قلم – علال زهري – زايو
” ما سبب المعضلة ؟ ” سؤال أصبحت الإجابة عليه أيسر من إلقاء السلام حتى عند أقل الناس ثقافة و علما، فالإجابة لا تخرج عن إطار كلمتين اثنتين ” الظروف ” و ” النظام “. غير أن هذا التساؤل و كغيره من الإشكالات يحتاج إلى نظرة حيادية و تحليل منهجي يضع الأصبع على مكمن الخلل لا أن يشير به من بعيد إلى خلل صوري قد يكون سرابا فحسب، إضافة إلى أن أي تحقيق عادل يوجب الشمولية في البحث على الحقيقة.
فما سبب المعضلة إذن ؟
أ حكومة و أحزاب تلعب، أ ليس يقال “اللعبة السياسية” ؟
أ شبان أضحوا أكثر احترافية من الببارازي في متابعة النجوم و الأحداث التي لا محل لها من الإعراب ؟
أ آباء رموا السلاح و رفعوا أيديهم مستسلمين لغزو أبنائهم، و آخرون فرحون لذلك جدا معتبرين إياه انفتاحا لا غزوا، و آخرون آخرون غلبوا الجميع فسبقوا أبناءهم و كانوا أول المغزيين ؟
أ مواطنون يعرضون أصواتهم للمزاد العلني و نواب يستعينون بدليل القمر الصناعي للوصول إلى بناية البرلمان و رغم ذلك يتم انتخابهم مرات أخرى ؟
أ مواطنون سلبيون يشتغلون بمبدأ ” ندْخل سوق راسي حْسن ” ؟
أ مدير فاسد، أ موظف مرتش، أ مقاول غشاش، أ أستاذ كسول….
بالله علينا، من نغير و ماذا نغير إذ نطالب بالتغيير ؟ من هو هذا الشعب الذي يريد ؟ أليس ذلك المدير و الموظف و المقاول و الأستاذ من الشعب ؟ هل نغير الآباء ؟ حتى و إن غيرنا النظام و جئنا بأفضل نظام ممكن، فماذا سنفعل مع هؤلاء كلهم ؟ ماذا سنفعل مع هذا الشعب ؟ حينئذ سيخرج النظام في مظاهرات رافعا شعار ” النظام يريد إسقاط الشعب “.
لا يدري الكثيرون أن النظام الفاسد و المستبد قد يكون عقابا إلهيا و ليس ابتلاءا، فأمة تقبل على نفسها أن يقتل الأخ أخاه و أن يقف الإبن في وجه أبيه أو أمه أمام المحكمة و أن تصبح الرشوة و الدعارة و هلم جرا جزءا لا يتجزأ من يوميات مجتمعه لا يستحق سوى جزاءا من جنس العمل و إن كان من ضمنه أناس صالحون.
ففي مسند الإمام أحمد من حديث أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده، فقلت : يا رسول الله، أما فيهم يومئذ أناس صالحون؟ قال : بلى، فقلت : فكيف يُصنع بأولئك؟ قال : يصيبهم ما أصاب الناس، ثم يصيرون إلى مغفرة من الله و رضوان “.
و ها هو ذا حديث في سنن ابن ماجة اقشعر لقراءته بدني بعد أن جعلني أدرك حقيقة الوضع، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : كنت عاشر عشرة رهط من المهاجرين عند رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بوجهه فقال : ” يا معشر المهاجرين، خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن، ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطاعون و الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، و لا نقص قوم المكيال و الميزان إلا ابتلوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان، و ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، فلولا البهائم لم يُمطَروا، و لا خضر قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوًّاً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، و ما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله عز و جل في كتابه إلا جعل الله بأسهم بينهم “.
لمْ يصب المهاجرين هذه الخصال و المصائب، فأصابتنا نحن، ” و ما ينطق عن الهوى “.
فإذا كان جور السلطان عقابا من الله، فهذا يعني أن ما يحصل من ثورات هو ثورة ضد عقاب الله و بالتالي فلن تكون لها أية نتيجة، و هذا يعني أيضا أن الثورة المطلوبة هي ثورة ضد المسبب لعقاب الله أي ثورة على النفس تنطلق منها ثورة على المجتمع بأسره.
و عندما يقول الله جل جلاله : ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “، فهذا يعني أننا بهذه الثورات نتحدى الخالق بحصولنا على التغيير دونما حاجة إلى تغيير أنفسنا.
و إذا كان فساد المجتمع سببا في العقاب، فهل نملك الحق في تحميل النظام المسؤولية في هذا ؟ أم إننا بصدد التملص من مسؤوليتنا كبشر مطالَبين بالصلاح و الإحسان و الإتقان فنرميها على عاتق أي جهة تبدو لنا قادرة على تحملها مريحين أنفسنا من عناء الجهاد الأكبر ؟
فليغير كل منا من نفسه و ليربها على الحق، و ليتحمل كل راع مسؤولية رعيته فينشأ الآباء أبناءهم على الصلاح و الإصلاح، و لينزه كل ذي منصب كبيرا كان أَم صغيرا نفسه عن الحرام فنستحق بذلك رحمة من عند ربنا تبارك و تعالى فيسلط علينا بإحساننا من يخافه فينا و يرحمنا.
موضوع ممتاز ! واصل
تحية خالصة لصاحب المقال على إثارته لنقطة مهمة يغفل عنها كثير ممن يسعون للتغيير المنشود و هي , الاخذ بالأسباب التي يتحقق بها النصر المنشود ضد الظلم و الإستبداد و الفساد و التي من خلالها يمكن الحفاظ على اي تغيير إيجابي قد يحصل مستقبلا , و هذه النقطة هي تغيير النفس
لكن استاذي الفاضل لتعلم ان مجرة كسر حاجز الخوف و الجهر بإنكار منكر الظلم و الفساد هو في حد ذاتك تغيير للنفس التي استحوذ عليها مرض الخوف و طلب السلامة , و هذا في حد ذاته إشارة الى بداية تغيير النفس , و انت تعلم استاذي ان هذه الصرخات التي تنادي بإسقاط الظلم و رموزه هي من جنس الجهاد , فعن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلي الأحمسي : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وقد وضع رجله في الغرز ـ أي الجهاد أفضل قال : كلمة حق عند سلطان جائر ، رواه النسائي بسند صحيح ,
و كما تعلم أستاذي الفاضل ان من اسباب ذل الشعوب المسلمة هو تركهم للجهاد الذي من ابرزه كلمة الحق , فن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا تبايعتم بالعِيْنَةِ وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذُلاًّ ، لا يَنزعه شيءٌ حتى ترجعوا إلى دينكم )رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح
لكن علينا ان لا نغفل اهمية التغيير من القمة فهي لا تقل اهمية عن تغيير القاعدة بل إن القمة قد تساعد في تغيير القاعدة بشكل سريع و فعال يقول عثمان بن عفان رضي الله عنه ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )
و لنا في التاريخ نماج اثبتت ان صلاح السلطان كان سببا في صلاح الرعية و خير مثال خلافة عمر بن عبد العزيز
و في النهاية استاذي الفاضل لو طبقت نظام ( لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) لصلح الراعي و الرعية و حتى لو فسد الرعية فان هذا النظام كفيل بإصلاحهم
و تقبل تحايتي
أخي الفاضل كريم النكادي
فكرتك بأن كسر حاجز الصمت تغييرفي حد ذاته صحيحة تماما لكن هذه المرحلة يجب أن يسبقها تغيير و تصحيح للنفس و للمجتمع فإن فاقد الشيء لا يعطيه ولا يعقل أن نطالب بصلاح الآخر ونحن لم نصلح حالنا كما ينبغي
المعادلة التي أطرحها بسيطة، للوصول إلى نظام صالح فإن أضمن طريق هي صلاح المجتمع على اعتبار أن هذه الطريق تكون محفوفة برحمة الله.
الاستاذ المكرم علال الزهري
نحن متفقين على ان صلاح القاعدة كفيل بضمان صلاح القمة
لكن ما قد نختف فيه هو العكس أي و هل صلاح القمة كفيل بصلاح القاعدة ؟
فأنا اعتقد ان بصلاح القمة تصلح القاعدة فقد قال بعض السلف لو كانت لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان فإن بصلاحه تصلح الرعيية
و كما نقلت لك سابقا ما أثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث قال ( إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )
فعلى سبيل المثال إذا كانت النظم تحول دون إصلاح المجتمع عن طريق فسح المجال للسلوكيات المنحرفة و تقنينها مع التضييق على المصلحين بل تجريم إصلاحهم فهنا يصبح الداء هو المنظومة التي تسيرنا فهي اصل الداء و الدواء هو في اصلاحها
و كما اسلفت سابقا , لنا في تاريخنا الإسلامي عدة امثلة من بينها خلافة عمر بن عبد العزيز اليت سبقها انحرافات في الراعي التي تجلت في الظلم و السكوت عن السلوكيات المنحرفة ,و انحرافات في الرعية و تجلت في انتشار الغناء الفاحش و تاخير الصلاة و كثرة السرقة لكن بمجرد تغيير المنظموة الحاكمة عن طريق وصول الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز للحكم صلحت منظموة الحكم التي كان من ابرز نتائجها صلاح الرعية ,حتى ان المرء كان لا يخشى على ماله من السرقة
و نموذج عمر بن عبد العزيز ليس هو الوحيد بل تلته نماذج في خلافة بني العباس كخلافة المهتدي و الظاهر و نماذج من سلاطين بني ايوب و على راسهم السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي بمجرد وصول للحكم تغير المجتمع المصري من مجتمع انتشر فيه الإلحاد و الرفض الى مجتمع متسنن على منهج النبوة
و انهي كلامي بنقل مقتطف من حوار اجرى مع احد المغنيين الشعبيين في مصر حيث سئل عن رأيه وصول الإسلاميين الى الحكم , فكان جوابه ان وصولهم للحكم فيه مصلحة لنا فقد يساعدنا وصلوهم للحكم للتوبة مما نحن فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم الذي تعرض له أجدادنا و آباؤنا ونتعرض له الآن، هو عقاب من الله يا أخي علال؟؟. إذن حسب منطقك: هذه مشيئة إلهيه فلا مجال لتغييرها.
