“أعطيت كل ما عندي”، كلمة رقيقة تثير المشاعر وتذكرني على حد خاص تارة بقيمة نفسية أو هزيمة قاسية، ولو درَست علم النفس لفهمت أن مغزى العبارة يقودك لعدة أفكار.
لربما تعني نضب الأفكار الهجومية، أو استراحة محارب، أو واحدة من الآتي اقتضابه: ضغوط شخصية، اكتفاء ذاتي بالألقاب، انسحاب، ملل، إلخ. جوارديولا ألمح لواحدة منهم في قرار التنحي عن برشلونة عقب كلمته المتقبسة في مستهل المقالة تاركاً خلفه عبق تأريخي رضخت له على اعتبار ميولي المدريدية.
والسؤال ليس لماذا الرحيل، بل، ماذا بعد الاستقالة، يذكرني تشبع جوارديولا بالألقاب بمشهد أسطورة التدريب مارسيلو ليبي الذي ظفر بلقب العالم 2006 ثم سقط إلى الهاوية في نكسة أفريقيا الكبرى، وعليها تخللت لنفسه الراحة وما حصل أنها صارت طويلة الأمد فيها خوف للعودة ورهبة من الظهور مجدداً.
“جوار” الموقر سقط فجأة إبان نكسة كامب نو في لمح البصر، فكرر ما طبقه ليبي..ضربة قوية في الرأس دفعته إلى استقالة تتبعها راحة على حد تعبيره، والسؤال ليس في اطالة الاستراحة أو وقتية العودة.
ومن الأهمية أن نعرف بأن استقالته وراحته ليست انهزامية لأن النفس البشرية ميَالة لأن تكون تارة منتشية وتارة منهزمة، لأن الحياة حلقات بطلها متداول بين هذا وذاك. والسؤال ليس إذا ما كان سينتشي مرة أخرى أو لا.
السؤال، هل ينجح جوارديولا مع فريقه الجديد؟ على افتراض اسم الفريق: خارقون للعادة!
na3me miya fimiy