أصيب كثير من المتعاطفين مع حزب الله اللبناني في عالمنا العربي بإندهاش كبير بعد تصريحات أمينه العام بخصوص الوضع في سوريا , حيث لم يتردد حسن نصر في إعلان دعمه للنظام بشار الأسد في حربه على شعبه الثائر بدعوى أنهم جماعات متطرفة و مسلحة و أصحاب أجندات خارجية , بل وصل دعمه للنظام السوري إلى إشراك كثير من أعضاء هذا الحزب في قمع الثائرين في سوريا , و سبب هذا الاندهاش يرجع لشعارات هذا الحزب التي دائما ما يدندن بها من مقاومة للعدوان و الظلم و الطغيان , متخذا سيرة ريحانة المصطفى صلى الله عليه و سلم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه و على أبيه و أمه أفضل الصلاة و السلام أسوة حسنة , بل إن حزب الله قد جسد هذه المعاني عمليا في مقاومته للعدوان الصهيوني على جنوب لبنان و دعمه المعنوي و اللوجستي لأكبر فصيلين فليسطينيين و هما حركتي حماس و الجهاد الإسلامي , بل زاد على ذلك إعلان تاييده للشعوب الثائرة في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و البحرين ,
لكن السؤال المطروح لماذا رمى حزب الله كل تلك المعاني من مقاومة للظلم و العدوان و الطغيان وراء ظهره بدعمه للنظام الإستبدادي في سوريا ؟
اليس الشعب السوري يقاوم الظلم ؟
اليس النظام السوري يجسد نموذج للظلم و الطغيان ؟
و ما سر هذا التناقض في موقف حزب الله اللبناني ؟
و ما الفرق بن الثورات في كل من تونس و مصر و اليمن و ليبيا و البحرين و بين الثورة في السوريا ؟
كل هذه التساؤلات تدور في ذهن كل شريف كان يحسن الظن بحزب الله اللبناني منذ وقت قريب قبيل اندلاع الثورة السورية .
و لكن في الواقع هو أن حزب الله اللبناني قد رمى هذه الشعارات وراء ظهره منذ عدة سنوات , بل قد لا أبالغ إن قلت هو اصلا لا يؤمن بها .
و سوف نعرض نموذجين لمواقف حزب الله في بعض الأماكن الساخنة في عالمنا العربي لنعرف هل يلتزم هذا الحزب بتلك الشعارات التي يدعي الإيمان بها في مواقفه أم يناقضها ؟
1 – لبنان :
لا يجادل إثنان بأن ما فعله حزب الله البناني من مقاومة للعدوان الصهيودي , يعتبر تطبيقا عمليا لشعاراته التي يرفعها , فإن كان صادقا فعليه أن لا يمنع غيره من التطبيق العملي لها , و إلا سيتم إعتبر ذلك تناقضا و كيل بمكيالين و كفرا بتلك الشعارات .
و صراحة هذا ما فعله حزب الله في لبنان, فهو من جهة يدعو للمقاومة , و من جهة أخرى يمنع أي فعل مقاوم من جهة غير جهته .
يقول الامين العام السابق لحزب الله اللبناني صبحي الطفيلي في حديث لجريدة الشرق الأوسط (وما يؤلمني ان المقاومة التي عاهدني شبابها على الموت في سبيل تحرير الاراضي العربية المحتلة، تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الاسرائيلية، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الاسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام انواع التعذيب في السجون ) .
فعندما قامت إحدى الجماعات السنية في لبنان و تدعى بكتائب عبد الله عزام بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان مستهدفتا شمال الكيان الصهيوني , صدر بيان مشترك لحزب الله و جبهة العمل الإسلامي بتاريخ 18 ينونيو 2008 يصفون فيه الجهة المنفذة بأنها مشبوهة !!! حيث قالو في ثنايا ذلك البيان (وتوقف المجتمعون أمام عملية إطلاق الصواريخ في اتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، ورأوا فيها محاولة مشبوهة لتوريط المقاومة والداخل اللبناني واعادة خلط الاوراق مجددا )
و أيضا عندما عثرت قوات اليونفل المرابضة على الشريط الحدودي بين لبنان و الكيان الصهيوني على صواريخ كانت معدة لقصف شمال الكيان الغاصب , حيث أعلنت كتائب عبد الله عزام أن تلك الصواريخ تعود لها , و إعترفت أنها كانت تعدها لقصف شمال الكيان الصهويني, ألقى الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله كلمة مريئة بثتها قناة المنار الفضائية بتاريخ 28 دجنبر سنة 2008 إتهم فيها القائمين على تلك الصواريخ بالعمالة !!! حيث قال بالنص (الا تستطيع إسرائيل ان تتسلل إلى جنوب لبنان لتضع صواريخ من هذا النوع؟ الا يستطيع عملاء إسرائيل وهم كثر في لبنان كأفراد وشبكات ان يقدموا على عمل من هذا النوع فقط ليس تضامنا مع اهلنا في غزة وانما لتقديم التبرير لاسرائيل لتشن عدوانا على لبنان؟ ).
