صديقي الإسلاموي (1) أكتب لك هاته الرسالة لأني أرى أن الهوة التي تفصلنا تزداد إتساعا، أكتب لك هاته الرسالة لعلنا بها نذيب جبال الجليد التي تفرق سبلنا وتشتت جمعنا، أعلم أنك لن تجيب رسالتي لعلمي اليقين أنك واهم نفسك تمتلك مفاتيح الحقيقة والبصيرة وأنك وحدك من يركب قارب النجاة والبقية هالكين وأن شعبتك في الجنة والباقي في النار(2) ، لكني أكتب لك إمتثالا لقوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (3) ، وأدعوا الله أن ينير بصيرتك لعلك تفقه قولي .
الوسطية والإعتدال
لقد أخذ الإسلام مسلكا وسطا بين باقي الشرائع السماوية منها والأرضية ، مسلك يضمن به الطمئنينة والسعادة لمعتنقيه بدون الإسراف في التحريم والغلو ولا التحليل والإنحلال مصداقا لقوله تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } (4)، وسطا بين من يؤمن بالعقل وحده وينفي وجود الله وبين من يحرم العقل الذي كرم الله به الإنسان ويدعون للنقل وحده والغلو في الدين ، ووسطيا في العبادة كما في قصة الثلاثة الذين جاءوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عبادته: {فكأنهم تقالُّوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني }، وسطيا في لباس المرأة بين السفور والتعري وبين التشدد الجاهلي بالتنقيب فكان الحجاب بينهما وسطا ، فأين أنت من هذا صديقي الإسلاموي ؟
العقل والمنطق
لقد أضحينا نشهد إنحطاط معرفي كبير لدى علماء الدين والمفتين ، فبعد أن كان سابقا الفقهاء المسلمين علماء موسوعيين في الفلسفة والفلك والتاريخ والهندسة وعلم الكلام أي أنهم كانوا علماء موسوعيين نجد الآن علمائنا الأفاضل لا يفرقون بين الصفر ورغيف الخبز ومع ذلك يطلون علينا بالمساجد والقنوات الفضائية يفتون فيحرمون ويحللون حسب أهوائهم ، وبعض الأحيان تجدهم لا يفهمون حتى الأسئلة المطروحة فيسارعون بالإجابة ، فيفتون أن الزلازل غضب من الله والتسونامي عقاب جماعي حتى أن بعضهم يكفرون علماء الجولوجيا الذين يفسرون الظواهر علميا ، ولا يمكن أن ينطبع على بعضهم سوى الغباء ففي رمضان المنصرم وأنا أحضر درسا قبل صلاة التراويح بالمسجد أخذ الخطيب يقرأ علينا القصص الخرافية التي يتداولها المراهقين في منتديات الأنترنت والتي تكون موقعة بعبارة ” أرسلها لعشر أشخاص فتسمع خبرا جميلا وإن لم ترسلها سيحدث لك مكروه ففتاة تدعى حليمة لم ترسلها فماتت وأخرى وقع لها حادث ” لربما قرأها الخطيب وهو الآن ينتضر الخير الذي سيعمه بعد أن تقيأ تلك التفاهات على آلاف المصلين ، عن شاب مسيحي دخل الإسلام لأن جاره المسلم كان يعطيه الحلوى فأسلم على يديه 6 آلاف فرنسي و 6 ملايين إفريقي من قبائل “الزولو” ، وآخر يقول أنه إكتشف علاج الإيدز ببول البعير ، ومن يقول أن له تسجيلات صوتية لأناس يعذبون في جهنم إكتشفها علماء روس تحت الأرض ( لا وجود لأي عالم تم ذكر إسمه ) ويحلفون بصحتها في تناقض مع ما أخبرنا به الرسول ( ص) عن إستحالة سماعنا لأصوات العالم الآخر، تغييب العقل والمنطق من جعلنا أمة عاجزة عن الإبداع والإنتاج ، أمة تؤمن بالخرافات والأساطير ، أمة أبعد ما يكون عن بقية الأمم المتحضرة ثقافيا ومعرفيا وتقنيا.
والسياسة …
ولشدة تحول أمتنا من العقل للنقل أصبحنا نقيم حروبا ونقتل إخواننا في الدين لأن كل منا متشبث بصراعات كانت قبل مئات من السنين بين الفقهاء والمؤرخين وأضحينا أسيرين لمخطوطاتهم وطريقة تفكيرهم فهذا شيعي وهذا سني وفي الشيعة مذاهب والسنة كذلك والكل يعادي ويرهب ويكفر الآخر ويتوهم أن مفاتيح الجنة في أيدي مشايخه ومريديه ويتوعد خصومه بالنار، متناسين أن فوق كل ذلك لنا كتاب الله نعود إليه وأن مهما إختلفت طريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأمور فجميعنا مسلمين ونشهد لله بألوهيته ولمحمد (ص) بنبوته .
فأسست جماعات وأحزاب تدعي الإسلام ظاهرا وتضمر مطامع سلطوية دنيوية فأضحت مساجد الله منابر لفلان وعلان لبث سمومة والدعوة لشيعته وفريقه والتهجم على من يخالفهم في إستغلال بشع للدين الذي هو رحمة للعالمين وليس لأحد الحق في إحتكاره .
فأين أنت صديقي من هذا ؟
لأمازيغية ، أزول ، إسرائيل وأشياء أخرى…
صديقي الإسلاموي ، لقد حرصت أكثر من مرة على التهجم على الأمازيغية والمنادين بحقوقهم الثقافية الأمازيغية عوض أن تقف جنبهم في الدفاع عن حقهم المشروع لقوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(5)
لكنك صديقي لم تعجبك مشيئة الله ولا آيته وحاولت إستبدال ” لتعارفوا ” لتحل محلها ” لتعربوا” ولتستغل كلام الله ومنابره للهجوم على كل من يحاول الحفاض على هويته وثقافته ولغته التي منحها الله له فتحاولون إثبات دونيتها وإتخذتم العروبة دينا عوض الإسلام ، والعجيب أ صديقي الإسلاموي أنك وضعت يدك في يد المسيحيين والملحدين العرب وجلست جنبهم في المؤتمر القومي العربي ، وصرت تمجد الأنظمة القومية العربية التي عادت الله وخلقه وقتلت وعذبت ونهبت شعوبها .
صديقي الإسلاموي، لقد رضينا بالإسلام دينا وبمحمد رسولا لكننا لم نرضى بالعروبة قومية فصرت تكفرنا ، ونسيت أن رسول الإسلام (ص) قال :(أَيُّما رَجُلٍ قالَ َلأخيهِ يا كافِرُ فَقَدْ باءَ بِها أَحَدَهُما) (6)
صديقي الإسلاموي ، تلك المنابر التي تعتليها بنيت من عرق جبين هذا الشعب الأمازيغي ، وحتى أجرتك هم من يجمعوها لك ، فكيف ترتضي أن تعض اليد التي إمتدت لك بإحسان، وتسب هذا الشعب وتستهزئ بلغته وتسعى لإستبدال هويته بأخرى، كل هذا وأنت تستعمل أساليب رخيصة وغير أخلاقية ، بل تكذب وأنت تعتلى منابر الله لعلك تؤكد مزاعمك :
قلت يوما أن الأمازيغي حينما يحيي أخاه بلغته فهو يدعوا للجاهلية والإلحاد ، بأي منطق هذا يا صديقي ؟ ألم تقرأ قوله تعالى { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }(7) ، فالمغزى هو أن يحيي الإنسان أخاه، قلت أن الأمازيغ يفضلون ” أزول ” على ” السلام ” والتي تدعوها أنت بتحية الإسلام ، ولنفرض أنها كذلك ، فما يضيرك قول بعض الأمازيغ ” أزول ” وتتهمهم بالكفر وتغض الطرف كون أهل الحجاز والخليج لا يحيون بالسلام إلا نادرا بل يستعملون عبارات ” يا هلا ، أهلين ، يا مرحبا ، شلونك ، حياك الله وبياك ….” بل وحتى مشايخك تجدهم بالقنوات الفضائية إستبدلوا “تحية الإسلام”بتلك التحيات ، فلما لا نجد لك صوتا إلا حينما يتعلق الأمر بالأمازيغية ؟ وكيف تقول أن السلام تحية الإسلام ولم يستعملها سيدنا إبراهيم { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا }(8) كما لم يستعملها موسى من بعده فما بالك من قبله ، أفليسوا مسلمين؟ أم أن إسلامهم ناقص لأنهم لم يستعملوا تحية الإسلام، ولما يا صديقي اليهود والمسيحيين والملحدين العرب يحيون بعضهم البعض ب”السلام عليكم” فهل هي إذن تحية عربية أم إسلامية؟ صديقي الإسلاموي ، إن الله شرع لنا أن نحيي بعضنا البعض “مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة” (9) لذا فالسلام عليكم كلمة طيبة وأزول كلمة طيبة، والغاية تبرر الوسيلة ، فالإسلام لا يدعوا للتعريب بل لنشر ثقافة التسامح بكل اللغات.
