2- الاهداف
مسالة الخلافة وامارة المؤمنين
تمتد جذور الجدالات الحديثة في منظومة الاسلام السياسي حول ” الخلافة ” الى قرار الغاء نظام الخلافة الصادر عن السلطة الكمالية في تركيا سنة 1924,فكرد فعل على هذا القرار,تبنت مجمل الحركات الاسلامية مبدا الخلافة وجعلت منه هدفا اسمى ينتهي اليه مشروعها السياسي وذلك بدءا من الاخوان المسلمين في مصرووصولا الى جماعة العدل والاحسان في المغرب الراهن. فالخلافة تظل هاجسا مقلقا في خطاب الحركات الاسلامية وهدفا استراتيجيا تسعى الى تحقيقه او بالاحرى استعادته مختلف هذه التنظيمات وان اختلفت في تمثل الوسائل المؤدية الى ذلك او في تحديد المراحل والخطوات التكتيكية التي تفضي الى هذه الغاية وعموما فاشكالية الخلافة لم تختلف عن المنظومة الفكرية – الاعتقادية لحركات الاسلام السياسي الحديثة رغم اختفاء المنصب الحامل لهذا الاسم منذ ثمانين سنة تقريبا وكذلك رغم عدم قابلية فكرة الخلافة للتطبيق الفعلي في ظل الشروط السياسية الراهنة .
وبذلك اصبح مفهوم الخلافة دون محتوى واقعي ولايعدو ان يكون مجرد شعار سياسي مشحون بحمولة عاطفية تؤدي الى تجييش المشاعر ودغدغة العواطف .
ا-جماعة العدل والاحسان ومسالة الخلافة :
يقوم تصور الجماعة على الدعوة الى نظام سياسي اسلامي على طريقة ما كان معمولا به ايام الخلفاء الراشدين ولذلك ليس من الصعب الكشف عن الاهمية التي يكتسيها مفهوم الخلافة في المشروع السياسي لهذا التنظيم ,فالشيخ ” ياسين” لا يخفي في كتاباته تعلقه بالحديث النبوي الذي يعتبره مبشرا برجوع نظام الخلافة على منهاج النبوة.
يقول الحديث النبوي : ” تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون ثم يرفعها الله اذا شاء ان يرفعها,ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله ان تكون, ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها.ثم تكون ملكا عاضا,فتكون ما شاء الله ان تكون,ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها ثم تكون ملكا جبريا, فتكون ما شاء الله ان تكون,ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها,ثم تكون الخلافة على منهاج النبوة “.
ويقول ياسين عن الحديث النبوي : “… انه الحديث الذي اتخذناه محورا لتفكيرنا ومرشدا لخطواتنا “.
فانطلاقا من هذا الحديث يقرا ياسين التاريخ السياسي للمسلمين وفق خطاطة تبدا بمرحلة النبوة والخلافة الراشدة ,ثم مرحلة الملك العضوض الذي بدا مع استيلاء بني امية على السلطة ,وينتقل الى المرحلة الثالثة التي اصبح فيها الملك جبريا ويقصد به المرحلة الراهنة التي بدات مع صدمة الاستعمار. وهنا يقول ياسين في مؤلفه ” نظرات” :” الانظمة الحاكمة في بلاد المسلمين المجزاة اقطارا ودويلات تمثل الحكم الجبري الذي يتحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يبشرنا باشراق شمس الخلافة بعد ظلام العض والجبر “.
اما المرحلة الاخيرة فتجسد الهدف الاستراتيجي الذي تسعى اليه الجماعة والذي ياتي حسب الشيخ ياسين بعد اقامة ” الجماعة القطرية ” واقامة ” الدولة الاسلامية القطرية ” وتوحيد الاقطار الاسلامية .
ب- حزب العدالة والتنمية وامارة المؤمنين :
من المعروف ان حصول حزب اوجمعية ما على الترخيص القانوني يكون مشروطا بقبول العمل في اطار الدستور المغربي الذي ينص على صفة ” امير المؤمنين ” بالنسبة للملك… لذلك فان دخول حزب العدالة والتنمية ساحة العمل السياسي الرسمي يعني ضمنيا اقراره بهذا المعطى الاساسي . غير ان صدور تصريحات تتعلق بهذه المسالة عن ” احمد الريسوني” الذي كان رئيسا لحركة التوحيد والاصلاح التي تعتبر رديفة لحزب العدالة والتنمية, قد كشف عن وجود قناعات مخالفة لهذه الحقيقة من جهة وعن ازدواجية التعبير عن المواقف لدى الحزب والحركة .
ففي حوار له مع يومية ” اجوغدوي لو ماروك ” اكد الريسوني ان الملك محمد السادس غير مؤهل لتولي امارة المؤمنين لان تكوينه القانوني لا يؤهله لاصدار الفتاوى وبالتالي عليه ان يفوض هذه المهمة لمن تتوفر فيه شروط القدرة والكفاءة.”