من خلال ما ذكر , اليست تصريحات حزب الله اللبناني مناقضة لشعاراته الرنانة ؟ اليست هذه التصرحات تعتبر كفرا بتلك الشعارات ؟ اليس هذا كيل بمكيالين ؟
2 – العراق
بعد سقوط بغداد في يد الإحتلال يوم الأربعاء 9 ابريل 2003 و بداية ظهور المقاومة العراقية , ظن كثير ممن يحسن الظن بحزب الله اللباني و أنا كنت أولهم , أن هذا الحزب سيكون أول من يقف بجانب المقاومة العراقية , و سيكون أول من يبارك علميات المقاومة ضد الإحتلال و عملائه , كيف لا و حزب الله في حربه لتحرير جنوب لبنان قام بعدة عمليات تستهدف المحتل الصهيوني و عملاؤه من ملشيات أنطوان لحد اللبنانية .
و فعلا هذا ما حصل في البداية حيث كان دائما يعرج في خطاباته على الوضع العراقي بدعوته إلى دعم و نصرة المقاومة العراقية ,
لكن سرعان ما لبث أن تغير ذلك الموقف , فعندما قامت المقاومة العراقية بإستهداف عز الدين سليم و هو من الذي جاءوا على الدبابة الأمريكية و إسمه الحقيقي (عبد الزهرة عثمان العبادي ) و هو من قيادات حزب الدعوة الشيعي , حيث كان يشغل حينها منصب رئيس مجلس الحكم في العراق الذي أسسه الحاكم العسكري الامريكي انذاك بول بريمر بتايخ 17 ماي 2004 , خرج تصريح من حسن نصر الله يدين فيه عملية الإغتيال هذه و يتهم المنفذين لها بالإجرام , بل أيضا عندما إستهدفت المقاومة العراقية محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق و هو أحد الفصائل الشيعية التي جاءت على ظهر الدبابة الامريكية حيث شارك هذا المجلس في مؤتمر لندن للمعرضة العراقية الذي عقد في شهر دجنبر 2002 , و الذي بموجبه أعطى الشرعية للتدخل العسكري الامريكي في العراق , و الآن يعتبر هذا الفصيل من أبرز ركائز حكومة الإحتلال في العراق , و جناحه العسكري فيلق بدر هو المسيطر على جهازي الجيش و الشرطة اليد الضاربة للمحتل في العراق . بل إن محمد باقر الحكيم كان دائما يحرض أتباعه في خطبه على إستهداف المقاومة العراقية بدعوى أنهم صداميون و ووهابيون و تكفيريون , في حين دعى الى عدم قتال الأمريكان المحتلين.
فعندما أغتيال محمد باقر الحكيم من طرف المقاومة العراقي بتاريخ 29 غشت 2003 , إستنكر حسن نصر الله عملية إغتياله و أقام له بيت عزاء في لبنان !!! و اعتبره شهيدا!!! حيث قال في خطاب ألقاه بتاريخ 01 شتنبر 2003 ( و في أيام الفاجعة التي أصابت قلوب المسلمين و المؤمنين و المحبين , في جوار أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف و التي أودت بحياة عالم رباني من سلالة العطرة الطاهرة سماحة الإمام محم باقر الحكيم )
ثم يقول في نفس الخطاب (السيد الشهيد السيد آية الله محمد باقر الحكيم كان ضمانة و طنية عراقية و ضمانة إسلامية كبرى )
و أيضا بعد وفاة عبد العزيز الحكيم الذي تولى رئاسة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بعد إغتيال أخيه محمد باقر الحيكم , و الذي كان يشغل منصب عضوة مجلس النواب العراقي عن الإئتلاف العراقي الموحد , و يعتبر عبد العزيز الحكيم من ابرز الوجوه المشاركة في مؤتمر لندن الذي شرعن لإحتلال العراق , فبعد وفاته إثر اصابته بمرض السرطان , أرسل حسن نصر الله برقية تعزية لإبنه يصف فيها عبد العزيز الحكيم بالعالم العامل الداعي الى الله المجاهد المناضل !!! حيث جاء في برقية التعزية ما يلي (أود أن أعبر لكم عن مشاعري ومشاعر إخوانكم في حزب الله، وتأثرنا البالغ برحيل الأخ الكبير، سماحة العلامة السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)عن هذه الدنيا، إلى جوار آبائه وأجداده الميامين، بعد حياة عامرة بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله والتبليغ، والهجرة، والجهاد، والنضال، والصبر والتضحيات الجسام، في سبيل إعلاء الإسلام، ومن أجل إنقاذ الشعب العراقي المظلوم، وإعزازه، ورفعة شأنه.)
