متاهات في غابة النفوس – عمود أسبوعي على زايو سيتي
قلم – سعيد صغير مربي ومرشد إجتماعي بألمانيا
الحكاية السادسة – الساعة الشمسية
صادق طفل صغير في عمر الزهور. يذهب كل يوم الى الكتاب. قبل الدخول يمر خلف المسجد ليخبىء قطعة من خبز أو حلوى. يغرسها في ثقب على الجدار، لأن كل ما يأخذه معه إلى الداخل ينهبه التلاميذ الأكبرمنه سنا وقوة. يبدأ نهاره بتقبيل يد الفقيه ثم يأخذ اللّوح الذي كتب عليه آيات من القرآن الكريم بصمخ بنيّ يتتبع في كتابتها ’’ حناشات’’ الفقيه الذي يستعمل في كتابته قلم الرصاص. الأطفال هنا في الكتاب يتعلمون من البداية احترام الآخرين ، عن طريق إذلالهم. –’’قبل أن يكبروا و يُخرجوا القرون’’-. التواصل الأولي بين الآباء و الفقيه يلخص في كلمات من قبيل ’’ شك نغ نش أضندلغ’’ ما معناه: ’’أنت أقتل وأنا أدفن’’ أو ’’ شك غرس نش أذسلخغ’’ ما معناه: ’’اتت إذبح و انا أسلخ’’. بهذا يمنح الفقيه سلطة مطلقة وشمولية، على غرار الحكم السائد في البلاد.
يقبلون يد الفقيه الذي يكرهونه أكثر من كرههم للأبطال الأشرار في حكايات الزمن الغابر. خرافات تجود بها ذاكرة الجدات الحنونات. ما أجمل أن تخلد الى حضن جدتك أو تتوسد فخذها الدافئ وهي تحكي لك خرافات ” زْمان”. تداعب شعر رأسك بلطف، لتحس بقشعريرة لذيذة، تجعلك تشعر بعدها بالدفء والحب وبالأمان والحنان. تأخذك معها في أسفار خيالية كلها أخطار و رجولة وبطولات، أو حكايات ملؤها الذكاء والحنكة والحكمة. صادق يكره الفرق بين ليل يلجأ فيه الى حِجر جدته الحنون، ونهار في حضرة الفقيه صاحب الوجه العبوس، الذي لا تفارق العصا الطويلة يده اليمنى ؛ يهش بها على الأطفال كما يهش الراعي على غنمه. لا حظّ لصادق في النطق بكلمة غير الهمهمة بكلمات القرآن الكريم التي لا يفقه معناها. في البيت يستمع الى الخرافات بصوت جدته الأمازيغي العذب، الذي يلقى طريقا مستقيما الى قلبه الصغير. تمنى لو كانت جدته فقيهة تعلمه القرآن وتقيه شر هذا الفقيه القاسي قلبه. يجاهد صادق نفسه في حفظ الآيات االتي يكتبها على لوحه ليمحوها بعد نقشها في ذاكرته الصغيرة. منافسا أقرانه بمحو لوحه كل يوم ليغسله بالماء ثم يطليه بالصلصال قبل ان ينشره في الشمس استعدادا لكتابة جديدة. يحب الأيام التي تغيب فيها الشمس لأنه يتمتع فيها بالدفء و بمنظر اللهب الذي تزفه النار التي يشعلونها قصد تجفيف الألواح.
