شهدت الإنتخابات التشريعية في المغرب ل 25 نونبر 2011 نسبة مشاكة وصلت إلى 45 في المائة وهي نسبة إيجابية مقارنة مع عام 2007 م التي تعد أضعف مشاركة في التاريخ بحيث لم تتجــــاوز نسبة المشــــــاركين 37في المائة من الناخبين المسجلين برغم المجهودات التي تبذلها الأحزاب السياسية المختلفة لتشجيع الناس وبخاصة الشباب في الإنخرلط في العمل السياسي ، إلا أن السؤال الذي يطرح لمـــــاذا نفور الشباب من المشهد السياسي خصوصا وأنهم يشكلون فئة مهة في المجتمع المغربي بتجاوز عددهم ل 11 مليون أي بنسبة 36 في المائة من السكان ؟.
إن عزوف الشبــاب عن العمل السياسي مرتبط بمجموعة من الأسباب سنحاول مناقشتها في هذه الزاوية وسنعمل بفضل آراءكم على المحــاولة في التخفيف من هذه الظاهرة التي أصبحت السمة المميزة للمشهد السياسي المغربي .
عزوف مرتبط بالمشهد التاريخي المغربي : إذا عدنا إلى الوراء وبالضبط إلى سنوات السبعينـــات التي يصطلح عليها بسنوات الرصاص نلمس أن الشبــــــــاب المغربي كان يقبل كثيرا على العمل السياسي خصوصا وان اليسار كان في أوجه, لكن مـــــاميز هذه المرحلة أيضا هو القمع المتجسد في الإختطافات، فالعديد من الشبــــاب كانوا ضحية نضــــالهم داخل الأحزاب التي تخلت عنهم للأسف بعد ذلك , كما أن هناك آخرون أعتقلوا وسجنوا نتيجة نضالهم في الأحزاب ,وهذا ماجعلهم عبرة لغيرهم من الشباب الذين صاروا يرون أن لانفع يرجى من أي إنتماء حزبي .
تدخل الإدارة في الشؤون الإنتخابية : ويتجـــــــــــلى هذا المشهد جليـــا في العشرين سنة الأخيرة ,وبالضبط في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ,حيث تراكمت مجموعة من مظاهر الفســـــاد والإفساد من خلال فبركة المعارضة إلى التمثيلية المزيفة ………..
كما أن المشهد الســــياسي في التسعينات عرف نوعا من التحرك النضالي على مستوى الجامعات المغربية ومن نتائجه شهداء وضحايا قمع الإنتفاضة الطلابية ,هذا القمع الذي إنعكست آثاره على الأسر المغرية التي قـــــاطعت السياسة وأعتبرتها قنبلة موقوتة تتفجر في كل من يتشدق بمبادئها .
عزوف الشباب عن المشهد السياسي مرتبط أيضا بشيخوخة الأحزاب :
الأحزاب السيـاسية المغربية على مختلف ألوانها غائبة على الساحة ، ولا تستيقض من سباتها إلا عندما تقترب الإنتخابات ,وكأن الشبــــاب مجرد صوت انتخابي لاأكثر ولا أقل,حيث تراجع بريقها رغم النداءات التي أطلقهــــا المرحوم جلالة الملك الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس في أكثر من مناسبة ,نذكر الخطاب التارخي الذي ألـــقـــــــاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الدورة الأولى من السنة التشريـــــــــعية الثـــــــــــانية يوم 10 أكــــــتوبر 2008 م ومما جاء فيه “…..كلا إننا مافتئنا نؤكد ضرورة تقوية العمل السياسي القائم على المشاركة الجادة للأحزاب الجادة في حسن تدبير الشأن العام على أساس نتائج الإقتراع وهو مايتطلب توسيع الإنخراط الملتزم لكافة الفئات الإجتماعية ، وفي طليعتها الشباب ، ليسهم بطاقاته وطموحاته البناءة ، ليس فقط للإختيار الواعي لممثليه ، بل أيضا في مسؤولية تحمل الشأن العام المحلي ، بإعتباره الأساس المتين للحكامة الجيدة ، ولهذه الغاية نوجه الحكومة لإتخاذ التدابير اللازمة ، قصد تخفيض السن القانوني للترشيح الإنتخابي للجماعات المحلية من 23 سنة إلى 21 سنة….” .
سبب آخر دافع أســــــــاسي للعزوف يتمثل في كون معظم الشبيبات الحزبية المغربية على رأسها قيادات غير شابة تفرض على الشبــــاب بطريقة التعيين أو الترشيح المركزي, وتساق بتبريرات الخبرة والتجربة ,وهو مايعكس الواقع ,فهذه التبريرات مجرد تمويهـــات للحفـــــــاظ على المنصب وإستمرار هيمنتها الحزبية ومن هؤلاء القيادات الشبابية الحزبية من دخل في العقد الخامس وهو مازال واقف على رأس شبيبة حزبية مفارقة عجيبة .
