل بمدينتنا.
ونكاد نجزم القول أن المثقف في مدينة زايو كان صانع للتغيير، ودوره كان حاسما ومحددا في تأطير وقيادة الحراك الشعبي الأخير الذي عرفته المدينة بعد الربيع العربي.
أولا يجب علينا احترام كل المثقفين الغيورين على هذه المدينة المشهود لهم بالتضحية الجبارة من أجل المضي قدما بالمدينة إلى مستوى أفضل مما هو عليه الآن.ومن بينهم خاصة رجال التعليم،والأطر بمختلف الإدارات العمومية،و المعطلين،والطلبة الجامعيين…
الكل يجمع أن المثقف بمدينتنا ساهم وبجد في مواجهة مجموعة من الإكراهات ، رغم وجود فئة واسعة من الأمية في المدينة،مما جعل المدينة تتميز بضعف وهشاشة البنية الفكرية. الشيء الذي أدى إلى غياب المساندة الازمة من طرف الجماهير الشعبية للطبقة المثقفة،ولعل الصراع الحزبي، والنقابي،والجمعوي…هو الذي ساهم أيضا في خلق التشتت وعدم التجاوب بين المثقفين والساكنة المحلية.
من هذا المنبر الإعلامي أناشد كل المثقفين بالمدينة لبذل المزيد من المجهودات للمساهمة في نشر وترسيخ قيم المواطنة وتنوير الرأي العام،وتزويده بالمعرفة والعلم لأنه هو السلاح والعتاد لمواجهة كل التحديات التي تعيق التنمية المستدامة بالمدينة.
كما أناشد أيضا كل مثقف غيور على المدينة،أن لا يتهرب من المسؤولية،ويقوم بتحميلها للغير،فمن الأجدر أن نسأل أنفسنا أولا عن ماذا قدمنا لهذه المدينة،فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب.
فتحية خاصة لكل مواطن شريف ونزيه محب لعمله وللمصلحة العامة.
jazaka alaho khyran yaosstadi alfadil
فعلا أستاد يجب على كل مواطن ان يسأل نفسه عن مادا قدم لهده المدينة قبل أن يقول مادا قمت لي مدينتي زايو
الكل يجب ان يساهم من موقعه في تغيير الواقع المريرالدي يعيشه سكان مدينة زايو وشكرا زايو سيتي على هدا الموصوع المهم.
merci zaoicity et marci pof azzaougi
ILA AL AMAM
مقال في المستوى..نحيي بحرارة ابناء مدينة زايو الاقحاح..الذي لا يطلبون سمعة او جاها او منصبا سوى خدمة بلدهم ومدينتهم التي عانت ولا تزال من التهميش والعزلة..ولما نقول التهميش فأول من همشها هم ابناؤها..لما نرى الانتهازيين هم أول من يتصدر الواجهة عند أي محطة نضالية أو مشكلة تحتاج المنافحة..ونرى المخلصون والمثقفون والغيورون من أبنائها هم أول من ينزوي ويتخلى عن مشاكل المدينة بعذر أو بآخر..حين ذاك يكون التهميش…
الحمد لله أن بدأت نماذج من الفئة الثانية تزيح عنها لباس الخمول والسلبية وصارت تثبت وجودها شيئا فشيئا..نتوسم الخير الكثير في أمثال أستاذنا الكريم وغيره كثير في رفع الظلم عن مدينة الغالية..وما ذلك على الله بعزيز
كلنا نفكر في تغيير العالم ولاكن من منا يفكر ي تغيير نفسه قبل كل شيئ
شكرا للسيد محمد مشتيوي على تدخلك قلت كلمة مختصرة جدا فيها الكثير الذي لم يقدر على قوله كاتب المقال لأن الفائدة في الاختصار والمثل يقول خير الكلام ما قل ودل شكرا لك مرة أخرى لأن صاحب المقال يظهر أولاً أنه في التعليم لست أدري إن هو معلم أم أستاذ المهم هذا أو ذاك فهو من هذا المنبر يريد أن يمرر دعايته الانتخابية قبل أوانها وأنا أقول له المثقف لا بد أن تكون له تجربة ساسيا واجتماعيا لكي يلتحق بالشأن المحلي لأن الشأن المحلي ليس قسم يدرس فيه 40 تلميذاً بل مدينة يراعى فيها مشاكل 30000 مواطن والفرق كبير جدا فأما القسم فيوجد فيه 40 تلميذا كلهم متعلمون يحسنون القراءة والكتابة أما المدينة فيوجد فيها الأمي والجاهل والمثقف والأحمق والفقير والناجر والمعاق والمعطل والعامل و و و …. واللائحة طويلة لا يمكنك التعرف عليها سوى تحملك مسؤولية الشأن المحلي الذي هو ما دام بعيدا عنك يظهر لك بالسهل ولكن عندما تقترب منه تجده معاكساً تماماً يقول المثل : ( الداخل تازة يقول خروجها والخارج منها يقول دخولها ) كما قال الشاعر : فإن يك صدر هذا اليوم ولى فإن غدا لناظره قريب .
موعدنا في الاستحقاقات المقبلة وسترى .
من هذا المنبر أوجه تشكراتي للأخ محمد مشتيوي لأن الكلام الذي قال ولو أنه مقتضب جدا ولكن فيه الكثير مصداقاً لقوله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .