على امتداد سنوات تعرضت للتشويه العديد من المفاهيم ذات النزعة الإنسانية التحررية،فارتبط بسبب ذلك الفكر التحرري بالكفر والإلحاد في أذهان المواطن البسيط ،كما كان الحديث عن العلمانية من الطابوهات ،وتم تصويرها على أنها خطر يحدق بالإسلام والمسلمين ويهدد وجودهم ،وتكرست فكرة مفادها أن “العلمانية”هي نقيض”الإسلام”.
ولطالما طرح البعض السؤال التالي:هل فلان مسلم أم علماني؟وكأن العلمانية ديانة و(مناقضة للإسلام)، وقد وصل البعض إلى حد ربطها بشكل غريب بالماسونية والإيباحية(يحاول أحدهم إعطاء نبذة عن كيفية التعرف على العلماني ورصد “خطره المحدق” قائلا:”العلماني تجده يطالب بالسفور والإباحية والاختلاط ويحبذ عدم الترابط الأسري”….)في حين اعتبرها البعض “تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب الجنس الرخيص….” و إمعانا في تشويهها عرفها البعض على أنها “إقامة الحياة على غير الدين”معوما مفهوم الحياة التي قد تكون حياة خاصة أو عامة أو سياسية .
وكان خيال البعض أوسع حين أكد أن العلمانية قد “ظهرت مع قوم النبي شعيب واستشهد بالاية الكريمة القائلة(أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) ليستنتج أن من يتبنى العلمانية كافر كالكافرين من قوم شعيب ..”واعتبر البعض المعتزلة علمانيين “كفرة” لإعطائهم أهمية للعلم والعقل أكثر من النقل واعتبرهم ضحايا” لأثر الفلسفة اليونانية والفارسية والهندية..”في رفض واضح لكل ما له علاقة بإعمال العقل.
وتعج الكثير من الكتابات بمثل هذه المغالطات يروجها كل من يخاف مما يجهله ، ومن خلال العديد من هاته الكتابات المحسوبة على من نصبوا أنفسهم زورا وبهتانا مدافعين عن الفقه والسنة ،يفترض بالمتدينين أن يستشعروا أن هؤلاء لا يمثلونهم وبالتالي كان لزاما عليهم مقارعتهم أكثر من غيرهم ، ثانيا جهلهم بما يتحدثون عنه وبالتالي من الطبيعي عندما يجهلون أمرا أن يُكونوا عنه مجرد تمثلات مبنية على أفكار مسبقة وليس على تحليل منطقي.
إن حملة التشويه التي طالت هذا المفهوم وإن بدا ظاهريا أن الباعث عليها هو الحرص على الدين ،فإن الحقيقة تتجاوز ذلك بكثير ،فمن يخوض حملة التضليل هاته إما متحجر الفكر يعتبر كل من يقف في غير زاوية رؤيته النقلية كافرا بشهادته على نفسه(حين يعيب على المعتزلة احترام العقل ويعتبرهم أقرب للعلمانية التي يراها كفرا)،وهو إذ يصدر حكمه هذا يتناقض مع قيم الدين نفسه الذي يحترم العقل والعلم ، أو أن العلمانية تشكل خطرا عليه من حيث رفضها للاضطهاد الديني الذي يستعمله هو وأمثاله سلاحا لتصفية حسابات سياسية ودنيوية محضة، بمعنى أنه ليس متدينا في عمقه بالضرورة لكنه يرفض العلمانية لأنها ستقطع عليه طريق توظيف الدين والاتجار به لحشد الدعم لمواقف سياسية بحتة لا علاقة لها بالدين، وإنما يسبغها به لجعلها تنتقل من خانة المواقف البشرية النسبية الصواب إلى خانة المواقف المقدسة المطلقة الصحة،كما أن الحرص على رفض العلمانية مرتبط أساسا بدول يستمد حكامها شرعيتهم من حظوة ما ،مرتبطة بدين معين تجعل باقي المواطنين في مرتبة دون هؤلاء الحكام من حيث مواطنتهم وتنأى بالحكام من المساءلات المرتبطة باحتكارهم للسلطة طالما يلتحفون برداء الدين لتبرير الاستبداد وهذا متناقض مع القيم الدينية التي جوهرها العدل والشورى….
من خلال ما أسلفت فالعلمانية خطوة إلى الأمام لقطع الطريق على عنصرين يسيئان للدين قبل الدنيا :الاستبداد باسم الدين والاتجار بهذا الأخير ثم التحجر والتعصب الديني المفضي إلى الاضطهاد الديني الموجه ضد كل مختلف دينيا أو مذهبيا ،أو ضد من يستعمل نعمة العقل في التفكير والمساءلة للتراث الديني ، إذ لاينبغي أن يظل باب الاجتهاد مغلقا والتراث محنطا لا يفتح إلا للحديث عن المضاجعات ،إن أصحاب هذه الفتاوى يلتحفون بالدين لذا كانوا فوق المحاسبة والمساءلة لأن كلامهم يتماهى عند البعض مع المقدس ، وهو ما يؤكد تحليلنا حول استغلالهم للدين لتمرير ما لا يُتوقع تقبله من الاخرين ،فلو لم يلتحفوا بالدين لتم اعتقالهم تماما كما حدث مع صاحب محل الدار البيضاء للأكسسوارات الجنسية ،ولو كانت الدولة علمانية لما سنحت لهم الفرصة لممارسة سلطة كهنوتية على أدمغة الشباب ولما استغل الدين سياسيا لتحويل انتباه الرأي العام عن أمور جوهرية أكثر أهمية.
والعلمانية تحدد إطارا معينا عادلا للتعامل مع الاختلافات الدينية والعقائدية داخل المجتمع ، وتحمي الدين من الاتجار السياسي به كما تحمي المجتمع من الاحتقان المضمر المولد للطائفية على المدى الطويل بسبب إحساس أقليات مذهبية أو دينية بالحيف والتضييق (لابد من الإشارة إلى ما يلاحظ من ازدياد هذا الاحتقان مع انتشار حركات سياسية ذات تلاوين دينية رافضة للعلمانية).
إن من يتدين ظاهريا فقط لأن الدولة لها نفس لونه الديني أو المذهبي ليس متدينا بمعنى التدين الحقيقي المبني أساسا على علاقة ثنائية بين الفرد وربه ،
و التحاف الدولة لونا دينيا ومذهبيا معينا وجعل معتنقيه مواطنين من الدرجة الأولى يكرس النفاق والرياء الاجتماعي ،وينتج مجتمعا متدينا ظاهريا لكن يعاني أزمة أخلاقية في عمقه لزيف قيم أفراده وزيف تدينهم ،فلاغرابة أن نرى أفراد المجتمعات التي تسود فيها حرية المعتقد أكثر شعورا بالمسؤولية من أفراد المجتمعات التي تحكمها دول دينية .
إن ضغوط المجتمع والدولة لفرض لون ديني معين يجعل أفراد المجتمع يميلون تدريجيا إلى كل ماهو ظاهري وسطحي في التدين ليتم تقبلهم اجتماعيا أو ليرتزقوا سياسيا ،وينأون عن القيم الجوهرية النبيلة للدين لدرجة اختزل فيها هذا الأخير في الطقوس المرئية والملابس واستعمال مصطلحات معينة في الحديث مع الاخرين على حساب المعاملات والأخلاق والمبادئ والقيم الانسانية النبيلة(ولكم أن تتخيلوا بنكيران مثلا كرافض للعلمانية يخاطب مسؤولا أمنيا أنهى مهمة قمع المحتجين قائلا “جزاك الله خيرا”أو المسؤول الأمني نفسه يقول “باسم الله “قبل إعطاء الأمر لجلد الغاضبين أو وزيرا يبدأ بيانا متخما بالأكاذيب بكلمة”باسم الله”فيبدو للبعض في إطار”الشرعية” …)
ومن الخطأ اعتبارالعلمانية الية من اليات محاربة الأديان وإنما هي الية من اليات الحفاظ على حرية الفرد في الاعتقاد أو عدمه تضمنه الدولة التي تقف على نفس المسافة من جميع الأديان،ومن هذا المنطلق فالدولة الملحدة أو الداعية للإلحاد ليست دولة علمانية لأنها تسقط على المواطنين حقهم في التدين أو عدمه وحقهم في ممارسة طقوسهم كما يشاؤون.
وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن مسؤولية رفع اللبس عن مفهوم العلمانية تقع على المتدينين أكثر من غيرهم وأن من يعارض العلمانية من المفروض أن يفعل ذلك بناء على تحليل علمي منطقي قد يتم تصنيفه في خانة الاختلاف الصحي بين مختلف الرؤى ولا ينبغي بناء رفض المفهوم على جهل به أو على عداء مسبق مبنٍ على سيل من المغالطات التي تدخل في إطار الحرب والاضطهاد الديني على كل مختلف مع مروجيها..
السعدية الفضيلي
الفرق بين العلماني و الاسلامي وليس المسلم
هو ان العلماني يستخدم العقل في الحكم على المسائل
اما الاسلامي و الذي يتبرء دين منه برائة الذئب من دم ابن يعقوب
فهو يحتكر لخطاب الديني و يريد بنا ان نعود الى زمن بتر الايادي و الرجم و دفن البنات وووو …الخ
العلمانيون يرون أن الإختلاف والتعدّدية هما طبيعة المجتمع، وأن الحرية للجميع في إطار المساواة والإحترام المتبادل، بينما الإسلاميون يرون أن الحرية إنما هي من حقهم وحدهم من أجل “إقامة الدين” في الدولة، وأن حرية غيرهم “استفزاز لمشاعر المسلمين” ومروق وزيغ وخروج عن “ثوابت الجماعة” و”تقاليدها الأصيلة”، ولهذا اضطر بعض العلمانيين، خوفا من المجهول، إلى النزول في محطة الإصلاح تحت مظلة السلطة، وعدم إكمال المشوار نحو التغيير الشامل الذي ينذر بالأسوأ، بينما اختار بعضهم الآخر الطريق الصعب، مواجهة الطرفين والتذكير بمبادئ الديمقراطية الحقّ بآلياتها وقيمها ومبادئها المتعارف عليها عالميا، والتي تضمن للأغلبية حقها في تولي وإدارة الشأن العام، مثلما تحمي حقوق الأقلية وحرياتها الأساسية.
العلمانية لا تصلح في زايو خصوصا لان زايو مدينة محافضة ومن أكثر المدن حفاضا على الاخلاق أتعرفون مامعنى العلمانية ؟ هي الحرية المطلقة دون قيد أو شرط خاصة فيما يتعلق بالمرأة فهي ترتكز على الانحلال الاخلاقي وما يسمى بحرية المعتقد
رد جميل وهادئ بقلم ابومحمد رشيد
نشكر اختنا الكريمة على هذا المقال الجميل.
يحتوي هذا المقال على مجموعة من افكار وانتقادات وتصورات الدين العلماني للحركة الاسلامية من قبيل ان الحركة الاسلامية تستغل الدين ،وانها ضد الفكر الانساني التحرري والتنويري .وان باسم الديني يحارب الاسلاميون قيم الحرية والفكر والديموقراطية و………………………
وقد ارتبطت العلمانية تاريخيا وقبل مجيء الدين الاسلامي وخاصة في التصورات الفلسفية القديمة وعند مفكري الغرب النصراني بنضال الفلاسفة والمفكرين والعلماء ضد سيطرة القوى غير الطبيعية على حياة الإنسان واستبداد الكنيسة والسعي الى إعمال العقل المستقل والفكر البشري النسبي في أمور تدبير شؤونه الدنيوية على الأرض.
فليست هناك علمانية واحدة، بل علمانيات متعددة وفق الخصوصيات السوسيوثقافية للمجتمعات. فخصوصية المجتمعات الغربية ليست هي خصوصيات المجتمعات الاسلامية وخصوصية المغرب ليست هي خصوصية فرنسا.