ويضاف الى ذلك ان البيان الرسمي الذي بايعت فيه حركة التوحيد والاصلاح محمد السادس يضع بشكل ضمني شرطا اساسيا امام الاقرار للملك بامارة المؤمنين وهو شرط العمل بكتاب الله وسنة رسوله وهوموقف يضع الحركة في حل من البيعة او على الاقل الائتمار بالملك في حالة ما اذا رات الحركة ان الملك يخالف الدين .
ج- الديموقراطية
يعتبرالشيخ ” عبد السلام ياسين” من اكثر زعماء الحركات الاسلامية غزارة في الانتاج الفكري كما تعد كتاباته بمثابة المرجعية النظرية لجماعته وخاصة كتابه ” المنهاج النبوي” الذي يمثل الوثيقة الايديولوجية او المذهبية للجماعة . ففي هذا المؤلف يتناول ” ياسين” تصوره للعلاقة بين الدين والدولة من منظور يريده مخالفا للنسق الديموقراطي. منظور قائم على ثنائية رجال الدعوة ‘ علماء الدين ‘ ورجال الدولة ‘ الخبراء والسياسيون ‘ وتكون فيها السيادة او سلطة التقرير بيد رجال الدين من خلال التوجيه والمراقبة والمحاسبة لكل ما يصدر عن المؤسسة السياسية وهو تصور لايختلف عما يعبر عنه الفقه السياسي الشيعي عندما يعطي الولاية للفقيه ” يستنسخ تجربة الاستبداد باسم الدين – منظور كهنوتي – “
وعن ذلك نجده يقول في كتابه المنهاج النبوي ,الطبعة الثالثة ,الصفحة 373 ” منذ اكثر من ربع قرن , كنت اكتب في الثنائية بين الدعوة والدولة ملتمسا صيغة للقاء بين رجال الدعوة ورجال الدولة ليتصالح القران والسلطان… واقصد بالثنائية بين الدعوة والدولة وقوف اهل القران على الامة بجانب مطالب العدل والاستقامة والخلق والدين عينا رقيبة من مكان عز القران وسيادته على السلطان ليشتغل اهل السلطان الحكام مديرو دواليب الدولة بتسييردواليب الدولة وادارة مؤسساتها تحت مراقبة يمارسها الشعب وتنطق بها الدعوة وتراقب وتحاسب…” ثم يضيف : ” وبعد القومة لابد ان تتالف الامة الخاصة اي “الجماعة” من كتيبتين رئيسيتين تؤديان مهمة التجديد والسعي للخلافة الراشدة:
-دعوة تتمثل في مؤسسات ورجال مهمتهم تربية الامة ومراقبة التطبيق ولها الهيمنة على مصير الامور وعلى الرجال.
-دولة تتمثل في مؤسسات ورجال واجهزة وادارات تسير الشؤون المادية والنظامية والاقتصادية وهي تحت مراقبة وتوجيه الدعوة ورجالها…”
وكما هو معروف فان الجماعة لا تشارك في الحياة السياسية الرسمية بل وتعتبر سائر المشاركين فيها متواطئين مع النظام اضف الى هذا انه رغم عدم دعوة الخطاب الرسمي للجماعة للعنف ,فان بعض المنتمين اليها استخدموه وسيلة للصراع ضد خصومهم السياسيين وخاصة في الجامعات ضد التنظيمات اليسارية ” القاعديون منهم بشكل خاص ” .
ولتوضيح موقف الجماعة وزعمائها من فكرة الديموقراطية يمكن الرجوع الى التصريح الذي ادلت به ” نادية ياسين” عقب فشل مبادرة الحوار التي نظمتها جماعة العدل والاحسان سنة 2003 بمناسبة الذكرى الرابعة لرفع الحصار عن الشيخ ” ياسين ” وهو تصريح ينطوي على نظرة استعلائية تقوم على اقصاء الغير,حيث تقول في حوار مع اسبوعية الايام عدد 7 لسنة 2003 ” لنكن واضحين.. اذا كان ثمة من قوة سياسية في المغرب فهي جماعة العدل والاحسان, ونحن الاحق ان تطرق ابوابنا…اننا لا نراهن لبناء مستقبل المغرب على الاحزاب,فهذه الاخيرة ماتت بالنسبة لنا وكما تعلمون لا تطرق ابواب المقابر الا لقراءة الفاتحة .”
يوسف زعناني – هولاندا
رابط الجزء الأول
مقالاتك في الصميم ايها الكاتب المحترم والمستغرب والعجيب هو امر هؤلاء الذين يستغلون الدين ولا يستطيعون ان يقولوا رايهم
انها البلطجة السياسية
انا لله وانا اليه راجعون
اقول لمحمد وسامحه الله انه لم يفهم شيئا اما الاخ يوسف فانني اقرا له وكيف ان تحكم على شخص بالالحاد يجب ان تعتذر