صديقي الإسلاموي ، لقد حاولت أكثر من مرة أن تربط بين الأمازيغية والصهيونية ، وإنتظرنا منك دلائل على ما تزعم لكن لم نجد سوى إتهامات باطلة وكذب وإدعائات ما أنزل الله لها من سلطان ، إن الأمازيغية حضارة وثقافة لأرحب من أن تحتويها لا صهيونية ولا قومية عربية أو غربية، أما ربطكم لكل من يخالفكم الرأي بالعمالة والصهيونية والكفر يثبت عجزكم وضعف حججكم لتستعينوا بهاته الإتهامات الرخيصة لتشويه خصومكم، فينطبق عليكم قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (10). فما أكثر فساقكم يا صديقي .
الأمازيغ كان لهم تاريخ مشرف تجاه القضية الفلسطينية ، بل جعلوا من زيارة بيت المقدس ركنا من أركان الحج فلا يكتمل حجهم إلا برأيته وكان لهم فيه حي هو رمز لتعلق المغاربة بالقدس، فمنذ السنوات الأولى لاعتناقهم الإسلام، كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول ويحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة(المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم، كما أن الكثير من أعلام المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات، كأمثال الشيخ سيدي صالح حرازم (حيث لارزالت مدينة صغيرة قرب مدينة فاس تسمى باسمه “سيدي حرازم” و تعني بالأمازيغية ساق الأسد) المتوفي بفاس أواسط القرن السادس والشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب “نفح الطيب” فسمي أهم باب بالقدس بإسم ” باب المغاربة “وكيف لا وقد كان يسمى أيضا “باب النبي” حيث اختاره الرسول المعظم ليعبر منه إلى الحرم المقدسي في إسراءه ومعراجه . كما منح لهم أهم حي بالقدس ملاصق للحرم الشريف ببيت المقدس “حي المغاربة ” من طرف القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي عرفانا منه لدورهم في تحريرها من الإستعمار الصليبي ة 1193 (583 ه)، ولا أذكر أن هنالك أمة أخرى سميت بإسمها بوابات وأحياء القدس ، إذن فقد كنا أول المتضررين مما تفعله السلطات الإسرائلية الغاشمة من تهويد وهدم لحينا وأسوارنا وآثارنا بالمقدس .
كما كان أول قرار سنه أمير الريف ” محند عبد الكريم الخطابي ” بعد تأسيس الجمهورية الريفية هو إصدار قانون يجرم معادات اليهود لقطع الطريق على خطط ترحيلهم من طرف المنظمة الصهيونية العالمية ، لكن فيما بعد تحالف المخزن وما يدعى بالحركة الوطنية الفاسية مع هاته المنظمات لتهجير اليهود المغاربية لإسرائيل :
قد جاء في مقال بعنوان “الحسن مكن الموساد من إنشاء مكتب بالمغرب” بقلم يوسي ميلمان مراسل جريدة “هاريتس” الاسرائيلية، أن الملك الحسن الثاني يعتبر ثاني رئيس عربي، بعد الملك حسين الأردني، الذي قبل بإحداث قنوات لحل مشكل هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل. فبعد حادثة غرق الباخرة “ايكوز” التي ذهب ضحيتها 42 يهودي مهجر سري من ضمنهم 16 طفلا في سنة 1961 قبل مبدئيا الملك محمد الخامس فكرة تهجير اليهود المغاربة إلى فلسطين عبر فرنسا. و بعد وفاته وافق الملك الحسن الثاني على توسيع فحوى الاتفاق الاتفاق المبرم مع والده و عيّن وزيره في الداخلية آنذاك و رئيس المخابرات المغربية الجنرال محمد أوفقير كرجل اتصاله مع اسرائيل. و حسب مصادر أجنبية غير إسرائيلية ، لفإن أوفقير نفسه هو الذي اقترح على الملك الحسن الثاني و أقنعه أن يقبل بفتح مكتب للموساد بالمغرب و مقابل ذلك ستوفر المخابرات الاسرائيلية دعما تقنيا و لةجستيكيا و إشراف على تكوين و تدريب مختلف عناصر المخابرات المغربية و إعادة هيكلة مصالحها و مختلف مصالح الأمن الوطني المغربي. كما أن الموساد منحت آنذاك للمغرب معلومات هامة و مهمة عن المعارضين للنظام الملكي المغربي و مختلف الجهات العربية الراغبة في تغيير النظام القائم بالمغرب (11)
وقد تنافس ما يدعى بالحركة الوطنية الفاسية والقصر على خطب ود الحركة الصهيونية بتهجير أكبر عدد من اليهود ، ونحن أعلم صراع هاته الأطراف مع جيش التحرير الذي كان يتكون من أبناء القبائل الأمازيغية وكيف قدم الموساد وفرنسا الدعم للوبي الفاسي المخزني لإغتيال رموزه وتنفيذ حملة تطهير عرقي بالريف 1958 و 1959 (12) والأطلس والجنوب الشرقي والصحراء .كل هذا أتى على حساب العنصر الأمازيغي والذي غيب تماما من المعادلة السياسية بعد خروج الإستعمار الخارجي ليعوضه الإستعمار (الفاسي ـ مخزني) الداخلي .
لذا فنحن أعلم مع من ترتبط مصالح الإستعمار والصهيونية بالمغرب ، هل مع شعب مهمش ومقموع أم مع أنظمة سلطوية دكتاتورية ، والأحداث الأخيرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا تؤكد أن مصالح إسرائيل والغرب كانت دائما وأبدا مع الأقليات الحاكمة المستبدة وضدا لأغلبية السكان الأمازيغ.
أقمتم الدنيا ولم تقعدوها لزيارة بعض الأمازيغ لإسرائيل، ولو أنكم تعلمون أن زيارتهم كانت لمنظمة دولية إنسانية وليست لدولة إسرائيل كما يفعل رؤسائكم وقادتكم، لقد قال لي رجل أمازيغي مسن ” لو كانت فلسطين قربنا لما تركناها تستعمر ” لكن للأسف وجدت أن من انشأ إسرائيل مه العرب أنفسهم ، وكلنا نذكر أن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني رفض بيع ولو شبرا من أرض فلسطين لليهود حينما أرسل تيودور هرتزل له يعرض عليه قرضًا من اليهود يبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني، في مقابل تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومَنْح اليهود قطعة أرض يقيمون عليها حكمًا ذاتيًّا. وفيما يلي نص الرسالة:
“ترغب جماعتنا في عرض قرض متدرج من عشرين مليون جنيه إسترليني، يقوم على الضريبة التي يدفعها اليهود المستعمرون في فلسطين إلى جلالته، تبلغ هذه الضريبة التي تضمنها جماعتنا مائة ألف جنيه إسترليني في السنة الأولى، وتزداد إلى مليون جنيه إسترليني سنويًّا. ويتعلق هذا النمو التدريجي في الضريبة بهجرة اليهود التدريجية إلى فلسطين، أما سير العمل فيتم وضعه في اجتماعات شخصية تعقد في القسطنطينية،مقابل ذلك يهبُ جلالته الامتيازات التالية: الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي لا نريدها غير محدودة فقط، بل تشجعها الحكومة السلطانية بكل وسيلة ممكنة، وتعطي المهاجرين اليهود الاستقلال الذاتي، المضمون في القانون الدولي؛ وفي الدستور والحكومة وإدارة العدل في الأرض التي تقرر لهم (دولة شبه مستقلة في فلسطين). ويجب أن يقرَّر في مفاوضات القسطنطينية، الشكل المفصّل الذي ستمارس به حماية السلطات في فلسطين اليهودية، وكيف سيحفظ اليهود أنفسهم النظام والقانون بواسطة قوات الأمن الخاصة بهم. قد يأخذ الاتفاق الشكل التالي: يصدر جلالته دعوة كريمة إلى اليهود للعودة إلى أرض آبائهم. سيكون لهذه الدعوة قوة القانون، وتبلَّغ الدول بها مسبقًا”. وقد رفض السلطان عبد الحميد الثاني هذا العرض رغم احتياج الدولة العثمانية إلى الأموال، وردَّ على هرتزل قائلاً: “انصحوا الدكتور هرتزل بألاّ يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع؛ إني لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها، فليحتفظ اليهود بملاينيهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يومًا فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن. أما وأنا حيٌّ فإنّ عمل المِبْضَع في بدني لأهون علىّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرت من الدولة الإسلامية، وهذا أمر لا يكون؛ إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة”.
فما كان من الحركة الصهيونية أن أنشئت ما يدعى بحركة القوميين العرب التي قامت بشن حرب على العثمانيين بقيادة رجل مخابرات بريطاني يدعى توماس إدوارد لورنس والمشهور بإسم “لورنس العرب” والذي قام بدور كبير في تأطير هاته الحرب الأوروبية الصهيونية ضد الأتراك العثمانيين ، وقد تم آنذاك التخطيط لإقامة إسرائيل فور طرد الأتراك بما عرف فيما بعد بوعد “بيلفور”، وتكفلت فرنسا بتشكيل نواة أولى لإنشاء ما صار يدعى بالجامعة العربية .
آنذاك وفقط منح الضوء الأخضر لإنشاء الكيان الإسرائيلي .
ونحن الأمازيغ نتحمل مسؤولية أخلاقية في ربط اليهود المغاربة المقيمين بإسرائيل بوطنهم الأم وتشجيعهم للعودة لأوطانهم ولو أنهم هاجروا منها مكرهين ، لذا فأكبر خدمة نسديها للفلسطينيين هو أن نعيد اليهود المغاربة الذين يفوق عددهم المليون لبلدهم الأم ، وخلق جو من التسامح والتعايش بين المسلمين واليهود بعيدا عن الخطاب الشوفيني القومي العروبي الذي لم يجر علينا سوى الإنهزامات وضياع فلسطين .
ونحن نؤكد دائما أن الصراع بالشرق الأوسط هو نتيجة فكران عنصريان إرهابيان ، الفكر الصهيوني الذي يحلم بإقامة وطن قومي لليهود من جهة والفكر القومي العربي والذي يحاول جعل ما بين المحيط والخليج أرضا عربية بالقوة ، أي بين التهويد من جهة والتعريب من جهة ثانية ، ونحن نمقت الإثنان ، فما قامت به إسرائيل الصهيونية لا يفوق ما قامت به الأنظمة القومية العربية من جرائم في الأكراد بسوريا والعراق وجنوب السودان ودارفور والطوارق والأمازيغ بالريف والقبائل …
صديقي الإسلاموي ، فهل أن مازلت مصرا على النفخ في الرماد لعلك توقد نارا تظن نفسك قادرا على أن تحرقنا بها ؟ فبما ستجيب يا صديقي لو سألتك بدوري عن أسرار إرتباطكم بالمخابرات الأمريكية وسفر رموزكم المتكرر لها وتحليل يقادياتكم الجلوس على طاولات الخمر ، بما ستجيب لو سألتك عن مصادر ثروات قياداتكم وأسرار إنتقالهم في مواكب تفوق مواكب الملوك العظوظ ؟ بما ستجيب لو قمنا بالمثل وكشفنا عوراتكم لننشر ما جادت به مواقع الأنترنت من أشرطة خلاعة تبين الخيانات الزوجية والزنا المنتشر في جماعاتكم ؟ كل هذا موثق لدينا بالأسماء والألقاب والصوت والصورة وليس مجرد إدعائات كما تفعلون أنتم ، لكننا لا ولن نفعل لأن رسولنا الكريم (ص) قال : ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ) وأنك أخي الإسلاموي بإستغلالك الدين وبيوت الله للنميمة وهتك أعراض الناس والكذب لدعوة الناس لجماعاتك الإسلاموية مفلس ، قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) (13) .
إن المساجد أخي الإسلاموي ملكنا جميعا ، ولا مجال لإقحام صراعات السياسة فيها لأن لكل منا رأي ، فهل أنت مستعد أن تتقاسم المنبر مع كل الآراء ؟ فلكل واحد الحق أن يرد ويبين وجهة نظره ، فلنتركها للصلاة ولنتجادل خارجا ، ولننشر ثقافة الحب والسلام والإخاء والمحبة في مساجدنا عوض خطب التكفير والإرهاب والتخويف ، ولنعبد الله لأننا نحبه أكثر من عبادتنا له لأننا نخافه ، ولنعطي درسا لباقي الأمم على تسامح ديننا وسماحته والله لإني أخجل بعض الأحيان مما يذكر بالمساجد من دعاء على اليهود والنصارى بالموت والزلازل والطوفان وتيتيم أولادهم وترميل نسائهم في أبشع أنواع العنصرية والإرهاب ، فكيف سنظهر للعالم لو ترجمت هاته الدعوات للعالم ؟
أخي الإسلاموي ، إسلامنا دين الرحمة والتسامح دين الإخاء والسلام، فكفوا أيديكم عنه ، فلا تفرقونا شيعا ومذاهب ، فغيرتي على ديني الإسلامي وسخطي عن الصورة المظلمة الإقصائية الإرهابية التي تحاول تقديمها عنه من جعلني أكتب لك هاته الرسالة، فإن أردت أن تتعض بها فلتفعل وإن أردت الإستمرار في طريقك فلك ما أردت فالله يهدي من يشاء، وأملي أن تزرع ورودا في كل زوايا هاذا العالم لا مفخخات وعبوات ناسفة للإخاء والإنسانية جمعاء. والسلام
للتواصل مع الكاتب :
https://www.facebook.com/bouhaddouz
* باحث في الثقافة الأمازيغية.
—-
الهوامش
(1)يستعمل الكاتب كلمة إسلاموي للإشارة لأتباع الجماعات الإسلامية السياسية
(2)عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حيث قال : ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : إنّ أمّة موسى افترقت بعده على إحدى وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، وسبعون في النار ، وافترقت أمّة عيسى بعده على اثنتين وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، واحدى وسبعون في النار ، وإنّ أمتي ستفترق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، واثنتان وسبعون في النار )
(3) [النحل:125]
(4) [البقرة:143]
(5) ( سورة الحجرات)
(6) حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ . متفق عليه
(7) سورة النساء آية 86
(8) النساء 125
(9) سورة إبراهيم : الآية | 24ء26
(10)الحجرات: 6
(11)المغرب و الموساد: بقلم إدريس ولد القابلة
(12)أنظر مقالة : “جمهورية الريف” والتسعون سنة للكاتب رشيد إيثري بوهدوز
(13)صحيح مسلم 2581
من تحدث في غير فنه جاء بالعجائب
فالزم جحرك يولا تتجرأعلى دين الله
و اترك الخوض في ما خضت فيه لأهل
أنا أتحدث عما افترته من أمور في الدين و أعيذك أن تكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
\\\” سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُون خَدَّاعَة ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ . قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ \\\” رواه الإمام أحمد .
وفي رواية : قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلم في أمْر العامة !
وفي رواية : قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافِـه يتكلّم في أمْر العامة .
حضرتكم باحث في الأمازيغية
لا تقحم الإسلام في دعواك فما جئتنا به كله تلبيس و تدليس
إذا كنت تفضل “أزول” على سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم “السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته” فدع الناس يهتدون بهديه “لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا”
يقول عز و جل “وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير” فهل تعلم ما أنزل الله ؟ يقول تبارك و تعالى ” إنَّا أنْزَلْناهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ”
و هلم جرا من الهفوات التي أرجو بأن تكون مجرد هفوات….
هل أنتم وحدكم مسلمين ولا يحق للأمازيغ الحديث بالإسلام سبحان الله شكرا اثري على هاذا الموضوع
كلنا مسلمون عرب و أمازيغ و عجم، لكن الحديث بالإسلام له ضوابطه فلا تحاولوا الإستدلال به عبثا من أجل خدمة قضية قبلية و عرقية ترفع شعار التعصب بدل التوحيد
لا يمكن فك الترابط الوثيق بين الإسلام و العربية، و إلا فلم لا تقرأ الفاتحة بالأمازيغية و أنت تصلي ؟.
شكرا للكاتب على هاد المقالة الرائعة ، بغيت نجاوب صاحب التعليق الأول شنوا لي ماعاجبوش فالمقالة الكاتب إستشهد بالآيات القرآنية والأحاديث ولا نتوما فالحين تحطوا لعصا فرويضة ، إلا حسدتيه دير بحالو وكتب مقال تجاوبو فيها
شكرا لزايوسيتي
اتحدك ايها الامي ان كنت صاحب هدا المقال ،متى اصبحت باحثا و مستواك لا يتعدى الاعدادي ،لن اناقشك في محتوى المقال و لكن اريد ان اسالك كم تدفع لاسيادك من اجل توقيع المقال باسمك
أنا أماويغي أغار على هويتي ومسلم أغار على عقيدتي وديني فبهويتي أخدم ديني وبديني أبرهن أني صاحب ثقافة وعقيدة وأخلاق. فلا يمكن لي أن أتخلى على أمازيغيتي كعرق ولا على إسلامي كدين فأنا إذن أمازيغي {ريفي} مسلم. وأعتز بذاك
هذا المقال مشكوك في صحة كاتبه
قبل قليل إتصلت بصديقي رشيد كاتب المقال وسألته أن يجيب عن ما يقوله المعلقين وطلبت منه الرد عليهم فقال أن القافلة تسير ………. وقال أنه من حق أي أحد أن ينتقده ويتقبل النقد الموضوعي بكل رحابة صدر ويقول أنه حينما يجد شخصا في المستوى يناقش أفكاره انذاك سيجيبه أما من ينبحون كونه ليس كاتب المقال أو أنه ليس له باكالوريا فع قعقولهم مازالت صغيرة تتمسك بالأشخاص عوض الأفكار أما كونه لا يتوفر على الباكالوريا فيقول أن هذا ليس شأن أحد وليطمئن أصحاب العقول الضيقة فهو يتابع دراسته بسلك الدراسات الأمازيغية بوجدة .