قرر صادق اليوم أن لا يذهب الى الكتاب. اختفى في عرينة صغيرة بين نبات الصبار المحيط بمنزله. انتظر هناك لساعات طويلة في وحدة قاتلة. ثم عاد الى منزله كأن شيئا لم يقع ، بعدما رأى رفاقه خارجين من الكتاب. افتضح أمره لينال عقابا مزدوجا، في البيت و في الكتاب. ضرب وسلخ ترك علامات على جسمه النحيل. لم يسألوه عن الدافع وراء هذا الإضراب. لو سألوه لحكى لهم أنه يسير نصف طريق العودة من الكتاب حافي القدمين كل يوم. ليس لأنه لا يملك الحذاء المطاطي مثل أقرانه، لكن لأنه يحمل نعليه في يده ويخرج بسرعة البرق راكضا نحو منزله، لينجو بنفسه من الضرب الذي قد يتعرض له من قبل زملائه الذين يكبرونه سنا. لو سألوه لحكى لهم أنه أصبح يهاب الفقيه القاسي، ليس لأنه ضربه، لكن لأنه ضرب زميله حماد الذي ’’حُمِّل’’ من طرف تلميذين كبيرين والفقيه ينهال عليه ضربا على رجليه ومؤخرته بقساوه الى أن تبول في سرواله. الفقيه الذي ’’فرشخ’’ رأس زميله شعيب بعصاه. عندما انهال عليه ضربا و هو يصيح مزمجرا ’’ أجميي اضنغغ لعذو مس لعذو’’ يقصد اتركوني أقتل عدوي ابن عدوي. تلطخت ثياب شعيب بالدم الذي سال من رأسه تاركا أثرا على محيى وجهه الدائري الجميل. قمة البشاعة والقسوه والإرهاب. هذه بعض حصص التعليم -عفوا التعذيب- الذي يتعرض له أطفال الكتاب، لتزرع في قلوبهم الرعب والشعور بعدم الاستقرار، إضافة إلى فقدان الثقة في فصيلة البشر. جدة صادق كانت قمة في الذكاء والإيمان. كانت تحب الله و الرسول والقرآن. الفقيه نال هو الآخر شيئا من حبها، لأنه يعلم الأطفال القرآن. نجحت الجدة الى حد بعيد في التصدي للعنف الذي قد يصدر من الفقيه تجاه حفيدها العزيز. كانت تقذفه من حين لاخر بوليمة فيها دجاجة او لحم خروف، تصيبه في بطنه لتشل يديه، وتنزع منه العدوانية، التي قد يتعرض لها صادق.
الفقيه يتعامل بلطف بالغ مع الفتيات، خصوصا اللواتي برزت أنوثتهن. ينظر اليهن بحنان ويداعبهن كلما سنحت له الفرصة. تعجب صادق ثم تساءل عن السر وراء هذا الاختلاف في تعامل الفقيه. تمنى لو كان بنتا ليتقي شر هذا الحيوان المريب؛ لأنه لم يكن يتصور قيمة الاشمئزاز و الكراهية و الحيرة التي كانت تشعر بها الفتيات، بسبب هذا التسلط والتحرش القبيح من طرف الفقيه.
وقت الخروج من الكتاب كان محددا في وصول ظل الجدار الى حَجَرةٍ بارزة في وسط البهو الداخلي للمسجد. ساعات طويلة يقضيها صادق شارد الذهن. يحلم فيها بالأوقات الجميلة في بستان أبيه. يلاعب كلبهم ’’غْزال’’، أو منهمكا في اكتشاف أسرار الطبيعه. يتسلق الأشجار أو يحفر في التراب. يحن إلي وجبة العشاء الممزوجة بالحب، التي تحضرها أمه العزيزة. يحن الى حِجر جدته الحنون و حكاياتها. تمنى لو استطاع يوما أن يحكي لهم عن الاهوال و الأخطار وعن العنف و الاحتقار، التي يتعرض لها أطفال الدوار في الكتاب. كل دقيقة يرمي صادق بنظره نحو الساعة الشمسية، منتظرا وصول ظل الجدار إلى الحَجَرة اللعينة المعينة من طرف الفقية.
