قلم – ذ أحمد الجبلي – وجدة
إن السي زعطوط لم يمت، وربما إعلان وفاته هي خدعة انتخابوية كي يأتينا بقناع جديد لأنه خبير كما خبرناه في كل استحقاقات ..فإذا كانت القطط لها سبعة أرواح فالسي زعطوط له آلاف الأرواح وبالتالي فلن يموت ولن ترتاح منه الساكنة مهما حاولت ..لأنه ببساطة له القدرة على تقمص أي شخصية وله الكفاءة المطلوبة في أن يقوم بجميع الأدوار فمرة يأتينا في شكل محامي ومرة في شكل أستاذ ومرة في شكل مقاول ومرة في شكل رجل أعمال وكل هؤلاء يمتازون، طبعا، بالنزاهة وحب الوطن والغيرة على المواطنين.
إن هذا الفكر الزعطوطي وهذه الثقافة الزعطوطية ما دامت باقية فإن زعطوط لم يمت ولن يموت. فما هو الفكر الزعطوطي يا ترى؟؟ وما هي مظاهره ومميزاته؟؟
إن أهم تجليات الفكر الزعطوطي هو أن يأتيك السي زعطوط أثناء الاستحقاقات الجماعية أو البرلمانية ليجثو على ركبتيه ويسجد تحت قدميك طالبا ثقتك وما تحت قوامتك من أصوات أهل البيت.
وبعد فوزه تغلق بينك وبينه سبعة أبواب يحرصها سبعة رجال. وعندما تلتقي به ، قدرا، في إحدى شوارع المدينة لا ينظر إليك ولا يعيرك أدنى اهتمام لأنك لست أخاه ولا ابن عمه ولا صهره ولا حتى جاره. وبعد انتهاء مدة صلاحية الكرسي وانقضاء سنوات العسل يعود من جديد، دون حياء أو خجل، بسمفونية خالدة ولحن جديد ليجثو مجددا على ركبتيه ويطرق بابك بلحمه وعظمه، وسَيُقبلك، هذه المرة، بحرارة وسيضمك إلى صدره لأنك كل شيء في حياته. فتقف مشدوها ومتسائلا إن كان هو..هو..زعطوط ؟؟ وستتساءل: هل هذا هو الذي ذهبت إليه يوم… وتردني شر طردة؟..هل هذا هو الذي عندما سلمت عليه لم يرد علي التحية وكأنه لا يعرفني ولم يراني قط؟؟؟؟وستقول حينها بملء فيك: ” سبحان مغير الأحوال” وستقول: ” إن لله في خلقه شؤون” نعم إنه هو بنفسه زعطوط..جاء يطرق بابك، من جديد، ليدعوك لوليمة كرما وجودا وحبا فيك وفي آل بيتك. وسيلقي على مسامعك ومسامع جيرانك خطابا يعرض فيه كل الإنجازات التي قام بها صندوق النقد الدولي و الشركات الدولية الكبرى التي عبدت الطرق حتى تعبر شاحناتها لتصل إلى الموانئ. وسوف لا ينسى ما أنجزته الولايات الجهوية والعمالات الإقليمية بميزانيات وزارة الداخلية ليعتبرها إنجازا خاصا تنفيذا لوعده وبرنامجه أثناء آخر حملاته الانتخابوية. في حالة طرحت عليه بعض الأسئلة من ساكنة الحي، سيجيب عنها بنفس طريقة السيد الوزير وهو يجيب عن أسئلة البرلماني يوم الأربعاء لتظهر صورته على التلفاز، فيجيب بالتحايل على القانون، ويراوغ في إيجاد أجوبة مقنعة شافية وكافية. وفي حالة ظهور شرارة الغضب من السكان والتعبير عن الاستياء، سيلجأ السي زعطوط إلى الصراحة وسيصارحهم بصدق كاذب:” أنتم مطالبون بالتصويت على إنسان مثلي حصل له نوع من الإكتفاء والقناعة والذي حصلت عليه يكفيني..وأنا أفضل لكم من مرشح جديد لا زال جائعا وسيلتهم ما تبقى في الخزينة من ميزانية.. ألا إني قد بلغت اللهم فاشهد” كم نحن في حاجة لإدخال هذا الزعطوط لمشرحة المختبرات حتى يعلم العالَم كله أن زعطوطنا يعد أغرب الكائنات في الوجود .. وهو من نوع الزعطوط الفريد من نوعه حيث سيعجز الطب والعلم في دراسته الدراسة الكافية لأن له من التحولات والتلونات ما يجعله صعب المراس حتى على العلم عندما يحاول الاستفادة منه.
وكيف للعلم أن يستفيد منه ولم يستطع ذلك حتى الذين ظلوا لمدة نصف قرن وهم يسعون لذلك. أعرف شابا صالحا، جاءه زعطوط وعرض عليه أن يعمل لحسابه ويستعين بما لديه من شعبية لفوزه في الانتخابات، خصوصا وأنه الشاب المشهور والمحبوب في دائرته، مقابل أن يوفر له وظيفة محترمة يخرج بها مما يعانيه من بطالة وفراغ ذات اليد. ابتسم السي علي فرحا واستبشر خيرا، ووضع يده في يد زعطوط وعداً منه على أن يقود الحملة في حيه ويحرك معه قطيعا من الشباب والنساء والرجال. ولن يقصر في واجبه تجاه هذا المرشح النزيه والصادق الأستاذ زعطوط.. وذاك ما كان. ونجح الأستاذ زعطوط بفضل الله وبجهود السي علي ومن معه. وبعد تشكيل المكتب وانتخاب السي زعطوط رئيسا له، توجه السي علي إلى السيد زعطوط ليتسلم الوظيفة. ولكن السيد الرئيس السي زعطوط لا يستطيع لقاءه لكثرة مشاغله ولأنه منهمك في مشاكل المدينة وما تتطلبه من تفكير ومشاريع وتخطيط. وظل السي علي هكذا بين ذهاب وإياب إلى أن فقد الأمل، وتوكل على الله وحمل سلاحه ليعود إلى الالتصاق بالجدران التي وحدها من كانت تفهمه وتراعي ظروفه لأن النقوش الجميلة التي كان يرسمها عليها كانت وحدها من يجعله يعيش في كفاف دون أن يمد يديه. بعد انتهاء مدة صلاحية الكرسي وانقضاء مدة التصرف في الميزانية،
عاد السي زعطوط على متن سيارة ميرسيديس سوداء. ولم يصدق الناس أن سيارة ميرسيديس سوداء فارهة تقف قرب منزل السي علي النجار واعتذر السي زعطوط عن عدم استطاعته الوفاء بوعده لمجموعة من الاعتبارات المعقدة. ولكن هذه المرة هو على يقين أنه إن نجح حتما وقسما بالله أن يوفر له وظيفة تليق به كمثقف وذي شعبية كبيرة نظرا لاحترام الناس له. ولم يكن من السي علي إلا أن استأذنه في الدخول لمنزله ورحب زعطوط، الذي عاد ليترشح مرة أخرى، بهذا الاستئذان لعله سيستشير والده أو والدته. ولكن السي علي خرج من منزله من جديد وهو يحمل هراوة كبيرة وصاح بأعلى صوته: إلى ما مشيتش يا واحد الكلب غادي نهرسها على راسك” وأسرع السي زعطوط بسرعة البرق نحو سيارته واختفى عن الأنظار. ولكن السي علي استمر في غضبه وهو يزبد ويرغد ويشتم بأعلى صوته معبرا عن ما كان يعشش في صدره لمدة خمس سنوات من حنق وكره لهذا الوحش الكاسر الوقح التي ليس في قلبه ذرة من حب لهذا الوطن، ولا حبة من خردل من تقدير لهذا المواطن الضعيف. إن السي علي ، فيما بعد، اتضح أنه قام بهذا السلوك ليس لأن زعطوط الخائن قد خانه. وإنما لشعوره بأنه هو كذلك قد خان ساكنة الحي بسداجته و بتزكية شرير ومجرم واستغلالي وقح.
