اكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، امس بالناظور، ان بناء المستقبل المشترك بين المغرب و اسبانيا لن يتحقق بمعزل عن استقراء الماضي المشترك للبلدين الذين تجمعها روابط جغرافية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية قوية و متجذرة ، و اضاف ان التاريخ لم يسجل أي تاثر لعلاقات الجوار بين شعوب البلدين بالتقلبات السياسية مشددا على ان الماضي ليس عاملا من عوامل فشل التعايش المشترك بين البلدين .
و جاء ذلك خلال اللقاء الافتتاحي للدورة الاولى للايام السينمائية التي ينظمها مركز الذاكرة المشتركة تحت شعار « سينما الذاكرة المشتركة » والذي احتضنته قاعة العروض التابعة للمركب الثقافي بالناظور امس الثلاثاء 19 يونيو الجاري .
و في هذا اللقاء استعرض مسير الجلسة عبد السلام الصديقي الاهمية التاريخية للعلاقات المغربية الاسبانية و اعتبر هذا اللقاء فرصة لاستخلاص الدروس و النظر الى المستقبل بعيون متفائلة .
رئيس المركز عبد السلام بوطيب ، قال ان الهدف من وراء تنظيم الايام السينمائية للذاكرة المشتركة ليس النبش المجاني في ماضي العلاقات المغربية الاسبانية و التاثير سلبا على مستقبلها ، و انما هي مناسبة للتاسيس لعلاقات استراتيجية جديدة مع المحيط الدولي للمغرب ليس مع اسبانيا فقط و انما حتى مع فرنسا و الجزائر ، على اعتبار ان معاجلة اشكالية التاريخ تعد المدخل الاساس لبناء مستقبل صلب مبني على نظرة واقعية للامور المشتركة ذات الطابع الاستراتيجي ، خصوصا بين بلدين جاريه لا تفصلهما الى كيلومترات قليلة من مياه المتوسط و ذلك بعيدا عن رائحة السمك ،
مداخلة السيد مصطفى الخلفي كانت غنية ، حيث اكد ان لا يمكن ان تكون لنا علاقات مشتركة متينة دون الاخذ بعين الاعتبار التاريخ المشترك بين البلدين ، على اعتبار ان التاريخ المشترك هو المدخل الاساس لصناعة المستقبل المشترك ، و اضاف ان من بين الاليات الواقعية لاستقراء و معالجة التاريخ المشترك بين البلدين الجانب السينمائي بالنظر الى ان الاخير و بكل حمولاته الابداعية الوسيلة الاكثر نجاعة لاستثمار الماضي خدمة للمستقبل .
و قال انه و بالرغم من ان العلاقات السياسية لا زالت تراوح مكانها بين المغرب و اسبانيا الا ان العلاقات الاجتماعية ـ ازيد من مليون مهاجر معربي مقيم باسبانياـ و العلاقات الاقتصادية ـ الاستثمارات الاسبانية بالمغرب تشكل 25 في المائة من مجموع الاستثمارات الخارجية للجارة الايبيرية في تطور مستمرـ ، كما ان واقع الجغرافيا يجعل من التعايش المشترك بين شعوب البلدين حتمية لا يمكن الانسلاخ عنها باي حال من الاحوال .
و بعد ذلك عرج الخلفي على برنامج الحكومة في ميدان السمعي البصري، و قال ان تطوير الابداع السينمائي يعد اهم محاور اشتغال وزارة الاتصال ، مشددا على ان المغرب يحتاج الى سينما تعالج الواقع اليومي للمغاربة ، و تقدم الحلول الانية و المستقبلية بمجتمعنا ، لكون المغرب له من المخزون الثقافي و التاريخي و الواقعي ما يجعله جديرا بالتناول السينمائي ، و في هذا الصدد قال الخلفي ان الوزارة تحضر لمناظرة وطنية حول السينما، اكتوبر المقبل، تشارك فيه كافة الفعاليات العاملة في حقل السينما، بهدف التاسيس لانطلاقة ثانية للسينما المغربية ، أي السينما المنتجة و الهادفة و ليس مجرد الفرجة العقيمة و المستوردة في الغالب
هذا بالاضافة الى اخراج معهد مهن السمعي البصري الى الوجود ، و هي مؤسسة عمومية تختص في التكوين في مجال المهن المرتبطة بالصناعة السينمائية .
و تنبأ بان يتحول المغرب الى بلد رائد في مجال السينما بما يضمن له التنافسية مع المحيط العربي و الدولي في هذا المجال .
ممثل وكالة تنمية اقاليم الجهة الشرقية، الكبير حنو، قال ان المنطقة الشرقية و بفضل الزيارات الملكية المنتظمة عرفت اطلاق العديد من المشاريع الانمائية في مختلف المجالات، و دعا الى التفكير في خلق استوديوهات سينمائية بالجهة بالنظر الى المؤهلات الكبيرة التي تتوفر عليها بشرية و طبيعية و تاريخية و اخرى ترتبط بالموقع الجغرافي المتميز ،
محمد النشناش قال ان العلاقات المغربية اللاسبانية شعبيا لم يسبق ان تاثرت بالتقلبات السياسية بين البلدين، بل ظلت صامدة رغم العثرات التي شهدتها العلاقات السياسية التي يكون دافعا في الغالب استراتيجيا و مقرون بمعطيات ذات طابع سياسي في الغالب .و قال ايضا انه و لصناعة مستقبل مشترك على اسس متينة يتعين ابتكار وسائل جديدة للحوار بين للبلدين على اعتبار ان الجغرافيا حكمت على الشعبين بحتمية التعايش المشترك .
و خلال الجلسة الافتتاحية تم تكريم محمد النشناش و الاديب الاسباني كوتيسولو الاخير غاب عن الحضور بسبب وعكة صحية .
ناضور ريف