تعتبر قبيلة كبدانة (شبذان) إحدى قبائل الموجودة بظواحي مدينة الناظور
وهي معروفة بعادات وتقاليد خاصة مازال سكانها الأصليون يتشبثون ببعضها حفاظا على التقاليد الموروثة عن الأجداد،وسنتطرق هنا إلى كيف كانت تشئة الطفل بهذه المنطقة والطقوس الإحتفالية التي كانت تقام له بمناسبة “تراوت” الولادة.
فعندما تحمل المرأة الأمازيغية الكبدانية جنينا في بطنها تستمر العناية بها ومد العون لها طوال مدة الشهر الأخير من حملها إلى أن تلد رضيعها.
تضع ألأم وليدها بمساعدة إمرأة مسنة من نساء القرية عادة ما تتصف بالحنكة والتجربة في هذا المجال إذ نادرا ما يذهب بالمرأة الحامل إلى المستشفى.
تبتدأ الطقوس والإحتفال بالمولود الجديد ،فيغطى كامل جسده مباشرة بعد الوضع دون غسله بالماء وتلفه في أقمشة كانت قد أعدتها خصيصا لهذا الغرض ثم تظع الجدة أو الأم “تازولت” في عينيه وحاجبيه .
ومنذ اليوم الأول ونساء القرية يترددن على بيت المولود يهنئن أهل الدار بالحدث السعيد فتضع كل واحدة ما طاب لها من النقود بجانب “أَسِمِي” المولود وتسلم عليه راجيات أمه أن تدعو لهن بالخير والهناء ،وتسمى هذه العملية “الراڭوب” التفقد،وهي أن الأم عندما تكون في مرحلة النفاس بمثابة “تاميمونت” مكرمة، يغفر الله لها ذنوبها كلها بعد ذالك المخاض العسير ،ويقال أن دعائها مستجاب لذا يتسارعن لزيارتها للدعاء لهن وتسمى هذه العملية “تارزيفت” الهدية.
في اليوم السابع يستعد الجد وأب المولود لذبح الأضحية فيختار الجد إسما لحفيده أو يسميه بإسمه دون أن تتدخل الأم أو الأب إحتراما وتقديرا له ،فإذا إمتنع الجد كذالك إحتراما لسعادة الزوجين وأن يختارا الإسم لمولودهما فتقام عملية ” تسغارت” النصيب ،لمجموعة من الأسماء التي أختيرت من طرف جميع أفراد العائلة فيقوم أحد الأطفال فيأخذ إحداها ويسمى المولود بالإسم الذي صادفه .
في المساء يتم الترحاب بجميع أهل الدوار ويتغنون فيه بالحياة والفرحة بقدوم المولود الجديد ومنذ ذالك اليوم تصبح الأم “تامطوت” المرضعة ، فتنسج الملابس لطفلها وتصنع له “أندوه” المهد لينام فيه وملابسه التي تنظفها له لا تتركها منشورة بعد الغروب مباشرة تحت النجوم مخافة أن يصاب الطفل بمكروه كما لا يترك الطفل نائما مباشرة تحت السماء في مكان ليس به سقف مخافة أن يمر طائر أسود يؤذي الأطفال الذين لم تظهر أسنانهم بعد أما شعره الذي نما في رأسه فلا يحلقه إلا أحد أشقاء أمه فيأخذه منه ويوضع في “تكميشت” مع قليل من “إِغْذَنْ” الرماد ، ويعلق بملابسه الداخلية إلى أن يكبر زعما أن هذه تكميشت تبعد الشر والبلاء على مرتديها.
وعندما تبدأ الأسنان في الظهور تقوم الأم في تهيئة “تغواوين” وترميها فوق رأس الطفل وهي عملية تسهل ظهور الأسنان بسرعة حسب زعمها ،ثم تحمله إحدى فتيات الجيران التي لم تبلغ سن الرشد بعد ومازال أبوها على قيد الحياة تتجول به في القرية مع الأطفال يرددون الأغاني تسمى هذه العادة “سُيُورْ” فتقوم النساء بإعطائهم ما طاب لهن من سكرولوز،ثم بعد ذالك ترجعه إلى أمه التي بدورها ترقص مع إبنها رقصة “هَلَلا رُو” والمركبة من كلمتين تعني “هَلِلْ وٱبكي”،وعندما ينمو الشعر لدى الطفل للمرة الثانية يحلق الشعر من الوسط وتترك جوانب الرأس وتسمى هذه الطريقة “تلومت”أو “تاكيوت”.
وهكذا ينمو الطفل ويكبر فكانت كل ألعابه مستمدة من الواقع المعاش ومن لوازم الحياة إستعدادا لخوض غمار الحياة بدوره. أغنية من نوع “هللا رو”.(فيديو)
نورالدين شوقي : زايو سيتي نت
شكوا السي نورالدين على هذه التحفة
متعة للقاريء ومعلومات للباحث
مزيدا من العطاء
SCHOUKRAN- SCHOUKRAN-SCHOUKRAN BEZAAF 3LA HAD, ETARIEG EDJEL KEBDANTIE
I LOVE MY KEBDANA, I LOVE MY TIMAZOJIEN-KEBDANA. WERRY WERRY MUTCH. BAY
وبدوري أشكر الأخ على هذا البحث القيم ونرجو منه المزيد وتعريفنا أكثر بما تزخر بها هذه المنطقة وشكر جزيلا
وستظل كبيرا يا أخي نورالدين ولا تنسى أنك المناضل والباحث البطل الجسور في زمن لا يرقى بعضهم حتى إلى مستوى ” رمق الحلزون” كما عودتني أنت على هذا الوصف “أَرْوَا نْ أَغْلال” شكرا لك ولــ زايوسيتي.