أرى في مقالك خلطا بين الإصلاح السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و العقائدي. انا متفق معك ان هناك تداخل و تفاعل ولكن في رأيي المتواضع ان البداية يجب أن تكون في المجال السياسي بالوقوف ضد سياسة السلطة الشمولية التي لا تستحيي من الله ولا من عباده.
عهد فرعون ولى يا علال.
في المرحلة الثانية ياتي المجال الإقتصادي بما يحمله من مبدأ إعادة قسمة خيرات البلاد لتتحسن حال المغاربة لنسمعهم يقولون الإنسان كائن عاقل…. وليس الإنسان كائن جائع؟؟؟؟
عهد الإقطاع ولى علال
نعم يا علال عندما يكون الإنسان عاقلا سيرمم علاقاته الإجتماعية. و يمشي بخطى ثابتة نحو إصلاح ذات البين.
اما المجال الديني فمكانه الوجدان. فعندما نشبع وتتحسن أحوالنا سنجد طريقنا إلى رب يحب عبادة، يرحمهم ولا يعاقبهم. آنذاك آنذاك سيكون لنا قائد واحد أحد نعبده و نتقيه. يدخل قلوبنا فتتجمد قلوبنا كي لا يخرج منها أبدا. أنذاك يمكننا القول. ’’ لا حول ولا قوة إلا بالله’’
المعادلة سهلة جدا:
أعطيني خبزا و أمان أعطيك فكرا و أدبا
أعطيني فكرا و أدبا أعطيك السلم الإجتماعي
أعطيني السلم الإجتماعي أعطيك الإحسان تحت طاعة الله
و السلام على من إتبع الهدى ودين الحق
أخي سعيد، ألخص كلامك في فكرتين :
ـ الإصلاح السياسي مقدم على الإصلاح العقائدي، فيا سعيد، بناء البرج يبتدأ من الأسفل إلى الأعلى إذ أن السياسة يجب أن تتأسس على منهج الشريعة وليس العكس.
ـ من أجل أن أكون محسنا يجب أن أكون ذا مستوى اجتماعي معين، فيا سعيد، لم أكن أعلم أنه بإمكاني أن أضع على خالقي شروطا كي أتقيه.
يا سعيد ” إن تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم” صدق رب العزة.
أخي علال
يسعدني ان يكون هدفنا واحد. والعقدة تكمن في البداية؟
من كان الأول؟ البيضة ام الدجاجة؟
تذكر قولة ’’ كاد الفقر أن يكون كفرا’’ا
و تذكر قول الله تعالى :” و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين”
الله تعالى يقول :بشيء من الجوع. وهؤلاء سلطو علينا كثيرا من الجوع. ففي وقت ليس طويلا التقيت بغرباء في سيدي عثمان لم يذوقوا الطعام ثلاثة أيام متتالية. افتح عينيك يا أخي وستقول. اللهم إن ةهذا منكر
كنت الاخ علال تحدثت عن اللعبة السياسية هذا جميل انا اطرح عليك هذا السؤال لماذا امتنعت الى حد الان امريكا ومعها الاتحاد الاوروبي في التدخل في المذبحة التي يرتكبها نظام الاسد في حق شعبه
لأننا ابتغينا العزة في غير الإسلام فأذلنا الله، فأصبح دمنا لا يساوي جناح بعوضة.
وما أسعد أعداء الله و هم يرون المسلمين يتطاحنون بينهم و يتناقص عددهم قليلا من فوق الكرة الأرضية.