فهناك علمانية شاملة تقصي الدين بصفة عامة واخرى جزئية تدافع عن بعض المجالات واخرى لها بعد اخلاقي واخرى لهابعد سياسي اواقتصادي او فني او……
فان محاولة الجيل الاول الذي يدين بالعلمانية دينا وعقيدة وشريعة ومنهاج حياة وخاصة اللبراليون والاشتراكيون والشيوعيون الذين ارادوا بسط هذا الدين العلماني في المجتمعات الاسلامية لقوا مقاومة شرسة من الشعوب .مما ادى الى تغيير الخطة وخاصة عند الجيل الثاني والثالث وبدؤوا بالاهتمام ببعض المجالات من قبيل التعليم واللغة العربية والسياسة والاقتصاد…………
فيمكن ان اصنف صاحبة المقال انها تنتمي الى التيار العلماني المتفتح المتفهم لخصوصيات الدين في المجتمعات الاسلامية
وقد طرحت الاخت الكريمة تساءلا**هل فلان مسلم أم علماني؟وكأن العلمانية ديانة و(مناقضة للإسلام)،** سؤال غير بريء لان ابسط مسلم يعلم علم اليقين ان العلمانية ببمفهومه الفلسفي المطروح في الساحة الفكرية هو في الحقيقة دين وعقيدة وتصور ومنهاج للحياة في جميع مجالاتها التعليمية والسياسية والاقتصاديةوالفنية والاعلاميةو…….. كما ان الاسلام دين وعقيدة وشريعة ومنهاج حياة وبين هذا الدينان برزخ لا يبغيان.
ثم اختي الكريمة
اتساءل ماحكم من يقصي امرا من المعلوم من الدين بالضرورة؟
ثم اذا تاملنا جل الزوبعات الفكرية الموجودة في بلدنا .نجد وراءها العلمانيون او اللادنيون من قبيل
الدعوة الى الافطار العلني في رمضان
الدعوة الى الحرية الفردية وعلى راسها ممارسة اللواط والسحاق .والذي يتبنى هذه الافكار كلهم من التيار العلماني
الدعوة الى اقصاء الدين من الاسرة ؟.
الدعوة الى تحرير المراءة من قيود الدين الاسلامي.
نجد ان الاخت الكريمة ترفض هذه الافكار التي مفادها
**ان دين العلمانية يدعوا الى الاباحية والسفور والحرية الفردية الدوابية والالحاد وتدعوا الى اقصاء الدين من الحياة* وانا لا اتفق معك اختي الكريم فنعم دين العلمانية يدعوا الى ذلك وبكل قوة.وهذا مبثوث في كتابات منظري الدين العلماني فنجد مثلا بعض رواد التيار الامازيغي العلماني مثل احمد عصيد الذي يدعوا في جل كتاباته الى اقصاء الدين من الحياة ويدافع عن الافطار العلني في رمضان ووو..
اذكرك اختي الكريمة بدعوات “قاسم أمين” ورفاقه، الذين يدعون الى السفور والتبرج والعري والتحرر بكل ماله صلة بالدين وصار على هذا المنهج الكاتبة اللبنانية العلمانية وهي “نظيرة زين الدين” مؤلفة كتابي “السفور والحجاب” 1928م. و”الفتاة والشيوخ” 1929م.
وتدّعي “نظيرة زين الدين” في كتابها الأول أن الحجاب ليس من تعاليم الإسلام!!! وفي كتابها الثاني “الفتاة والشيوخ” تدافع عن السفور وإظهار حسناته، بل ضرورته، وتخطو في مطالبتها بالسفور خطوة أبعد، إذ تدعو إلى اختلاط الجنسين!
واذكرك بكتابات فرج فودة ومجموعة من المفكرين العلمانيون بالمغرب واللائحة طويلة
وفي هذا الخضم نطرح مجموعة من التسائلات.