كما أن الإنشقاقات والإنقسامات في الأحزاب وحالات التفريخ التي تعرفها الساحة السياسية على حب التملك والسلطة وتأسيس الأحزاب للدفاع على المصالح الشخصية للحصول على منصب بالجماعة إلى منصب برلماني وحكومي ووزاري وديبلوماسي ولو بأي طريقة ( الرشوة .إعتماد السماسرة ………. ساهم أيضا في عزوف الشباب لأنهم لاحظوا أن هؤلاء يجرون على مصالحهم الشخصية فقط .
سبب آخر يتمثل في تعامل الأحزاب مع الشباب بمنطق الوصاية والتوجيه في الوقت الذي يرغب فيه الشباب في تفجير طاقاته وإبراز مواهبه وتحقيق الذات .
الأسباب الإقتصادية والإجتماعية :
ويثمثل أساسا في غياب البنيات التحتية الأســـــاسية التي من شأنها أن تدمج الشباب في محيطه السوسيو إقتصادي ,والذي ينعكس على العطـــــــاء السياسي , إضافة إلى مشكل البطالة والفقر اللذان يدفعان الشباب إلى تجميد كل ماهو سيــاسي والتفكير في الهجرة غير الشرعية وممارسة أعمال التهريب ………………..
وأمام الفراغ الذي يعيشه الشباب تتربص به التنظيمات المتطرفة التي تعمل على تعبئته بالأفكار المتطرفة وتحويله إلى قنبلة قابلة للإنفجـــــار في أي لحظة ,وخير مثال أحداث الدار البيضاء التي سخر فيها شباب في مقتبل العمر .
كما أن الشباب أصبح يفضل الجمعيـــــــات على الأحزاب نظرا لكون هذا الأخيرة تتيح الفرصة للتعبير عن الذات والكشف عن الطموحات وإبراز المواهب وتفجير الطاقات …..
مقترحات للتخفيف من العزوف السياسي :
* تطبيق مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب بشتى الوسائل ( الصحافة – المراقبة الإدارية – الزجر والعقوبات ……….. لكل من يتلاعب بمصالح الناس أو يتاجر في معاناتهم ………… )
*حرمان سماسرة الإنتخابات من المشاركة .
* إختيار الأكفاء من المرشحين إدا كنا نريد الجودة
* إعطاء الفرصة للشباب للترشح والقيادة الشبابية كما هو منصوص عليه في الدستور وقانون الإنتخابات .
* عمل الأحزاب على طول السنة وليس في فترة الإنتخابات فقط
* قيام الأحزاب بدورها الأساسي في التأطير والتكوين ……..
395 نائبا برلمانيا يكلفون ميزانية الشعب 19 مليار سنتيم!
تحية حارة إلى الأستاذ مصطفى الوردي،وشكرا بالبزاف، وبالبوكوب، على سهرك وتعبك لإخراج هذه النافذة الإعلامية المميزة شكلا ومضمونا… بارك الله فيك وسدد خطاك…! ولا أنسى شكر الصديق الغالي محمد الحيمر وكذا إبن الخال سفيان مناني… وإلى الأمام سر..!
شكرا لك اخي العزيز ،، مقال في المستــوى لا توجد عندي اي اضافـة ولكن
عزوف الشباب عن السياسة هناك من يعرف ان لا يتوفق في ذالك بالخصوص التغيرات التي يشهدها العالم ماخرا صعب على الانسان ان يكون سياسي ويكون موفق في مكانه لان المسؤوليـة اولا واخيرا تبقى صعبـة , فهناك شباب تنقصهم الخبرة والتجربـة لكي يكون سياسي كما نرى بعض السياسيين الموجودين حاليا ،
السياسة في المغرب لا يتحكم فيها لا اشخاص ولا احزاب ولا حتى ادارات ، إنما تخضع لبرنامج وضع لبقاء الامور مبهمة و طرح سؤال عريض من المستفيد الاول من المشهد السياسي بالمغرب ؟؟؟؟؟؟ هدا جانب اما الجانب الآخر فالشرفاء اعتزلوا السياة لانها من المستنقعات المعدية والأمثلة لا تعد ولا تحصى الله انجينا وينجيكم من السياسة والسياسيين.