من خلال هذه التصريحات , يتبادر الى ذهني سؤال مهم ,
ماهو الفرق بين خونة العراق و خونة لبنان من ملشيات لحد ؟
و لو وصف احدهم أنطوان لحد بالمجاهد المناضل , فما سيكون موقف حزب الله منه ؟
اليس هذا كيل بميكالين ؟ اليس هذا كفر بشعار مقاومة العدوان و الظلم و الطغيان ؟
بعد كل ما ذكر من تصرحيات حزب الله اللباني فيما يخص بعض القضايا في الشأن العراقي و اللبناني , يتضح مما لا شك فيه أن هذا الحزب يتخذ شعار المقاومة و الممانعة مطية من أجل تسويق مشروع و لاية الفقيه الإيراني , و عندما تصتدم شعاراته مع ذلك المشروع , فهو لا يتردد في رميها و راء ظهره , و تبعية حزب الله لإيران ثابتة , حيث جاء في تعريف الحزب من وثائقه الرسمية ما يلي (حزب الله هو حركة إسلامية إيمانية جهادية قائمة على أساس ولاية الفقيه التي تعتبر امتدادا لولاية الأنبياء و الأئمة(ع) , ويلتزم خط الإمام الخميني الذي يجسده الإمام الخامنئي ) , و ما يزيد تأكيد تبعية حزب الله لمشروع ولاية الفقيه تصريح رئيس المجلس السياسي لحزب الله اللبناني إبراهيم الأمين سنة 1987 , حيث قال : (نحن لا نقول إننا جزء من إيران ؛ نحن إيران في لبنان ، ولبنان في إيران )
فمعارضة حزب الله لوجود أي عمل مقاومة غير تابع له في الجبهة اللبنانية راجع الى رغبة الحزب في إحتكار العمل المقاوم ليتخذه مطية من اجل تسويق مشروع ولاية الفقيه , وهذا راجع لما تحضى به القضية الفلسطينة من تعاطف شعبي على المستويين العربي و الإسلامي .
أما دعمه لبعض الخونة في العراق , فمرده الى أن هؤلاء الخونة هم ممن ينفذون أجندة إيرانية في العراق عبر التآمر مع الامريكان , فقد قال محمد على أبطحى نائب الرئيس الايرانى الأسبق للشؤون القانونية والبرلمانية (لولا التعاون الايرانى لما سقطت كابول وبغداد ) , و قد إستطاعت التيارات الشيعية في العراق المرتبطة بالنظام الإيراني , و التي جاءت على ظهر الدبابة الامريكية من تمكين النظام الإيراني من السيطرة على النظام السياسي في العراق , و لذلك فإن استهداف تلك الجهات يعرقل تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة , و لهذا يستنكر حزب الله عمليات الإغتيال التي تنفذها المقاومة العراقية ضد تلك الجهاد .
و من خلال ما سبق سوف نفسر موقف حزب الله الداعم لبعض الثورات و الرافض لبعضها .
فبالنسبة لثورتي تونس و مصر ,فسبب دعمها ليس حبا في شعبي تونس و مصر , و لكن كرها في النظامين اللذان كانا يقفا ضد المشروع الإيراني , حيث ثبت أن هذين النظامين كانا يلاحقان كل من ثبت عنه التشيع بتهمة العمالة لإيران .
أما دعمه لثورة ليبيا , فسببه تحميل حزب الله مسؤولية إختفاء مؤسس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان و حركة امل موسى الصدر لنظام معمر القذافي في ليبيا .