أستسمح صديقي أن أنشر رده ولو أنه رفض ذلك وشكرا لمدير الموقع
اود الرد على بعض الامرو في المقال التي ارى ان صاحبه إما قد جانب الصواب
يقول صاحب المقال : (فبعد أن كان سابقا الفقهاء المسلمين علماء موسوعيين في الفلسفة والفلك والتاريخ والهندسة وعلم الكلام أي أنهم كانوا علماء موسوعيين نجد الآن علمائنا الأفاضل لا يفرقون بين الصفر ورغيف الخبز )
أقول ان هذا التعميم من صاحب المقال لا يستقيم ’ فقد ثبت وجود علماء من المتقدمين لم يكونوا موسوعيين , بل انهم كانو لا يفقهون الا في فن واحد من فنون العلم الشرعي , على سبيل المثال الامام يحي بن معين فقد كان اماما في الحديث ضعيفا في الفقه و هذا لم ينقص من قدره , و الإمام احمد كان فقيها و محدثا و لم يكن رياضيا او فيلسوفا , و كذلك الامام مالك و الشافعي , و بالمقابل هناك علماء معاصرون جمعوا بين علوم الدين و الدنيا , على سبيل المثال لا الحصر الشيخ زغلول النجار الحاصل على دكتراه في الجيولوجيا في علم الزلازل و الشيخ ياسر البرهامي الحاصل على شهادة الطب و الشيخ نبيل العوضي المتخصص في الرياضيات و غيرهم الكثير , بل ان هذا ليس مقتصرا على علماء الدين بل اننا نجد انه في الزمن الغابر كان هناك علماء في الامور الدنيوية جمعوا بين الطب و الرياضيات و الفلسفية و العلوم الطبيعية و الفلك , ام اليوم فنجد عالم متخصص في الرياضيات لا يفرق بين الفيروس و المكروب , و عالم في الفلسفية لا يفرق بين المعادلة من الدرجة الاولى و المعادلة من الدرجة الثانية و هكذا , و هذا مرده الى تشعب العلوم في زماننا الحاضر و نشوء نظريات و فرضيات جديدة و نشوء العلم التجريبي و كثرت التصانيف التي لم تكن موجودة في الزمن الغابر , مما يصعب على المرء في هذا الزمان الجمع بين كل العلوم و اتقانها بنفس المستوى , بل انك تجد عالم في الرياضيات لا يفقه في جزئيات في تخصصه , فمثلا تجده قويا في الجبر ضعيفا في التحليلات , و تجد عالما قويا في الكمياء العضوية ضعيفا في الكمياء التحليلية ,و تجد عالما قويا في الفزياء النووية ضعيفا في الفزياء البصرية ,
و كاما اسلف هذا كله مرده الى تشعب العلوم في هذا الزمان و كثرت التصانيف التي يستحيل الإلمام بها بنفس المستوى
و لهذا نفسر اقتصار كثير من فقهائنا على العلم الشرعي دون العلم الدنيوي و ذلك راجع الى كثرة التصانيف و استحداث لكثير من العلوم الشرعية التي لم تكن موجودة بتلك الحدة في الزمن الغابر , مثل علم الحديث و اصول الفقه و علم الكلام و كما لا يضير الطبيب جهله في الميكانيك فكذلك لا يضير الفقيه جهله في الرياضيات
يقول صاحب المقال أيضا : (ومع ذلك يطلون علينا بالمساجد والقنوات الفضائية يفتون فيحرمون ويحللون حسب أهوائهم ، وبعض الأحيان تجدهم لا يفهمون حتى الأسئلة المطروحة فيسارعون بالإجابة ، فيفتون أن الزلازل غضب من الله والتسونامي عقاب جماعي حتى أن بعضهم يكفرون علماء الجولوجيا الذين يفسرون الظواهر علميا )
يصر صاحب المقال على التعميم , وانا كم من مرة سمعت مشايخا توقفوا عن إفتاء المستفتي لعدم وجود تصور حول المشكلة المطروحة ’ بل إن بعضهم في بعض القنوات يطلب من المستفتي ان يعيد الإتصال معه بعد البرناج لكي يعطيه تصور شامل حول المسألة ’ و ذلك راجع الى القاعدة الشرعية التي تقول الحكم على الشئ فرع عن تصوره , بل سمعت أحد الشايخ قال لأحد المستفتين إسأل غيري فانا لم اعرف الإجابة و هذا من حسن فقه هذا الشيخ , و هذا لا ينفي وجود بعض الاخطاء و هذا وارد جدا لأننا بشر , و لكل فراس كبوة و لا يجب ان نحط من عالم بسبب وجود زلة منه و هناك فرق بين زلة العالم و عالم الزلات و الحمد لله شرعنا الحنيف قيد هذه الأمور و ان المفتي يتحمل تبعات فتواه و لا حرج على المستفتي في التقليد ان كان لا يحسن التمييز
اما تكفير بعض علماء الجيولوجيا الذين يفسرون بعض الضواهر العلمية فقد سمعت كلاما من هذا القبيل , لكن جل ما يشاع محض افتراء , و التكفير المذكور إن حصل فهو تكفير نوع و ليس تكفير معين , لأن في الشريعة الإسلامية هناك فرق بين تكفير النوع و تكفير المعين ’ فمثلا نقول ان هذا الفعل هو كفر لكن ليس كل من فعل ذلك الفعل كافر حتى تتوفر شروط و تنتفي موانع , و المشكلة هناك ليست في التكفير و لكن في بعض علماء الجيولوجا و الفلك الذين يسبغون على بعض النظريات صفة الحقيقة العلمية التي لا تحتاج الى نفي او انتقاد ,
ورجوع الى سبب تكفير بعض العلماء لبعض الأقوال في مجال الفلك ’ فاتذكر فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله الذي كفر مقولة ان الشمس ثابة , هذه النظرية التي كانت الى اجل قريب تعتبر قطعية و انها حقيقة علمية , و فتوى الشيخ جائت بسبب مصادمة لمعلوم من الدين بالضرورة لا يحتاج الى تأويل و هذا أن الشمس مذكورة في القرآن بانها متحركة يقول الله تعالى في سورة يس ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )) و يقول تعالى في سورة الرعد ((وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى )) , إذا عندما يعتقد المسلم اعتقادا يخالف نصا قطعي الدلالة في القرآن او السنة الصحيحة لا يحتاج تاويلا ’ هنا يصبح اعتقاده كقرا و لا نكفر معتقده الا حين تتوفر شروط و تنتفي موانع , بل ان العلم في النهاية اثبت ان الشمس متحركة , و هناك عدت نظريات تعتبر عند كثير من الناس مسلمات هي مبنية على افتراضات ’ فحتى دوران الكواكب حول الشمس مسألة راجعة الى افتراض و هو اعتبار معلم غاليليو كمرجع ثابت من خلاله يمكن دراسة حركة الكون , و هذا المعلم المفترض مركزه الشمس فولو افترضنا معلما آخر بمركز آخر لأعدنا حساباتنا في كل الدراسات الكوينية الموجودة , و من درس الرياضيات يعلم مثلا ان معادلة المستقيم أو الدائرة او الإهليليج تتغير من مرجع الى آخر , و المقام لا يتسع للإسهاب في هذه القضية .
اما القصص الخرافية التي ذكرت فقد كان لعماء المسلمين السبق في نقضها و التحذير منها و انه من قبيل الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ’ و الشاذ لا يقاس عليه فكما لا يمكن تحميل الإخوة الأمازيغ جريرة خطأ بعض منتسبيهم , فكذلك لا يجب ان ناخذ علماء الشرعية بجريرة خطأ بعضهم , وكما ذكرت استاذي صاحب المقال ان الامر متعلق ببعض فلما تستشهد به على الكل و لما تلزم به الكل ؟
يقول صاحب المقال : (لكنك صديقي لم تعجبك مشيئة الله ولا آيته وحاولت إستبدال ” لتعارفوا ” لتحل محلها ” لتعربوا” ولتستغل كلام الله ومنابره للهجوم على كل من يحاول الحفاض على هويته وثقافته ولغته التي منحها الله له فتحاولون إثبات دونيتها وإتخذتم العروبة دينا عوض الإسلام ، والعجيب أ صديقي الإسلاموي أنك وضعت يدك في يد المسيحيين والملحدين العرب وجلست جنبهم في المؤتمر القومي العربي ، وصرت تمجد الأنظمة القومية العربية التي عادت الله وخلقه وقتلت وعذبت ونهبت شعوبها . )
مادام صاحب المقال استعمل كلمة الإسلاماوي للإشارة على أتباع الجماعات الإسلامية السياسية ’ فاقول إ ن ما تفضلت به تعميم لا يستقيم فلتعلم استاذي صاحب المقال ان من وضع يدهم في يد القوميين العرب هم قليل من قليل ممن ينتسبون لجماعات الإسلام السياسي ’ بل فيهم ممكن اصولهم غير عربية اما تركمانية او كردية او فارسية و الا فان كثير من الجماعات الإسلامية تجد في قمة هرمها غير عرب بل لا يتكلمون العربية الا للضرورة على سبيل المثال الجماعة الإسلامية في كردستان و زعيمها علي بابايير و هو كردي و جماعة انصار الإسلام الكردية و زعيمها أبو عبد الله الشافعي كردي و جماعة جند الله في ايران زعيهما عبد المالك ريغي بلوشي و و الحزب الإسلامي في افغانستان وزعيمه حكمتيار طاجيكي و حركة طالبان زعيمها الملا عمر بشتوني و الحزب الإسلامي في تركستان الشرقية التبعة لجمهورية الصين و زعيمها هو عبد الشاكور دامالا و هو من الإيغور و الجماعة الإسلامية في اندونيسا و زعيمها ابو بكر باعاشير و هو اندونيسي و حزب التحرير الإسلامي الذي يملك فروع له في عدة دول لاتتحدث العربية و لا تعتبر العربية فيها لا لغة رسمية اولى و لا ثانية في الهند و تركيا و باكستان و كازخستان و اندونسيا و ماليزيا و بانغلادش و غيرها من الدول غير العربية , فهل نسيت هؤلاء يا صاحب المقال و هل هؤلاء خارجون عن تعريفك للإسلاماوي , و أقول لك استاذي صاحب المقال انا عربي و اعتز بعروبتي لكني لو كنت في زمن عبد الكريم الخطابي و طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين لقبلت ارجلهم و لإفتخرت بان اكون ماسح احذيتهم .