فالشعب هو من سيتكفل بالمهمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يرجع عزوف الشباب عن السياسة لأسباب عديدة : هناك العامل الثقافي، فالثقافة القروية ، ما دمنا نتحدث عن الكارة ومنطقتها وهي محيط قروي بامتياز ، تعتبر السياسة مرتبطة بالشيوخ ذوي التجربة والحكمة في تسيير أمور القبيلة . فادارة الشأن العام يتم اسنادها لمهارات كبار السن، بما أن السن يرتبط بالمعرفة والخبرة الحياتية. ومن هنا تأتي كلمة “شيخ” وهو رئيس القبيلة أو الحكيم. ويجد الشباب أنفسهم إذن مبعدين من هذه الدائرة. العامل الثاني له علاقة بالبعد المتخيل في منطقتنا لكلمة سياسة. فلا نزال نسمع من يقول ويكرر أن “السياسة تقود دائما إلى السجن”. في سنوات الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، كان من يتعاطى السياسة يعتبره المواطنون معارضا للنظام، هنا يكمن مفهوم النضال في مجتمعات غالبيتها من البدو الأميين. جزء كبير من الشباب إذن يبتعد عن السياسة بدافع الخوف. هناك عنصر آخر مرتبط بطريقة ادارة الأحزاب السياسية في الكارة بحيث دائما ما تسهم الأحزاب عندنا في إبعاد الشباب عن السياسة بما إن كبار السن فقط هم من يرأسون هذه التكوينات السياسية. وبالفعل كنا نجد في مدينتنا حتى الأمس القريب بأن قيادات الشباب في الأحزاب تتجاوز أعمارهم الأربعين الى الخمسين عاما ! كما أن هناك عامل لصيق بالنضال السياسي ففي منطقتنا، تعد السياسة وسيلة لجلب المتاعب بسبب تحالف لوبيات المصالح ضد كل ما هو جديد ، مما يجعل الأسر تمنع أبنائها من ممارسة السياسة ولو من بعيد اللهم إرغامهم على التصويت لفلان او علان. وهناك أخيرا واقع التعليم في مؤسساتنا. ففي سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات كان هناك نوع من التأطير السياسي أو لنقل تمهيد لاهتمام التلاميذ بقضايا الساعة من طرف أساتذتهم والذين كانوا وقتها نشطين ومنتمين لأطياف متعددة و الذي لم يكن فقط مجرد تذمر أو تنديد بل كان يتجاوزه أحيانا الى الاستقطاب الغير مباشر للطلبة، الامر الذي كان يشكل بالأساس مدرسة للاعداد السياسي للطلبة. أما اليوم فلم يعد ذلك موجودا بحكم زوال هيبة المدرس وتأثيره من جهة و اهتمام الشباب بقضايا العصر والتي غالبا ما لا يفهم فيها اساتذتهم شيئا. نستطيع أن نقول اذن أن هنالك نوع من العطلة السياسية في المؤسسات التعليمية بالكارة بحيث لم تعد تتجاوز اهتمامات التلاميذ الأنترنت و الموضة و الرياضة و الحب. هذا رأي بعض الكتاب أنقله إليكم من بعض المواقع أخي مصطفى جوابا على عنوان مقالتكم المميزة
Frère Mustafa! ton thème est de sens très profond. il y a d’abord un manque flagrant d’encadrement politique.A l’échelon local, la majotité des premiers dits”politiques”, n’étaient que des arrivistes et bien souvent illettrés.Secundo, aucune crédibilité dans les élans des partis politiques n’ a été enregistrée pour motiver les gens et les inciter à prendre part à la politique. C’est ce qui horrifie évidemment la petite frange modestement illuminée et la fait fuir du cadre politique…
Tahiyati.
شكراً ياأخي مصطفى الوردي على طرح هذا الموضوع الهام الذي يشغل الكثير من العقول و يحظى باهتمام أبناء الوطن الغيورين على مصلحة البلاد و شؤون العباد.
1-إن غياب الديمقراطية الحقيقية سبب في نفور الشباب من السياسة . فحين يسمع هؤلاء في الإعلام الرسمي تشدقه بوجودها و يصطدمه الواقع المر بما يناقض هذا الزعم . يبتعد عنها . بل ويشمئز من كل سياسي يراه . فيصبح السياسى لديه رديف للكذب و الخداع و المراوغة. إلا الفئة القليلة منهم التي تؤمن أن بسط لواء الديمقراطية الحق يحتاج إلى نفس طويل و نضال دائم.
2- عدم تجديد النخب السياسية المغربية داخل الأحزاب السياسية يضع سداً منيعاً أمام طموحات الشباب في المشاركة الفعلية في الشأن السياسي . فيلاحظ أن الكثير من وجوهها متأبدة في مسؤولياتها . زاعمة أن بزوالها تتصدع الأركان و ينمحي وجود الأحزاب. فأضحت الديمقراطية لدى هذه القيادات الحزبية تعني لديها ( ديما- كراسي).
3- سن قوانين انتخابية جديدة تضمن صعود أغلبية مريحة تتحمل مسؤولية التسيير . و يحاسبها الشعب إن أخلت بالتزامانها.
4- عدم السماح للفائزين في الانتخابات البرلمانية و الجماعية من تحمل المسؤولية لأكثر من ولايتين. حتى لا توصد الأبواب أمام طموحات الشباب في تسيير شؤون البلاد.
5- محاربة الفقر و تحقيق تنمية شاملة . فلا يمكن للديمقراطية أن تتحقق مع انتشار الفقر و الأمية و ضعف الخدمات الصحية.
6- الرفع من عدد النساء بما لا يقل عن الثلث في مواقع القرار و المسؤولية داخل المؤسسات التمثيلية و الإدارات العمومية و مقاولات القطاع العام.
7- إحداث المجلس الاستشاري للشباب و العمل الجمعوي حتى يتسنى له الاسهام في تحقيق أهداف تعبئة الطاقات و تطوير مداركها و تاهيلها للانخراط في معركة التنمية و المساهمة في مواجهة آفات الأمية و الجهل و البطالة …
أجدد لك الشكر يا اخي مصطفي الوردي و لجميع الطاقم المشرف على الموقع المحبوب و المتميز زايو سيتي. و السلام ختام.