و بالنسبة لدعمه لثورة اليمن ,فراجع إلى كون نظام اليمن دخل في حرب مع الحوثيين الذين ينتمون للزيدية و هي فرقة من فرق الشيعة , خصوصا وأن قيادات الحوثيين لهم علاقة وطيدة بالنظام الإيراني و قيادة حزب الله في لبنان و بعض التيارت الشعية فير العراق أمثال التيار الصدري و المجلس الاعلى للثورة الإسلامية في العراق , و كانوا يسعون الى تنفيذ أجندة إيرانية في اليمن و السعودية .
و فيما يخص دعمه للثورة في البحيرن , فمرده إلى أن القائمين على الثورة غالبيتهم شيعية ممن يتبنون نظرية ولاية الفقيه .
و أخيرا يبقى وقوف حزب الله ضد الثورة في سوريا وإعلان دعمه لنظام بشار الأسد راجع إلى العلاقة الوطيدة التي تربط النظام السوري بالنظام الإيراني , و كون جل القائمين على نظام بشار الأسد ينتمون للطائفة العلوية النصيرية و هي إحدى الطوائف الشيعية المغالية ,إضافة الى أن نظام بشار كان يترك الحرية الكاملة لدعاة التشيع الإيراني في سوريا ,و يقف بالمرصاد لمشايخ أهل السنة , بل يعتقلهم و ينكل بهم .
و في الختام يتضح أن حزب الله اللبناني لا يهمه الوقوف مع المستضعفين أو مع الطغاة , و لكن الذي يهمه هو الوقوف مع من يحقق مصلحة نظام ولاية الفقيه في المنطقة .
sara7a kanatssa2al chno howa maw9if 7izb allah man nidam almaghribi
موقف حزب الله اللبناني من النظام المغربي بطبيعة الحال موقف سلبي , رغم غياب اي بيان او تصريح رسمي من هذا الحزب تجاه النظام المغربي
و يمكن استنتاج الموقف من خلال مواقف النظام المغربي التي تتصادم مع مشروع ولاية الفقيه الإيراني
اولها مواقف الملك الراحل الحسن الثاني المنتقدة للثورة الإسلامية في ايران
ثانيها اعلان النظام المغربي عن تفكيك خلية في المغرب تسعى الى تشييع الشعب المغربي و اتهام السفارة الإيرانية بتمويلها
تثلثها اعلان النظام المغربي دعمه للنظام اليمني في حربه على الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني
اولا اود ان اشكرك اخي الكريم على هذا الموضوع القيم لاسيما ان العديد من الاشخاص لا يعرفون خبايا حزب الله اللبناني.
طبعا لا احد ينكر مجهودات و نضالات حزب الله في لبنان ضد الكيان الصهيوني و النجاح الكبير الذي حققوه لتحرير جنوب لبنان, و لكن و كما ذكرت كلما قامت مجموعة من السنيين في التحرك الا و صدهم حزب الله بتصريحات قد لا تكون في الصالح العام لدولة لبنان. اذا فعلا تصريحات حزب الله مناقضة لشعاراتهم المعهودة و مع ذلك تنظر شريحة كبيرة من الناس الى حزب الله و امينه العام و مجاهديهم بأنهم ابطال لبنان و هم من استطاعوا صد الكيان الصهيوني و لا احد غيره.
اما بالنسية للعراق فالمسألة واضحة –النزعة السنية الشيعية- كيف لحزب الله ان يتدخل و يكون موقفه ايجابي و المقاومة العراقية من السنة و و الكل يعرف الصراع الكبير و الدامي في هذه الدولة بين الشيعة و السنة.
السؤال الذي اود طرحه هو :ما موقف حزب الله بعد سقوط النظام في سوريا؟؟؟
لي عودة اخرى في الموضوع
لو سقط النظام السوري فموقف حزب الله بطيعة الحال سوف يكون سلبيا لن الذي يفترض ان يستلم الحكم بعد سقوط النظام السوري له انتقادات لاذعة لكل من حزب الله اللبناني و النظام الإيراني بل يتهمهما بالمشاركة المباشرة في قمع الشعب السوري
لكن الذي اظن ان حزب الله سوف يكون في موقف لا يحسد عليه لو سقط النظام السوري و و ذلك راجع الى تدخل هذا الاخير في السياسة اللبنانية مما جعل الكفة تميل الى جانب حزب الله و القوى المتاحلفة معه , و في حين سقوط النظام السوري فغالب الظن ان الكفة سوف تميل الى جانب التيارات المعارضة لتحالف حزب الله