اما ما ذكره صاحب المقال حول بيع فلسطين فجله صحيح , و نحن لا ننكر ان القومية العربية النتنة كانت سبب في تفرق الامة الإسلامية لكن الى جانب القومة العربية الجاهلية كانت هناك دعوات جاهلية كانت سببا في سقوط فلسطبن و كان أبرز من نادى بالقومية الطورانية حزب الإتحاد و الترقي و كان على راسهم مصطفى كمال اتاتورك الذي كان مكلفا من طرف السلطان العثماني بالدفاع عن جبهة فلسطين من الغزو البريطاني , فما كان منه الا ان قام بانسحاب مشبوه تمكن من خلاله الانجليز من احتلال فلسطين ’ ففلسطين تسبب في احتلالها عميلين و هو دعاة القومية العربية و دعاة القومية الطوراني و كلاهما دعوات جاهلية ما انزل الله بها من سلطان.
يقول صاحب المقال : (ونحن نؤكد دائما أن الصراع بالشرق الأوسط هو نتيجة فكران عنصريان إرهابيان ، الفكر الصهيوني الذي يحلم بإقامة وطن قومي لليهود من جهة والفكر القومي العربي والذي يحاول جعل ما بين المحيط والخليج أرضا عربية بالقوة ، أي بين التهويد من جهة والتعريب من جهة ثانية ، ونحن نمقت الإثنان ، فما قامت به إسرائيل الصهيونية لا يفوق ما قامت به الأنظمة القومية العربية من جرائم في الأكراد بسوريا والعراق وجنوب السودان ودارفور والطوارق والأمازيغ بالريف والقبائل )
ما زال صاحب المقال مصر على تعميمه للأمور بالإدعاء بان الصراع في فلسطين هو صراع بين الصهيونية و القومية العربية , و هذا خطا فادح نحن لا ننكر مشاركة القوميين في هذا الصراع و لكن اظن ان صاحب المقال تناسى كارلس الفزويلي وكثير من العناصر اليابانية التي كان لهم دور في هذا الصراع فهل هؤلاء من القومية العربية ؟ و هل الجيش الأحمر الياباني الذي تعامل مع بعض الفصائل الفلسطينية للقيام بعمليات ضد المصالح الصهيونية هو جيش قومي عربي ؟ أسأل اساتذي صاحب المقال المعتز بامازيغيته و هذا امر جيد ان الامازيغ في ليبيا شاركو في الثورة ضد النظام القمعي جنبا الى جنب الإسلاماويين سواء من الإخوان المسلمين او الجماعة الإسلامية المقاتلة , فهل ننسب الثورة الى الإسلاماويين ام الى الامازيغ أمالى كليهما ؟
فكذلك القضية الفلسطينية فليس القوميين هم من احتكر الصراع بل حتى الإسلاماووين مممن يمقتون النعرات الجاهلية من قومية عربية او غيرها .
اما ما تفضلت به حول خيانة بعض الحركات الإسلامية و عمالتها للامريكان او حلفائهم ’ فهذا اتفق معك فيه و الا فانظر للعراق و افغانستان فما وطئ المحتل تلك الاراضي الا بعمالة بعض المنتسبين للحركات الإسلامية امثال برهان الدين رباني و تحالفه في افغاستان و الحزب الإسلامي في العراق ’ لكن مع هذا لا ننسى ان لبعض القوميين دور في العمالة مثل بعض الاقوميين الكرد و على راسهم كل من الحزب الوطني الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة جلال الطالباني و ايضا ملشيات عبد الرشيد دستم الطاجيكية في افغانستان , و مع هذا فهناك كرد و طاجيك حاربو المحتل في البلدين جنبا الى جنب من تصفهم بالإسلاماويين ,
و ختاما اقول في كل تيار سواء قومي او اديلوجي الشريف و الخائن ة, و الشاذ لا يقاس عليه
ملاحظة : النقاط التي لم اتطرق لها في الرد راجعة الى أني اوافق فيها صاحب المقال أو انها خاضعة للتأويل فإرتأيت ان احمل كلامه احسن محمل
اسال الاخ رشيد ان يشرح لنا ماذا تعني الاسلاموية في اللغة و الاصطلاح
tamtam wana nafham hhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhhh atafi9o ma3a 3antar bno chadad
أزول أوما رشيد نتقداش سوطاص
فعلا موضوع مبهر أما عن أصحاب الردود التي لا تصدر من عقل متفتح بل من قلب ضيق لا يتسع إلا لنيضاته فهم يعتبرون مثل الدين يتبعون القاثلة المسرعة بنباحهم المبحوح الدي لم يعد يسمع من بعيد
جمهورية الريف” والتسعون سنة
http://www.lakome.com/%D8%B1%D8%A3%D9%8A/49-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/8984-2011-10-10.html
حتى هذا المقال لم يكتبه رشيد ؟
ربما كتب كلمة وحدف كلمات
ana bghit ghi wahad rad mn had lkatib lma9al
واش كاتشوف شي واحد قال كلام يستحق منه الجواب ، ولا كاين شي كاتب مقالة فزايو أفضل منه يكتب ويورينا حنت يديه
nanathwam
la yrachid la ykolchi yani khas idafa3an
صاحب المقال استنكر ما يفعله البعض من تكفير و توعد بالنار لكل مخالف
لكن ما نقله الاخ الطالبي الذي قال ان صاحب المقال قال له في الهاتف أن القافلة تسير و الكلاب تنبح يظهر مدى التناقض الحاصل عنده حيث ينهى عن خلق وهو يأتيه
هو ماقالش كلشي كذلك لكن كيقصد اللي مايقراوش حتى مقالة ديالو وكايجاوبوه واحد يقول ماعندوش الباك واحد يقول أن المقالة شاريها هادوك لكلاب حسن بيهم لاكن الإنسان يجاوب بموضوعية كما فعلت أنت ، ولاكن منضنش رشيد يقول داك الشي ربما تعبير محمد من فهم ذلك .
اخي محمد
صاحب المقال ينتقد ما يقوم به بعض من يسميهم بالإسلاماويين من تكفير و تجهيل و الوعيد بالنار للمخالف دون تقييد لماهية هذا المخالف ,هل هو صاحب الخلاف الموضوعي ام غيره ؟
و بإختصار لا يجب ان نتجاهل اي مخالف مهما كان نوع خلافه و الا زدنا من حجم الهوة و زاد المخالف في حدة خلافه
و الله سبحانه و تعالى امر نبيه موسى و نبيه هارون بان يقولا لفرعون قولا لينا
فما بالك بمن نتقاسم معهم المعتقد او العرق و الوطن
كيفاش يجيب اللي هوما واجدين عليه ديما بنفس التعاليق : ماعندكش الباك أو المقال لست أنت كاتبه ، هوما ديما يعاودون هاد كلام زعما باش ينقصوا من مقالات رشيد وهي مقالات جيدة أنا أتتبعها . والمقالات ديالو تنشر في أكبر المواقع المغربية . هاداك أسلوب رخيص وهوما مايقدروش ينافسوه لا ثقافيا ولا أدبيا وحتى علميا حيت هوما فيهم فقصة الباك فقط .
الى الاخ رشيد الى حد الان طرحت سؤالا ولم تجب بعد
انت الاخ رشيد باحث مجتهد في الامازيغية
والرواية تقول ان البربر اصلهم من الشام وقدموا الى المغرب عن طريق الحبشة ومصر
ما كان السبب حتى يستقر الامازيغ في شمال افريقيا؟؟؟؟؟؟
ahsant ya rachid wa asabt …. atamana laka tawfik wa mazid men ijtehad
صديقي رشيد ، لقد تكلمت فأصبت . تناولت الكثير من المواضيع الشائكة في موضوع واحد بشكل جميل وتسلسل رائع ولو أن الموضوع طويل إلى أن متعة قرائته تجعلك تعيده عدة مرات لا كبعض المواضيع العقيمة .
هل ذلك الإسلاموي سيفهم الرسالة ؟ لا أظن أنهم سيفهمون المغزى من كتاباتك التقدمية والدليل هي تلك التعاليق السابقة لمن لم يصل حتى لمستوى فهم المقالة والأحرى الرد عليها .
لا تلتفت للمنتقدين والحاسدين فمقالاتك تنشرها أكبر المواقع وتلقى أكبر عدد قراء فإن دل هذا فإنما يدل على مستواء الرفيع في الكتابة .
وأنا دائما أشجعك أن لا تبخل علينا بمقالات أكثر لأننا نشتاق لقلمك .