كل هذه التساؤلات تجد جوابا لها في حديث رسول الله الذي ذكرته في المقال، الفقر موجود و الفتنة و كل المآسي موجودة لكن الحل في نظري هو نصرة من الله يجب أن نسعى إلى استحقاقها
لولا وجود الفساد لما وجد الاصلاح ولولا وجود الخروج عن الصواب لما وجدت التوبة نحن في امتحان كبير لا ينتهي الفساد مقترن بالزمان والمكان ، في معركة عين جالوت لم يتفوق المسلمين على المغول الا بعد القضاء على الفساد كاحراق الحشيش واتلاف الخمور بل وتخلي بعض الامراء على اسرجتهم الذهبية وبيع قصورهم ، القضاء على الفساد يتطلب منا وقفة مع الذات اولا ثم ان نطرح السؤال اصلاح من وكيف ؟ وهل الفساد في خط تصاعدي ام في خط تنازلي ؟ هذا الفاسد هل هو انتاج محلي ام مستورد ؟؟ كيف انه لم يتعلم من مدارسنا ان يفرق بين الصح والخطأ ؟؟ إذا لم يتعلم فهذا يعني ان مدارسنا فاسدة ، كيف يفلت المفسدون من العدالة ؟؟ كيف لا يخاف هؤلاء يوم القيامة ؟؟ اسئلة كثيرة وكبيرة ، اعتقد ان زمن الطابوهات قد ولى وعلى الكل الاستعداد لزمن المحاسبة وتناول المسموح والمحضور بحيث لن يصح الا الصحيح اما الباقي فتتناوله النيران في هذه الحياة او الحياة الاخرى.
ياعلال اذا كاانت الامور كما ترى فلا نحتاج الى الحكام اصلان
شكرا ا
اعلال اذا كاانت الامور كما ترى فلا نحتاج الى الحكام اصلا
للماذا ، ألم يكن في عهد الصحابة نظام حكم ؟٠
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا علال على هذا الموضوع الرائع و تستحق عليه الوسام ان مجتمعنا هذا مصاب في اخلاقه و هذه هي الطامة الكبرى فالذي بيته من زجاج لا يرجم الناس بالحجر بمعنى ان الفساد لا يحارب الفساد لقد عم الفساد في مجتمعنا بشكل خطير و الجميع يتفرج في هذا الانحلال الاخلاقي حتى اصبح الشاب يجهر بالمنكر بل و يتباهى به و لهذا على الجميع ان يتحمل المسؤولية و ذلك باصلاح انفسنا اولا وفق الشريعة الاسلامية حتى يرضى عنا الله سبحانه و تعالى و بذلك يصلح المجتمع فالانسان اذا اراد ان يبني عمارة من عدة طوابق لابد في البداية ان يبني قاعدة متينة حتى يتبعها ببناء الطبقات و ليس العكس و هذا ما يقصده اخونا علال
je veux dire on aura pas besoin de la revolution les chefs seront des symbles nous serons miux que eux %
mieux beaucoup mieux
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و بفضله تتنزل الخيرات و بتوفيقه تتحقق الغايات الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله و الصلاة و السلام على البشير النذير و السراج المنير سيدنا و حبيبنا و امامنا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم باحسان الى يوم الدين الحمد لله على نعمة الاسلام و كفى بها نعمة
اما بعد يسعدني و يشرفني ان اضيف تعليقا على الموضوع الذي طرحه الاستاذ علال زهري .
ما اثار انتباهي في موضوعك هو قوله تعالى ان الله لا يغير قوما حتى يغيرو ما بانفسهم . و يقول الاستاذ “فهذا يعني أننا بهذه الثورات نتحدى الخالق بحصولنا على التغيير دونما حاجة إلى تغيير أنفسنا.” هذا صحيح الم يقل الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمان الرحيم ” وَالْعَصْرِ1إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3)” صدق الله العظيم .
نحن لسنا ضد الثورات و لكن نريد لهذه الاخيرة ان تجنى ثمارها و تحقق اهدافها اذن فلا بد ان نثور ضد انفسنا اولا و لا يجوز ان نحمل المسؤولية لغيرنا و ننسى اخطائنا لنقع في المثل الذي يقول استنجد غريق بغريق
فالشعوب تحمل المسؤلية للعلماء و العلماء يحملون المسؤولية للحكام و الحكام يحملون المسؤولية للمجتمع الدولي او للضغوطات الخارجية .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته كل واحد منا في موقعه فعلى الاب ان يقوم بواجبه و الام و الاستاذ و التاجر و العلماء و الحكام فاكبر مصيبة ان تشغل نفسك بالاخرين و تنسى نفسك فان كانت الثورة قد نجحت في تونس و مصر و قريبا في ليبيا و سوريا و اليمن فعلى هذه الشعوب ان تستعد لاكبر جهاد و اعضم ثورة ( جهاد النفس ) كما فعل احد القادة المسلمين عندما رجع من احد المعارك قال لجنوده رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر قالوا وما الجهاد الاكبر ؟؟قال جهاد النفس
اقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم اللهم اصلح البلاد و العباد و اجعل بلدنا هذا بلدا آمنا مطمئنا و سائر بلاد المسلمين آمين و الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا يا علال على هذا الموضوع الرائ