مناهات في غابة النفوس – عمود أسبوعي على زايو سيتي
قلم – سعيد صغير مربي ومرشد إجتماعي بألمانيا
الحكاية السابعة – الساعة الشمسية الجزء الثاني
هذه أول محطة قرآنية أحس فيها صادق بالفخر و الإعتزاز. استظهر سورة الإخلاص، التي جرت العادة على تكريم الأطفال بعد حفظها لأول مرة. هذا يوم مهم و فريد في مسيرة صادق في الكتاب، لقد انتظرهذه اللحظة طويلا و كلفته عناء كثيرا. اليوم يحصل على ’’ ثزويقت’’و يأخذ لوحه إلى المنزل ليريه والديه وجدته. الفقيه يزين لوح صادق بأشكال هندسية جميلة، تشكل إطارا مزخرفا يأوي في وسطه سورة الإخلاص. يكتبها بخط جميل يدل على براعته في الكتابة و التزيين. هذا أول يوم يشعر فيه صادق أن الفقيه يعترف بذكائه و بذاكرته القوية و مجهوداته الجبارة. أحظر قطعة قماش كما نصحه الفقيه، لأنه يجب أن يأخذ اللوح مستورا إلى منزله. ’’ يمكنك أن تُري لوحك أباك و أمك وكل أفراد عائلتك لكن إياك أن يرمقه الدجاج’’ يقول الفقيه مخاطبا صادق. تسائل صادق عن العلاقة بين الدجاج و القرآن، لكن الفقيه اكتفى بتحذيره بجدية ’’ إذا رمقت عين الدجاج ’’زويقتك’’ فإنك لن تحفظ القرآن بعدها أبدا’’ ود صادق لو استطاع أن يسأل ,, وماذا عن أعين كلبنا غزال؟’’ لكنه احتفظ بالسؤال في نفسه الصغيرة، لأنه كان يعلم مدى احتقار أهل الدوار للكلاب وأنهم يعيدوا الوضوء إذا ما لمسو كلبا. فكيف له أن يقربه من لوحه الحامل لآيات قرآنية. لو كانت ملامسة ومداعبة الكلاب تدخل النار، لجهز صادق حقيبته وسافر في اتجاه جهنم وهو ما زال طفلاً صغيراً. غزال كان الصديق الوفي و الوحيد لصادق، يجده بجانبه كلما ضاق صدره بمعاشرة الناس الذين كانوا كلهم يكبرونه سناً.
عليّ كان يتكلف بالنار التي يشعلونها أيام الغمام قصد تجفيف الألواح. يكلف الصغار بجمع الأخشاب اليابسة والحشائش. ويحضر عود الثقاب من منزله، يخبؤها تحت قبعته ليحميها دفء رأسه من البرودة والرطوبة. كل الأطفال يفرحون لإشعال النار في أيام الشتاء الباردة. نسيم بارد قاسي يهب من الجهة الشرقية، غيوم بئيسة تحجب أشعة الشمس الفاترة، ما يزيد من شدة الجوع الذي يحس به الأطفال بعد قضاء ساعات في الكتاب. يفترشون حصيرة قديمة تترك أجسامهم الصغيرة عرضة للبرودة المتصاعدة من التراب الرطب الذي يكسوا أرضية الكتاب. الفقيه وحده من يجلس على’’ثهضورث’’ جلد الخروف ذو الصوف الكثيف الدافيء. في بعض الأيام الباردة تزور البركة الكتاب، نساء كريمات فاضلات من الدوار يرسلن شيئاً من الخبز أو التين للأطفال. الإستراحة التي يتمتعون بها عند تقسيم الأكل والتمتع به، كانت أثمن من الأكل نفسه. تسائل صادق عن سر الحلاوة و اللذة في طعم هذا الخبز الذي يفرقونه في الكتاب.
