زايو سيتي – العيون 24
بوحجر . م
أصدرت لجنة اليقظة التي ظهرت للوجود في أعقاب كارثة نفوق كميات كبيرة من اسماك وادي ملوية بلاغا تعترف فيه بان تناقص كميات الأوكسجين المختلط بالماء هي التي أدت إلى موت هذه الأسماك اختناقا.
ويرجع البلاغ أسباب تناقص الأوكسجين إلى الارتفاع الذي لوحظ في نسبة المواد العضوية العالقة في عدة نقاط بالوادي والتي يبدو أنها بفعل عملية الأكسدة التي تعرضت لها استهلكت كميات كبيرة من الأوكسجين.
وقد جاء هذا الاعتراف بعد صدور نتائج التحليلات المخبرية التي قام بها كل من المختبر الجهوي للسلامة الغذائية التابع لوزارة الفلاحة ووكالة الحوض المائي لملوية و المختبر الوطني للدرك الملكي و التي جاءت نتائجها متباينة و متباعدة فيما بينها سواء تعلق الأمر بالعوامل الفيزيائية أو الكيميائية (…pH. DBO5. DCO. Oxygène dissout. Turbidité)
وهو ما يفسره المختصون بكون عينات المياه التي تم تحليلها لم يتم أخذها في وقت واحد بل في أوقات متفاوتة بعد اكتشاف الكارثة جعلت المادة أو المواد الملوثة بعد اختلاطها بالمياه الجارية تتلاشى و ينخفض تركيزها.
وقد كانت نتائج تحليلات المختبر الوطني للدرك الملكي أكثر تفصيلا حيث تم اكتشاف مواد ملوثة أخرى كبقايا لمواد بترولية إضافة إلى مادة الميلاص التي يستخرجها معمل سوكرافور بعد تحويل مادة الشمندر
وفي خطوة استباقية لإثباث براءتها من هذه الكارثة قامت شركة سوكرافور بانتداب احد المختصين الأجانب الذي عمل على إعداد تقرير يبين أن طبيعة النفايات الملقاة في الوادي لا تشكل خطرا على البيئة و هو التقرير الذي يفتقد لأية مصداقية, حسب الجمعيات البيئية المهتمة, كونه تم انجازه بطلب من الشركة و بتمويل منها.
على أي حال بيان لجنة اليقظة لم يجب سوى على نصف الأسئلة المطروحة, فإذا كانت هذه اللجنة, اعتمادا على نتائج تحاليل متباعدة تحتمل أكثر من قراءة, قطعت الشك باليقين و أرجعت نفوق اسماك ملوية إلى تناقص نسبة الأوكسجين المختلط بالماء نتيجة التركيز العالي للمواد العالقة, فالسؤال الذي يظل مطروحا ما هو منبع هذه المواد العالقة و من هي الجهة المسؤولة عن إفراغ هذه المواد بمياه الوادي. أسئلة ينتظر الرأي العام الإجابة عنها خاصة و أن الدرك الملكي قد فتح تحقيقا في الموضوع