-ماهو مفهوم العلمانية
-وكيف نشات ؟ واين نشات وتربت ؟ وكيف رضعت من ثدي الالحاد والكفر والزندقة ؟ وماهي علاقتها بالنصرانية والاشتراكية والتصورات الفلسفية خاصة الفلسفة الميكيافيلية والدروينية الدوابية
ثم في المقابل ماهو مفهوم الدين في العقل العلماني ؟ وماهي علاقة الدين الاسلامي بالحياة والسياسة والاقتصاد والفن والاعلام في منظور دين العلمانية؟
-لماذا يسعى العلمانيون وبكل قوة ان يقصوا الدين من من حياة المسلمين ؟ وهم يعلمون علم اليقين ان الامة الاسلامية
متشبثة به الى النخاع؟
-لماذا لا يحترم العلمانيون الشعوب الاسلامية.ويتهمون افرادها بالبساطة والامية حين يرفضون دين العلمانية؟ ولماذا يفرضون تصورات تتناقض ،بل تتعارض مع مبادئ الدين الاسلامي الحنيف باسم الحرية والتحرر والفكر الكوني وووووو من الشعارات البراقة؟
-لماذا ترفض الشعوب الدين العلماني واصحابها وتنبذهم .ثم ماهذا الزلزال العظيم الذي وقع في تونس العلمانية .وصوت الشعب على الاسلاميين؟ وكذلك في مصر .لماذا اختارت الشعوب الحركة الاسلامية .هل انها تتقن استغلال الدين .ولماذا لايستغلون العلمانيون كذلك الدين ليختارهم الشعب اذا كان هذا هو السر؟
وهنا ابسط مجموعة من الافكار الجميلة لمفكرين لهم خبرة بدين العلمانية؟
1-**فكلمة «العلمانية» اصطلاح لا صلة له بلفظ العلم ومشتقاته مطلقاً، وتعني العلمانية في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم،**
2-«إقامة الحياة على غير الدين»، وبغضّ النّظر عن كون العلمانية في عقيدتها وفلسفتها التي ولدت في كنف الحضارة الغربية متأثرة بالنصرانية أو الاشتراكية
3-**فإنّ العلمانية اللادينية مذهب دنيوي يرمي إلى عزل الدين عن التأثير في الحياة الدنيا، ويدعو إلى إقامة الحياة على أساس ماديّ في مختلف نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها، وعلى أرضية العلم الدنيوي المطلق، وتحت سلطان العقل والتجريب، مع مراعاة المصلحة بتطبيق مبدأ النفعية على كلّ ميادين الحياة اعتماداً على مبدأ الميكيافيلية «الغاية تبرّر الوسيلة» في الحكم والسياسة والأخلاق، بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه التي تبقى مرهونة في ضمير الفرد لا يتعدّى بها العلاقة الخاصة بينه وبين ربّه، ولا يرخّص له بالتّعبير عن نفسه إلاّ في الشعائر الدينية أو المراسم المتعلّقة بالأعراس والولائم والمآتم ونحوها.**
4-**فالعلمانية تجعل القيم الروحية قيما سلبية وتفتح المجال لانتشار الإلحاد والاغتراب والإباحية والفوضى الأخلاقية، وتدعو إلى تحرير المرأة تماشيًا مع الأسلوب الغربي الذي لا يُدين العلاقات المحرّمة بين الجنسين، الأمر الذي ساعد على فتح الأبواب على مصراعيها للممارسات الدنيئة التي أفضت إلى تهديم كيان الأسرة وتشتيت شملها وبهذا النّمط والأسلوب تربِّي فيه الأجيال تربية لا دينية في مجتمع يغيب فيه الوازع الديني ويعدم فيه صوت الضمير الحيّ ويحلّ محلّها هيجان الغرائز الدنيوية كالمنفعة والطمع والتنازع على البقاء وغيرها من المطالب المادّية دون اعتبار للقيم الروحية.**
5-**تلك هي العلمانية التي انتشرت في العالم الإسلامي والعربي بتأثير الاستعمار وبحملات التنصير والتبشير وبغفلة المغرورين من بني جلدتنا رفعوا شعارها، ونفذوا مخططات واضعيها ومؤيّديها الذين لبَّسوا على العوام شبهات ودعاوى غاية في الضلال قامت عليها دعوتهم متمثّلة في:
• الطعن في القرآن الكريم والتشكيك في النبوّة.
• الزعم بجمود الشريعة وعدم تلاؤمها مع الحضارة، وأنّ أوربا لم تتقدّم حتى تركت الدين.
• دعوى قعود الإسلام عن ملاحقة الحياة التطورية، ويدعو إلى الكبت واضطهاد حرية الفكر.
