لهم وظائفهم التي قد يحسدهم عليها العاطلون عن العمل، لكن حلم الهجرة إلى ما وراء البحر لا يتوقف عن مراودتهم. فبالرغم من استقرارهم المهني في بعض التخصصات المحترمة إلا أن طموحاتهم في تحسين أوضاعهم ماديا وأدبيا تقودهم إلى التفكير في إيجاد فرص للعمل خارج أرض الوطن. هؤلاء الحالمون بالهجرة من أجل آفاق وظيفية واجتماعية أفضل، هم من فئة الكفاءات الشبابية المغربية، التي تناولتها دراسة حديثة، قام بها مؤخرا موقع «توظيف.كوم» المتخصص في التشغيل عبر الأنترنيت حيث كشفت هذه الدراسة أن 86 بالمائة من أطرنا الفتية ترغب في العمل خارج البلاد، لأن ذلك في نظرها يتيح لها كسب معارف جديدة وصقل كفاءاتهم وتجاربهم، بالإضافة إلى تحسين مستواهم المعيشي الفردي. بل هناك جوانب أخرى ضمن قائمة الدوافع الحقيقية في اختيار الهجرة إلى «بلاد الله الواسعة» سواء في القارة الأوروبية أو الأمريكية، منها ـ حسب رأي مراقبين ـ أن ظروف العمل في بعض المؤسسات الخاصة والعامة داخل الوطن، تتسم بـ«رداءتها وفسادها وبالمحسوبيات عوض عن الكفاءة».
أما الوجهات المفضلة بحسب المستطلعين في هذه الدراسة الميدانية، فهي فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث فضل 61% من الشباب تغيير مناصبهم بالتوجه نحو فرنسا، و 57 فضلوا كندا، فيما اختارحوالي 47% الولايات المتحدة الأمريكية. وبخصوص القطاعات المهنية الأكثر جذبا لهذه الفئة من «الكوادر» الراغبة في الهجرة، فتشكل المهن المصرفية نسبة تتجاوز 32%، في حين يأتي القطاع الصناعي والخدماتي في المرتبة الثانية بنسبة 27%، بينما ترى نسبة 69% من هؤلاء الحالمين بمغادرة أرض الوطن نحو بلدان متقدمة أن الراتب المغري هو الدافع الرئيسي لتغيير المكان. لتكون هذه النقطة الأخيرة، المتعلقة بالإغراء المادي، هي القاسم المشترك بين جميع الراغبين في الهجرة إلى الفردوس الأوروبي أو بلاد العم سام، سواء كانوا كفاءات شبابية أو مجرد «حراكة».
وكالات