صديقك المسلم وليس الإسلاموي : س.ب
hhh amchoma n Rachid itakas asamid zi ikhwanjiyan hhh tafghad daysan bsahha a3achmar
الكاتب يحاول تقديم صورة جميلة عن الإسلام لا صورة بنلادن والظواهري والتكفير التي يقدمها لنا الإسلاميين المرتزقة .
شكرا لمقالتك ولا تهتم فإن كل كلب عوى ألقمته حجرا لصارت الحجارة مثقال بدينار
لاحظ اخي الفاضل أنك بكلامك هذا اصبحت إقصائي بإدعائك تملك الحقيقة و تضليلك لمن تختلف معهم
بل بكلامك هذا انت تعتبر ممن ادرجهم صاحب المقال في النقد
يقول صاحب المقال
{ ولشدة تحول أمتنا من العقل للنقل أصبحنا نقيم حروبا ونقتل إخواننا في الدين لأن كل منا متشبث بصراعات كانت قبل مئات من السنين بين الفقهاء والمؤرخين وأضحينا أسيرين لمخطوطاتهم وطريقة تفكيرهم فهذا شيعي وهذا سني وفي الشيعة مذاهب والسنة كذلك والكل يعادي ويرهب ويكفر الآخر ويتوهم أن مفاتيح الجنة في أيدي مشايخه ومريديه ويتوعد خصومه بالنار، متناسين أن فوق كل ذلك لنا كتاب الله نعود إليه وأن مهما إختلفت طريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأمور فجميعنا مسلمين ونشهد لله بألوهيته ولمحمد (ص) بنبوته }
ولشدة تحول أمتنا من العقل للنقل أصبحنا نقيم حروبا ونقتل إخواننا في الدين لأن كل منا متشبث بصراعات كانت قبل مئات من السنين بين الفقهاء والمؤرخين وأضحينا أسيرين لمخطوطاتهم وطريقة تفكيرهم فهذا شيعي وهذا سني وفي الشيعة مذاهب والسنة كذلك والكل يعادي ويرهب ويكفر الآخر ويتوهم أن مفاتيح الجنة في أيدي مشايخه ومريديه ويتوعد خصومه بالنار، متناسين أن فوق كل ذلك لنا كتاب الله نعود إليه وأن مهما إختلفت طريقة تفكيرنا وتفسيرنا للأمور فجميعنا مسلمين ونشهد لله بألوهيته ولمحمد (ص) بنبوته .
فأسست جماعات وأحزاب تدعي الإسلام ظاهرا وتضمر مطامع سلطوية دنيوية فأضحت مساجد الله منابر لفلان وعلان لبث سمومة والدعوة لشيعته وفريقه والتهجم على من يخالفهم في إستغلال بشع للدين الذي هو رحمة للعالمين وليس لأحد الحق في إحتكاره .
فأين أنت صديقي من هذا ؟
فما كان من الحركة الصهيونية أن أنشئت ما يدعى بحركة القوميين العرب التي قامت بشن حرب على العثمانيين بقيادة رجل مخابرات بريطاني يدعى توماس إدوارد لورنس والمشهور بإسم “لورنس العرب” والذي قام بدور كبير في تأطير هاته الحرب الأوروبية الصهيونية ضد الأتراك العثمانيين ، وقد تم آنذاك التخطيط لإقامة إسرائيل فور طرد الأتراك بما عرف فيما بعد بوعد “بيلفور”، وتكفلت فرنسا بتشكيل نواة أولى لإنشاء ما صار يدعى بالجامعة العربية .
ونحن نؤكد دائما أن الصراع بالشرق الأوسط هو نتيجة فكران عنصريان إرهابيان ، الفكر الصهيوني الذي يحلم بإقامة وطن قومي لليهود من جهة والفكر القومي العربي والذي يحاول جعل ما بين المحيط والخليج أرضا عربية بالقوة ، أي بين التهويد من جهة والتعريب من جهة ثانية ، ونحن نمقت الإثنان ، فما قامت به إسرائيل الصهيونية لا يفوق ما قامت به الأنظمة القومية العربية من جرائم في الأكراد بسوريا والعراق وجنوب السودان ودارفور والطوارق والأمازيغ بالريف والقبائل …
إن المساجد أخي الإسلاموي ملكنا جميعا ، ولا مجال لإقحام صراعات السياسة فيها لأن لكل منا رأي ، فهل أنت مستعد أن تتقاسم المنبر مع كل الآراء ؟ فلكل واحد الحق أن يرد ويبين وجهة نظره ، فلنتركها للصلاة ولنتجادل خارجا ، ولننشر ثقافة الحب والسلام والإخاء والمحبة في مساجدنا عوض خطب التكفير والإرهاب والتخويف ، ولنعبد الله لأننا نحبه أكثر من عبادتنا له لأننا نخافه ، ولنعطي درسا لباقي الأمم على تسامح ديننا وسماحته والله لإني أخجل بعض الأحيان مما يذكر بالمساجد من دعاء على اليهود والنصارى بالموت والزلازل والطوفان وتيتيم أولادهم وترميل نسائهم في أبشع أنواع العنصرية والإرهاب ، فكيف سنظهر للعالم لو ترجمت هاته الدعوات للعالم ؟
الوسطية والإعتدال
لقد أخذ الإسلام مسلكا وسطا بين باقي الشرائع السماوية منها والأرضية ، مسلك يضمن به الطمئنينة والسعادة لمعتنقيه بدون الإسراف في التحريم والغلو ولا التحليل والإنحلال مصداقا لقوله تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً } (4)، وسطا بين من يؤمن بالعقل وحده وينفي وجود الله وبين من يحرم العقل الذي كرم الله به الإنسان ويدعون للنقل وحده والغلو في الدين ، ووسطيا في العبادة كما في قصة الثلاثة الذين جاءوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن عبادته: {فكأنهم تقالُّوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال الآخر: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني }، وسطيا في لباس المرأة بين السفور والتعري وبين التشدد الجاهلي بالتنقيب فكان الحجاب بينهما وسطا ، فأين أنت من هذا صديقي الإسلاموي ؟
صديقي الإسلاموي ، لقد حرصت أكثر من مرة على التهجم على الأمازيغية والمنادين بحقوقهم الثقافية الأمازيغية عوض أن تقف جنبهم في الدفاع عن حقهم المشروع لقوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }(5)
لكنك صديقي لم تعجبك مشيئة الله ولا آيته وحاولت إستبدال ” لتعارفوا ” لتحل محلها ” لتعربوا” ولتستغل كلام الله ومنابره للهجوم على كل من يحاول الحفاض على هويته وثقافته ولغته التي منحها الله له فتحاولون إثبات دونيتها وإتخذتم العروبة دينا عوض الإسلام ، والعجيب أ صديقي الإسلاموي أنك وضعت يدك في يد المسيحيين والملحدين العرب وجلست جنبهم في المؤتمر القومي العربي ، وصرت تمجد الأنظمة القومية العربية التي عادت الله وخلقه وقتلت وعذبت ونهبت شعوبها .
صديقي الإسلاموي، لقد رضينا بالإسلام دينا وبمحمد رسولا لكننا لم نرضى بالعروبة قومية فصرت تكفرنا ، ونسيت أن رسول الإسلام (ص) قال أَيُّما رَجُلٍ قالَ َلأخيهِ يا كافِرُ فَقَدْ باءَ بِها أَحَدَهُما) (6)
الأمازيغ كان لهم تاريخ مشرف تجاه القضية الفلسطينية ، بل جعلوا من زيارة بيت المقدس ركنا من أركان الحج فلا يكتمل حجهم إلا برأيته وكان لهم فيه حي هو رمز لتعلق المغاربة بالقدس، فمنذ السنوات الأولى لاعتناقهم الإسلام، كان جُلُّهم يمر بالشام بعد إتمام فريضة الحج حتى ينعم برؤِية مسرى الرسول ويحقق الأجر في الرحلة إلى المساجد الثلاثة(المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى). كان المغاربة يقصدونه كذلك طلبا للعلم، كما أن الكثير من أعلام المغرب أقاموا هناك لبضع سنوات، كأمثال الشيخ سيدي صالح حرازم (حيث لارزالت مدينة صغيرة قرب مدينة فاس تسمى باسمه “سيدي حرازم” و تعني بالأمازيغية ساق الأسد) المتوفي بفاس أواسط القرن السادس والشيخ المقري التلمساني صاحب كتاب “نفح الطيب” فسمي أهم باب بالقدس بإسم ” باب المغاربة “وكيف لا وقد كان يسمى أيضا “باب النبي” حيث اختاره الرسول المعظم ليعبر منه إلى الحرم المقدسي في إسراءه ومعراجه . كما منح لهم أهم حي بالقدس ملاصق للحرم الشريف ببيت المقدس “حي المغاربة ” من طرف القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي عرفانا منه لدورهم في تحريرها من الإستعمار الصليبي ة 1193 (583 ه)، ولا أذكر أن هنالك أمة أخرى سميت بإسمها بوابات وأحياء القدس ، إذن فقد كنا أول المتضررين مما تفعله السلطات الإسرائلية الغاشمة من تهويد وهدم لحينا وأسوارنا وآثارنا بالمقدس .