• الزعم بأنّ الدين الإسلامي قد استنفذ أغراضه، ولم يبق سوى مجموعة من طقوس وشعائر روحية.
• الزعم بأنّ الشريعة مطبقة فعلاً في السياسة والحكم وسائر الميادين، لأنّ الفقه الإسلامي يستقي أحكامه من القانون الروماني -زعموا- .
• دعوى قساوة الشريعة في العقوبات الشرعية من قصاص وقطع ورجم وجلد.. واختيار عقوبات أنسب، وذلك باقتباس الأنظمة والمناهج اللادينية من الغرب ومحاكاته فيها لكونها أكثر رحمة وأشد رأفة.
فهذه مجمل الدعاوى التي تعلق بها أهل العلمنة وتعمل على تعطيل شرع الله تعالى بمختلف وسائلها من شخصيات ومجلات وصحافة وأجهزة أخرى، وفصل دينه الحنيف عن حياة المجتمع برمته وحصره في أضيق الحدود والمجالات، وذلك تبعا للغرب في توجهاته وممارساته التي تهدف إلى نقض عرى الإسلام والتحلل من التزاماته وقيمه، ومسخ هوية المسلمين، وقطع صلتهم بدينهم، والذهاب بولائهم للدين وانتمائهم لأمتهم من خلال موالاة الغرب الحاقد.**
6-**إنّ الإسلام دين ودولة ينفي هذه الثنائية في إقامة حاجز منيع بين عالم المادة وعالم الروح نفيًا قطعيًا ويعدها ردة، كما لا يقبل لطهارته وصفائه وسلامة عقيدته وأخلاقه انتشار أمراض المجتمع الغربي من الإلحاد، ونشر الإباحية المطلقة، والفوضى الأخلاقية وسائر الرذائل والنجاسات العقدية والأخلاقية التي تعود بالهدم على عقيدة التوحيد، والتحطيم لكيان الأسرة والمجتمع.
إنّ الإسلام يأمر المسلم أن يكون كلّه لله في كلّ ميادين الحياة: أعماله وأقواله وتصرفاته ومحياه ومماته كلّها لله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 162-163]..**
واخيرا اذكرك اختي الكريمة بمايلي
ان الدين الاسلامي عقيد وشريعة ومنهاج حياة وليس كما تصورينه مجموعة من الشعائرالكاثوليكية
-ان فكرة تبني العلمانية لقطع الطريق امام من يستغلون الدين فكرة غربية قديمة .ولك في تونس النموذج والمثل الذي كرس الاستبداد باسم العلمانية ومحاربة التطرف
-ان الشعوب الاسلامية فطرتها اسلامية وتؤمن بالاسلام كاملا .ثم ان الاسلام يؤمن بحرية العقيدة فمن اراد ان يكفر اويفطر في رمضان او يمارس اللواط او السحاق اوان تخلع المراةلباسها وتمشي عارية اوتشرب الخمر او تتخذ خليلا اوتمارس الجنس…. او ….او ….ولكن يجب عليهم ان يحترموا خصوصية الاغلبية لانها تدين بالاسلام.اليس هذا هو مفهوم الديمقراطية ببساطة
-ان المستقبل للاسلام والاسلام وحده والسلام
كلام جميل للدكتور عزمي بشارة
علمًا بأنّ د. عزمي بشارة مسيحي يحمل الجنسيّة الإسرائيليّة و ذو فكر قومي عروبي و ليس فكر إسلامي
**كلّ علماني عربي هو “جاهل” عندما يقول أنّه يريد أن يتنازل عن ارث الشّريعة الإسلاميّة العظيم… ليس “جاهل” فقط بل “جاهل بتاريخ أمّته”. . . . . . العلماني الغربي لا يقول ذلك فالقانون الغربي قائم على التشريع
الرّوماني … و القانون الإسرائيلي قائم على الشّريعة اليهوديّة. . . . هذا الإرث من تشريعات آلاف الفقهاء لا أحد يأتي و يرميه في الزّبالة لأنّه “علماني”. . . . فالإرث التّشريعي الإسلامي هي من المشتركات بين كلّ المواطنين علمانيّين و إسلاميّين**