saghir@web.de
الأولي – شديد العقاب
https://www.zaiocity.net/?p=17949
الثانية – جمال فاطمة
https://www.zaiocity.net/?p=18807
الثالثة – الحمار السعيد
https://www.zaiocity.net/?p=19457
الرابعة – مأتم الذكريات
https://www.zaiocity.net/?p=20095
الخامسة – قلعة المظالم
كأنك تحكي يوميات ولد خالتي في ألمانيا يوميا يعود للبيت يبكي لأن (المعلم) حكٌرو و منين خرج ضربوه لواعرين الزوعر
هذه القصة أنا بطلها والله إنك تذكرني بالتحميلة وأصدقاء السوء والساعة الشمسية أو الضلية وقهر الفقيه والمشي حفيانا وزد على ذلك إلا أن إسمي محمد وليس صابر
قصص الاستاذ سعيد يطغى عليها الطباع المغربي الواقعي فهي منبعثة من الواقع فهي حدثت لكل معربي حر وجيل السبعينات عاش هده الاحداث فقهاء الكتاتيب القرانية
احن الى خبز امي قالها مارسيل خليفة وابناء الجالية دائما في حنين الى الوطن
وقف حمار الشيخ في العقبة
ذكرتني بالزمن الجميل ، رغم قسوته ، رغم فقره ، رغم جهله يبقى زمنا جميلا لأن الناس في تلك الفترة كانت تؤمن بالتربية والتعليم فما معنى ان يقول الاب للفقيه انت اقتل وانا ندفن معناهان ثقة الآباء في الفقهاء كانت عمياء ـ واتحدى اي فقيه او مدرس اليوم ان يلمس تلميذا واحدا وان كان هذا التلميذ يستحق الشنق ، حكايتك الاسبوعية جميلة باسلوب بسيط وأخاذ لأنك حاولت ايصال الفكرة كمضمون أكثر من التعامل كنص ادبي ، كان ينقص هذا النص الاشارة الى يوم الاربعاء غالبا وربما يوم الخميس وهو يوم جميع البيض للفقيه ثم يوم الخروج لطلب المطر و ترديد النشيد الدارجي المعروف : بيضة بيضة باش نزوق لوحتي … ثم تزويق اللوحة من قبل الفقيه عند اتمام حزب او سلكة كما يقال ، عموما اعتقد ان مقالاتك من صميم الواقع المغربي وهي تعبر عن قضايا قد بدأ الناس ينسونها او يتناسوها لرغبتهم الشديدة للتملص من الماضي الفقير المتخلف الجائع…
Le sujet de Kazou est plus important, c’est un sujet d’actualité qui permet des lectures plurielles (Racisme, rejet,émigration, citoyen du monde,choc de civilisation, la lutte contre la haine, le rapprochement des enfants du monde…) mais le style de SEDDIK est plus captivant, plus vivant, plus expressif.
Le sujet de SEDDIK a-t-il la même force, le même intérêt, la même importance aujourd’hui?
En attendant la prochaine histoire, les lecteurs vous souhaitent beaucoup de courage et beaucoup de succés.
Said je lis tous vos histoires je trouve des histoires des marocaines de mon age on a vu tous ce que vous avez ecris excusez moi de vous ecrire en francais pas parceque je suis fort en francais je suis faible mais mon clavier est en fransais ; bravo cntinez merci
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي القارئة عزيزي القاريء في كل مكان، سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
تفاعلكم مع حكاياتي يسرني ويشجعني على أن أبقى وفيا لكم، باطلالتي المتواضعة يوم الأربعاء من كل أسبوع.
لا تبخلوا عليّ بتعليقاتكم ونقدكم أو ربما استيائكم. فانني اتلقى تدخلاتكم بصدر رحب.
حفظكم الله ورعاكم انه سميع مجيب
والسلام
كل ماجاء في هده الحكاية صحيح مائة في المائة ولكن أغفلت شيئا مهما لم تكتبه وهو ——لاربع ألفقي—— يعني كل يوم الأربعاء صباحا كنا نقبل يد الفقيه ونضع في يده درهم ومن لم يأتي بدرهم فمصيره معروف هدا من جهة من جهة أخرى لم تكتب في حكايتك أن الفقيه عندما كان يريد أن يخرج من الكتاب كان من الضروري أن يكلف أحد بحراسة المشاغبين والفوضويين داخل الكتاب وعندما يعود الفقيه يقول له الحارس أسماء المشاغبين و الفوضويين ويقو م الفقيه بضربهم من جهة أخرى أغفلت مصطلح معروف جدا وهو كلمة —أسيدي— علي أي فهده ملاحظات كتبتها فقط لكي أذكر بها فقط اخواني القراء وليست ملاحظات من أجل انتقاد حكايتك فحكايتك هذه تعتبر بالنسبة لي أحسن حكاية من بين الحكايات الخكس السابقة
على العموم ذكرتني بالماضي وأتذكرك أنت شخصيا يا سعيد أنك كنت قريب لنا عندما كنا نقرأ القرآن في مسجد سيدي عثمان فكنت تعمل مانوبري في هدا المسجد مع مجموعة من العمال وكنا مرة مرة نطل عليكم
salut a tous Said j’adore vous histoires vrement super kola mara kana9ra fiha 9issas dyalak kanhas brassi farhana je sais pas pourquoi mais la rialete hh ana fi intidar wa 3ala chaghaf l 9issa l mo9bila (3aicha 3ala sada 9issasik)