رشيد شريت
كان لافتا إلى درجة الاستغراب أن يقوم كبير مستشاري الملك محمد السادس و أقرب أصدقائه فؤاد عالي الهمة بزيارة خاطفة للجزائر! قيل أنها جاءت لتقديم واجب العزاء في الفنانة وردة الجزائرية التي توقيت يوم الخميس 17 ماي بالقاهرة، و تكتسي الزيارة أهمية كبرى على اعتبار أنها تأتي بعد عدة أيام فقط من الاكتساح الانتخابي لحزب جبهة التحرير الجزائرية و انتكاسة الإسلاميين، ثم بعد أربعة أيام من إعلان المغرب سحب الثقة من المبعوث الأمي المكلف بملف الصحراء كريستوفر روس.
الرسالة الأولى من زيارة المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة إلى الجزائر و لقائه بوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، هي بعث رسالة من أعلى هرم السلطة في شخص المبعوث الخاص للملك و مستشاره المقرب و صديقه الحميم، ما يوحي بأن القضية ذات أهمية و عربون ود رسمي اتجاه الجزائري، و ربما جاءت لتصحح الموقف الدبلوماسي المترهل الذي حدث عند جنازة الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة حين انسحب الوفد المغربي بقيادة رئيس الائتلاف الحكومي عبد الإله بن كيران نتيجة مشاركة أمين عام جبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز في التشييع، و حينها صبت الصحافة المقربة من السلطة الجزائرية و حتى البعيدة نسبيا عن فلك السلطة مدفعيتها اتجاه موقف الوفد المغربي معتبرة بأن الوفد المغربي _ أو جبهة البوليساريو_ جاء معزيا و لم يأت مدعوا،
ثم إن القضية لها طابع ديني محض و هي الجنازة، أكثر من ذلك استغربت الصحافة الجزائرية من الموقف المغربي المزدوج، فكيف يجالس الوفد المغربي وفد البوليساريو في المفاوضات المارطونية، بينما يتأبى عن مجرد البقاء واقفا في مناسبة دينية لها من الحرمة الكثير؟ ناهيك عن استذكار ما حدث أثناء تشيع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في يوليوز 1999حيث قام الوفد الإسرائيلي الضخم بمحاصرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فبادر إيهود باراك رئيس الوزراء حينئذ إلى تقبيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ما جعل هذا الأخير لم يجد مفرا إلى مصافحته! و مع ذلك لم ينسحب الوفد الجزائري غاضبا معاتبا الطرف المغربي على ما حدث، كما فعل الوفد المغربي تضيف المصادر نفسها.
إذن زيارة المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة في هذه الأثناء و بهذه التعلة هي مجرد اغتمام مناسبة لتجديد بعث رسالة مباشرة من القصر و ليس من الإسلاميين القائدين للإتلاف الحكومي، و يبدو بأن القصر قد فهم الرسالة جيدا من اكتساح جبهة التحرير الجزائرية و انتكاسة الإسلاميين، بـأن سادة القرار في قصر المرادية بالجزائر لا يروقهم التعامل مع الإسلاميين و لا يرغبون في ذلك، و أنه من الأفضل أن يكون التعامل مع القصر مباشرة اختصارا للجهد و للوقت، الأمر الذي تلقفه القصر مباشرة. و الظاهر أن حزب العدالة و التنمية قد راهن على وصول الإسلاميين و تربعهم على المشهد السياسي الجزائري مكررين بذلك السيناريو التونسي و المصري ما من شأنه أن يسهل التواصل بين الإسلاميين في كلا البلدين، بيد أن السيناريو التونسي و المصري لم يكتب له التوفيق لأن المشهد السياسي الجزائري جد معقد و الأطراف القوية ما تزال تمسك بزمام السلطة، سيما أمام لا مبالاة الشارع الجزائري الذي لا يرغب في إحداث إصلاحات سياسية بقدر ما يرغب في تلبية مطالبه اليومية.
طبعا ما يرجح طرحنا هذا هو هل كان من الضروري أن يبعث القصر بكبير مستشاريه و الرجل الثاني في المغرب للتعزية في وفاة فنان أو فنانة مهما كان حجمه؟ علما بأن السلطات المصرية نفسها لم ترسل بوفد رسمي لحضور الدفن سيما و أن وردة تحمل الجنسية المصرية ! و ربما كان إرسال وزير الثقافة معزيا أمرا قد يمكن استساغته و وضعه في سياقه الطبيعي عكس سفر المستشار القوي و الصديق الحميم فؤاد عالي الهمة ؟ بيد أن معالم التنافس حتى لا نقول الصراع الخفي بين مستشاري القصر في الخارجية أو وزراء الظل و بين حزب العدالة و التنمية الماسك بنصف حقيبة وزارة الخارجية، سيما على مستوى محور الجارين الشرقي و الشمالي أي اسبانيا و الجزائر، و هنا لا بد من التذكير بأنه في الوقت الذي كان فيه عبد الإله بنكيران يزور إسبانيا، إذ بالهمة يطير فجأة و من دون سابق إنذار إلى الجزائر لتقديم واجب العزاء؟ ثم محور الحلفاء الكلاسيكيين فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية.
و هو ما من شأنه أن يضيف المزيد من الضعف و الارتجالية على السياسة الخارجية المغربية على اعتبار أن التنافس الخفي بين الطرفين لن ينعكس بأي حال من الأحوال إيجابيا على أداء الدبلوماسية بل و السياسة الخارجية المغربية المفتوحة على عدد من الجبهات.
بسم الله الرحمن الرحيم
ربما يكون صحيحا ما ذكرته في مقالك ولكن الخطأ الفادح الذي وقعت فيه اما متعمدا او غير متعمد وهو اعترافك بزمرة المرتزقة بحيث ذكرت في مقالك مايلي =الذي حدث عند جنازة الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة حين انسحب الوفد المغربي بقيادة رئيس الائتلاف الحكومي عبد الإله بن كيران نتيجة مشاركة أمين عام جبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز في التشييع،وهذا اعتراف هو في صالح المرتزقة لذلك يجب عليك سحب اعترافك فورا فالصحراء مغربية والمرتزقة يبقوا مرتزقة وفي ما يخص الزيارة التي قام بها مستشار الملك فهذا شان ملكي يخص الملك فقط فلماذا الاعتراض والتدخل في شؤؤن المملكة !