وعبر السي علي بكل عفوية أنه ما كان لينتظر منه توظيفه لو لم يكن له الحق كمواطن في الشغل. ولظنه في أن زعطوط مرشح نزيه ومواطن صالح وأنه سيفي بتطبيق برنامجه البراق الذي أعجب المواطنين، والذين على أساسه وثقوا في السي علي و صديقه المرشح. إن الزعاطيط في بلادنا ما أكثرها وهي جزء مما يحجب عنا المطر. ورغم ذلك فالمؤمنون عندما يضطرون إلى دعاء الغيث يقولون: اللهم اسق عبادك أي المواطنين وبهيمتك أي زعطوط. ولم ينسوا البهيمة / زعطوط من أن تناله رحمة الله لأن المواطن كريم ومسامح فهل سيكون زعطوط في مستوى هذا التسامح وهذا الكرم ويبتعد عن صناديق الاقتراع ويترك المكان لمن هو أصلح وأطهر وأشرف وأكفأ؟؟؟
سنتصدى للزعاطيط اينما وجدوا وحلوا واصبحو ا وضلوا
من اين جائك خبر موت السي زعطوط؟
آخر مقالة افادت ان زعطوطا قد تاب الى ربه. فلا تقتلوا ابطال الفساد كي تعيدوهم ثانية الى الوجود
الزعطوطية هي وظيفة تنتقل من زعطوطي محترف الى زعطوطي مبتدئ، وهذا المنصب الخرافي والاسطوري الذي يجد افضل مكان يعيش فيه ويبني فيه اعشاشه وينسج فيه خيوطه العنكبوتية هي الدول النامية من امثال المغرب . وبحكم ان التكنولوجيا اكتسحت كل العالم بمافيها المغرب فإن نوع الشبكات التي ينسجها الزعطوطيون أصبحت الآن الكترونية وكل جاهل سابقا بعالم الانترنت والاتصالات اصبح اليوم بفضل مهنة الزعطوطية خبيرا في جذب الاصوات باستعمال كل الاساليب حتى الالكتروني منها.
اما من قال بموت السي زعطوط فهو من المؤكد انه سمع بذلك الخبر عبر الشبكة المعلوماتية وهو خبر يحتمل الصحة والخطأ لكن الارجح ان السي زعطوط لا محالة على قيد الحياة لان موسم الزعطوطية على الابواب وكل من يريد ان يتزعطط سواء من ذوي الخبرة او عدمها فعليه ان يتبع السي زعطوط في مسيرته التي لن تبدو ملامح نجاحها او فشلها الا في اواخر شهر نونبر من السنة الجارية.
السي زعطوط من نسج خيالنا وهو نتيجة لسوء التربية والابتعاد عن الاخلاق الاسلامية وهو بيننا في كل وقت لأننا لم نعد نتكاثف ونتعاون على ما نص عليه الشرع والحق السي زعطوط لن يموت حتى وان اعدمناه ملايين المرات لأنه مرض يرافقنا ويلازمنا يعمل ليل نهار لا يمل ولا ييأس وحينما نطبق قوله صلى الله عليه وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه)انذاك فقط سينام السي زعطوط الى حين غفلة أخرى فلنكن جميعا ضد السي زعطوط ونرسله الى غرفة الانعاش ليسود السلام بيننا لا تفرقنا انتخابات ولا جمعيات ولا احزاب ولا جماعات سواء متطرفة او معتدلة شعارنا فيه الحب والسلام لجميع الشعوب وليذهب السي زعطوط الى الجحيم
هذا المقال حق أريد به زعطوط.
إلى المتدخل واع واع
هذا المقال عن زعطوط وأريد به الحق..وزعطوط ليس كما ظننت أو كما هو في خلفيته.بل هو كل من سولت له نفيه الاتجار في المواطنين ومستقبل أبنائهم..فكل أباطرة الانتخابات في كل مدينة من مدن المغرب هم زعطوط الذي أعنيه..ولا أعني أي زعطوط..وأيما مرشح أو مستشار أو رئيس قروية أو بلدية أو عمدة رأى أنه هو المعني فذاك شأنه..واللي فيه الفز يقفز.
صدقت يارجل