في الحقيقة فكل جزء من المقال يستحق أن يكون مقالة لوحده
abd karim
في الحقيقة فكل جزء من المقال يستحق أن يكون مقالة لوحده”
———————————————-
هذا دليل على أن ما فعله هو النقل من الشيخ غوغل وإعادة الصياغة لكي لا ينكشف الأمر وإلصاق هذه الأجزاء مع بعضها البعض بغباء كبير، دون أن يعي أن هذه الأجزاء لاعلاقة فيما بينهم وأن مكانها موضوع آخر.
هذا ما يسميه بوهدوز الكتابة، (حيث يعيد كتابة مايجد في الإنترنيت)، والبحث، (حيث يبحث في قمامة الإنترنيت). لذا يضفي على نفسه لقب الكاتب والباحث.
اعتقد ان الصراع بين الامازيغي والاسلاموي سيوصلنا الى مجتمع معوق
lbaznassa walaw kayahadro fel islam……!!!
رسالة تاريخية من أمير المؤمنين إلى عامله على إفريقية.
….كتب هشام إلى عامله على إفريقية ..(.أما بعد فإن أمير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير إلى عبد الملك بن مروان رحمة الله تعالى ـ أراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات الماليات للأعين الآخذات للقلوب ماهو معوز لنا بالشام وما ولاه فلتطف في الإنتقاء وتوخ أنيق الجمال وعظم الأكفال وسعة الصدور ولين الأجساد ورقة الأنامل وسبوطة العصب وجدالة الأسوق وجثول الفروغ ونجالة الأعين وسهولة الأخدود وصغر الأفواه وحسن الثغور وشطاط الأجسام وإعتدال القوام ورخام الكلام ومع ذالك فأقصد رشدة وطهارة المنشأ فإنهن يتخذن أمهات أولاد والسلام……) من كتاب= الدولة الأغلبية =909ـ800لمؤلفه الأستاذ الدكتور =محمد الطالبي نشر دار الغرب الإسلامي الصفحة39هذا هو الفتح العربي يا أستاذنا الإسلاموي الكريم…..شكرا أخي رشيد
ghir rachid w7ayyed ballak .. 9ach din s7ab icha3mar chwayt athdo9zann 7awel khsan ..
takalamta fa asabta ohayyika 3ala makalatika bal hatihi risala tasta7iko alayha doktora
ونحن الأمازيغ نتحمل مسؤولية أخلاقية في ربط اليهود المغاربة المقيمين بإسرائيل بوطنهم الأم وتشجيعهم للعودة لأوطانهم ولو أنهم هاجروا منها مكرهين ، لذا فأكبر خدمة نسديها للفلسطينيين هو أن نعيد اليهود المغاربة الذين يفوق عددهم المليون لبلدهم الأم ، وخلق جو من التسامح والتعايش بين المسلمين واليهود بعيدا عن الخطاب الشوفيني القومي العروبي الذي لم يجر علينا سوى الإنهزامات وضياع فلسطين .
ونحن نؤكد دائما أن الصراع بالشرق الأوسط هو نتيجة فكران عنصريان إرهابيان ، الفكر الصهيوني الذي يحلم بإقامة وطن قومي لليهود من جهة والفكر القومي العربي والذي يحاول جعل ما بين المحيط والخليج أرضا عربية بالقوة ، أي بين التهويد من جهة والتعريب من جهة ثانية ، ونحن نمقت الإثنان ، فما قامت به إسرائيل الصهيونية لا يفوق ما قامت به الأنظمة القومية العربية من جرائم في الأكراد بسوريا والعراق وجنوب السودان ودارفور والطوارق والأمازيغ بالريف والقبائل …
أحسنت ، حبذا لو تترجم هاته المقالة للغات الغربية ليعلم العالم أن الإسلام ليس دين إرهاب كما يصوره لهم البعض ، نحتاج لمثل هاته الأقلام المتنورة لتقديم صورة جميلة عن الإسلام ، وأظن أن هاذا الموضوع أخذ منك أسابيع من البحث لتتناول العديد من الأمور بطريقة سلسة ومقنعة ، وليس كمقالات الوجبات السريعة التي لا مضمون لها .
تحياتي لك
من المستحيل حمل مشعل الحقيقة في الزحام دون أن تحترق بعض اللحى.
جورج كريستوف لشتينبرغ: كاتب وفيزيائي ألماني
رسالة في منتهى الروعة ثومات رشــيــد..عسى أن تجد رسالتك أذانا صاغية ونظرة ثاقبة وإحساسا صادقا.
حينما يكتب رشيد كأن كتاباته تعذب الإقصائيين والشوفنيين وذوي العقول الصغيرة والقلوب الضيقة ، فيكشرون عن أنيابهم ليعووا ويسبوا ويشتموا ويقولون فيه كل ما جادت به قريحتهم والسنتهم المسمومة . فلا يزيد هذا رشيد إلا إصرارا وعزيمة وصمودا ، فمواضيعه المتميزة هي دائما حديث الشارع ولها جمهورها ومعجبيها ولا أدل على ذلك أنها تحقق أرقام قياسية في الإعجابات والمشاركات بمواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية وإني لأكيد أنها تحقق أرقام قياسية في عدد القراء ومدير الموقع وحده يستطيع تأكيد هذا ، لكن بكتابة إسمه بمحرك البحث كوكل تجد مواضيعه تنشرها أكبر المواقع الوطنية والمحلية .
فإن دل ذلك فإنما يدل على مستواه الرفيع وأفكاره النيرة ، ولا تلقى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة
\\\” سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُون خَدَّاعَة ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ . قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ \\\” رواه الإمام أحمد .
وفي رواية : قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلم في أمْر العامة !
وفي رواية : قيل : وما الرويبضة ؟ قال : الرجل التافِـه يتكلّم في أمْر العامة .
مادا كتب بل استعمل عملية نسخ لصق لاجديد في كتاباته بل هي عملية النسخ التي اصبح فيها الشيخ غوغل بطل هدا العصر فهو شخص متعصب للامازيغية كانه البطل القادم لتحرير الامازيغ اطرح سؤال عليه فقط هل هناك توحيد لكلمات الامازيغ بين طوائف الامازيغ الموجودين في المغرب هل تجيد لغة امازيغ سوس او الاطلس بالطبع لا لاتفقه كلمة واحدة من مايقولونه وحدو كلمتكم وتحدثو باسم الامازيغية فلاداعي لكثرة الكلام بدون فائدة
إن كان هو كذلك فمن تكون أنت ؟ تثير الشفقة أنت وأمثالك فإن لم تعجبك كتابات الأستاذ رشيد فلما أنت هنا هههه الغيرة والحسد يكادان يقتلانك
شبدان
“لا تلقى بالحجارة إلا الشجرة المثمرة”
———————————————–
في حالة بوهدوز المثل ليس في محله لأنه شجرة غير مثمرة بل عقيمة. لأن الرمي بالحجارة في اتجاه شجرة مثمرة الهدف منه جني الثمار والتمتع بلذتها والتغذي بها،وهذا ما لا ينطبق على حالته.
أما الحجارة التي ترمى في اتجاه بوهدوز فهي شبيهة برجم الشيطان بالحجارة أثناء مناسك الحج حيث أن رمزيتها تعني الرفض المطلق لأفعال وأقوال الشيطان.
وما تعتبره إقبالا على مواضيعه يمكن إدراجه كذلك في سياق الرجم أثناء مناسك الحج.
فهل يفهم بوهدوز الرسالة أم يواصل بثغنانت ,,,,,,, حرون؟
لا للفكر الفاشي
كلامك يدل على فاشيتك وعمى بصيرتك . شافاك الله فالغيرة والحسد يقتلان صاحبهما
أين تتجلى فاشيتي وعمي بصيرتي؟
ناقش بالمنطق والأدلة إن كانت لك. إذهب إلى غوغل واطلب عونه وتمسح على أعتابه كما يفعل بطلك بوهدوز. حيث في كل شاذة وفاذة يستجدي عونه وينقل نصوصه بورع الولي العابد.
لقد بدأت تنهار أعصابك يابوهدوز حيث أصبحتَ ترد بأسماء مستعارة مختلفة للأيهام أن هناك من يقدر مقالاتك الرديئة وتفكيرك الضحل.
ارجو من الاخوة المعلقين تجنب النقد الشخصي ولنناقش بعمق وتحليل سليم لما يتم تناوله في المقالات ، وليتم ذلك فلنعتبر كل مقال بدون كاتب حتى يتسنى لنا التحليل الموضوعي للمقالات بدل الهجوم والهجوم المضاد. وشكرا للجميع في اسهاماتهم
طجيو
تحية على كلامك الحضاري، وأنا متفق معك في ما قلتَ، فقط هذا البوهدوز عنصري فاشي يحمل فكرا إقصائيا إنفصاليا، همه الوحيد هو نشر الفتن و الوقيعة بين أبناء هذا الوطن الكريم وأهله الطييبين. الفتنة كانت نائمة ولعنة الله على من أيقضها.
فنحن إذن لانلعن إلا هذا البوهدوز الذي يريد إشعال الفتنة. وهذا جائز شرعا.
اذا شرحت مفهوم الاسلاموية فانت هو جمال عبد الناصر الثاني
ايها الباحث في الامازيغية
فيما يخص اصل الامازيغ فان هيرودت لا يعرف اي شئء فقط قال ان البربر اقوام قدموا الى شمال افريقية عن طريق الحبشة و مصر هذه هي النهاية فاعطنا البداية من فضلك ان لم اقل البدايات
دونكيشوت
لا تتعب نفسك يا أخي، لأن لا حياة في من تنادي.