شاءت الأقدار أن يصب غضب الفقيه اليوم، في اتجاه عليّ الذي يخفي الوقيد تعت قبعته. انهال الفقيه بعصاه على رأسه ليشعل عود الثقاب المختفي تحت القبعة. شب حريق فوق رأس عليّ، الذي سارع لإطفائه قصد التخلص من الألم الشديد الذي أصابه من جراء النار الحارقة. انفجر الأطفال في ضحكة ساخرة. محجوب الذي كرر حفظ القرآن مرتين استهزأ من عليّ مستعملا آية من سورة البقرة. بسم الله الرحمن الرحيم ’’رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ’’ صدق الله العظيم. غضب الفقيه من هذا التوظيف الخاطيء لآية قرآنية، ثم انهال على محجوب بعصاه وهو يصيح خذ لك من حسنات الدنيا الفانية.
الساعة الشمسية تتوقف أيام الشتاء الغائمة. يحل محلها اجتهاد الفقيه في هذه الأيام القصير نهارها. عندما تطول الساعات على صادق، يفتعل آلاما حادة في بطنه، يضطر معها الفقيه أن يرسله إلى البيت وهو يقول له: ’’ اطلب من أمك خبزا دافئا ليزيل منك الألم’’. رغم صغر سن صادق كان ذكيا ويدرك أن هذه الوسيلة للنجاة من الكتاب لا يمكن ان تثمر كل يوم، فكان يقتصد في استعمالها ويحتفظ بها للأيام التي يزورهم فيها الضيوف.
saghir@web.de
الأولي – شديد العقاب
https://www.zaiocity.net/?p=17949
الثانية – جمال فاطمة
https://www.zaiocity.net/?p=18807
الثالثة – الحمار السعيد
https://www.zaiocity.net/?p=19457
الرابعة – مأتم الذكريات
https://www.zaiocity.net/?p=20095
الخامسة – قلعة المظالم
https://www.zaiocity.net/?p=20682
الحكاية السادسة – الساعة الشمسية
الحمد لله ان هناك من لا زال يتذكر هاته الايام ، ايام اللوح والصلصال ورائحة السمخ ، وأساطير بعض الفقهاء الوفلق التي يتعرض لها بعض المحضرة نتيجة الاستعمال الخاطئ لبعض الآيات القرآنية والتي لم يكن الفقهاء يتساهلون امامها ، لكن ما يلاحظ في هذا الجزء هو غياب احدى الشخصيات الرئيسية في الجزء الأول وهو الجدة او بمعنى آخر محامي صادق .
azul
Ayyuz awma Said minturid icna . iterrayanegh ghar ussan n temzi umi tugha kulci izid
انت قمر والنجوم كواكب مزيدا مزيدا من المقالات الهادفة على هذا المنبر المتميز السلام عليكم
بيضة بيضة لالة، باش نزوّق لوحتي..لوحتي عند الطالب، والطالب في الجنة…….وأنا محمول في رزمة الحمام أطلي على رأسي الغسول وأحك جلدي بالحجرة
الإمضاء : الألف…همزة من التحت
الليف…….. ورناقض
البا……. اشت سوادّي
التا……… ثناين سانج
الثا……….. تلثة سانج
الجيم …..اشت سوادّي
الحا………. ورناقض
الخا اشتن سانج…………………………………………………… ا
Jamel je suis content de lire ton commentaire pour encourager Said Sghir qui a beaucoup de qualités et à qui nous souhaitons beaucoup de succés. Tu as arrêté d’écrire et les lecteurs attendent la suite du petit enfant.
A Said, la description est très réussie. Bon courage.
صادق هو بطل الحكاية المقبله
لا تنسى موعد الحكاية يوم الأربعاء المقبل
حفظك الله وحفظ جميع القراء انه سميع الدعاء
سأعود أكيد يا أخ بن المهيدي ، فقط أمهلوني بعض الوقت، فأنا مقبل على إصدار كتاب سيرى النور قريبا كلفني وقت كبير جعلني أغيب عنكم وعن الحياة؟؟
الإمضاء : أنت تكتب…أنت تعاني