بوهدوز ذهب للأنترنيت وجمع فقرة من هنا وفقرة من هناك وجمعها، ببلادة، في مقال طويل لا يعرف رأسه من ذيله. مقال (لا يستحق بطبيعة الحال أن ينعت بمقال) مبعثر الأفكار والبناء. والخلاصة التي يخرج بها القارئ هو ان:
الإسلاموي (حسب بوهدوز) كل شخص يختلف في التفكير عن بوهدوز.
إذن الإسلاموي هو الذي لايعتنق الفكر البوهدوزي
إن دعوى القومية الأمازيغية هذه تمثل انحراف عاطفة القربى ورابطة البلد عن خطها الإِيمانيّ ونهجها الرباني لتصبح عاطفـة ودعوى جاهلية تفسد في الناس وتفرق بدلاً من أن تجمع وتصلح إِنها العصبية التي عرفها لنا وحذَّرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنها الباطل والفتنة والفسادأيها الأخ الفاضل وفي واقعنا اليوم واقع المسلمين في الأرض، استشرى هذا المرض على صورة خطيرة مدمّرة فأَصبح المسلم الذي يصلي ويصوم ويحجّ يجد اعتزازه في نفسه وعاطفته وفكره لأرضه أولاً قبل دينه وعقيدته. أصبحنا نجد هذه الدعوى الجاهلية تمضي في واقع المسلمين تحت راية الإسلام وشعار الإيمان لقد أصبح الواقع المنحرف الذي يعيشه المسلمون هو الذي يصوغ روابط الناس وعلاقاتهم ولم يعد الإيمان والتوحيد ولم تعـد آيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم لم يعد هذا كله هو الذي يصوغ الروابط بين الناس إِن الودّ بين الأَهل والأَرحام وهم ملتزمون بدين الله أمر مشروع حتى يقوى المسلم على الوفاء بأمانة صلة الرحم. وإِن حبّ الوطن حبّ المؤمن لداره وأرضه وبلده هو من فطرة المؤمن وطبعه. ولكنّ هذا الحب يصوغه الإيمان والتوحيد حتى لا يتحول إلى عصبية جاهليّة تجعل ولاء المسلم الأول لأهله وعشيرته أو أَرضه ووطنه ولاءً أعلى من ولائه لله ورسوله وتجعل أُخوة الأرض والوطن أعلى من أخوة الإيمان وتصبح الأرض هي محور الأحلاف والصلات والتكتلات والتجمعات ويصبح المؤمنون بذلك على غير ما أمر الله ورسوله به يصبحون أشتاتاً وأحزاباً وفرقاً وشيعاً يحارب بعضهم بعضاً ولا يصبحون أُمة واحدة من دون الناس كما أمر الإسلام وتُصبح الحوافز بذلك حوافز جاهلية حوافز أرض ودنيا حوافز مصالح وعواطف منحرفة ولا تكون حوافز إيمانيّة جلية تشدّ المؤمن ليسعى على صراط مستقيم هدفه الجنة ورضاء الله ليسعى وهو يتذكَّر ويعي مع كل خطوة الآيات والأحاديث التي ترسم له دربه وتصوغ له صلاته وروابطَه حتى تأخذ كلُّ صلة صورتها الإِيمانية وحتى تُؤدّي هذه الرابطة المهمّة التي شرعها الله وعلى الصورة التي أمر بها وفي الحدود التي أقامها دون تجاوز وطغيان أو تقصير وظلم لا يتسنَّى للمؤمن أن يفي بهذا الأَمر أو أَن يدعي روابطه على نحو إِيماني يَعْبُد بها الله سبحانه وتعالى إلا إذا صدق الإيمان وصفا التوحيد في قلبه وإلاّ إذا ملأَ العلمُ الحقُّ قلبه بالآيات والأحاديث حتى يعرف من منهاج الله حدود كلِّ رابطة لا من أهوائه المتفلِّتة وعواطفه الجاهلة، ومصالحه التي يُخفيها تحت الشعارات والرايات والزخارف، بغير هذا العلم، وبغير التوعية والتدريب المتواصل الذي كانت توفّره مدرسة النبوّة، وبغير الرعاية والمتابعة والإشراف، والإدارة الحازمة الواعية القوّية، لا يستطع المسلم أَن يلتزم الروابط الإِيمانية حقَّ الالتزام . عند ضعف الإيمان وغياب العلم بمنهاج الله، وغياب التدريب والرعاية والإعداد، تخضع الروابط عندئذ لقوى العادات والأعراف والعاطفة والنزوات وضغوط الجهل والأَهواء فتنحرف الروابط من خلال التصوّر والممارسة إلى أَشكال جاهلية حتى تألفها النفوس ثم ترضى بها وتخضع لها ثم تراها أَنها هي الحق فتدعو لها ثم تقاتل دونها. إِن الحدود التي أقامها أَعداء الله لتمزيق هذه الأمة، أَلفها الناس ثمَّ رضوا بها، ثمَّ أَخذوا يقيمون الأَعياد والأَفراح لها، ثمّ أَخذوا يدافعون عنها ويحمونها، ويتمسّكون بها تحت شعارات الوحدة وزخارفها، بدلاً من مقاومتها والسعي الحثيث لإلغائها. وأَصبح هذا الواقع المخالف لنصوص منهاج الله هو الذي يصوغ الروابط والعلاقات على مدى غير قصير من الزمن ولكنه قصير بالنسبة لحياة أُمة ! ثم أَصبح يصوغ السياسة والمواقف، والاقتصاد والمصالح، حتى امتدت المأساة وزاد الجرح عُمقاً في جسد الأُمة. لقد أصبح من السهل أَن يُرفَع شعار الإِسلام ورايته وفي الوقت نفسه يمضي الجهد والفكر والعطاء بروح قومية أَو إِقليمية ترسم الدرب والنهج والأَهداف وتصوغ النيّة والعلاقات تحت شعار الإِسلام، إذا جاء الاقتصاد أَصبح الناس اشتراكيين، وإذا جاءت السياسة أصبح الناس ميكيافيليين وإذا جاء الأدب فالناس حداثيون وإذا عرضت المصالح فهم إِقليميون أَو قوميون، ولم يأخذوا من الإِسلام إلا راية يتخفّى الناس في ظلالها، وهم ماضون على نهج غير إِيماني. ويزداد الأَمر سوءاً حين تصبح التجمعات إقليمية أو قومية في بنيانها ونهجها وأَهدافها ثم يُظَلَّل هذا كله براية إِسلامية أَو تلاوة قرآنية أوشعار. وفي قلب الفكر وروح النهج ولاء قوميٌّ أَعلى أَو إِقليميٌّ أكبر، هو الذي يرسم الدرب ويحدِّد النهجَ ويقيم العلاقات ويبني الأَهداف. وقد تتفلّت من بين الزخارف والزينة، والطلاء والأَصباغ تعبيرات مناقضة لزخارف الراية والشعار تكشفُ حقيقة الفكر وروح النهج واتجاه المسيرة. ولكن هذه التعبيرات المتفلّتة تُطوَى في أَمواج العاطفة والحماسة حتى لا يكاد يلتفت لخطورتها إِلا القليل الذي يغيب صوته. ويزداد الأَمر سوءاً حين تصبح الزخارف والزينة والشعارات تُرضي الناس فَيُقْبلوا عليها على أنهـا هي ” الجوهـر ” الحـقّ دون أَن يسألوا عن حقيقة هذا الزخرف ما وراءه وما فيه من خلل واضطراب وتصادم مع النهج الإيماني. وتصبح البطولات القومية بعد ذلك بطولات إيمانية تمنح لقب الشهيد مثلاً لكل قوميًّ صرع في الميدان ولو كان نصرانياً أو ملحداً أو ضالاً. ومن خلال ذلك تلتقي المناهج غير الإِيمانية مع الشعارات والزخارف في تحالفات وولاءات. ثم يبحث الجميع عن مسوّغات لذلك في تأويل للآيات والأَحاديث تأويل أَصبحت النفوس مستعدة لقبوله والعقول جاهزة للدفاع عنه. إِن الأمر يبلغ غاية السوء وأَشد الخطر حين يصبح الرأي العام المنتسب للإسلام يقبل هذا التأويل وهذا الواقع ويمضي معه ليكون حامياً له وقوة له بعد أَن سكت عنه أَولاً ثمَّ استسلم له ورضي به واعتاده وأَلفه ! ثمَّ لا يستيقظ أَحد إلاّ عند نزول البلاء بعد البلاء والفتنة بعد الفتنة والدمار بعد الدمار والمجازر بعد المجازر ثم تجد من يسأل : لماذا حلّ بنا عقاب الله ؟! ﴿ .. قل هو من عند أَنفسكم.. ﴾
نعود ونؤكد أنه إذا اختل الإيمان والتوحيد وضعف العلم تجاوز المسلم حدوده وغلب على نفسه غروره وكبره وإعجابه بنفسه وضعف الوفاء بالمسؤولية وحدودها .
الإسلاموي عند بهدوز هو الذي يعتنق الفكر البوهدوزي